صحافة دولية » --- أخبار ومقالات من صحف ووكالات ومواقع أجنبية

- صحيفة 'لوفيغارو'
إيران تخفض المساعدة المالية الى حزب الله !

نشرت صحيفة 'لوفيغارو' تقريرا اشارت فيه الى ان الجمهورية الاسلامية في ايران قد خفضت مساعداتها المالية الى حزب الله وبنسبة  تزيد على 40 % وذلك بسبب العقوبات الاقتصادية الدولية على ايران ،وان خفض المساعدة والتي تصل عادة الى نحو مليار دولار سنويا ، ادى الى ازمة في حزب الله ،مع العلم ان ايران تدعم الحزب عقائديا و ماليا ، والذي خاض حربا عام 2006 مع ' اسرائيل ' وادت الى مقتل نجو 1200 لبناني غالبيتهم من المدنيين ، و160 من الاسرائيليين غالبيتهم من الجنود .
كما ان الحزب يعاني من ضغوط مع اقتراب صدور القرار الظني عن المحكمة الدولية الخاصة بالحريري .
 

- صحيفة 'ذي غارديان'

واشنطن تؤخر دفن جثة السلام

إن عملية السلام في الشرق الأوسط ماتت ولكنها لم تدفن بعد، وإن الولايات المتحدة حاولت تشجيع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على تجميد الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة كشرط سابق لاستئناف المفاوضات، ولكن دون جدوى.
وأوضحت ذي غارديان في افتتاحيتها أنه بالرغم من أن لا أحد يرغب في دفن 'جثة عملية السلام التي شبعت موتا'، فإن تحالف الجناح اليميني في حكومة نتنياهو يبدو مرتاحا لفشل المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين، الذين ربما يعتبرون أن أي يوم يمر دون اتفاق نهائي بشأن السلام يشكل فرصة لحركة آلات خلط الإسمنت والبناء بحرية.
ويبدو أن القادة الفلسطينيين غير راغبين في تنفيذ وعودهم بالاستقالة لأنهم سيخسرون مناصبهم وقوتهم وثقلهم السياسي، وبالرغم من الشرعية التي ربما لا تزال تتمتع بها حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، فإن الفلسطينيين ينظرون إلى السلطة الفلسطينية بوصفها بديلا عن الجنود الإسرائيليين، ليس أكثر.
وأما إسرائيل فستبقى تحاصر حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة، وتعد العدة لتوجيه ضربة  
    وأما الولايات المتحدة فلا تود تحديد موعد 'لتشييع جنازة عملية السلام'، وذلك لأن إصدار شهادة الوفاة الفعلية يتطلب مراجعة وتمحيص 18 سنة من المحاولات غير المثمرة والجهود الفاشلة لتحقيق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين على الأرض، وذلك آخر ما يفكر في فعله رئيس أميركي يرغب في الترشح لفترة رئاسية ثانية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس الأميركي باراك أوباما سبق أن التقى نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس في واشنطن، واستنفد كل المحاولات بشأن إستراتيجية الإدارة الأميركية لحل الصراع في الشرق الأوسط.
كما ستمضي إسرائيل في فرض وضع الدولة الواحدة، وستكون هناك طرق منفصلة للإسرائيليين، وحكومتان منفصلتان لليهود والعرب، بحيث تبقى القيادة الفلسطينية ضعيفة ومنقسمة.
وبينما دعت ذي غارديان حزب العمل الإسرائيلي إلى الانسحاب من التحالف الحكومي وبالتالي تعرية نتنياهو وأنصاره، فإنها دعت في المقابل عباس إلى تفكيك السلطة الفلسطينية، مما يعني وجود الفلسطينيين تحت الاحتلال الإسرائيلي المباشر، وبالتالي مطالبة الأمم المتحدة بإقامة دولة فلسطينية والاعتراف بها.  
واختتمت الصحيفة بالإشارة إلى أن ما يزيد تعقيد المشاكل المتعلقة بعملية السلام في الشرق الأوسط، هو الدعم المتواصل وغير المشروط الذي تقدمه الولايات المتحدة للإسرائيليين على حساب بؤس ومعاناة الفلسطينيين.


- وكالة 'نوفوستي'
النروج ترفع مستوى التمثيل الدبلوماسي الفلسطيني إلى سفارة

أعلنت وزارة الخارجية النرووجية مساء أمس الأربعاء أن النروج قررت رفع التمثيل الدبلوماسي الفلسطيني إلى مستوى سفارة كاملة.
ورحبت الرئاسة الفلسطينية بهذا القرار واعتبرته معززاً للاعتراف الدولي بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة.
وشدد رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض الذي يزور النرووج حالياً خلال مؤتمر صحفي في أوسلو على انه آن الأوان لتغيير قواعد اللعبة وعدم ترك مسألة إنهاء الاحتلال بيد إسرائيل.
وبدوره اعتبر نبيل شعث عضو اللجنة المركزية لحركة فتح مفوض العلاقات الدولية، قرار النروج خطوة هامة في دعم الشعب الفلسطيني والتي تأتي بعد خطوات مماثلة من قبل فرنسا واسبانيا والبرتغال، واعتراف البرازيل والأرجنتين بدولة فلسطين على حدود الرابع من حزيران عام 1967.


- صحيفة 'اسرائيل اليوم'

22شعبا مسلما معاديا

لعله عن حق أثار الحظر الفقهي الذي فرضه كتاب الحاخامات على بيع أو تأجير الشقق للعرب، اعتراضا عاصفا بهذا القدر. لعله حتى كان من الافضل لو فهم الحاخامات الموقعون بانه حتى لو كان هذا قضاء فقهيا، فلا ينبغي لهم أن ينشروه على الملأ بشكل يجعله قضاءا لا يمكن للجمهور ان يفي بمتطلباته.
ولكن السؤال هو كيف، ان لم يكن من خلال الامتناع عن نقل العقار اليهودي الى اياد عربية، يقترح كل الليبراليين العاصفين الحفاظ على هوية دولة اسرائيل كدولة يهودية. كثيرون منهم يعارضون، في اطار هذا الحفاظ، احلال السيادة الاسرائيلية على مناطق يهودا والسامرة. ولكن ألا يرون ان اسرائيل قد تصبح دولة ثنائية القومية حتى داخل حدود 67؟
ألا يفهمون بان كتاب الحاخامين يأتي في محاولة لمنع ذلك؟
حتى الآن لم نسمع، من داخل العاصفة والمعمعان، حتى مجرد اقتراح بديل واحد لذاك الذي طرحه الحاخامات.
ان لم يكن لطيفا ـ ولا يوجد من هو لطيف له ـ رد العربي اللطيف على أعقابه وهو الذي كل ما يطلبه هو أن يستأجر لنفسه مأوى، فما هو برأي الليبراليين ما ينبغي عمله للحفاظ على الهوية اليهودية لدولة اسرائيل؟ يبدو أن المجتمع الاسرائيلي ملزم بان يحدد لنفسه، مرة واحدة والى الأبد، مفاهيم مثل 'عنصرية'، 'غريب مقيم'، 'الليبرالية' و'الديمقراطية'، التي تتطاير هنا في الآونة الاخيرة كأكياس النايلون في الريح. يبدو أن عليه أن يستوضح عدة امور اساسية مثل متى يكون عدم المساواة 'تمييزا'، ومتى يكون اعترافا بالفارق بين شعبين مختلفين.
أو: لماذا مسموح اقامة سور بين يهود وعرب في السامرة، ومحظور التفريق بين يهود وعرب داخل مدينة اللد؟
من شبه اليقين أنه سيتضح، في ظل اعادة استيضاح هذه المفاهيم، بانه لا يوجد أي مكان للمقارنة بين تأجير شقة لعربي في اسرائيل وبين تأجير شقة ليهودي في فرنسا او في بريطانيا.
اليهود في فرنسا وفي بريطانيا هم أقلية، اما العرب في الشرق الاوسط فهم أغلبية ساحقة. اليهود في فرنسا وفي بريطانيا مثل 'الغريب المقيم' الكلاسيكي الذي تحدثت عنه التوراة، لا يتطلعون الى تحرير اراضي الدول التي يسكنون فيها، ويستعيدونها لانفسهم. وهم لا يحاولون، لغرض التحرير المنشود السيطرة على أكبر قدر ممكن من البيوت والاراضي ودحر الانكليز والفرنسيين، ببطء ولكن بثبات، الى الخارج.
يحتمل أن يكون كل هذا الجدل بالفعل مناسبا لشعب اوروبي عادي، مقياسي، وليس لبقايا الشعب اليهودي الذي يكافح هنا، حيال 22 شعبا مسلما معاديا، على مجرد وجوده.
ومثل اشجار الصنوبر، التي هي ايضا جلبت الى اسرائيل من اوروبا رغم أنها لا تناسب على ما يبدو طبيعة بلاد اسرائيل، ونهايتها ان تشعل حريق الغابات. من استيضاح المفاهيم قد يأتي أيضا الحل السليم لهذه المشكلة المعقدة. وليس في كتاب الحاخامات احادي الجانب، بل في تشريع رسمي، مرتب، لدولة تعرف نفسها ومكانها وأهدافها.


- موقع 'ميدل إيست أونلاين'
نزعة العزلة الأميركية الجديدة / ويليام جيه آستور

ثمة ميول انعزالية جديدة تتصاعد في الجسم السياسي الأميركي. ولا يكمن جوهرها في الرغبة بتجنب الحرب، وإنما في رغبة تجنب التفكير في كلف الحرب وحقائقها. وهي ترى إلى الحرب على أنها تمتلك خصائص العقار المسكن -مثل تقليل الشعور الجمعي بالعجز، والإحساس الجمعي بالرعب. وهي تخدم صناعة الحرب باسم خفض مستوى الرعب كحالة عقلية تريد الحفاظ عليها. وبنهج يعتنق القطيعة المحسوبة للبحث في حقائق الحرب المريعة وأغراضها الارتزاقية، تعمل النزعة الانعزالية الجديدة بطريقة سحرية على قلب أي مفهوم تاريخي رأساً على عقب، وبحيث تبقينا منخرطين في الحروب أكثر مما تجعلنا نخرج منها.

كان للانعزالية الأميركية من الطراز القديم اهتمام أصيل بتجنب دخول 'التحالفات المتشابكة' والنزاعات في الخارج. وتم ربطها بتراث أميركا التاريخي الذي كان يرفض وجود جيش دائم كبير -وهو تقليد يشعر العديد من الأميركيين إزاءه بالاعتزاز. نعم. لقد انخرطنا في الحرب العالمية الأولى في العام 1917، لكن ذلك حدث فقط بعد أن أصبحنا 'فخورين إلى حد الرغبة في القتال'. وحتى عندما دخلنا تلك الحرب، فقد فعلنا ذلك كقوة غير منحازة، وبهدف إنهاء الحروب الكبرى تماماً من العالم. وقبل واقعة بيرل هاربر في كانون الأول (ديسمبر) 1941، كان الأميركيون قد قاوموا مرة أخرى الدعوة إلى حمل السلاح، ونظروا إلى صعود هتلر والأحداث المخيفة الأخرى في أوروبا بريبة، وإنما مع القليل من العناية بإرسال الأولاد الأميركيين إلى حمام دم عالمي آخر.

وخلال العقود التي تلت الحرب العالمية الثانية، مع ذلك، تم قلب نزعة 'الانعزالية' من الداخل إلى الخارج ورأساً على عقب. وبدلاً من السعي إلى السلام الدائم، قامت نخب واشنطن في الوقت الحالي بإغراق البلد في حالة من الحرب الدائمة. وفعلوا ذلك في جزء منه، عن طريق عزل الأميركيين العاديين عن حقائق الحرب الوحشية والمريعة. ومع استثناءات قليلة (وبشكل خاص دعوة جون إف. كنيدي الشباب الأميركيين إلى دفع أي كلفة، وأن يتحملوا أي عبء)، لم تسع نخبنا إلى تعبئة 'جيل عظيم' آخر، وإنما سعت بالأحرى إلى الإبقاء على جيل جاهل -وهذا هو حاله، فيما يتعلق بكلف الحرب الفتاكة ووقائعها المريرة- وغير معبأ (إن لم يكن متوقف الإدراك تماماً).

ولم يمر هذا النسيان الوطني من دون أن يلحظه أحد. ففي افتتاحية نشرت مؤخراً لصحيفة 'نيويورك تايمز'، تحت عنوان 'الحروب التي نسيت أميركا أمرها'، طرح مذيع محطة 'إن بي سي' السابق توم بروكاو السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا، في موسم سياسي كان يمكن أن يكون فيه خلافياً جداً، مر موضوع حروبنا من دون مناقشة على الإطلاق؟ وكانت إجاباته منطقية تماماً، ولو أنها ليست كافية: لقد كنا في حالة ركود يعاني فيها الناس من مخاوف أكثر إلحاحاً، كما أننا قصرنا أعباء الحرب على أقلية صغيرة. ومن المهم إضافة أن القليلين من الأميركيين فقط هم الذين يناقشون، بل وحتى يذكرون حروبنا، فيما يعود في جزء منه إلى أن نخبتنا الحاكمة لم ترد لهذه الحروب أن تناقَش -كما لو أنها لا تريد لنا الخروج بفكرة أن لنا أي رأي في صناعة الحروب على الإطلاق.

فكروا بذلك على النحو التالي: كانت الانعزالية القديمة توجهاً سلمياً أساسياً للشعب الأميركي؛ أما الانعزالية الجديدة، فهي تكاد تكون برنامجاً حكومياً يرمي إلى الإبقاء على الانعزالية القديمة، أو المعارضة من أي نوع للحروب الأميركية، تحت المراقبة.

وعندما يتم الإبقاء عليك معزولاً عن تكاليف الحرب، فسيكون من شبه المستحيل عليك أن تنشئ معارضة فعالة ضدها. وفي حين تكون نخبنا قد سعت، وهي تتذكر سنوات حرب فيتنام، إلى إزالة الرأي العام الأميركي من قائمة الأهداف، فقد عملت بجد أيضاً على استثناء الجمهور باعتباره قيداً على سلطاتها المتعلقة بصناعة الحرب. وتذكروا كلمة نائب الرئيس ديك تشيني المراوغة: 'وإذن؟' عندما سئل عن استطلاعات الرأي التي أظهرت تراجع الدعم الشعبي لحرب العراق في العام 2008. وإذن، وماذا لو كان الشعب الأميركي يشعر بالقلق؟ يمكن للنخب دائماً أن تستدعي جيشاً محترفاً غير مشروع، وتدعمه بجحافل من المرتزقة الخاصين الذين يؤجرون بنادقهم، والمعزولين هم أنفسهم تماماً عن المجتمع ككل بحيث أصبحوا أشبه بفيلق أجنبي. وتقوم هذه النخب نفسها بحثنا على 'دعم قواتنا'، أو أن ننظر بغير ذلك إلى الناحية الأخرى.

ولم تفعل التغطية الإعلامية الإخبارية السائدة لحروبنا سوى الإضافة إلى الشرنقة التي صنعتها النزعة الانعزالية الجديدة. وهي نادراً ما تتناول، بعد كل شيء، كامل كلفة تلك الصراعات على القوات الأميركية (بما في ذلك كلفة إعادة نشرها في مناطق الحرب، حتى عندما تكون تلك المناطق قد أخضعت للصدمة مسبقاً)، ناهيك عن الكلفة في أرواح الناس الأجانب من غير المقاتلين في بلاد الإسلام القصية. وعندما يتم قتل مثل هؤلاء المدنيين، فإن موتهم يميل إلى المرور من تحت رادار وسائل الإعلام. ويمكن اعتبار عبارة 'إذا كان ينزف، فإنه لا يؤذي' شعاراً للكثير من التغطيات الإخبارية للحرب الأخيرة، خصوصا إذا كان النزيف في صفوف المدنيين.

لم يستطع سوى الإفراج الأخير عن وثائق وأشرطة فيديو سرية من جانب ويكيليكس، على سبيل المثال، إجبار وسائل إعلامنا على إخراج عدد الجثث المذهل الذي صنعناه في العراق من الخزانة. وإذا لم تفعل أي شيء آخر، فقد نجحت تسريبات ويكيليكس في تذكيرنا بتأثير قوة نيراننا هائلة التفوق، كما ظهر في شريط فيديو أخير مشين يظهر طائرة أباتشي وهي تطلق النار على أناس عزل وغير مقاتلين في شوارع بغداد. ولا شك في أن مثل هذا التصوير، بطبيعة الحال، يظل شخصي الغاية تماماً، وحقيقياً تماماً. وثمة القليل من العجب في أنه قد عرض، بعد أن خضع للرقابة، على شاشات (سي إن إن).

بعد كل شيء، أي مصلحة لوسائل الإعلام المملوكة للشركات في عرض رعب الآخرين وألمهم، خصوصا إذا كان قد تسبب به 'أبطال البلدة الأميركان'؟ إن تصديرنا المنتظم للعنف واسع النطاق (بما في ذلك تجارتنا المزدهرة في توفير إمكانية العنف عن طريق سيطرتنا على تجارة السلاح الكونية) ليس أمراً يهتم الأميركون أو وسائل الإعلام الأميركية بالتدقيق فيه واستنطاقه.

وأستشهد باثنتين من أكثر النقاط تعمية عن عمد: هل يمكن للأميركي المتوسط أن يقول تقريباً كم من العراقيين قتلوا أو جرحوا في حرب 'تحريرنا' لبلدهم والفوضى التي أعقبتها؟ في أواسط تشرين الأول (أكتوبر)، أطلقت قيادة المنطقة الوسطى الأميركية بهدوء تقديراً تقديرياً بالحد الأدنى، والذي تحدث بوضوح عن 200.000 من الضحايا العراقيين (بمن فيهم 77.000 قتلوا) في الفترة بين كانون الثاني (يناير) 2004 حتى آب (أغسطس) 2008. ذلك التقدير (الأقل بما يقارب 30.000 نسمة عن ذلك الذي وضعته المصادر الرسمية العراقية) لم يشمل الخسائر التي أسفرت عنها العمليات القتالية الرئيسية في العام 2003، كما لم يكن فيه أي مكان بطبيعة الحال لملايين اللاجئين الذين شردوا من منازلهم في خضم العنف الطائفي الذي تلا. وقد ذكرت وثيقة ويكليكس الأخيرة حول العراق، حوالي 15.000 قتيل عراقي آخرين غير معترف بهم على الأقل، كما أن الدراسات الجادة عن حصيلة الخسائر غالباً ما تقول إن الأعداد الحقيقية تظل أعلى بمئات الآلاف.

أو، ماذا عن توجهات أولئك الذين يعيشون في أجزاء الباكستان وأفغانستان التي خضعت للتصاعد الأخير في ضربات الطائرات الأميركية من دون طيار؟ ونظراً للطريقة التي يكتب بها هنا عن حروبنا الروبوتية، هل يمكن لمعظم الأميركيين أن يتخيلوا ما يشعر به المرء عندما يكون على الجهة المستقبلة لصواعق تشبه بروق زيوس؟

إليكم ما قاله مزارع في وزيرستان الشمالية في أراضي الحدود الباكستانية القبلية: 'إنني ألوم حكومة الباكستان والولايات المتحدة الأميركية... إنهما مسؤولتان عن تدمير عائلتي. كنا نعيش حياة سعيدة ولم تكن لي أي صلات بطالبان. كان أفراد عائلتي مسالمين وأبرياء... وأنا أتساءل، لماذا كنت أنا الضحية؟'.

هل يمكن أن يتساءل مزارع أميركي في موقف مشابه عن شيء مختلف؟ ألن يسعى إلى الانتقام في حال عملت الصواريخ الضالة على إفناء عائلته؟ لكنه يبقى من الصعب على الأميركيين مع ذلك أن يفهموا طبيعة الحروب التي تُخاض بأسهم، وليس أقل من ذلك التعبير عن التعاطف مع ضحاياهم، عندما يتم احتجازهم في حالة من العزلة عن أهوال الحرب.

ذات مرة، كانت 'حرب أميركا الكونية على الإرهاب' عقاراً مُسكّناً. ولكم أن تتذكروا صور 'الصدمة والرعب' التي عرضت الانفجارات التي ميزت الأيام الأولى من العمليات القتالية في العراق في العام 2003. وتذكروا كذلك كل تلك الخرائط الملونة، وأنظمة الأسلحة البراقة، ووجوه أسامة بن لادن وصدام حسين وهي تحدق فينا، والتي كان يشرحها جميعاً لنا على شاشات التلفزة ضباط متقاعدون من الجيش الأميركي في ملابس الفوتيك. في تلك النسخة المحبوكة بعناية للحرب، كانت الأسلحة وأركاننا العسكرية الأخرى تعرض لكي تخدم في تخفيف آلامنا من المأساة التي عانيناها يوم 11/9، بينما يجري حجب 'أبراج' جثث القتلى التي كنا نعليها في أراضي الآخرين.

في إطار تعزيز الحرب والإصرار على السيطرة على المعلومات، استخلصت النخب لدينا مرة أخرى درساً خاطئاً من حرب فيتنام. ففي فيتنام، وحتى لو أن ذلك استغرق سنوات، شرع المراسلون الصحافيون الأحرار في التجوال، والمتشككون شرعوا في استنطاق القصة الرسمية عن الحرب في نهاية المطاف. وقد جاءت الصور العنيفة إلى الوطن لتجثم في غرف معيشة الأميركيين في وقت العشاء. وربما لم تكن تلك التغطية قد أوقفت القتل، ليس مباشرة على الأقل، لكنها أسهمت فعلاً في تشجيع حركة المناهضة للحرب، كما فعلت ذلك أيضاً مع 'أغلبية صامتة' مضطربة شرعت باطراد في رفض الخطاب الرسمي الذي يتحدث عن حجارة الدومينو المتساقطة والأضواء في نهاية الأنفاق.

وعلى النقيض من ذلك، تميزت حربا العراق وأفغانستان بوجود مراسلين مندمجين في الجيش (مثل قادة فرق التشجيع في الغالب)، يعرضون الصور المبتذلة عن القوات الأميركية وهي تقوم بأعمال الدورية أو تطلق نيران الأسلحة على أهداف غير مرئية. أما الاعتراف الواضح بأن شكل الحرب المعتمد على قوة نارنا الكثيفة يفضي إلى وفيات عنيفة لعدد 'منهم' أكثر بكثير 'منا' -وبأن العديد منهم لم يكونوا، حتى في الخيال، أعداءنا- فإنها نادراً ما تظهر. (أحد الاستثناءات كان تقدير القائد السابق لحرب أفغانستان الجنرال ستانلي مكريستال القاسي للإصابات عند حواجز التفتيش: 'لقد أطلقنا النار على عدد مذهل من الناس، وقتلنا عدداً من الناس لم يكن أي منهم قد برهن، على حد علمي، أنه يشكل تهديداً حقيقياً للقوات').

'إننا لا نحصي جثث الآخرين'، هكذا قال دونالد رامسفيلد المغرور في أواخر العام 2003، رغم أن ذلك لم يكن حقيقياً (كانت البنتاغون تحتفط بأرقامها عن الخسائر لنفسها)، وبشكل عام، كان فيلق البنتاغون من الصحافيين المتلزمين يبقى تماماً على انسجام وعلى الخط، وقد ظلوا هناك بشكل عام لفترة طويلة بعد أن فقدت حروبنا الجديدة أي معان للمشاعر الطيبة. وبكل وضوح، تعلمت النخب العسكرية والسياسية أن من الأفضل (لها على الأقل) أن تبقي على الصورة الموسعة عن الموت والدمار بعيدة عن شاشات التلفزة الأميركية. ولعل من المفارقات أنه حتى في الوقت الذي يسعى فيه الأميركيون إلى اختراع أجهزة محاكاة وعرض أكثر حيوية وتفصيلاً من أجهزة التلفزة التي تصبح أكبر حجماً وأعلى وضوحاً باطراد، فإنه يجري تقديم الحرب بشكل مختزل بعناية ومقلم بعناية، ومصفى بشكل كبير من الدماء والعنف.

والنتيجة؟ نادراً ما يجري طرح أسئلة غير مريحة عن حروبنا، ناهيك عن بثها وإذاعتها. وتلك نعمة لأولئك الذين يريدون مواصلة تلك الحروب من دون أن تقلقهم المعارضة الشعبية، حتى ولو بشكل نصفي عندما يتعلق الأمر بالسعي إلى تحقيق استراتيجية عالمية معقولة، والتي تخدم فعلاً مصلحتنا الوطنية. وفي إطار السعي إلى عزل الجمهور عن أي معنى للتضحية الكبيرة، والمشاركة النشطة في حروب أميركا، أو حتى فهمها، تكون تلك النخب نفسها قد ضمنت أن تكون الصراعات التي انخرطت فيها غير سليمة استراتيجياً، ولا يمكن الدفاع عنها أخلاقياً.

اليوم، أصبح الأميركيون مرة أخرى شعباً انعزالياً، ولكن مع اختلاف. وحتى في الوقت الذي نقوم فيه بتوسيع قواعدنا العسكرية في الخارج وبإنفاق تريليونات الدولارات على الأمن القومي والحروب، فإننا عزلنا نفسنا عن عواطف الحرب، ووحشيتها، وتضحياتها التي تدمي القلب. وهذه العزلة تريح البعض، ويبدو أنها تتيح لآخرين إطلاق العنان للتصرف كما يشاؤون، لكنها راحة زائفة، وحرية كاذبة، يجري شراؤها بثمن إطالة أمد حروبنا، وزيادة ضحاياها، والحد من حرياتنا، وتآكل مكانة بلدنا وموقفه في العالم.

وحتى ننهي حروبنا، فإنه ينبغي لنا أن نتحمل أولاً رؤية مشهدها البشع والخبيث.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد