- صحيفة 'ديلي ستار'
إعادة هيكلة الوساطة في النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني/ سام بحور
الآن وقد بدت المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية متوقفة، تقف الولايات المتحدة عند نقطة تقاطع فيما يخص وساطتها في مفاوضات السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين. ولم تعد إدارة أوباما قادرة على السير على الجانب الإسرائيلي من الخط -حيث ظلت تسير منذ خلق إسرائيل تماماً، بينما تظل تتفوه بكلام معسول وحسب عن وهم السير على الخط الرفيع من الوساطة النزيهة. ولسوء الطالع، لم تتقدم الولايات المتحدة ولا أي أحد من القيادة الفلسطينية بأي اقتراح يتعدى نفض الغبار عن المبادرات الفاشلة أصلاً، ويضع وزر تحقيق التقدم على الحاجة إلى المزيد من التنازلات الفلسطينية، وهي التنازلات التي لا توجد.
تكاد النشوة الدولية التي تحيط باحتضان الدب الأميركي لرئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض في رام الله تتلاشى سريعاً، ليأتي خريف العام 2011 -الذي حددته حكومة فياض موعداً لقيام الدولة الفلسطينية- إذ ستجد المنطقة نفسها تماماً حيث تركها الرئيس السابق جورج دبليو بوش: عند طريق مغلقة.
لعل ما تمس الحاجة إليه حالياً هو إعادة بناء الوساطة الدولية التي تستجيب للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي. وتعد دبلوماسية المكوك التي تمارسها القوى العالمية غير القادرة أو غير الراغبة في الالتزام بالقانون الدولي والإنساني كأساس لإجراء مصالحة فلسطينية-إسرائيلية مضيعة للوقت والمال، وكذلك للأرواح الفلسطينية والإسرائيلية. ويجب وضع حد للاحتلال العسكري إذا ما أريد لمفاوضات الوضع النهائي بنية حسنة أن تبدأ بطريقة جادة.
لقد أثبتت الولايات المتحدة بما يتجاوز الشك المعقول، أن تحالفها التاريخي مع إسرائيل هو 'تحالف غير مقدس'، كما درجت على وصفه غالباً، وهو ما يمنعها من أن تكون وسيطاً نزيهاً وغير منحاز. ومع مرور السنوات، أصبحت الأجندة الإسرائيلية موضوعا أميركيا محلياً مرتبطا على نحو سيادي بالانتخابات الأميركية وبالسياسة الخارجية، وبالمساعدات الأميركية، كما وبالمجمع العسكري الصناعي الأميركي. وأعطى انهيار عملية السلام المنبثقة عن اتفاقيات اوسلو سيئة الصيت الولايات المتحدة فرصة تاريخية لتنقية صورة دعمها الأعمى لإسرائيل. لكنها اختارت عدم فعل ذلك خاسرة بذلك اي انطباع يتكون عنها بانها وسيط معقول وغير منحاز.
وفي الاثناء، تدرك الولايات المتحدة تماما محاولاتها الفاشلة في التوسط، وعلى نحو خاص في الأعوام العشرين الماضية. ولهذا انتقلت إلى إنشاء ما يسمى 'الرباعية'. ومن حيث الجوهر، حاولت الرباعية التمويه على الدور الأميركي المهيمن في النزاع من خلال ضم الاتحاد الأوروبي والاتحاد الفيدرالي الروسي والأمم المتحدة. وتقف هذه الآلية الدبلوماسية الغامضة وغير الفعالة، والتي تنسب لنفسها الدور في التوسط في النزاع، تقف عاجزة عن الحصول على أي شرعية دولية حقيقية. وخلال الأعوام الماضية، شهدت اللجنة الرباعية التي يمثلها حاليا كل من رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، وبهدوء، تصاعد العدوان الإسرائيلي ضد الفلسطينيين وانهيار عملية السلام، بينما لم تفعل الكثير إزاء تقرير علو القفزة التي أمرتها الولايات المتحدة بأن تقفزها.
إن الشيء الذي سيكون بديلا عن الرباعية هو خلق فريق وساطة منبثق عن مجلس الامن الدولي التابع للامم المتحدة، والذي لا يسمح فيه لأي عضو بممارسة حق النقض 'الفيتو'. وسيجهز الفريق بالموارد اللازمة لجلب إسرائيل (قوة الاحتلال) والفلسطينيين (الخاضعين لنير الاحتلال) إلى الطاولة مع أجندة تدعو إلى إنهاء الاحتلال العسكري للفلسطينيين، والذي مضى عليه 43 عاماً. ويجب أن يتم تكريس الأساس لإنهاء الاحتلال وفق ما يمليه القانون الدولي والإنساني. وسيخول هذا الفريق التوسطي بصلاحية نشر عدد محدد من قوات حفظ السلام متعددة الجنسيات اذا ما اقتضت الحاجة ذلك.
وستكون الولايات المتحدة في حقيقة الامر هي البطاقة المتوحشة التي ستصد اقرار هذه الطريقة الجادة نحو التوسط. فلماذا تقبل واشنطن بترتيب وساطة ستدق اسفينا بالتأكيد بين الولايات المتحدة وإسرائيل؟ وثمة 101 سبب لدى الولايات المتحدة للركون إلى مقعد خلفي في النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، ليس أقلها المستنقع الذي كانت قد خلقته لنفسها في العراق وأفغانستان، أو الكلفة المتزايدة على نحو ثابت، والتي تلقي بها إسرائيل على كاهل الولايات المتحدة ماليا وسياسيا على حد سواء.
يترتب على الولايات المتحدة، إن آجلا أو عاجلا، ان تتخذ إجراءً من شأنه تنحية إسرائيل عن الهيمنة على أجندتها المحلية. وعلى الرئيس باراك أوباما، وقد تجاوز انتخابات منتصف المدة، أن يتنفس على نحو أكثر سهولة بعض الشيء، وأن يستثمر الرأسمال السياسي جادا لإصلاح بعض الضرر الذي لحق برئاسته عندما أجبر مؤخراً على التراجع عند المواجهة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول موضوع استمرار عمليات بناء المستوطنات الإسرائيلية غير الشرعية. (في الاراضي الفلسطينية المحتلة).
ومع ذلك، ستكون المراهنة على الولايات المتحدة أو أوباما لاتخاذ خطوة تاريخية أحادية الجانب رهانا خاسرا على الأرجح. و تحتاج المجموعة الدولية لأن تخرج عن حيادها وتنخرط في العملية. لكنه سيترتب على المجموعة الدولية، في حال رفضت الولايات المتحدة التعاون من جانبها، اتخاذ الإجراء الذي تراه مناسباً. وبموجب إجراء معروف جيداً ومجرب للأمم المتحدة يدعى 'الاتحاد من اجل السلام' (قرار الجمعية العامة رقم 377 ايه في) تستطيع الجمعية العامة للأمم المتحدة المطالبة بانسحاب إسرائيل من الاراضي الفلسطينية المحتلة. ويجوز ان تدعو الجمعية العامة للأمم المتحدة أيضا إلى إرسال قوة حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة إلى فلسطين لحماية الفلسطينيين من قوات الاحتلال. وقد تم استخدام إجراء 'الاتحاد من أجل السلام' من قبل، وليس من جانب أحد آخر سوى الولايات المتحدة نفسها.
يجب أن يحدد القانون الدولي ويطبق من جانب المؤسسات الكونية التي كانت قد أسست أصلاً من أجل خدمة ذلك الهدف، وليس من جانب القوة الكبرى الموجودة أو طرف النزاع الذي يستطيع توظيف شركات العلاقات العامة الأفضل، أو الذي يتمتع بالقوة العسكرية الأقوى. وفي الانهاء الواضح وغير القابل للنقض للاحتلال الإسرائيلي، بكل أشكاله، تكمن القوة التي تجلب العدالة والامن والاستقرار لمنطقة تبدو وأنها تقف على شفير تحطيم ذاتها.
- صحيفة 'معاريف'
سفير امريكي في دمشق.. استسلام آخر من اوباما؟
في 14 أيار (مايو) من العام الماضي بعث 12 سناتورا برسالة الى وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون. وقد أعلنوا بان ليس في نيتهم السماح للادارة بتعيين السفير المرشح لسورية، روبرت فورد. في اساس اعتراضهم قبع ادعاء معروف: 'لا يدور الحديث عن مجرد تنازل بل عن جائزة'، جائزة على سلوك سيئ. قبل شهرين من ذلك ادعت وزارة الخارجية بان العكس هو الصحيح: 'هذا ليس تنازلا، بل اداة ستسمح باقناع القيادات الاعلى في النظام السوري بمزيد من النجاعة'.
في واقع الامر، هذا هو الجدال القديم، المعروف، الذي نسي بعض الشيء، بالنسبة لقرار ادارة اوباما تغيير طبيعة علاقاتها مع الانظمة العاقة والدول المعادية. اذا كان يخيل لأحد ما بان سلسلة اخفاقات الادارة التي تحاول التمسك بـ 'الحوار' ستلقنها درسا، فان هذا الدرس لم يفهم. في ادارة اوباما يعترفون: صحيح انه كانت خيبات أمل، صحيح أننا أملنا بتحقيق قدر أكبر. لم ننجح. ولكن ما هو البديل، أهو العودة الى ايام المقاطعة لبوش؟ وهل بوش نجح أكثر حين قاطع ورفض الاتصال؟
سورية هي حالة اختبار مناسبة لفحص هذه المسألة بالضبط. الرئيس بوش عاقب السوريين وأعاد السفير من دمشق في أعقاب اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري. وبالفعل، فانه لم يخرج من هذا الكثير. الرئيس اوباما يعتقد بان التنازل عن السفير هو عقاب لامريكا، وليس لسورية. في الاسبوع الماضي استغل الثغرة التي تسمح بتعيين رئاسي دون حاجة الى المصادقة في عطلة مجلس الشيوخ. وبعث بفورد الى دمشق كما كان مخططا له، ومهمته الهامة، الاولى، ستكون اغلاق الدائرة التي فتحت في 2005. السفير السابق عاد الى الديار بسبب اغتيال الحريري، السفير الجديد يعود الى سورية بسبب اغتيال الحريري. مهمته ان يفحص أي دور تؤديه سورية في تعطيل مفعول العبوة الناسفة لتقرير التحقيق الخاص بالاغتيال، والمرتقب قريبا. اقناع السوريين بكبح جماح حزب الله والمساهمة في استقرار حكومة لبنان برئاسة الحريري الإبن.
في اسرائيل مرة اخرى تدور في الاشهر الاخيرة شائعات وعناوين رئيسة عن المفاوضات المرتقبة، القريبة، مع سورية. صحيفة عربية ما قررت في نهاية الاسبوع بان هذه هي المهمة التي كلف بها فورد. وبالطبع الامل دوما ممكن، ولكن ما نجح موظفو ادارة اوباما في انتزاعه من السوريين حتى الآن ليس مشجعا. محادثاتهم في دمشق، في كل الاحوال تقريبا، كانت مخيبة للآمال. فقد لاحظ السوريون رغبة امريكية في الحوار، وتصميما محدودا على استخدام روافع الضغط والدخول في صراع قوة. وعليه، فقد أعطوا القليل واشتكوا الكثير.
فهل حضور فورد سيغير نمط العمل هذا؟ الادارة حذرة، ولكنها توضح: السفير يمكنه أن يكرس 'اهتماما أعلى للشعب السوري'. واضافة الى ذلك: بدلا من ارسال مبعوثين خاصين بين الحين والآخر، من الافضل أن يجلس أحد ما في دمشق ويمكنه أن ينقل الرسالة الامريكية على اساس يومي.
موقف المعارضين للتعيين لم يتغير. الرئيسة الوافدة للجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب، ايلانا روس ليتنان، قررت بان هذا 'استسلام للنظام السوري' وانه 'رسالة غير صحيحة'. وهي تعتقد بان المهم ليس التبرير الامريكي المعقول، والذي بموجبه تغيين السفير هو بالاجمال عمل اعتيادي لتحسين علاقات العمل بل الطريقة التي ينظر من خلالها الى التعيين في سورية. اذا كان السوريون يفهمون التعيين كاستسلام، فإن هذا خطأ امريكيا.
السطر الاخير: ليس مؤكدا أن هذه كانت خطوة سليمة، ولكن في وضع الامور الحالي فان الضرر الذي يتبين ليس دراماتيكيا ايضا. بالاجمال، خطوة امريكية غير ناجعة اخرى حيال دمشق. مراوحة اخرى في المكان. فما ينقص الامريكيون في دمشق ليس سفيرا. تنقصهم سياسة.
- صحيفة 'لوس أنجلوس تايمز'
السودان قد يواجه مشاكل بالانفصال
توقعت صحيفة 'لوس أنجلوس تايمز' أن يواجه السودان مشاكل متعددة إذا ما اختار أهالي الجنوب فصله عن شماله، وتشير إلى أن الجنوب سيأخذ معه 80% من الثروة النفطية، وهذا ما لا يمكن أن تسمح به الحكومة السودانية في الخرطوم.
وقالت الصحيفة أن أهالي الجنوب السوداني يعيشون في مناطق مختلفة ما بين الصحاري والأدغال، وقد فعل بهم الجوع والإهمال والحرمان والحرب الأهلية الأفاعيل، فعاشوا في معاناة مستمرة منذ عقود، حيث تتناثر في أراضيهم المقابر الجماعية هنا وهناك.
ويعيش جيل من الأيتام الذين فقدوا آباءهم في الحرب التي أكلت الأخضر واليابس في البلاد غير المستقرة التي ينتظر أهلها المجهول، حيث ينتظر أن تنقسم أمة أفريقية كبيرة إلى قسمين، قسم بغالبية مسلمة في شمال السودان، وآخر بغالبية مسيحية في جنوب السودان.
وبينما يتوقع أن يدلي قرابة 3.2 ملايين شخص من أهالي جنوب السودان بأصواتهم في الاستفتاء في التاسع من الشهر الجاري بشأن انفصاله من عدمه، أشارت لوس أنجلوس تايمز إلى أن الحرب الأهلية الأخيرة في السودان أسفرت عن مقتل أكثر من مليوني شخص ما بين عامي 1983 و2005.
عوامل الفرقة
وأما مشاعر الحقد الدفينة بين أهالي شمال السودان وجنوبه فقد زادت من عوامل الفرقة بين الطرفين المتنازعين، وقللت من فرص التعايش المشترك، في ظل مخاوف من أن يستغل المتطرفون الفوضى التي قد تتبع الانفصال، ما من شأنه أن يدفع إلى اندلاع صراع جديد في المنطقة.
وسبق أن واجه حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان اتهامات بمحاولة تأخير موعد الاستفتاء الحالي وبتسليح مليشيات موالية للخرطوم، كما فعل في إقليم دارفور، واتهامات أخرى بالإغارة الجوية على مناطق حدودية تسيطر عليها قوات تابعة للحركة الشعبية لتحرير السودان.
وتقوم واشنطن والعواصم الغربية الأخرى بالتلويح بتهديدات ضد الرئيس السوداني عمر البشير في نفس اللحظة التي توفر له حوافز اقتصادية، في سبيل تجنيب السودان مواجهة أي حروب محتملة وتجنيب البلاد أي كوارث إنسانية جديدة.
ويقول بيتر بشير باندي من أهالي جنوب السودان إن الانفصال سيحدث لا محالة، وإن الشماليين يتخذون أهالي الجنوب رهائن حتى يتحقق للخرطوم ما تريد.
أنابيب النفط
وتشير الصحيفة إلى أن الثروة النفطية المتركزة في الجنوب تبقى بحاجة إلى أنابيب النفط في الشمال كي توصلها إلى حيث التصدير إلى العالم الخارجي، وأن أهالي السودان شماليهم وجنوبيهم مثلهم مثل عائلة تتخاصم بشأن بئر من الماء لا انفكاك لأي منهم عن الآخر.
وأما المحلل السياسي في جامعة أفريقيا الدولية في الخرطوم مهدي ذهب فيقول إن أبيي على فوهة بركان، مضيفا أنه إذا ما اندلعت حرب أهلية إثر انفصال جنوب السودان، فإن الطلقة الأولى ستكون من أبيي.
ويضيف ذهب أن البشير سيواجه ضغوطات أكثر من الداخل والخارج على حد سواء، ولعل أبرزها التغيرات في أنماط الحكم والعيش التي قد تحدث في شمال البلاد بعد انفصال الجنوب بمسيحييه، بحيث يصبح الإسلام في شمال السودان هو دين الدولة والعربية هي لغتها الرسمية.
- صحيفة 'واشنطن بوست'
هدر الأموال في العراق
انتقدت صحيفة 'واشنطن بوست' سوء استخدام القوات الأميركية للأموال الهائلة التي أنفقتها سدى على مشاريع متعددة في العراق، في ظل الحرب والفوضى الأمنية. وأشارت إلى أن ما تعرضت له حديقة بحيرة الجادرية على ضفاف نهر دجلة من عبث ودمار يعد مؤشرا على هدر الأموال التي ضختها واشنطن في الاقتصاد العراقي.
وأوضحت الصحيفة أن قائد القوات الأميركية السابق في العراق الجنرال ديفد بترايوس كان قرر عام 2008 أنه أمضى وقتا كافيا في النظر من مروحيته في الجو إلى بحيرة فارغة مهجورة على ضفاف نهر دجلة، وأنه أمر بإعادة ملئها بالماء وتحويلها إلى حديقة يستجم فيه أهالي بغداد جميعهم، حيث يرى بترايوس أن للمال مفعولا مثله مثل الرصاص.
وأضافت الصحيفة أن البحيرة هذه الأيام عادة فارغة من الماء وأن معظم الأبنية في المنطقة منهارة إلى قواعدها وأن الآلات والمضخات فيها تعرضت للنهب والتفكيك، مما يعني ضياع المال الذي تم إنفاقه على المنطقة برمتها.
ويعد مشروع حديقة بحيرة الجادرية الخرب أحد الأمثلة على إنفاق أموال طائلة على مشاريع يراها بعض النواب والمفتشون الماليون الأميركيون مشاريع غير ذات جدوى، في ظل عدم إدارتها أو تشغيلها بالطريقة المناسبة.
انتقادات موسعة
كما تتعرض مشاريع أميركية متعددة لإعادة إعمار العراق إلى انتقادات موسعة بدعوى أن المبالغ الهائلة التي ضختها واشنطن في الاقتصاد العراقي منذ الحرب على البلاد لم تحقق أهدافها أو تظهر نتائج طيبة.
ويشكو الفريق الأميركي دينيس ياتيس الذي كان مسؤولا عن تشييد منطقة حديقة البحيرة إزاء إنفاق أكثر من مليون دولار وإهدار الكم الكبير من جهد ومن وقت رجاله في العمل هناك، في ظل كون أجزاء كبيرة من العاصمة العراقية بغداد كانت لم تزل ميادين للقتال، وتسودها الفوضى الأمنية.
وأضاف ياتيس أن البحيرة تعرضت للشفط وأن المطاعم كانت مهجورة وتعرضت للنهب والسلب، وأن حال القادة الأميركيين كان أشبه بحال نيرون روما الذي يعزف على الكمان وروما تحرقها النيران.
وبينما أشار نائب مدير الحديقة، العراقي محمد العاني، إلى ضرورة توفير مضخات مياه كي تجلب الماء من نهر دجلة إلى البحيرة من جديد، أضاف أن المضخات تعتبر روح وجوهر الحديقة برمتها، وأنه رفض عام 2008 طلبا أميركيا لتوقيع وثيقة يضمن فيها تشغيل الحديقة وإدامتها.
وفي حين أوضح العاني بالقول إن الحكومة العراقية لا تقوم بدورها أو تبذل أي جهود من شأنها إعادة إعمار الحديقة، أضاف أن الأموال الأميركية الجديدة غير كافية لأن المضخات تحتاج إلى كهرباء، والتي يعاني من انقطاعها وشحها الجميع في العراق.