صحافة دولية » - مقالات وتحليلات مترجمة من صحف ومجلات أجنبية

- صحيفة 'واشنطن تايمز'
كل الدول العربية كانت لها قنوات دبلوماسية مع إسرائيل  باستثناء العراق وليبيا

أشارت برقية دبلوماسية سرية تعود لعام 2009 إلى أن هناك علاقات دبلوماسية سرية مكثفة بين إسرائيل ودول الخليج، موضحة أن إسرائيل ومن وصفتهم بأعدائها التقليديين في دول الخليج العربي أجروا علاقات دبلوماسية مكثفة، وتبادلوا معلومات استخبارية خطيرة، خاصة بشأن إيران.
وأوضحت البرقية السرية التي نشرها موقع ويكيليكس أن معظم تلك الإجراءات الدبلوماسية بين تل أبيب وعواصم في الخليج العربي تمت لتنسيق السياسات وتبادل المعلومات الاستخبارية بشأن الخطر الذي تمثله طهران في المنطقة، بالرغم من المظاهر العامة الخارجية التي توحي بالعدائية المتبادلة بين إسرائيل ودول الخليج.
وكشفت برقية دبلوماسية تعود لعام 2009 عن لقاءات دبلوماسية سرية على مستوى رفيع بين إسرائيل وكل من السعودية ودولة قطر وسلطنة عمان ودولة الإمارات العربية المتحدة، بالرغم من كونها دولا عربية لا تعترف بما أسمتها صحيفة واشنطن تايمز الدولة اليهودية.
وأضافت الصحيفة أنه بالرغم من الخطابات العلنية العدائية ضد إسرائيل، فإن الدبلوماسيين العرب طلبوا من تل أبيب سرا وفيما وراء الكواليس أن تنقل رسائل إلى الحكومة الأميركية وتحثها على اتخاذ إجراء أقسى ضد طهران.
دور إسرائيل
وتوضح البرقية السرية الدبلوماسية المؤرخة في 19 مارس/آذار 2009 أن نائب المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية لشؤون الشرق الأوسط يعقوب هداس قال لأحد الدبلوماسيين الأميركيين إن عرب الخليج يدركون قيمة الدور الذي يمكن أن تلعبه إسرائيل بسبب قوة علاقتها مع الولايات المتحدة.
وأضاف أن دول الخليج تدرك أيضا ما يمكن لتل أبيب أن تقوم به ضد طهران، مضيفا أن المسؤولين الخليجيين يعتقدون أن إسرائيل يمكنها أن تفعل 'مفعول السحر'.
وأشارت الصحيفة إلى ما وصفته بالقلق المتزايد لدى إسرائيل ودول الخليج إزاء البرنامج النووي الإيراني، وإزاء دعم طهران لما سمتها الحركات السياسية المتطرفة و'الإرهاب' في الشرق الأوسط.
وأضافت أن معظم الدول العربية تحتفظ بعلاقات دبلوماسية بشكل أو آخر مع إسرائيل منذ مؤتمر أوسلو في تسعينيات القرن الماضي، لكن تلك العلاقات بدأت تتقطع وتصبح هشة في عام 2000 مع انهيار عملية السلام في المنطقة.
ونسبت الصحيفة إلى مستشار الشرق الأوسط السابق في وزارة الخارجية الأميركية ديفد ميللر قوله إن كل الدول العربية كانت لها قنوات دبلوماسية مع إسرائيل حتى عام 1996 باستثناء العراق وليبيا.
مصر والسعودية
وأشارت 'واشنطن تايمز' إلى أن قطر أغلقت المكتب التجاري الإسرائيلي لديها إثر الحرب الإسرائيلية على غزة نهاية 2008، مضيفة أن السعودية ومصر ضغطتا على قطر لاتخاذ موقف صارم ضد إيران.
وتشير البرقية السرية إلى وجود علاقة شخصية قوية بين وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيبي ليفني ووزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان.  
ونسبت الصحيفة إلى دبلوماسيين إسرائيليين آخرين قولهم إنهم أرادوا تنسيق بعض الجهود مع نظرائهم العرب بشأن إيران، وإنهم التقوا مسؤولين عربا في اجتماعات سرية وعلى هامش بعض المؤتمرات الدولية، مضيفين أن إسرائيل تبادلت معلومات استخبارية مع دول الخليج بشأن شحنات أسلحة وتقنيات متطورة متجهة إلى إيران.


- صحيفة 'يونغا فيلت' الألمانية
استمرار نظام حسني مبارك وحمايته من السقوط مطلوب بأي ثمن

ربطت صحيفة 'يونغا فيلت' الألمانية بين ما كشفت عنه الوثائق الدبلوماسية الأميركية السرية من تحالف بين واشنطن وتل أبيب وعدد من الأنظمة العربية، وبين ما شهدته الانتخابات البرلمانية المصرية الأحد الماضي.
واعتبر المحلل السياسي للصحيفة فيرنر بيركير في مقاله بعنوان 'التحالف الخطر-لهذا لا يسمح بسقوط مبارك' أن أبرز ما لفت الأنظار في الوثائق المنشورة على موقع ويكيليكس هو تأكيدها على حملة التحريض الرهيبة التي شنتها الأنظمة العربية الحليفة لواشنطن ضد إيران.
وأضاف 'وفقا لما نشرته دير شبيغل فلا أحد ولا حتى الولايات المتحدة وإسرائيل، سعى بإلحاح وعزم وقوة مدهشين، لتوجيه ضربة عسكرية للبرنامج النووي الإيراني، مثلما فعل حكام مصر والأردن والدول الخليجية'.
واعتبر المحلل الألماني أن 'الفضيحة الدبلوماسية التي كشفتها ويكيليكس بنشرها للوثائق السرية الأخيرة قد عرت القوة العظمى الأحادية، غير أنها قدمت لها فائدة إيجابية، إذ ستتمكن واشنطن بسلاسة، من تسويق أي حرب ستشنها ضد طهران في المنظورين القريب أو المتوسط، كعربون صداقة تسديه لحلفائها من الأنظمة العربية التي تشعر بالتهديد من البرنامج النووي الإيراني'.
وقال إن 'الحلف الخطر القائم بين واشنطن وتل أبيب والأنظمة العربية الموالية للغرب لم ينشأ رد فعل على التهديد المفترض من برنامج طهران النووي، وإنما هو قديم ولا غنى لأي طرف فيه عن بقية الأطراف، ويلعب دورا مركزيا في توجيه دفة الأوضاع في الشرق الأوسط في الفلك الأميركي'.
الانتخابات المصرية
ورأى بيركير أن الحلف مع إسرائيل له أولوية مطلقة في أجندة الولايات المتحدة، لأن 'الدولة الصهيونية تمارس منذ تأسيسها مهمة وظيفية منحصرة في التصدي لأي محاولة للتحرر الوطني أو القومي العربي'.
وأشار إلى أن واشنطن سعت دائما لدمج الأنظمة العربية الحليفة لها مع إسرائيل ضمن إستراتيجيتها الهادفة لوأد أي مسعى للوحدة أو النهوض في العالم العربي، ولفت في المقابل إلى أن 'الدولة الصهيونية التي تتباهى باستمرار بتقمص دور الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط، لم تجد مع ذلك غضاضة في التحالف مع الأنظمة العربية الديكتاتورية ضد الحركات الشعبية الفاعلة في المنطقة'.
وخلص  بيركير إلى أن عدم مبالاة الغرب حاليا بالديمقراطية وحقوق الإنسان في الشرق الأوسط -إلا إذا كان لها ارتباط بموقفه من إيران- يمثل مفتاحا لفهم ردات الفعل الأوروبية والأميركية مما جرى في الانتخابات البرلمانية المصرية الأحد الماضي.
وأشار إلى أن واشنطن وبروكسل لم توجها للرئيس المصري أي سؤال عما جرى في هذه الانتخابات البرلمانية التي فاز فيها حزبه الحاكم بأغلبية ساحقة ومنيت فيها حركة الإخوان المسلمين المعارضة بهزيمة ماحقة.  
وقال بيركير 'جرت عملية الاقتراع المطعون في شرعيتها في غياب أي رقابة دولية أو محلية محايدة، ومورس التضييق إلى أبعد الحدود على المرشحين المعارضين أثناء الحملة الانتخابية، وأطلقت الشرطة الرصاص على المحتجين على التزوير الذين قتل منهم خمسة أشخاص على الأقل'.

وأضاف 'لم يثر هذا قلق أحد في الغرب، ولنا أن نتخيل كيف ستكون احتجاجات الإعلام الأوروبي أو الأميركي، لو كان جزء مما حدث في مصر قد وقع في دولة مناوئة للغرب'.

وخلصت الصحيفة الألمانية إلى أن 'استمرار نظام حسني مبارك وحمايته من السقوط مطلوب بأي ثمن، حتي لو كان المقابل هو التزوير المفضوح للانتخابات البرلمانية المصرية'.


- مجلة 'ديرشبيغل'

تسريبات ويكليكس / أولاً: ما الذي تظهره الوثائق المكشوف عنها؟

تتكون الوثائق التي كشفها موقع الشبكة الإلكترونية 'ويكليكس' مما يلي:

&bascii117ll;ما يبلغ مجموعه 251.287 برقية دبلوماسية كانت قد أرسلتها السفارات الأميركية، والقنصليات والنقاط المتقدمة حول العالم إلى وزارة الخارجية في واشنطن.

&bascii117ll;ما يبلغ مجموعه 8.000 من التوجيهات التي أصدرتها وزارة الخارجية إلى مواقعها الدبلوماسية حول العالم.

يعود تاريخ أحد التقارير إلى العام 1996، لكن الغالبية العظمى تعود في تاريخها إلى العام 2004 أو ما بعده. وكان ذلك الوقت هو الذي أنشأت فيه الولايات المتحدة قاعدة البيانات المسماة 'شبكة مسارات البروتوكولات الأميركية السرية الآمنة للإنترنت' أو SIPRNet التي تعود إليها أصول المعلومات. وقد ارتفع عدد البرقيات باستمرار بمرور السنين، وتم إرسال حوالي 9.005 تقارير خلال الشهرين الأولين من هذا العام وحده. وبعد ذلك، ينتهي سيل المعلومات التي حصلت عليها ويكليكس. وإذا أخذناها معاً، فإن البرقيات تقدم نصوصاً من المادة الخام التي تكفي لملء 66 سنة من أعداد مجلة 'ديرشبيغل' الأسبوعية.

ثانياً: قامت كل من صحف 'نيويورك تايمز'، 'الغارديان' اللندنية، 'لوموند' الباريسية، و'إل بايس' المدريدية بمراجعة وفحص وتحليل كتلة البيانات التي قدمتها ويكليكس إلى هذه المطبوعات.

تضم كل برقية تاريخا، وكاتبا، ومرسلا إليه، وتصنيفا لمستوى السرية، ونص التقرير نفسه. كما يذكر نص البرقية غالبا أسماء المخبرين. ولهذا السبب الأخير قرر موقع ديرشبيغل الإلكتروني عدم نشر الغالبية العظمى من هذه الوثائق. وبدلا من ذلك، أخذنا اقتباسات من برقيات بعينها أو عرضنا مقتطفات أو برقيات كاملة، والتي قمنا فيها بتغطية الأسماء والتفاصيل الأخرى من أجل عدم الكشف عن هوية المخبرين. ولم نفعل ذلك في بعض الحالات حيث كان عمل الشخص كمخبر بالغ الأهمية، بحيث كان ذكر الاسم متصلاً بالأهمية السياسية.

كان قد كتب برقيات الدولة هذه، في جزئها الأكبر، السفراء والقناصل أو موظفوهم. وتحتوي معظمها على تقديرات للوضع السياسي في الدول المعنية، ومقابلات وبروتوكولات وخلفيات من المعلومات حول القرارات المتعلقة بقرارات الأفراد والأحداث. وفي العديد من الحالات، تقدم البرقيات أيضاً ملفات سياسية وشخصية لساسة وقادة معينين.

ثالثاً: من أين تأتي المادة، وإلى أي حد تعتبر متفجرة ومهمة؟

كما كان حال سجلات العراق وأفغانستان التي كانت ويكليكس قد حصلت عليها من قبل، كانت البرقيات السياسية قد أرسلت أيضاً بواسطة SIPRNet. وتستخدم شبكة الحكومة الأميركية لبث الوثائق التي تصنف على أنها عالية السرية بمستوى 'شخصي' و'سري'. ووفقاً للحكومة الأميركية، فإن المستوى الثاني الأعلى من السرية يعطى للمعلومات التي يمكن أن تتسبب، في حال نشرها، بـإلحاق 'ضرر بالغ' للأمن القومية. ولا تدرج البرقيات المصنفة 'سري للغاية' في البيانات التي تسربت إلى ويكليكس. ويتطلب الوصول إلى تلك الوثائق مدخل مستقل.

تعتبر ما يقارب نصف برقيات السفارة غير سري، حيث تصنف ما نسبته 40.5 % منها على أنها 'شخصية'. وهناك حوالي 6 % فقط، أو 15.625 برقية، مصنفة على أنها 'سرية'، ومنها 4.330 بالغة الحساسية وتحمل وصفاً إضافياً 'NOFORN'، وهو ما يعني أنه لا ينبغي أن تكون متاحة لغير مواطني الولايات المتحدة..

لدى ما يقارب 2.5 مليون شخص وصول إلى قاعدة بيانات SIPRNet، بمن فيهم موظفون في العديد من الدوائر والوكالات الحكومية. وقد أظهرت التجربة مع ذلك عن أن القسم الأكبر من المستخدمين هم من وزارة الدفاع. وتتوفر المعلومات المصنفة على أجهزة حاسوب خاصة موضوعة في مراكز حيث يمكن أن تعمل القوات الأميركية. وإجراءات الدخول هي كلمات مرور يتم تغييرها كل 150 يوماً تقريباً. ولكن، حتى الوثائق المصنفة في أعلى مستوى باعتبارها 'بالغة السرية' تظل متاحة لحوالي 850 ألف أميركي. ويعتبر تسريب الوثائق الدبلوماسية حادثة كان من المحتم أن تحدث عاجلا أم آجلا.

رابعاً: كيف تنبغي قراءة هذه الوثائق؟
لدى مقارنتها بالتقارير العسكرية القادمة من العراق وأفغانستان، فإن قراءة البرقيات الدبلوماسية يظل أسهل بكثير. وعلى سبيل المثال، تحتوى هذه البرقيات على عدد أقل بكثير من المختصرات، وعادة ما تمت كتابتها في بيئة مكتب، والتي تكون أقل توتيرا بكثير. ومع ذلك، فإن هناك بعض الرموز المستخدمة في ترويسات وعناوين الوثيقة، والتي تتطلب بعض التفسير.

خامساً: ما مدى موثوقية المعلومات والتعويل عليها؟

في إرسالياتهم، يقوم الدبلوماسيون بالإبلاغ عن أشياء تحدث في مختلف أنحاء العالم. وأثناء قيامهم بذلك، فإنهم عادة ما يضمنون ملاحظات نقدية حول السياسيين الأجانب ودوافعهم. وقد فعل الكثير مما كان قد كتب وبث ذلك، اعتقادا بأن هذه الإرساليات ستبقى سرية طوال السنوات الخمس والعشرين القادمة. وربما يفسر ذلك السبب في أن السفراء والمبعوثين الأميركيين ضمنوا الكثير من الثرثرة والإشاعات في تقاريرهم المرسلة إلى وزارة الخارجية في واشنطن.
لعل واحدة من أكثر نقاط الجاذبية في هذه الوثائق هي أنها تسمح لنا بسماع الكثيرين من الدبلوماسيين والساسة وهم يقولون الحقيقة –كما رأوها على الأقل- لأنهم كانوا يعتقدون بأن تعليقاتهم سوف تبقى سرية. ومع ذلك، تجب ملاحظة أنه لي من الممكن دائماً وبشكل لا لبس فيه أي المصادر تقول الحقيقة وأيها تعتمد على مجرد الإشاعات والأقاويل، بل وأيها يمكن أن تكون مقصودة لغاية أو كاذبة.

سادساً: هل تم تقديم سجل كامل؟

من غير الواضح ما إذا كانت مجموعة كاملة من الوثائق قد قدمت. ومن الممكن تماما أن يكون عدد كبير للغاية أو صغير من التقارير المرسلة من بلد أو منطقة معينة قد اتخذت طريقها إلى مجموعة البيانات. كما يمكن، على المستوى النظري، أن يكون هناك بعض التزوير في الوثائق عندما يتعلق المرء بالأوقات أو القضايا التي تناقشها.

وعلى الرغم من أننا نعرف تماما المؤسسة التي تم أخذ المادة منها من النظام الأميركي، فإننا لا الظروف الدقيقة التي نسخ بها مصدر ويكليكس المواد. وعلى سبيل المثال، ربما يكون هو/ أو هي، تحت ضغط هائل أو تمت مقاطعته خلال العملية. وربما يكون هو أو هي قد سجل نقطة لدى اختيار مادة معينة أو فعل ذلك بطريقة عشوائية، أو ربما يكون هو أو هي قد نسخوا كل ما هو متاح للنسخ. وربما كانت هذه الدفعة أيضاً مجموعة تم اختيارها وفق معايير غير معروفة. كما يمكن أن يكون المصدر أو أفراد آخرون قد قاموا أيضاً بتصفية وفلترة المادة في مرحلة لاحقة. وتعود ندرة المواد المصنفة 'سري للغاية' فقط إلى حقيقة أنه كان قد تم توزيعها بطريقة مختلفة، وأن المصدر ربما لم يكن له مدخل إليها، أو حتى اختار عدم محاولة الوصول إليها.

سابعاً: كيف تقوم الدول الأخرى بمعالجة المراسلات الداخلية؟

إن الصراحة التي تظهر في هذه الوثائق الداخلية ليست شيئاً غير عادي. فبطبيعة الحال، اعتاد معظمنا على سماع دبلوماسيي العالم وهم يتحدثون بصياغات ملتوية. ولكن، وعندما يأتي الأمر إلى الوثائق الداخلية، فإن اللغة التي يستخدمها الدبلوماسيون تكون واضحة تماماً –ويصح هذا أيضاً بالنسبة للبلدان الأخرى بقدر ما يصح على الولايات المتحدة.
كما أن النظام الذي يستخدمه الأميركيون ليس فريدا بالمعنى التقني أيضاً. وفي حقيقة الأمر، تعتمد ألمانيا على نظام مشابه: صلة إنترنت آمن تم إنشاؤها في العام 2004، والتي تربط جميع السفارات والمواقع القنصلية مع وزارة الخارجية. ويمتلك الدبلوماسيون الألمان أربعة توصيفات للدلالة على مستوى سرية مراسلاتهم: 'معلومات سرية-للاستخدام الداخلي فقط'، 'معلومات سرية-شخصي'، 'سري' و'سري جداً'. وهي تستخدم نظام التشفير 'سينا'. ومن غير المعروف كم عدد الناس الذين يتمتعون بمدخل للوصول إلى النظام الألماني.
بوتين: موسكو لا تشكك في الطابع السلمي للبرنامج النووي الإيراني
عن نوفوستي :أعلن رئيس الوزارء الروسي فلاديمير بوتين أن موسكو لا تعتقد أن إيران تسعى لامتلاك الاسلحة النووية، وليس هناك ما يشير الى مثل هذا السعي. وفي الوقت نفسه قال بوتين في مقابلة مع الصحفي الأمريكي المخضرم لاري كينغ بثت على قناة 'سي-آن-آن' الأمريكية مساء يوم الثلاثاء 1 ديسمبر/كانون الأول، أن روسيا قلقة من اي خطر حتى لو كان نظريا، فيما يخص قضية الانتشار النووي.

- صحيفة 'هآرتس'  
ديمقراطية في ارض النيل

 ُعبر الطريقة التي أُديرت بها المعركة الانتخابية لمجلس الشعب في مصر أكثر من كل شيء عن تصميم القيادة المصرية على فعل كل شيء لتُبقي في يديها زمام السلطة، وذلك قُبيل الانتخابات القادمة للرئاسة التي سيتم اجراؤها في ايلول (سبتمبر) القادم على أبعد تقدير.
في الانتخابات السابقة لمجلس الشعب، في 2005، استجاب نظام الحكم المصري لضغوط الولايات المتحدة ومكّن من منافسة حرة عادلة نسبيا تحت رقابة قضائية. بيّنت النتائج عن عدم وجود التأييد الجماهيري للحزب الحاكم، 'الحزب الوطني الديمقراطي'. وبعد جهود كثيرة فقط نجح في انشاء ائتلاف مع نواب مستقلين. فاز 'الاخوان المسلمون' بانجاز لم يسبق له مثيل ووجهوا الى مجلس الشعب 88 نائبا. في الحقيقة أحبط الائتلاف كل محاولة لنواب الاخوان أن يسنوا قوانين تساوق جدول العمل البراغماتي جدا الذي عرضته الحركة في هذه المرحلة. مع ذلك قوّت النضالات البرلمانية والجماهيرية التي أجروها مكانتهم بصفتهم المعارضة الرائدة في مصر.
كلما اقترب موعد الانتخابات الحالية لمجلس الشعب زادت الدلائل على أن ربابين السلطة عازمون على ضمان فوز مرشحيهم. فبرعاية قانون الطوارىء المستعمل في مصر منذ ثلاثين سنة خرجت قوات الأمن في نضال لا هوادة فيه لمواجهة نشطاء الاخوان المسلمين. تم اعتقال أكثر من ألف منهم، وأصيب مئات في المواجهات، وتم الغاء فريق من المرشحين بمزاعم مختلفة، وتم تفريق اجتماعات الانتخابات التي بادر اليها نشطاء الحركة بالقوة.
زعم مؤيدو النظام أن الاخوان المسلمين يريدون جعل مصر حكما دينيا، ووصفوا الحركة بأنها تهديد لوحدة المجتمع المصري، ومؤسسات حكمه وطابع حياته. وحُظر على منافسين مستقلين موالين للحركة أن يستعملوا شعارها التاريخي 'الاسلام هو الحل'.
أبرز موقف الادارة الامريكية من الانتخابات مرة اخرى احدى المعضلات المعقدة في سياسة الولايات المتحدة في الشرق الاوسط. فكيف تُقرب بين التزامها نشر مبادىء الديمقراطية ومصلحتها في الحفاظ على استقرار نظم الحكم الحليفة وكثير منها ليست ديمقراطية؟ تُثار هذه المعضلة بكامل قوتها عندما يكون الحديث عن نشاط احزاب وحركات معارضة تُعد في تيار الاسلام السياسي، وعلى رأسها الاخوان المسلمون. أخذت ادارة اوباما بنهج ميز ادارات امريكية سابقة: فالالتزام المبدئي لتقديم الديمقراطية يتم تقريبه على مذبح الحفاظ على نظم الحكم كنظام مبارك، والتي هي دعامة لسياسة القوة العظمى في الشرق الاوسط.
تُبين تقارير وسائل الاعلام العربية، التي استعرضت الانتخابات في مصر في توسع أن الجولة الاولى والمركزية أُجريت في ظل مواجهات شديدة بين قوات الأمن ومرشحي المعارضة ومؤيديهم. قُتل عدد من المواطنين وجُرح مئات واعتُقلوا. إن عدم وجود رقابة مناسبة على صناديق الاقتراع واثناء احصاء الاصوات مكّن من وجود تزييفات واسعة وتحريف لمصلحة مرشحي الحزب الحاكم. وهكذا ضمن 'الحزب الوطني الديمقراطي' لنفسه أكبر قدر من السيطرة على مجلس الشعب، وضاءل وجود الاخوان المسلمين مضاءلة حادة.
إن صورة ادارة الانتخابات البرلمانية ترسل رسالة لا لبس فيها الى مواطني مصر، والى معسكر المعارضة والى الادارة الامريكية وهي أن نظام مبارك عازم على الأخذ بجميع الوسائل لضمان استمرار حكمه. يشهد رد ادارة اوباما الضعيف على أنها لا تنوي مواجهة النظام المصري في هذا الشأن. سيتابعون في اسرائيل التطورات في الجنوب في خوف وسيدعون الله من اجل استمرار نظام حكم مبارك. في مقابلة ذلك، سيريدون في معسكر المعارضة المصري استغلال الغضب الذي اجتمع في اثناء الانتخابات البرلمانية لزيادة مناضلة السلطة، ولتوسيع المعارضة العامة خاصة لتوريث جمال مبارك الرئاسة. في الاشهر التي بقيت حتى هذه الانتخابات سيتصاعد الصراع السياسي في مصر. مع ذلك ليس فوز مرشح الحزب الحاكم في انتخابات الرئاسة مشكوكا فيه. إن فوز معسكر مبارك هذا سيكون تراجعا آخر لمسار الديمقراطية في ارض النيل.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد