- صحيفة 'نيويورك تايمز'
أوهام الولايات المتحدة في لبنان / روجر كوهين
ذات يوم تحدثت وزيرة الخارجية الأمريكية عن 'مخاض ولادة شرق أوسط جديد'. وهي عبارة باتت محل الكثير من السخرية الآن في لبنان البلد الذي يتحدى الجاذبية، فهو بلد بجيشين، وحكومة 'وحدة' منقسمة إلى درجة أنها لا تستطيع أن تلتقي، وطفرة عقارية، إضافة إلى قنبلة موقوتة تسمى 'المحكمة الدولية'.
أمر مربك بالفعل؟ فلبنان ليس للهواة. لقد أرادت كوندوليزا رايس أن تصدق أن إراقة الدماء في حرب عام 2006 الإسرائيلية ضد حزب الله، الميليشيا الشيعية، ستضع بذور شرق أوسط جديد – يكون ديمقراطيا، وخال من حزب الله ومذعنٍ لمصالح الولايات المتحدة. لكنه تبين أنها كانت تحلم.
فبعد أربع سنوات، إن حزب الله الآن هو أقوى من أي وقت مضى. ولديه الجيش الأقوى ضمن الجيشين الموجودين في لبنان(الآخر هو القوات للمسلحة اللبنانية)، فضلا عن وجود في الحكومة، وحق نقض على توجه لبنان، وزعيم –حسن نصر الله – لم تكن شعبية بوصفه الوجه المشرق للممانعة العربية أفضل مما هي عليه اليوم.
والآن تضج الضاحية، التي يسيطر عليها حزب الله والتي سوتها إسرائيل بالأرض عام 2006، بعمليات البناء والتجارة، بما في ذلك حانات لبيع العصير وأحدث محلات لبيع الملابس الداخلية. أنها تعطيك الشعور نفسه عند التجول في شارع كانال في نيويورك.
وأمريكا لا زالت تحلم، وإن كان بشيء من الواقعية. فعلى الرغم من أن 'الشرق الأوسط الجديد' قد انضم إلى 'محور الشر' في مزبلة الدبلوماسية، إلا أن سياسة الولايات المتحدة لا تزال تتجاهل الواقع.
وقد تولى حزب الله الممول من إيران والمدعوم من سوريا، دورا محوريا في السياسة اللبنانية. فهو حزب سياسي، وحركة اجتماعية وميليشيا لا يصح معها استخدام مصطلح 'حركة إرهابية' مطلقا. كما أصبح حزب الله الرمز الأوحد والأقوى لما يعرف في جميع أنحاء الشرق الأوسط باسم 'المقاومة'. هذه هي الحقيقة المرة. كما أنها، على ما أعتقد، الحقيقة التي لن تتغير. وبالنسبة للولايات المتحدة إن اجتناب أي اتصال مع حزب الله يوازي محاولة لعب شطرنج الشرق الأوسط من دون عدة بيادق. وقد بين التاريخ الحديث، إن هذه وصفة للفشل.
وتسلسل الأحداث يبين كل هذا. إن اغتيال رفيق الحريري الموالي للغرب عام 2005 قد أثار احتجاجات ضخمة شهدت سحب سوريا لجيشها من البلاد وأعادت الأوهام القديمة بضم لبنان إلى المعسكر الغربي. كما تم تشكيل محكمة تابعة للأمم المتحدة للتحقيق في الاغتيال وسط شكوك واسعة النطاق حول تورط سوري في الجريمة. وقد أثارت لافتة كبيرة كتب عليها-- 'الحقيقة -- من أجل لبنان' – شعورا ببدايات جديدة في البلاد التي كانت موضعا للتدخل الأجنبي بامتياز. ولم يتحدث أحد عن 'الحقيقة' أكثر من سعد الحريري، نجل الزعيم القتيل ورئيس الوزراء الآن.
وقد بدا أن الجميع، شربوا من ماء البئر عينه. حتى وليد جنبلاط، زعيم الطائفة الدرزية في لبنان تحدث عن 'بداية عالم عربي جديد'، واتخذ منحى مناهضا لسوريا وبات نصيرا قويا للمحكمة. وكزعيم لبناني، بدا ذلك ذو دلالة كبيرة.
الآن، وفيما تناولنا غداءا فاخرا في فيلته في بيروت، وجدت جنبلاط يتحدث عن 'جنون' تلك اللحظة، وإقامته القصيرة على 'الجانب الامبريالي'، وإحساسه بأنه قد 'تمادى كثيرا مع الأميركيين والمعتدلين العرب'، وإدراكه بأن بقاء مجتمعه الصغير يتوقف على اتخاذ الطريق المألوف إلى دمشق.
لقد أثار تحول جنبلاط غضب إدارة أوباما. لكنه يعكس المد المتغير. وكما قال نديم حوري، مدير مكتب هيومن رايتس ووتش في بيروت : 'بعد ما فعلته إسرائيل عام 2006، خسرت الولايات المتحدة الحرب الإستراتيجية' وقد بلغ الأمر ذروته عام 2008، عندما هزم حزب الله خصومه الموالين للغرب في شوارع بيروت.
وفي اجتماع عقد مؤخرا بين جنبلاط وجيفري فيلتمان، مساعد وزير الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى، لم تجر الأمور بسلاسة. فوفقا لجنبلاط 'لقد قال لي أنت زعيم وطني، وينبغي أن تدعم المحكمة' 'فقلت له لا، أنا أفضل أن أكون زعيما قبليا. أنا أفضل أن انزل درجة! وسألت عن جدوى عدل المحكمة إذا كانت ستؤدي إلى إراقة الدماء؟ من الأفضل التنازل عن العدالة من أجل الاستقرار'.
قد يكون جنبلاط متقلبا ولكنه داهية. إن لوائح الاتهام باتت وشيكة، وتنتشر الشائعات أنها ستنضوي على أسماء عناصر في حزب الله. وقد يشعل ذلك توترات وسط خط المواجهة السني الشيعي المتفجر (إيران والعرب). كما من شأن ذلك أن يظهر الحريري وكأنه هاملت: يقود حكومة تحتوي على أولئك المتهمين بقتل والده.
لقد كان نصر الله يشن تحذيرات متعددة ويتحدث عن نظريات منافية للعقل -- ولكن موضع تصديق لى نطاق واسع – حول تورط إسرائيلي في عملية الاغتيال. وقد بات الحريري يتحدث أقل وأقل عن 'الحقيقة' ويجتمع أكثر وأكثر مع الرئيس السوري بشار الأسد.
شعوري هو أن مرور الوقت – فضلا عن التخبط والتضارب -- قد جعل تحقيق العدالة مستحيلا في اغتيال الحريري. والاستقرار اللبناني هو أمر ثمين وحساس: وهو يتفوق على العدالة المتأخرة والمنقوصة والأجنبية.
وعلى طريقته، إن التوازن الدقيق للمصالح السنية والشيعية فيما يزدهر الاقتصاد اللبناني ويعقد حزب الله صفقات مع الحريري يمثل شرق أوسط جديد من البراغماتية المالية. لكنه ليس الشرق الأوسط الجديد الذي تريده الولايات المتحدة أو المستعدة للتعامل معه...
- صحيفة 'وورلد تريبيون'
الجيش الإسرائيلي يرفع مستوى أمن تكنولوجيا المعلومات بعد سرقة وثائق سرية
شن الجيش الإسرائيلي حلمة لتحسين أمن المعلومات لديه. وقال مسؤولون أن الجيش أمر بتحسين أمن تكنولوجيا المعلومات بعد سرقة أكثر من 2000 وثيقة سرية من قبل كاتبة عسكرية. واعترفت أنات كام أنها قدمت معلومات سرية جدا إلى صحفي إسرائيلي عام 2008. وقال مسؤول إسرائيلي 'لقد شعر الجيش بحرج شديد بشأن هذه القضية وقد اتخذ تدابير لضمان أن لا يتكرر ما حصل مرة أخرى أبدا'. وقال مسؤولون أن وزارة الدفاع قد أعطت موافقتها على تمويل اتخاذ تدابير فورية لتحسين أمن تكنولوجيا المعلومات. وقالوا أن هذه الإجراءات تشمل شراء الآلاف من أجهزة الكمبيوتر المتطورة، وتركيب برامج حماية وتشفير من شأنها أن تحذر القادة من أي تحميل غير مصرح به أو مشبوه للبيانات.
وقد طلبت أجهزة الكمبيوتر من شركة هيوليت باكارد الأمريكية ضمن برنامج ممول من قبل المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل. وقال مسؤولون أن أجهزة الكمبيوتر تحتوي على لوحات مفاتيح تعمل عبر بطاقات ذكية تتعرف على المستخدم من خلال بصمته. وقال مسؤولون أن الجهود الأمنية الجديدة من شأنها أن تمنع نسخ البيانات من أجهزة الكمبيوتر العسكرية. وقالوا أن أي شخص يسعى لنسخ بيانات من دون إذن من شأنه أن يطلق إنذارا في وحدة معلومات الأمن العسكري.
وقد خلص تحقيق عسكري إلى وجود انتهاكات أمنية ضخمة وهي التي مكنت السيدة كام من سرقة البيانات...
- صحيفة 'دايلي تلغراف'
أوروبا تهدد بالاعتراف بفلسطين
هدد الاتحاد الأوروبي بالاعتراف بدولة فلسطينية على حدود عام 1967، في محاولة لمعاقبة إسرائيل على رفضها تجميد البناء الاستيطاني في الضفة الغربية لاستئناف المفاوضات، وسط دعوة فلسطينية للتدخل الأوروبي. وجاء ذلك في نص بيان الاتحاد الأوروبي –اطلعت عليه صحيفة ديلي تلغراف- الذي أعرب عن استعداده للاعتراف بالدولة الفلسطينية، وهو ما يزيد الضغط الدولي على تل أبيب بعد انهيار المحاولات لاستئناف المفاوضات المباشرة الأسبوع الماضي.
وقد جرت محادثات أوروبية مكثفة على مدى أسبوع بعد انطلاق مبادرة 'خماسية' شملت بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والولايات المتحدة، تهدف لدفع إسرائيل نحو المفاوضات. وقال دبلوماسي أوروبي إن ثمة إحباطا متناميا تجاه إسرائيل بعد رفضها الالتزام بتجميد الاستيطان، مشيرا إلى أن 'الصبر بدأ بالنفاد'. وخلال محادثات نهاية الأسبوع، حثت الدول الأوروبية بما فيها هولندا وجمهورية التشيك وهنغاريا وبلغاريا ورومانيا والسويد وأيرلندا واليونان ولوكسمبورغ وفنلندا، الاتحاد الأوروبي، على اتخاذ موقف من ذلك الصراع. وأشارت بعض الدول إلى أنه إذا لم تجدد إسرائيل تجميد الاستيطان في الأراضي الفلسطينية بحلول الربيع المقبل، فإن على الاتحاد الأوروبي أن يعترف بدولة فلسطينية مستقلة تتمتع بمقعد في الأمم المتحدة.
ورحب البيان الأوروبي بما جاء في تقييم البنك الدولي الذي يقول إنه إذا ما حافظت السلطة الفلسطينية على أدائها الحالي، فستكون مؤهلة لإقامة دولة في المستقبل المنظور. وشدد نص البيان على تأكيدات الاتحاد السابقة التي تعتبر الاستيطان في الأراضي الفلسطينية بما فيها القدس الشرقية غير شرعي وعائقا أمام السلام. ودعا الاتحاد إلى رفع الحصار الإسرائيلي بشكل فوري عن قطاع غزة، معربا عن استعداده التعاون مع السلطة الفسطينية وإسرائيل لإعادة إعمار القطاع. ويأتي هذا التغير في الموقف الأوروبي، في وقت يستأنف فيه الرئيس الأميركي باراك أوباما -الذي يخشى الاعتراف المهين بأن جهوده لإحياء السلام باءت بالفشل- محاولات للضغط على إسرائيل لتقديم تنازلات. وقد أثار هذا الخط الأوروبي المتشدد مخاوف تل أبيب من أن القيادة الفلسطينية بدأت تحظى بدعم جهودها في حق تقرير مصيرها بعد أكثر من أربعين عاما من الاحتلال بالضفة الغربية.
ورغم أن إسرائيل حققت نصرا أمس الاثنين بدعم بريطاني في تخفيف حدة البيان الأوروبي، فإن البيان أجمع على أن وزراء خارجية أوروبا ألمحوا إلى أن الاعتراف بفلسطين هو خيار المستقبل.
- صحيفة 'جيروزاليم بوست'
'لا يوجد إمكانية للسلام بين إسرائيل وسوريا'
إن سوريا تسلح حزب الله كدعم لإيران، وفقا لما قاله الكاتب باتريك سيل الذي يكتب سيرة حياة عائلة الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة مع راديو الجيش الإسرائيلي يوم الاثنين. وقال سيل، الصحافي البريطاني، انه لا يرى إمكانية للسلام بين سوريا وإسرائيل في المستقبل القريب نتيجة لتمرير إسرائيل قانون الاستفتاء الوطني. وأوضح سيل انه لا يبدو أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يريد أن يتنازل عن أراضي لا للفلسطينيين ولا لسوريا.
- مجلة 'فورين بوليسي'
ليبرمان هو المشكلة / دوف زاخيم
إن سحب واشنطن لعرضها المغري لإسرائيل مقابل تجميد الاستيطان لمدة 90 يوما مؤشر على تدهور آخر في عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية، وأن وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان هو المشكلة والسبب في تعثر طريق السلام. لا يمكن القول إن عملية السلام خرجت عن مسارها، حيث إنها لم تكن في الواقع على المسار منذ عاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى السلطة ومعه وزير خارجيته ليبرمان, وفي الوقت الذي ربما أصبح فيه نتنياهو في نهاية المطاف متقبلا ومؤمنا بالحاجة إلى حل الدولتين, بقيت سياساته رهينة بيد وزير خارجيته. لا يترك ليبرمان شكا ولبسا بشأن موقفه وهو متشبث به ولا يرى فيه حرجا، فهو قومي متطرف يعيش في إحدى المستوطنات ولا يبدي أي تعاطف مع أي تسوية يمكنها أن تنتقص وتخالف بأي طريقة ما يعتقد أنه حقوق المستوطنين، وعليه ستبقى عملية السلام تراوح مكانها. ويجلب ليبرمان ضرا وأذى كبيرين لإسرائيل, ليس فيما يتعلق بالسلام مع الفلسطينيين فحسب, فأسلوبه الفظ واستمراره في أسلوبه القاسي أثار حفيظة العديد من زملائه من الوزراء الذين يفترض فيهم وهو معهم أن يعملوا لخدمة مصالح بلادهم القومية, ولعل أفظعها تشدده وتصلبه بخصوص طلب تركيا الاعتذار وتعويضا من إسرائيل بسبب مقتل ثمانية من المواطنين الأتراك على متن سفينة مرمرة، السفينة التي حاولت كسر الحصار الإسرائيلي في أيار 2010.
وفي ضوء تقديم تركيا للمساعدة الإنسانية لمواجهة الحريق الذي شب في شمال إسرائيل, رأت إسرائيل في ذلك فرصة لاستعادة العلاقات مع أهم صديق مسلم لإسرائيل منذ قديم الزمان حيث يمكن لإسرائيل أن تعتذر عن تلك الوفيات بالقول إنها وقعت عن طريق الخطأ أو الإهمال وتقدم التعويضات لعائلاتهم, ورغم ذلك هي ليست بحاجة للتزحزح قيد أنملة عن قناعتها بخصوص كل من هدف السفينة وكذلك شرعية العملية العسكرية ضد السفينة وحصار تل أبيب لقطاع غزة. وفي الواقع قامت الولايات المتحدة بعمل مشابه في العديد من المرات في ظروف مشابهة, ومن ذلك ما حدث في أفغانستان حينما لقي مدنيون أفغان حتفهم في غارات جوية على أهداف للإرهابيين. ولكن ليبرمان يشكل عائقا, وما زالت الاتفاقية التي كان بالإمكان التوصل إليها منذ أشهر خلت ربما لن تتحقق, رغم أنها خدمة لمصالح إسرائيل الإستراتيجية على المدى البعيد. وبينما يمكن أن يكون هناك احتمال لتليين موقف ليبرمان بخصوص تركيا, أو ربما يتمكن نتنياهو من إيجاد وسيلة للتحايل عليه, فإن احتمالات مراوغة ليبرمان أو التخلص منه بخصوص المضي قدما في عملية السلام مع الفلسطينيين تبدو أكثر قتامة، وذلك ليس بسبب الرجل نفسه, فإستراتيجية الإدارة باستبدال الضغط بالتزلف هي خاطئة ببساطة, فأولئك الذين يرون أن باستطاعة الولايات المتحدة أو أنه يجب عليها ممارسة الضغط على إسرائيل تجاهلوا أن معظم المحاولات السابقة للقيام بذلك لم تكلل بالنجاح.
وعلى الأقل منذ أجبر آيزنهاور إسرائيل على الانسحاب من سيناء عام 1956, وعلى وجه الخصوص، فإن مساعي الولايات المتحدة لزيادة الضغوط بخصوص المستوطنات لقيت فشلا ذريعا, كما أنها تسببت في عدم إعادة انتخاب كل من جيمي كارتر وجورج بوش الأب, ولم يكن ذلك بفعل الصوت اليهودي فحسب ولكن بسبب المسيحيين الإنغلكانيين الأميركيين الذين يتخذون موقفا أكثر تشددا من اليهود الأميركيين بخصوص قضية الاستيطان, ويخاطر باراك أوباما بأن يلقى مصير كارتر وجورج بوش الأب بعدم الفوز بولاية ثانية إن هو سار على دربهم في محاولة الضغط على إسرائيل. لكن التزلف لا يعطي أكله هو الآخر, فحتى حينما قبلت إسرائيل العروض الأميركية بتقديم المساعدة نظير حصول تقدم, فإن ذلك لم يؤد إلى حدوث سوى القليل, فالجو يتحسن ويتم التقاط الصور بشكل ألطف وأحسن، ولكن لا يوجد سوى القليل من الأدلة بتلازم كرم الولايات المتحدة بمرونة إسرائيل على الأرض. ويتساءل الكاتب قائلا في ما إذا كان يمكن لعملية السلام أن تمضي قدما حينها؟ ويرد بالقول إنه أولا وقبل كل شيء فإن الإدارة على حق حينما تعترف بأنه رغم كل الصعوبات, على الولايات المتحدة أن تستمر في العمل على هذه القضية وليس بنفض يدها منها. ويضيف أنه على الإدارة تشجيع تسيبي ليفني على انضمام حزب كاديما إلى التحالف الحكومي, ولليفني حساباتها الخاصة، ومنها أن بقاءها خارج الحكومة يمكن أن يزيد بقوة من فرصها للفوز في الانتخابات القادمة, ولكن تلك الاعتبارات تبدو باهتة مقارنة بأهمية تشكيل حكومة وحدة وطنية لا تعتمد على ليبرمان أو حزبه إسرائيل بيتنا.
إن أحزاب الليكود وكاديما والعمل فقط هي التي يمكنها أن توفر أملا في إصلاح النظام الانتخابي الإسرائيلي البائس الذي يشمل التمثيل النسبي المجرد ويعامل البلاد بأجمعها على أساس أنها منطقة واحدة ويسمح للأحزاب بحصولها على تمثيل في البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) إن هي حصلت على نسبة 1% فقط من أصوات الناخبين، ويمكن أن يكون قانون الانتخابات أقرب إلى قانون الانتخابات الألماني الذي يتعامل مع البلاد على أنها مجموعة من مناطق انتخابية منفردة فضلا عن الحاجة إلى حصول الأحزاب على نسبة 5% من الأصوات حدا أدنى, مما سيؤدي إلى اختفاء الأحزاب الصغيرة المتطرفة من قبة الكنيست. وحتى لو كان التغيير في القانون الانتخابي تشكل مادة للخيال الجامح, فإن دخول ليفني في الائتلاف والسماح لنتنياهو بطرد ليبرمان وتعيينها بدلا منه في منصبه, فهذا ليس من الخيال على الإطلاق, وهو أمر حاسم وهام إن كان يراد لحل الدولتين أن يبقى شيئا أكثر من حلم غير قابل للتحقيق وهو الأمر الذي في صميم مصالح كل من إسرائيل والفلسطينيين على السواء.
- صحيفة 'فايننشال تايمز'
على أميركا منح أسانج وساما / غيديون راشمان
بعد أسبوعين على تسريبات ويكيليكس، كثير من الأميركيين الآن يريدون رؤية جوليان أسانج سجينا. لكن بدلا من ذلك ينبغي عليهم أن يمنحوه وساما لأنه وموقعه قد أدوا لأميركا خدمة عظيمة بفضحه سهوا زيف نظريات المؤامرة بشأن سياستها الخارجية التي دامت عقودا. فقد كان الافتراض الدائم لدى الأوروبيين واليسار بأميركا اللاتينية، كما كان بالنسبة للصينيين أو اليمين القومي الروسي، أنه مهما كان ما يقوله الأميركيون علنا بشأن سياستهم الخارجية فهو ببساطة مجرد تغطية لنوع من الأجندة السرية. وأيا كانت هذه الأجندة فإنها يمكن أن تتنوع حسب الذوق مثل مصالح شركة هاليبرتون القوية وتخريب حكومة يسارية ما وإضعاف دولة منافسة. لكن أيا كانت الأجندة السرية للأميركيين فإن هناك بالتأكيد واحدة ومن السذاجة اعتقاد خلاف ذلك.
ورغم ذلك فقد كشف ويكيليكس أن الموقف العلني الذي تتخذه الولايات المتحدة بشأن أي قضية هو عادة نفس الموقف السري. وهناك كثير من البرقيات التي لم تنشر بعد وربما كان هناك بعض المفاجآت المذهلة بالانتظار. لكن الوثائق التي نشرت على مدار الأسبوعين الماضيين قدمت أدلة قليلة جدا على الخداع أو سوء النية في السياسة الخارجية الأميركية. ويجب أن يشعر أصحاب نظريات المؤامرة في جميع أنحاء العالم بخيبة أمل كبيرة. فالأميركيون يقولون في العلن إنهم يودون بناء علاقة قوية مع الصين مبنية على مصالح مشتركة، لكنهم يقولون أيضا إنهم قلقون من أن بعض السياسات الاقتصادية الصينية تضر بالعمال الأميركيين. ويتبين أن هذا هو ما يقولونه أيضا في السر. لطالما قال الأميركيون في العلن إنهم يعتقدون أن إيران تطور أسلحة نووية وأن هذا الأمر يشكل تهديدا للسلام العالمي لكنهم قالوا أيضا إنهم يفضلون التعامل مع المشكلة الإيرانية بهدوء. وهذا ما تؤكده وثائق ويكيليكس بأن هذا هو ما يقولوه في السر أيضا. وحقيقة فإن التصريحات المتطرفة فعلا عن إيران أتت من غير الأميركيين. فالعاهل السعودي هو الذي يؤيد توجيه ضربة عسكرية لإيران. وأحد كبار مستشاري الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي هو الذي يصف الحكومة الإيرانية بأنها 'فاشية'.
وفي العلن يثير الأميركيون ضجة حول حقوق الإنسان والفساد، ويتبين من البرقيات، إذا قرأتم ما ورد من كينيا على سبيل المثال، إنهم في السر قلقون أيضا بشأن هذه القضايا. وحيث يكشف ويكيليكس عن ثغرة بين تصريحات أميركا العلنية والقرارات السرية، فإن الأمر يبدو كذلك لأن المندوبين الأميركيين يكونون دبلوماسيين بدلا من أن يكونوا منافقين. إن هذا النوع من الإفشاءات كان تأثيره غير المتوقع أنه عزز مصداقية التصريحات الأميركية في البلدان التي عادة ما تنعدم فيها الثقة بشكل كبير، كما في المشهد الباكستاني عندما قامت صحف بطبع برقيات مزيفة لويكيليكس تقول أشياء شنيعة عن الهنود. وإجمالا فإن صورة الولايات المتحدة التي تبرز من ويكيليكس تكون إيجابية وتأتي سياستها الخارجية ذات مبدأ وذكية وعملية. وربما كان هذا هو أفضل سر على الإطلاق.
- 'سي أن أن'
مسح: البريطانيون يرون أن التهم ضد أسانج 'ذريعة'
يعتقد نحو نصف البريطانيين أن التهم الجنسية الموجهة إلى مؤسس موقع 'ويكيليكس'، جوليان أسانج، مجرد ذريعة لاعتقاله حتى يتسنى للحكومة الأمريكية محاكمته بتهمة كشف برقيات دبلوماسية سرية. ووجد استطلاع آراء بريطاني نفذته شبكة CNN ونشرت نتائجه، الاثنين، عشية نظر محكمة بريطانية في طلب إطلاق أسانج بكفالة، أن 44 في المائة من المستطلعين في بريطانيا العظمى يعتقد أن اتهام الحكومة السويدية لأسانج ليس سوى ذريعة، مقابل اعتراض 13 في المائة، فيما لم يحدد 43 في المائة آرائهم في هذا الشأن. ورفضت محكمة بريطانية، في وقت سابق، إطلاق سراح أسانج الذي سلم نفسه للشرطة البريطانية، الأسبوع الماضي، على خلفية اتهامات جنسية يواجهها في السويد. وكانت الشرطة الدولية 'إنتربول' قد وضعت أسانج، 39 عاماً، والذي أثار نشر موقعه الإلكتروني برقيات دبلوماسية أمريكية جدلاً واسعاً حول العالم، على قائمة أكثر المطلوبين.
ورأى 41 في المائة من المستطلعين، مقابل 30 في المائة من الذين شملهم المسح، أنه لا ينبغي محاكمة أسانج لنشره البرقيات الدبلوماسية الأمريكية، فيما لم يحدد 29 في المائة موقفهم في هذا الشأن. وأجمعت شريحة من المستطلعين بلغت 42 في المائة، على صواب نشر 'ويكليكس' للبرقيات السرية، مقابل 33 في المائة رافض. ورغم إجماع الآراء بأن التهم ضد أسانج لا تتعدى كونها 'خدعة' فحسب، إلا أن قرابة نصف البريطانيين، أي 44 في المائة، قالوا بأن على حكومة بلادهم تسليمه للسلطات السويدية بغرض استجوابه، مقابل رفض 29 في المائة. ولعب عامل السن فارقاً كبيراً في نتئاج المسح، الذي نفذ عبر الإنترنت في الفترة ما بين 10 إلى 13 كانون الأول، وشارك فيه 2010 بريطاني بالغ. ورأي الأكبر سناً ضرورة تسليم أسانج إلى السويد لاستجوابه وأيدوا تقديمه للمحاكمة لتسريبه برقيات حكومية سرية، فعلى سبيل المثال قال 42 في المائة من بلغت أعمارهم 65 عاماً فما فوق، بضرورة محاكمته، مقابل 21 في المائة بين من تراوحت أعمارهم 25 و 34 عاماً. وفي الولايات المتحدة، رأي معظم الأمريكيين المتابعين لأخبار 'ويكيليس' أن نشر برقيات وزارة الخارجية ضرر للصالح العام، وفق مسح أجراه 'مركز بيو للاستطلاع.' وقال 31 في المائة فقط من المتابعين لأحداث 'ويكيليكس' إن النشر يخدم الصالح العام، مقابل أغلبية بلغت 60 في المائة، رأت في الخطوة كضرر. ويميز الأمريكيون بين موقع 'ويكيليكس' وكيفية تعامل وسائل الإعلام مع الوثائق السرية المنشورة، فقد قال 38 في المائة منهم إن الإعلام تمادى كثيراً في نشر تلك البرقيات الدبلوماسية، و39 في المائة اعتقد أن المؤسسات الإعلامية تعاملت معها بتوزان، و14 في المائة يظن بأنها أخفت الكثير عن الجمهور.
- 'نيويورك تايمز'
محجبة تنتصر على شرطة فرنسا
نشرت صحيفة نيويورك تايمز خبرا حول رفض محكمة في مدينة نانت مخالفة مرورية تلقتها امرأة ترتدي الحجاب الإسلامي بينما كانت تقود سيارتها في نيسان الماضي. وأضافت الصحيفة 'قضت المحكمة بأن الحجاب لا يعيق رؤية السائق،' بعد أن تلقت المرأة مخالفة من شرطي مرور بزعم أنها محجبة وأن ذلك يتنافى مع السلامة المرورية. والمخالفة تلك، أثارت جدلا واسعا في فرنسا، بحسب الصحيفة التي قالت إن المحكمة أنصفت المرأة التي سارعت إلى رفع دعوى لإبطال الغرامة، والتي أعقبت جدلا طويلا في البلاد حول النقاب والحجاب وغيرها من الملابس الإسلامية.