- موقع 'تقرير واشنطن'
شعبية أوباما وشعبية إسرائيل
منذ بداية اهتمامى بالشأن العام ثار فى ذهنى تساؤل بسيط طالما عجزت عن إدراك إجابة مقنعة له: ما المنطق وراء الدعم الأمريكى الأعمى لإسرائيل؟ نمط من الدعم لم يتكرر مطلقا فى التاريخ الإنسانى أو فى تاريخ العلاقات بين الدول على مر العصور.
دخلت كلية الاقتصاد والعلوم السياسية حالما ببعض الإجابات عن الأسئلة الكبيرة فى مخيلتى، وانقضت أعوام الدراسة، ولم أحصل على إجابة مقنعة على السؤال الأم. ثم كان الانتقال للولايات المتحدة نفسها، واعتقدت أننى أقترب كثيرا من الوصول لقلب الإجابة من أصحاب الشأن أنفسهم.
ومرت أعوام من العيش فى عدة ولايات بدأ من نيويورك على ساحل المحيط الأطلسى وحيث يوجد أكبر وأقوى تجمع ليهود العالم، إلى مدينة سان فرانسيسكو الساحرة على ساحل المحيط الهادى فى شمال ولاية كاليفورنيا، مرورا بالوسط الأمريكى فى ولاية أوهايو وعودة للساحل الشرقى فى ولاية مريلاند، ثم انتهاء فى العاصمة الأمريكية واشنطن. ورغم احتكاكى بالعديد من رموز صناعة القرار والرأى الأمريكى، فإننى لم أعثر على إجابة مقنعة لفهم سر الدعم الأمريكى الأعمى لإسرائيل، حتى مشاركتى مؤخرا فى مناقشات منتدى عقد فى مدينة بوسطن عن السياسة الأمريكية والديانات السماوية، حيث اقتربت كثيرا من إجابة مقنعة لسؤالى.
وخلاصة ما توصلت إليه هو ببساطة أن &laqascii117o;شعبية popascii117larity إسرائيل تفوق شعبية أى رئيس أمريكى عند الشعب الأمريكى"!
نعم، فشعبية إسرائيل لدى الأمريكيين تتعدى نسبة شعبية أى رئيس أمريكى. فعلى سبيل المثال تصل الموافقة الشعبية الأمريكية على الرئيس باراك أوباما وسياساته طبقا لاستطلاع لوكالة رويترز للأنباء أجرته يوم 7 أكتوبر إلى نسبة 43% فى حين يرفض 53% سياساته. وقد انتهى لنتيجة مماثلة استطلاع آخر أجرته محطة سى إن إن يوم 5 أكتوبر حيث عبر 45% عن دعمهم لسياسات أوباما، فى حين عبر 52% عن رفضهم لسياسياته.
فى الوقت نفسه تصل نسبة الموافقة على ما تقوم به إسرائيل 65% طبقا لاستطلاع رأى قامت به مؤسسة زغبى، فى حين عبر 21% فقط عن معارضتهم لسياسات إسرائيل. ويرى 81% من الشعب الأمريكى فى إسرائيل &laqascii117o;الحليف الذى يمكن الاعتماد عليه فى الشرق الأوسط" طبقا لاستطلاع للرأى قامت به مؤخرا مؤسسة هاريس.
ذلك رغم ما اقترفته إسرائيل فى حق الولايات المتحدة، مثل تدمير المدرة ليبرتى فى ستينات القرن الماضى، مرورا بتسريب أسرار عسكرية وتكنولوجية أمريكية للصين، إضافة للتجسس على الجيش الأمريكى نفسه، ورفضها التوصل لسلام فى الشرق الأوسط بما يضر بالمصالح الأمريكية.
وهذا ما عبر عنه ديفيد باتريوس، القائد الحالى للقوات الأمريكية فى أفغانستان، أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ والتى ذكر فيها أن الغضب العربى المطلق تجاه الولايات المتحدة الذى تسببه القضية الفلسطينية يحدد الدعم وقوة الشراكة الأمريكية مع شعوب وحكومات المنطقة. وان تنظيم القاعدة، والجماعات المتطرفة الأخرى تستغل هذا الغضب لتعبئة الدعم المؤيد لها، كما أن استمرار الصراع يعطى إيران نفوذا كبيرا فى العالم العربى.
ورغم هذا فالدعم الأمريكى لإسرائيل راسخ لا يهتز ولا ينقص.
نعم هناك لوبى قوى مؤثر يسعى لأن يستمر الوضع الحالى من سيطرة إسرائيلية على مقدرات الشعب الفلسطينى بلا تغيير فى ظل دعم أمريكى مطلق وعلى طول الخط لكل ما تقوم به إسرائيل حتى لو قامت ببناء المزيد من المستوطنات فى القدس الشرقية والضفة الغربية، كما فعلت مرة أخرى الأسبوع الماضى.
ويرى دانيال كورتيزر، السفير السابق لدى مصر 1997ــ2001 ولدى إسرائيل 2001ــ2005 أن المسئولين الإسرائيليين ينظرون للعالم بطريقة مختلفة، ولن يقوموا بفعل شىء لمجرد أن الرئيس الأمريكى قال هذا أو ذاك.
وقد ذكر أوباما نفسه فى اجتماع مع الأعضاء اليهود فى الكونجرس أنه لن يفرض حلا، ولا يستطيع فرض حل على الإسرائيليين أو الفلسطينيين إن أراد، وأكد فقط أن دوره يتمثل فى عرض خطوط عريضة للتفاوض بين الطرفين.
ما يريده رئيس الوزراء الإسرائيلى هو التطبيع وبناء الثقة بين إسرائيل والأطراف العربية المختلفة بما فيها الدول الخليجية وتحقيق ما يسمى السلام الاقتصادى أولا.
ويمثل العامل الدينى حجر الأساس الأهم فى مصادر الدعم لإسرائيل داخل الولايات المتحدة، ويدعم رؤية نتنياهو الدعم الذى تحصل عليه إسرائيل من جماعات الايفانجاليكال التى تريد أن تعجل من سيطرة إسرائيل الكاملة على كل أرض فلسطين المقدسة، إيمانا منها بأن هذا يسرع من عودة المسيح الثانية.
ذكر والتر راسييل مييد الباحث بمجلس العلاقات الخارجية، خلال محاضرته بمنتدى بوسطن &laqascii117o;أن التأييد الأمريكى البروتستانتى لليهود وإسرائيل وجد قبل أن يطأ اليهود الدولة الأمريكية الناشئة، وقبل أن تتأسس دولة إسرائيل".
ويرى مييد أن الأمريكيين الأوائل من المتدينين البروتستانت كانوا يؤمنون بأنهم شعب مختار، وان مسيحيتهم هى المسيحية الأفضل والأصح، وان تأسيس الدولة اليهودية فى إسرائيل يثبت أنهم شعب مختار أيضا مثل اليهود، وأن الرب يبارك أمريكا، وأنهم الأمريكيون مباركون من الرب، وأن نجاح الإسرائيليين هو نجاح للأمريكيين.
ويقوم إيمان الايفانجليكال على عقيدة مفادها أنه قبل نهاية العالم سيرجع المسيح، ويملك فى الأرض مدة ألف سنة مع المسيحيين المؤمنين، وبعد ذلك تنتهى الدنيا. ولكن المسيح، كما ترى هذه العقيدة لن يرجع إلى الأرض قبل أن يرجع جميع اليهود إلى فلسطين. وقد أخذ أتباع هذه العقيدة بعض نبوءات العهد القديم وطبقوها على العصر الحاضر. فهناك، مثلا، نبوءة فى أحد الأسفار تقول: إن الله سيعيد اليهود إلى أرض الميعاد، أى إلى فلسطين.
وقد أكد لى أكبر قادة المسيحية الصهيونية، القس ريتشارد لاند، أن ثلاثة أرباع الايفانجليكالين يؤيدون إسرائيل بصورة كبيرة جدا، وأن الرب وعد اليهود بالعودة للأراضى المقدسة، وها هو الوعد يتحقق!
وعندما سألته عن قضية الولاء المزدوج، وإذا ما كان الايفانجليكالين يقفون مع أمريكا ومصالحها الإستراتيجية، أم مع إسرائيل، إذا ما تناقضت المصالح، رد القس لاند بثقة شديدة &laqascii117o;هذا شىء غير ممكن، واعرف الكثيرين من الأمريكيين ممن لن يدعموا حكومتهم إذا ما استعدت إسرائيل".
أما نحن كشعوب ومواطنين مصريين وعرب فعلينا ألا نفقد ما بقى لنا وهو شعبية القضية الفلسطينية وشعبية الشعب الفلسطينى فى سلم أولوياتنا، بعيدا عن مراهقة ومهاترات حماس وفتح، وبعيدا عن سلبية حكامنا انتظارا ليوم يتم ترجمة هذه الشعبية لقوة سياسية ذات معنى.
- صحيفة 'هآرتس'
مغامرة عسكرية خطيرة / عاموس هرئيل و آفي يسسخروف
مراجعة جملة الأحداث التي وقعت على حدود غزة اسرائيل في الاسابيع الأخيرة تُظهر اشتباها أكثر من مجرد ملموس في ان حماس تحاول اعادة تعريف قواعد اللعب في المنطقة. التصعيد في القطاع لا يؤدي بالضرورة الى جولة قتال واسعة اخرى، على نمط 'رصاص مصبوب'، ولكن في الايام القادمة فقط سيتضح اذا كانت اسرائيل تنجح في مساعيها لاعادة ميزان الردع حيال حماس الى حالته السابقة، ذاك الذي ساد منذ نهاية الحملة في كانون الثاني/يناير 2009.
تتجه النية الاسرائيلية الى إجبار حماس على العودة الى الصيغة السابقة، تلك التي في اطارها فرضت ضبطا للنفس على ذراعها العسكرية وبشكل عام فرضت كبحا نسبيا لجماح الفصائل الفلسطينية الاخرى. في ظل غياب قناة اتصال مباشرة بين الطرفين، فان الرسائل المتبادلة تمر أساسا عبر استعراضات القوة. وبالتالي، ستستمر على ما يبدو المناوشات المتبادلة في الايام القريبة القادمة. ويدور الحديث عن لعبة خطيرة: سقوط الصاروخ أمس، قرب روضة الاطفال في كيبوتس بجوار عسقلان، ذكّر كم هي الصدفة الاحصائية، سقوط على مسافة بضعة أمتار الى هنا أو هناك، يمكنها ان تُملي شدة المواجهة. لو انتهت الحادثة باطفال قتلى، بدلا من جرحى بجراح طفيفة، لكانت الامور الآن مختلفة تماما.
التصعيد في الاحتكاك في الفترة الأخيرة يجد تعبيره في أكثر من هجوم فلسطيني على دوريات للجيش الاسرائيلي على جانبي الجدار الفاصل وتوسيع نار قذائف الهاون والقسام. لاول مرة منذ فترة طويلة، تشارك حماس مشاركة محدودة في اطلاق النار. ولكن أساس التغيير ينبع من التشجيع، الضمني، الذي تعطيه المنظمة الان لنشاط الفصائل الصغيرة، بما في ذلك نار الصواريخ. هذه لا تزال باعداد صغيرة نسبيا. منذ بداية السنة سقط في الاراضي الاسرائيلية نحو 180 صاروخا وقذيفة هاون (اكثر من 200 اخرى سقطت، بالخطأ في اراضي القطاع). ولغرض المقارنة، ففي العام 2008، السنة التي في نهايتها بدأت حملة 'رصاص مصبوب' اطلق اكثر من 4 الاف صاروخ.
لماذا يحصل هذا؟ يبدو أن حماس تسعى الى فحص رد فعل اسرائيل وتوسيع مجال مناورتها، دون ان تنجر الى مواجهة شاملة اخرى. توجد هنا استجابة لضغط الاذرع العسكرية، التي يرغب رجالها في 'التنفيس' من خلال اعمال ضد اسرائيل، الى جانب الافتراض بانه سيكون من الصعب اكثر على الجيش الاسرائيلي العمل ضد خلايا اطلاق الصواريخ في الطقس الشتوي. ومع ذلك، فقد حرص كبار رجالات حماس أمس على الايضاح بان المنظمة غير معنية بتصعيد شامل حيال اسرائيل. بعض من المنظمات التي شاركت في اطلاق قذائف الهاون والصواريخ نحو اسرائيل في الـ 48 ساعة الاخيرة وان كانت تعتبر موالية لحماس وتطيع تعليماتها، الا ان الصاروخ الذي اطلق امس في ساعات الصباح نحو كيبوتس في شاطىء عسقلان، اطلقه اغلب الظن 'جيش الاسلام'، الذي يعمل بشكل شبه مستقل في القطاع. وقدر محللون غزيون أمس بان حماس تعمل في نهاية المطاف على تهدئة الخواطر وذلك للحفاظ على الوضع الراهن في غزة وعدم الانجرار الى مغامرة عسكرية خطيرة. والدليل على ذلك يعرضون الرد المدروس للمنظمات الفلسطينية في غزة على قتل خمسة نشطاء في قصف لسلاح الجو في نهاية الاسبوع الماضي.
في هذه الاثناء اخلت حماس، كعمل اعتيادي تقريبا، جنودها من بعض مقراتها القيادية، فيما تبقى في اخرى حضور خفيف نسبيا لرجال قوات الامن. اما في شوارع غزة، بالمقابل، فكانت حركة الاشخاص والمركبات مثلما في كل يوم آخر ولم يظهر السكان المعتادون جدا على قصف سلاح الجو ونار الصواريخ أي توتر استثنائي. 'يوم بصل ويوم بصل'، اجاب امس صحافي غزي طلب منه أن يصف الاجواء في القطاع، 'الفارق هو نوع البصل الذي يؤكل في ذاك اليوم'.
ومع ذلك، فان اسرائيل، كعادتها في هذه الفترة، ترى في حماس المسؤولة الحصرية على ما يجري في الجانب الفلسطيني ومنذ يوم أمس فانها تجبي منها الثمن. فقد سمح للجيش الاسرائيلي بان يضرب ايضا اهدافا مأهولة لحماس، في هدف معلن لالحاق خسائر بين نشطائها. لا يزال يتبقى أن نرى كيف ستستقبل هذه الرسالة لدى حماس. في المدى الابعد، رغم التقدير الاستخباري الاساس في أن حماس لا تزال تمتنع عن اعادة بث على نمط 'رصاص مصبوب'، في هيئة الاركان يقدرون بان احتمال التفجير في الجبهة الجنوبية عال نسبيا. آجلا أم عاجلا، الامور هناك ستخرج عن نطاق السيطرة.
على هامش الامور، كشف امس رئيس الاركان غابي اشكنازي النقاب عن حقيقة ان الفلسطينيين اطلقوا صاروخا مضادا للدروع متقدما من طراز كورنيت نحو دبابة اسرائيلية في القطاع قبل نحو اسبوعين. وحظرت الرقابة العسكرية نشر تفاصيل عن الحدث رغم ان الفلسطينيين كانوا يعرفون ما الذي اطلقوه، الى أن قرر اشكنازي الحديث وما كان محظورا اصبح مسموحا. ولكن، الاهم هو المعنى على الارض لاطلاق صاروخ كورنيت، الصاروخ الاكثر تطورا في المنطقة حتى اليوم والذي يوجد قيد استخدام حزب الله والجيش السوري. صحيح أنه لا يوجد هنا تغيير جذري في موازين القوى، الا ان دخول الكورنيت يدل على تحسن مستمر في قدرة الخصم العسكرية، والتي تتمثل ايضا بادخال صواريخ مضادة للطائرات الى القطاع وصواريخ الى مدى متوسط، لاول مرة تهدد تل أبيب ايضا. اما اذا رغم ذلك تدهورت الامور نحو مواجهة واسعة النطاق، فستكون هذه ابعد بكثير من مجرد نزهة للجيش الاسرائيلي ايضا.
- صحيفة 'واشنطن بوست'
تعارض مصالح واشنطن وباكستان
أشار الكاتب الأميركي ديفد إغناتيوس إلى ما وصفه بتعارض المصالح الأميركية الباكستانية، وقال إنه يبدو أن واشنطن تطالب إسلام آباد بالكثير مما لا تمكن تلبيته، وإن الجيش الباكستاني لا تمكنه مواصلة هجماته في وزيرستان، لأن انتشاره صار واسعا وأدى بالتالي إلى هشاشته وضعفه.
و نسب الكاتب إلى مسؤولين عسكريين باكستانيين قولهم إن الجيش الباكستاني لن يشن أي هجمات جديدة في منطقة وزيرستان على الحدود الأفغانية بغض النظر عن أي طلب أميركي لفعل ذلك.
وأضاف المسؤولون الباكستانيون أن باكستان لديها ما يكفيها من الأزمات والمخاطر والهجمات 'الإرهابية' التي تهدد البلاد، وأن الباكستانيين يودون الالتفات إلى بلدهم أولا.
ويرى المسؤولون العسكريون الباكستانيون أن المناطق القبلية في وزيرستان لا تشكل تهديدات وأخطارا داهمة للبلاد، وأن من شأن قيام الجيش بمهاجمة تلك المناطق تعريض البلاد لمزيد من الهجمات 'الإرهابية'.
وقال الكاتب 'يبدو أنه كلما ضغطت واشنطن على إسلام آباد من أجل تصعيد الهجوم العسكري في مناطق القبائل، أمعنت الأخيرة في المقاومة ورفض الطلب'.
وأوضح أن الولايات المتحدة تطالب باكستان بالتحرك الفوري في ظل تعرض القوات الأميركية المتواجدة في أفغانستان لمزيد من الهجمات عبر الحدود الباكستانية، ولكن باكستان منشغلة بمحاولات مواجهة الهجمات 'الإرهابية' التي تعصف بها من كل حدب وصوب.
ويرى إغناتيوس أنه بالرغم من تنامي الخوف من الباكستانيين في واشنطن، فإن إسلام آباد نشرت أكثر من 140 ألف جندي في مناطق القبائل شمالي البلاد، وذلك العدد يزيد عما نشرته واشنطن نفسها من قوات عسكرية أميركية في أفغانستان.
واختتم الكاتب قائلا إن الحرب على أفغانستان مستعرة بما فيه الكفاية، وإن ضغط واشنطن على إسلام آباد لإجراء تصعيد عسكري في منطقة القبائل على الحدود الأفغانية من شأنه أن يزيد الطين بلة، داعيا الولايات المتحدة إلى عدم المغامرة بإرسال قواتها إلى داخل الحدود الباكستانية.
- صحيفة 'نيويورك تايمز'
أى دور لواشنطن بعد 2011
ذكرت صحيفة 'نيويورك تايمز' على صدر صفحتها الرئيسية أن اضطرابات المشهد السياسى الشرسة فى العراق شهدت مؤخراً عودة ظهور كتل سياسية معادية للولايات المتحدة الأمريكية، مما ينذر بعدم وجود أى دور يلعبه الجيش الأمريكى فى العراق بعد مغادرة ما يقرب من 50 ألف جندى أمريكى خلال الـ12 شهراً المقبلين، وفقا لتصريحات مسئولين فى الإدارة الأمريكية والجيش.
وأشارت الصحيفة إلى اعتقاد المسئولين الأمريكيين والعراقيين، على حد سواء، أن الوجود العسكرى الأمريكى سيستمر بعد عام 2011، 'وهو الموعد الذى حدده الرئيس الأمريكى السابق، جورج بوش، قبل ثلاثة أعوام، وأقره سلفه، باراك أوباما'، حتى وإن كان وجودا استشاريا نظرا لتعدد أوجه القصور فى الجيش العراقى، لا سيما فى القوة الجوية، وتنسيق المعلومات الاستخباراتية.
ورغم استمرار وضع الخطط الطارئة لبقاء أى بعثة أمريكية فى بغداد والبنتاجون، إلا أن تغير الساحة السياسية فى كلا الدولتين زاد من إمكانية سحب القوات بكاملها بحلول نهاية 2011، على حد قول المسئولين، ويسعى جاهدا كل من نورى المالكى، رئيس الوزراء العراقى، والرئيس أوباما للإبقاء على دعم قواعدهم السياسية، لذا تعهدا مرارا وتكرارا بالالتزام بالموعد النهائى لسحب القوات.
وأكد كل من مسئولى الإدارة الأمريكية والجيش خلال مقابلات أجريت معهم أن البيت الأبيض لم يتوصل إلى قرار نهائى بشأن إبقاء أى قوات فى العراق بعد الموعد المحدد لمغادرة القوات، وأنه حتى لم ينظر فى أمر إبقاء أى بعثات حتى تطلب حكومة المالكى ذلك.
- صحيفة 'ديلي تلغراف'
طهران تعمل على استدراج علماء نوويين أفارقة
كشف تقرير لدامين ماكروى مراسل صحيفة 'ديلى تلغراف' في جينيف عن أن طهران تدير شبكة عالمية لتجنيد علماء نوويين واستتدراجهم للعمل فى برنامجها النووى.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مسؤولة زعمها أن إيران تعتمد بشكل خاص على العلماء الكوريين الشماليين، لكنها تقوم أيضا بتجنيد ذوى الخبرة ممن هم بالدول الأفريقية للعمل على تطوير صواريخ وأنشطة نووية.
وتضيف، ثمة اتفاق بين طهران وبيونغ يانغ يقضى بتمويل الأولى الأنشطة النووية الكورية الشمالية، مقابل إرسال علماء وتكنولوجيا كورية إلى إيران.
وتنقل الصحيفة عن محمد رضا حيدرى القنصل الإيرانى السابق بأوسلو اعترافه بلعب دور فى مساعدة عشرات الكوريين الشماليين على دخول البلاد، حينما كان يعمل لدى مكتب الخارجية الإيرانية في مطار الخمينى. وأوضح: 'كانت مهمتنا تتمثل فى التنسيق مع فريق من الاستخبارات للتأكيد من تأشيرات الدخول الخاصة بالوفود الأجنبية الدبلوماسية والتجارية التى تزور البلاد، مع إيلاء اهتمام خاص بكبار الشخصيات'.
وأضاف: 'كانت لدينا تعليمات على عدم فحص التأشيرات وجوازات السفر الخاصة بالفلسطينيين الذين هم على علاقة بحركة حماس والعسكريين من كوريا الشمالية والمهندسين الذين يزورون البلاد بشكل منتظم'.
ويتابع أن الكوريين الشماليين كانوا جميعا من التقنيين والخبراء العسكريين الذين شاركوا فى تطوير البرنامج النووى الإيرانى. ويعمل فريق التقنيين على تمكين إيران من تصنيع قنبلة نووية والآخر على زيادة مدى الصواريخ البالستية.
وكشف حيدرى عن أن جميع السفارات الإيرانية بالخارج وخاصة بالدول الأفريقية كانت تعمل على البحث عن علماء محليين وتقنيين لديهم خبرة كافية بالتكنولوجيا النووية، وتقدم لهم عقوداً مغرية لاستدراجهم إلى إيران. وختم حيدرى حديثه بأن واجهة البرنامج النووى الإيرانى هو أنه مخصص للأغراض السلمية، ولكن وراء ذلك أجندة مختلفة تماما.