- مجلة 'تايم'
بيروت ترتعد بسبب تسريبات ويكيليكس
لعل آخر شيء كان يحتاجه التوازن السياسي المهزوز في لبنان، هو الهزة التي أحدثتها تسريبات الموقع الإلكتروني ويكيليكس. ويهدد التوتر القائم بين ائتلاف حزب الله المدعوم من سورية وإيران من جهة، وائتلاف 14 آذار المدعوم من الغرب وبعض الدول العربية، والذي يقوده رئيس الوزراء سعد الحريري من جهة أخرى، بتفجير الحرب الأهلية اللبنانية مجدداً. وتنتظر البلاد توجيه اتهامات وشيكة من جانب المحكمة الدولية لمتهمين باغتيال والد رئيس الوزراء الحالي ورئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري في العام 2005.
وكان اللوم قد وجه لسورية في البداية، حيث جرى تحميلها المسؤولية عن اغتيال الحريري في يوم عيد الحب -فالنتاين داي- من العام 2005. وكان الحريري قد شرع في شن حملة على أمراء الحرب السوريين الذين كانوا مهيمنين بحكم الأمر الواقع على لبنان، منذ أن وضعت الحرب الأهلية اللبنانية أوزارها في العام 1990. وقد مزق اغتيال الحريري الأب، في انفجار سيارة شاحنة كانت مفخخة بطن من المتفجرات في قلب بيروت الغربية، خضوع السنة والمسيحيين والدروز اللبنانيين لهيمنة سورية امتدت عقوداً، فيما أجبرت احتجاجات الشوارع التي اقترنت مع ضغط دبلوماسي غربي سورية على سحب قواتها من الأراضي اللبنانية في ذلك الصيف. ومن بين الجميع في لبنان، استمر الشيعة بقيادة حزب الله في الوقوف إلى جانب سورية، رافضين تحميلها المسؤولية عن اغتيال الحريري الأب البليونير. وكان أن تم اعتقال أربعة جنرالات لبنانيين موالين لسورية، والذين دارت في حينه شكوك بتورطهم في عملية الاغتيال، وسجنوا لفترة أربعة أعوام اعتباراً من شهر آب (أغسطس) من العام 2005، قبل أن تطلق سراحهم المحكمة الدولية في نيسان (أبريل) من العام 2009 من دون توجيه أي اتهامات لهم.
والآن، ثمة تخمينات بأن المحكمة سوف تتهم أعضاء من حزب الله. وما يزال الحزب يحاول منذ سنوات إبطال عمل المحكمة الدولية، مدعياً بأنها تقع تحت النفوذ الإسرائيلي، كما أنه عمد مؤخراً إلى رفع وتيرة الاستعداد. وفي الأثناء، يتوقع الأمين العام للحزب، حسن نصر الله، أن يوجه الاتهام إلى أعضاء من حزبه، لكنه نفى بشدة تورط الحزب في اغتيال الحريري الأب، محذراً من أن الحزب 'سيقطع يد' أي طرف يحاول اعتقال أي من أفراد الحزب. ويوجه نصر الله أصابع اللوم إلى إسرائيل ويحملها المسؤولية عن اغتيال الحريري.
ادخلوا إلى ويكيليكس
تقول صحيفة الديلي ستار البيروتية الناطقة بالإنجليزية، إن البرقيات المسربة من السفارة الأميركية في بيروت، التي حصلت عليها الصحيفة، لكنها لم تكن قد بثت على موقع ويكيليكس، تشير إلى أن كبير محققي الأمم المتحدة كان قد قال لدبلوماسيين أميركيين في العام 2006 إنه كان ثمة القليل من الأدلة ضد الجنرالات الأربعة، لكن هناك أسبابا سياسية منعت الإفراج عنهم في الحال. كما أنه فسر بقوله: 'لو تم تطبيق أي من المعايير القانونية الدولية، لكان قد تم الإفراج عن الجنرالات الأربعة في الحال. وفي ذات الوقت، مع ذلك، أقر بأن الإقدام على تلك الخطوة سيكون بمثابة كارثة سياسية للبنان'. وتردد أن برقية عن الاجتماع ذكرت ذلك.
كما ذكر أيضاً أن المدعي العام البلجيكي سيرج براميرتز، الذي خلف سلفه الألماني ديتليف ميليس كمحقق رئيس في القضية، وصف شهادة الشهود الثلاثة، الذين نزعت أهليتهم الآن، ضد الجنرالات بأنها 'لا يمكن الوثوق بها إطلاقاً'.
وذكر أيضاً أن براميرتز ألقى شكوكاً على انخراط الحكومة السورية مبكراً في تحقيقه، ومع ذلك تظل دمشق -بالنسبة للبعض- الظنين الرئيسي. وفي الغضون، نقل عن براميرتز القول: 'لدى سورية خمسة أجهزة أمن دولة مختلفة. ولا أستطيع تخيل أن أمراً قد نزل من لدن الرئيس ومر على كافة الأجهزة الأمنية إلى أن تم اغتيال الحريري'.
وأضاف: 'وإذا حدث شيء ما وكان لديك هيئة أمن واحدة وجاء الأمر من الأعلى -فعلينا أن نحدد ذلك'. وقال الناطق بلسان حزب الله، إبراهيم موسوي، لمجلة التايم من بيروت، إن الحزب ليس مستعداً في الوقت الحالي للتعليق على برقيات ويكيليكس. لكنه أوضح وجهات نظره من فضيحة أخرى، تتعلق بمن المجرم، التي شهدت اعتقال عشرات من اللبنانيين خلال السنوات القليلة الماضية لتعاونهم المزعوم مع إسرائيل. ويعيش لبنان حالة حرب مع إسرائيل، على الصعيد الرسمي. ومن بين هذه الجماعة من الخونة المزعومين عدد من الموظفين رفيعي المستوى العاملين في واحدة من شبكتي الهاتف الخلوي في البلد. وكانت المحكمة الدولية قد حللت، على نحو مسهب، سجلات الهاتف قبل وبعد الانفجار، لتحديد الشبكات التي يمكن أن تكون قد تورطت، وكذلك لتحديد صلة أولئك المتورطين. ووفق تحقيق أجرته هيئة الإذاعة الكندية، حدد تحليل الاتصالات السلكية واللاسلكية فرقة الاغتيال التي نفذت الجريمة، أو على الأقل الهواتف التي كانوا يحملونها وقت تنفيذ الجريمة.
وكان حزب الله قد أفرد فضيحة التجسس كدليل لإثبات أن إسرائيل كانت قد استطاعت النفاذ إلى شبكة الاتصالات السلكية واللاسلكية اللبنانية، مشيراً بذلك إلى أن حجة الهاتف قد أفسدت. ومؤخراً في الأسبوع الماضي، أعلنت قوات حفظ السلام في جنوب لبنان التابعة للأمم المتحدة، أنها تحقق في انفجار قيل إنه جاء نتيجة تفجير جهاز إسرائيلي كان يتجسس على الاتصالات السلكية واللاسلكية الخاصة لحزب الله. وكانت السلطات اللبنانية قد اكتشفت نظام الألياف الضوئية المنفصل التابع للحزب وراء في شهر آب (أغسطس) من العام2007، وهو تطور تم توثيقه أيضاً في برقية ويكيليكس 2008، والتي نشرتها صحيفة الأخبار البيروتية ذات الاتجاه اليساري.
وتقول البرقية الأميركية، وفق صحيفتي الأخبار اللبنانية والغارديان البريطانية، إن المعلومات عن شبكة حزب الله، بما في ذلك الخرائط، قد مررت إلى الولايات المتحدة ودول عربية وفرنسا وآخرين. وطبقاً للتقرير، فإن وزير الاتصالات اللبناني في حينه، مروان حمادة، أبلغ الدبلوماسيين الأميركيين بأن شبكة الألياف الضوئية كانت بمثابة 'نصر استراتيجي لإيران، نظرا لأنها خلقت نقطة أمامية إيرانية مهمة في لبنان متجاوزة سورية'. وأضافت البرقية: 'إن القيمة بالنسبة لحزب الله هي الخطوة الأخيرة في خلق دولة أمة. فلدى حزب الله حالياً جيش وأسلحة، ومحطة تلفزة ونظام تعليم ومستشفيات وخدمات اجتماعية ونظام مالي ونظام اتصالات سلكية ولاسلكية'.
وينفي حمادة الادعاءات، منكراً البرقية المذكورة ومعتبراً إياها 'مليئة بالفبركات'. وتتطلع بيروت إلى توجيه التهم وإلى الإفراج عن المزيد من برقيات ويكيليكس -وذكر أنها تضم أكثر من 3000 برقية تتعلق بلبنان. وفي السياسة اللبنانية القابلة للاشتعال، لا أحد يحب المفاجآت.
- صحيفة 'نيزافيسيمايا غازيتا'
تحذير صاروخي روسي
بدأت روسيا والناتو (حلف شملا الأطلسي) أمس مشاورات من المفروض أن تؤدي إلى تحقيق اتفاق رئيس روسيا وقادة الحلف لإنشاء نظام دفاع مشترك مضاد للصواريخ.
غير أن العديد من الخبراء العسكريين يرون أن تحقيق ذلك أمر صعب جدا أو مستحيل لسببين أولهما أن روسيا لا تتفق مع الناتو على أن صواريخ إيران تمثل أكبر تهديد صاروخي لأوروبا لاسيما وإن إيران لا تمتلك صواريخ قادرة على الوصول إلى العواصم الأوروبية بحسب رأي الخبراء الروس.
والسبب الثاني هو أن روسيا لا توافق الناتو الرأي حول تنظيم الدفاع الصاروخي الأوروبي، فبينما يصر الناتو على أنه بمقدور روسيا الانضمام إلى نظام دفاع صاروخي قد يتخطى حدود أوروبا سيقوم الحلف بإنشائه، ترى روسيا ضرورة أن ينشئ الناتو نظامه على حدود أوروبا في حين تقوم روسيا بإنشاء نظامها على حدودها ويكون كل من الطرفين مسؤولا عن تأمين أجوائه، أي أن روسيا مطالبة بإسقاط صاروخ يحلق في أجوائها نحو أوروبا بينما يتعامل الناتو مع صاروخ يحلق في سماء أوروبا باتجاه روسيا.
ويرفض الناتو تقاسم المسؤولية على هذا النحو بناء على اقتراح روسيا لأن الأطلسيين لا يثقون - غالب الظن - بموسكو.
وقد حذر الرئيس الروسي ميدفيديف الشركاء الغربيين أنه إذا لم تجد روسيا المكانة اللائقة في شبكة أوروبية مضادة للصواريخ يزمع إنشاؤها فقد ننظر إلى هذا النظام على أنه موجه لروسيا.
وربما لم يكن مصادفة أن يعلن قائد قوات الدفاع الجوي الفضائي الروسية الجنرال فاليري إيفانوف قبيل بدء المشاورات في بروكسل أن روسيا ستنشئ شبكة دفاع جوي فضائي تضم خمسة أنظمة فرعية: نظام دفاع مضاد للطائرات ونظام إنذار مبكر لاكتشاف الصواريخ المهاجمة ونظام مراقبة الفضاء ونظام تشويش إلكتروني ونظام دفاع مضاد للصواريخ، قبل منتصف عام 2011.
وذكر الجنرال إيفانوف أن القوات التي تحمي أجواء العاصمة الروسية والتي تتسلح بصواريخ 'س-300' و'س-400' الآن وسوف تتسلح بمنظومة جديدة هي 'س-500' أو 'تريومفاتور' في المستقبل، ستبدأ باستلام منظومات الدفاع الجوي الصاروخية المدفعية القريبة المدى 'بانتسير' ابتداء من شهري مارس وأبريل المقبلين.
- موقع 'نظرة عليا' (نشرة الكترونية تصدر عن مركز بحوث الامن القومي الأميركي)
كيف سيظهر النظام السعودي في السنوات المقبلة؟
انعدام الشفافية التي ترافق عملية الخلافة في السعودية ساهم في التخمينات حول هوية الخليفة، وذلك في ضوء الحالة الصحية للملك عبد الله، ابن الـ 87 عاما، الذي يتلقى العلاج الطبي في الولايات المتحدة. الأسرة المالكة تخرج عن طورها كي تبث الاحساس بأن الامور تسير كالمعتاد، ولكن عمليا قلص الملك جدول أعماله منذ حزيران (يونيو) الماضي بل ان بعض الدبلوماسيين وصفوه بأنه 'مشوش وعديم التركيز'.
عملية نقل السلطة في السعودية لا تتم بلا مخاطرة وإن كان بسبب حقيقة أن معظم الأبناء الأحياء لابن سعود شيوخ ومرضى وكل الباقين عديمو التجربة في ادارة شؤون المملكة. اضافة الى ذلك، فان العملية تترافق وصراعات شديدة تقع، باستثناء حالات معينة، خلف الكواليس، الأمر الذي يجعل من الصعب التوقع كيف سيظهر النظام السعودي في السنوات القريبة القادمة.
قبل سفره لتلقي العلاج الطبي في الولايات المتحدة، مدد عبد الله تعيين بعض كبار المسؤولين، بينهم السفير السعودي في الولايات المتحدة، بل و'رفّع' مرتبة ابنه، مُتعب، لمنصب قائد الحرس القومي (في منزلة وزير) قاعدة قوة ذات أهمية في المملكة على ما يبدو في محاولة لتعزيز جناحه في العائلة تمهيدا لمعركة الخلافة المحتملة. وبالتوازي فان ولي العهد الاول، سلطان، الاصغر من الملك بسنة، عاد الى المملكة بعد كفاح عقيم للسرطان كي يحصل بشكل رسمي على صلاحيات ادارة الشؤون الجارية، التي توجد عمليا لدى رقم 3 في المملكة، أخ عبد الله ووزير الداخلية، نايف، ابن الـ 77 'فقط'.
شيء لا يحصر فترة ولاية الزعماء العرب غير مدى حياتهم. في احدى المناطق الأقل استقرارا، هم الذين يعطون الانطباع باستقرار الحكم أمام ناظر الغرب الذي تجاهل الثمن الأخلاقي الذي يدفعه لقاء علاقاته بهم. غير أن هذا المؤشر هو ايضا لم يعد أمرا مسلما به في ضوء شيخوخة الحكام في قسم من الانظمة والخطر في أن يضعضع تداول الأجيال المرتقب استقرارها. الدولة الاكبر والأكثر ثراءا في العالم العربي ليست استثناء. فالحالة السعودية هي حالة مميزة وليس فقط لانه في نطاقها توجد المواقع المقدسة للاسلام وفي اراضيها احتياطات النفط الأكبر في العالم وهي تحمل علم المعسكر العربي المعتدل.
الى جانب أحداث الارهاب والتآمر فان الخطر الاكبر على استقرار المملكة يأتي بالذات من صعوبة ترتيب عملية الخلافة. حتى الآن، كان الحفاظ على استقرار الحكم يرتبط بالحفاظ على السيطرة في يد فرع عائلة ابن سعود في ظل إبعاد الفروع الاخرى عن دائرة المنافسة المحتملة. اضافة الى ذلك فقد انتقلت الخلافة حتى الآن من أخ الى أخ وليس من الأب الى ابنه، الامر الذي يضمن اختيار خليفة ذي تجربة في ادارة المملكة ولكنه أدى الى شيخوخة مخزون الخلفاء المحتملين. في محاولة للتصدي لهذا الامر تقرر منذ العام 1992 'القانون الأساس للحكومة' والذي بموجبه يمكن اختيار الخليفة حتى من بين أحفاد ابن سعود. وحتى لو كانت احتمالات ذلك متدنية الآن، فلن يكون بوسع المملكة أن تتملص على مدى الزمن من ترجمة القانون الى لغة الفعل.
كجزء من رغبته في تقييد قوة الفرع السعودي، ولكن مع ضمان الانتقال السلس للحكم، أقام عبد الله في العام 2006 نوعا من 'مجلس الأمناء'، هيئة من 35 شخصا، تضم ضمن آخرين أبناء وأحفاد ابن سعود المتبقين على قيد الحياة، ومن صلاحيتهم تعيين الملك في ظروف وفاة الملك ووفاة أولياء العهد الواحد تلو الآخر أو بسبب مرض وعدم قدرة الملك على أداء مهامه (مثلما حصل بين 1995 2005، السنوات التي كان فيها عبد الله، ولي العهد، يؤدي عمليا دور فهد الذي كان يجد صعوبة في الأداء عقب جلطة دماغية).
ولي العهد، الأمير سلطان، يعمل على مدى الـ 47 سنة الأخيرة كوزير للدفاع ويعتبر مقربا من المؤسسة الدينية وشركات الاسلحة الامريكية (وقد ارتبط اسمه لهذا السبب بقضايا فساد)، ولكن بسبب حالته الصحية فان فرصه في أن يخلف عبد الله منخفضة. أخو سلطان، نايف، المسؤول عن الامن الداخلي عديم كل تجربة دولية ويعتبر محافظا بالقياس الى عبد الله (وموقفه سلبي جدا من اسرائيل)، رُفع في العام 2009 ليكون نائبا ثانيا لرئيس الوزراء، وهو دليل على ما يبدو على الاستعداد لنقل لجام الحكم بشكل جزئي. في ضوء الحالة الصحية العسيرة لسلطان، فان نايف (الذي هو ايضا يكافح ضد السرطان) يعتبر الآن صاحب الفرص الاعلى لخلافة عبد الله. كما يوجد ايضا الامير سلمان، حاكم الرياض، ومقرن ابن 65 سنة الذي يقف على رأس الاستخبارات. الأخير هو الأكثر شبابا بين أبناء ابن سعود، ولكن حقيقة أن أمه ليست سعودية يبدو انها تجعله مرفوضا. من بين أبناء فيصل، سعود، الذي يعمل وزيرا للخارجية منذ 1975 يعتبر شابا نسبيا ولكنه مريض بالباركنسون؛ تركي (65 سنة) الذي يقف على رأس معهد البحوث الاستراتيجية وعمل على مدى عشرين سنة رئيسا للاستخبارات وسفيرا في واشنطن من المتوقع حسب التقديرات أن يعين وزيرا للخارجية. ابن آخر، خالد (70 سنة)، يعمل كحاكم لمكة ويُذكر احيانا بأن يكون الملك المستقبلي بسبب علاقاته الطيبة مع كل فروع الاسرة المالكة.
حقيقة انه يمكن نظريا اختيار الملك أو ولي العهد حتى من بين أحفاد ابن سعود، تزيد عدد الخلفاء المحتملين، العادة التي درجت في الاسرة المالكة هي أن الأحفاد يُعينون كمساعدين الى جانب آبائهم في الوزارات المختلفة لتأهيلهم لخلافتهم. ابن نايف، محمد، 'نجم صاعد' هو الذي يؤدي عمليا مهام وزير الداخلية والمسؤول عن مكافحة الارهاب، على علاقات عمل طيبة مع نظرائه في الغرب. يوجد ايضا خالد، الابن البكر لسلطان، الذي يعمل عمليا كوزير للدفاع وقاد المعركة، غير الناجحة تماما، حيال المتمردين الحوثيين على حدود اليمن. ابن آخر لسلطان، بندر، عمل سفيرا في الولايات المتحدة على مدى 22 سنة الى أن تم تعيينه رئيسا لقيادة الأمن القومي السعودي. بندر، المعروف بمحبته لاحتساء الخمر، عاد مؤخرا على نحو مفاجئ الى المملكة بعد علاجات طبية تلقاها في الخارج، وهو يعتبر رجل أساس في بلورة الجبهة المؤيدة للغرب كوزن مضاد لايران وفروعها، وقيل مؤخرا انه التقى مع مسؤولين اسرائيليين كبار وتباحث معهم في الموضوع. ليس واضحا أي دور سيؤديه (ربما دور الموفِّق أو الحكم بين الأمراء)، ولكن تجربته الغنية في الشؤون الخارجية وعلاقاته مع الادارة الامريكية لا بد ستكون في صالحه.
ليس واضحا بأي قدر سيمس انصراف عبد الله من الخريطة بالتقدم نحو الاصلاحات الاجتماعية والاقتصادية. وكذا بعلاقات المملكة الهامة مع الولايات المتحدة والمعالجة الناجعة، حتى الآن، للارهاب في ضوء تعاظم التهديدات من جانب 'القاعدة' في شبه الجزيرة العربية.
ماذا بالنسبة للاستقرار السلطوي؟ في السعودية يوجد عدة آلاف من الأمراء (منهم 500 في مناصب أساسية)، ينتشرون تقريبا في كل مجالات الحياة، الامر الذي يجعل من الصعب كل محاولة لهز الاستقرار السلطوي، ومع ذلك، كلما ازداد عدد الأمراء صار أصعب الحفاظ على الوحدة والولاء للأسرة المالكة. كما ان الاسم الطيب للأسرة المالكة هو عنصر لا بأس به في حصانتها، والتقارير الكثيرة عن الفساد والسلوك غير الاخلاقي من جانب الأمراء لا بد انها تمس بسمعتها الطيبة.
قدرة السعودية على الوقوف كوزن مضاد لصعود ايران كمحكم وملطف للنزاعات العربية وكعمود فقري في السياسة الامريكية في المنطقة، ترتبط ارتباطا وثيقا باستقرار الاسرة المالكة، وبالحاجة الى الانتقال السلس للخلافة. حقيقة ان الملك وولي عهده قد يموتان في وقت قريب من شأنها أن تضع قيد الاختبار المؤسسات التي أضيفت في السنوات الاخيرة وجاءت لتحافظ على التواصل السلطوي. واذا لم ينتقل التاج الى جيل الأحفاد فان الاستقرار السلطوي في المملكة سيتضرر لزمن طويل وإن كان لحقيقة أن مسألة الخلافة ستحوم مرة اخرى في الهواء.
- موقع 'بروجيكت سنديكيت' (مشروع منظمة دولية غير ربحية مؤلفة من اتحاد للصحف وتعنى بالتحليلات ومقالات الرأي التي يكتبها الخبراء والناشطون، ومقرها في العاصمة التشيكية براغ)
تركيا دولة لا غنى عنها
نشرت 'بروجيكت سنديكيت' مقالا لرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان قال فيه إن تركيا وضعت بصمتها الدامغة على العقد الأول من الألفية الثالثة بوصفها دولة مؤثرة فاعلة من حيث موقعها الجغرافي والسياسي، استنادا على ما تمتلكه من تراث تاريخي غني وعمق ثقافي وشعب متعلم يافع وما تتمتع به من ديمقراطية قوية واقتصاد متنام وسياسة خارجية بناءة.
و أضاف أردوغان أن ما تمتلكه تركيا من المقومات المختلفة والثرية يجعل منها دولة متميزة في عالم يتشكل وفق عولمة بشكل سريع.
ويمكن لتركيا عبر استغلالها لمقوماتها المختلفة أن تسهم في استقرار المنطقة برمتها وفي إحلال السلام والعمل نحو نظام عالمي يسوده العدل والمساواة والشفافية، وباعتبارها قوة صاعدة فإنها ستواصل إدراكها بضرورة إسهامها في السلام العالمي.
وقال أردوغان إن الحرب الباردة رافقتها ظروف من الفوضى والاضطراب والحروب الأهلية والاستعمار والتسلح النووي والاتجار بالبشر ومشاكل أخرى كبيرة.
سلام عالمي
وبينما توفر العولمة فرصا جديدة، فإنها تتسبب في مشاكل عالمية جديدة وتعمق التباين بشكل ضمني يؤدي إلى الظلم وعدم المساواة.
وفي حين تسعى تركيا للإسهام في السلام العالمي والإقليمي عبر قيامها بالإصلاحات الديمقراطية على المستوى الداخلي وعبر اتباع سياسات خارجية حكيمة، فإنها بوصفها عضوا في حلف شمال ألأطلسي (الناتو) تود أن تصبح عضوا كاملا في الاتحاد الأوروبي، وأن تؤسس علاقات ودية مع كل جيرانها الجنوبيين والشرقيين، في ظل موقعها الجغرافي والسياسي المتعدد الأبعاد والذي يجعل منها ركنا هاما في المنطقة والعالم.
وبينما دعا أردوغان دول المنطقة والعالم إلى الابتعاد عن الصراعات والاختلافات والمخاوف التي أفرزتها حقبة الحرب الباردة، قال إن أولئك الذين ينظرون عبر العدسات القديمة البالية لا يمكنهم فهم تطلع تركيا إلى بناء علاقات سياسية شاملة مع دول القوقاز والبلقان والشرق الأوسط.
وأوضح أن التراث التاريخي والثقافي لدى تركيا يجعلها ترتبط مع شعوب المنطقة بعلاقات من شأنها أن تؤدي إلى السلام الإقليمي بشكل عام، حيث لا يمكن لتركيا الانعزال عن محيطها الجغرافي الذي تقع منه في المركز.
سلام واستقرار
وقال إن التاريخ يؤكد أنه يستحيل إيجاد سلام واستقرار في العالم دون حل مشاكل منطقتي البلقان والشرق الأوسط، مشيرا إلى الدور الذي لعبته بلاده في تضميد الجروح التي تسببت فيها الحرب في البوسنة.
وقال رئيس الوزراء التركي إن بلاده تسعى من أجل استقرار العراق وتسهم مع الناتو من أجل جلب الاستقرار إلى أفغانستان وإلى منع اندلاع حروب في الشرق الأوسط وإلى الإبقاء على مسار العلاقات الدبلوماسية بشأن أزمة البرنامج النووي الإيراني.
وأضاف أن تركيا تبذل جهودا هائلة من أجل إقامة دولة فلسطينية مستقلة قابلة للاستمرار، وأن جهودها تلقى الرضا عند الأصدقاء في الغرب والشرق على حد سواء.
وبينما أكد أردوغان تبني تركيا سياسة تمثل العدالة في الشرق الأوسط، أضاف أن بلاده تسعى أيضا لإزالة الحدود الاصطناعية والجدران التي تباعد الشعوب عن بعضها.
وقال إن بلاده ترغب في أن يعيش الناس في منطقة تحترم فيها كرامة الجميع، وإنه لمثل هذا قامت تركيا بمعارضة الحرب الإسرائيلية على غزة وعارضت الحصار المفروض على القطاع، وإنها مستمرة في سياستها هذه بشأن غزة.
وأضاف أنه يستحيل الوصول إلى سلام عالمي، ما لم يتحقق السلام الدائم في الشرق الأوسط، وهو ما يتطلب إيجاد حل للقضية الفلسطينية، مضيفا أنه ينبغي لإسرائيل والدول المعنية اتباع سياسات سلمية وبناءة.
كما أوضح رئيس الوزراء التركي المقومات التاريخية والسياسية والاقتصادية والثقافية والدبلوماسية التي تمتلكها بلاده، مما يجعل منها مصدرا للاستقرار في المنطقة والعالم.
وقال إن تركيا ماضية في العمل نحو العدالة والمساواة بين الجميع، معتبرا ذلك الدور مسؤولية تفرضها على تركيا عوامل تاريخية وجغرافية والقيم العالمية التي تتحلى بها بلاده.
- وكالة 'نوفوستي'
البرنامج النووي الإيران.. من جديد
أشار الخبير الألماني في أمن المعلومات رالف لانغر الى أن فيروس 'ستاكسنت' الذي هاجم الأنظمة المعلوماتية في إيران قد أعاد البرنامج النووي الإيراني سنتين الى الوراء.
وأكد الخبير الألماني في حديث لصحيفة 'جيروزاليم بوست' الإسرائيلية اليوم الأربعاء، أن مهاجمة فيروس 'ستاكسنت' الخبيث كانت فعالة مثل ضربة عسكرية وحتى أكثر فعالية حيث لم تقع خسائر في الأرواح ولم تندلع حرب واسعة النطاق.
وتشير تقارير إعلامية الى أن الفيروس المذكور لا يزال يهاجم أنظمة الحاسوب الإيرانية في مفاعلي نتانز وبوشهر النوويين.
وأعرب الخبير الألماني عن اعتقاده بأن أفضل خطوة يمكن لإيران أن تتخذها ستكون التخلص من جميع أجهزة الكمبيوتر التي هاجمها 'ستاكسنت'. ووصف لانغر هذا الفيروس بأنه أكبر البرامج الحاسوبية تقدما وخبثا في التاريخ. وأوضح لانغر أنه سيتعين على الإيرانيين إعادة بناء أجهزة الطرد المركزي في نتانز وربما شراء توربين جديد لتركيبه في بوشهر.
ويرى لانغر أن دولتين على الأقل - ربما إسرائيل والولايات المتحدة - تقفان وراء مهاجمة فيروس 'ستاكسنت' الذي يستبعد أن يقف وراءه مخترق كمبيوتر 'هاكر' فردي. ويرجح أن يكون الفيروس من صنع دولة معينة بالنظر الى قوة الفيروس وشفرته الذكية والكبيرة.