صحافة دولية » - أخبار ومقالات من صحف ومجلات ووكالات أجنبية

- صحيفة 'غارديان'
انفصال جنوب السودان يؤثر على أفريقيا     

تساءلت صحيفة 'غارديان' ما إذا كان انفصال جنوب السودان عن البلاد الأم من شأنه أن يؤدي إلى بلقنة القارة الأفريقية؟ حيث يرى البعض أن الانفصال قد يشجع الانفصاليين الآخرين في القارة السمراء.
فإذا انفصل جنوب السودان، فلماذا لا ينفصل جنوب نيجيريا؟ أو شمال ساحل العاج؟ أو تنفصل الكونغو إلى دويلات؟ حيث ترى الصحيفة أنه سيكون للاستفتاء السوداني صدى كبير في شتى البلدان الأفريقية، مما ينذر بأن الحدود التي صنعها الاستعمار لم تعد تحتفظ بالصبغة الدائمة.   
ويقول رئيس مجلس حقوق الإنسان في نيجيريا شيهو ساني إن الاستفتاء في السودان قد يكون له أثر حجر الدومينو، حيث تؤثر حركة حجر واحد على بقية الأحجار بشكل تلقائي.
إن أكبر الأثر لانفصال السودان سيكون على دول غرب أفريقيا حيث تشهد البلاد تنوعا كبيرا من التعددية الثقافية والعرقية، بالإضافة إلى مختلف أنواع الأزمات والمشاكل السياسية العالقة.
 
     
- مجلة 'فورين بوليسي'

ثمن تراجع النظام العربي؟  / استاذ العلوم السياسية الأميركي مارك لينش

اندلعت خلال الأسابيع الأخيرة احتجاجات واسعة النطاق في تونس ضد فساد نظام بن علي المزعوم والحكم الفردي والإخفاقات الاقتصادية, كما شُنت هجمات انتحارية رهيبة مروعة على كنيسة مسيحية قبطية في مدينة الإسكندرية في بداية العام الجديد مما تسبب في تصعيد المخاوف والقلق في البلاد بشأن العلاقات المسيحية الإسلامية في مصر.
وبينما حاولت أجهزة الأمن الأردنية خلال الأيام القليلة الأخيرة السيطرة على أعمال الشغب التي اندلعت في مدينة معان في جنوب الأردن، وهي أحدث حلقة من التوجه المقلق والمتزايد نحو العنف والاشتباكات الداخلية, فإن السياسة الكويتية ما زالت تحت تداعيات ما وقع يوم 8 ديسمبر/كانون الأول الماضي في الكويت حينما هاجمت قوات الأمن أستاذ القانون عبيد الوسيمي وجماعته من الأكاديميين وأعضاء البرلمان. فما الرابط المشترك بين تلك الأحداث جميعها؟
تشد هذه الأحداث الأربعة التي تبدو غير مرتبطة ببعضها بعضا، الأنظار إلى الاضمحلال المتزايد لدور أركان المؤسسات وتمزق واهتراء النسيج الاجتماعي في العديد من الأنظمة العربية المسماة بالمعتدلة والمؤيدة للغرب. ويبدو أن الرابط بين تلك الأحداث الأربعة، رغم الاختلاف الواضح بينها, هو أنها جاءت نتيجة للتشبث بالحكم الفردي وعدم الوفاء بالوعود الاقتصادية وصعود الطائفية على المستوى الشعبي والإحباط العميق المتزايد في أوساط الجيل الصاعد.
وما زالت قوات الأمن في تلك البلدان الأربعة قوية ومتنفذة, وبالطبع ورغم أنه من غير المرجح سقوط أي من تلك الأنظمة قريبا رغم ما يبدو من حماسة زائدة لدى بعض المحللين نحو آفاق التغيير في تونس، وحتى وإن تمكنت تلك الأنظمة الفردية من العض بالنواجذ بقوة على السلطة, فإن هناك شعورا قويا بأن تلك الحوادث من نتاج التحديات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي فشلت مؤسساتهم الضعيفة في التعامل معها.


من المؤكد أن التشبث بالحكم الفردي والسياسات الفاشلة يلعب دورا في اضمحلال الدور المؤسساتي, وفي ظل إثبات النخبة المتشبثة بالحكم قدرتها على التلاعب بالانتخابات من أجل إحكام قبضتها على الحكم, وعلى ضوء فشل الحركات المعارضة في إيجاد وسائل فعالة لتنظيم تحديات جدية كذلك, فقد أجرت كل من مصر والأردن مؤخرا انتخابات برلمانية تعتبر مخيبة للأمل ومدعاة للإحباط, وهو الأمر الذي دعا إلى مقاطعتها من جانب قطاعات سياسية رئيسية، علاوة على أنها لم تحظ سوى بحماس قليل حتى في أوساط أولئك الذين شاركوا فيها.

وتأتي موجة الاحتجاجات المؤثرة في تونس رغم الغياب شبه الكامل لمؤسسات ديمقراطية ورغم القمع الحكومي الشرس للحريات العامة, وربما كانت الكويت أكثر الدول في منطقة الخليج استمرارا في الاحتفاظ بمؤسسات ديمقراطية, وفي الواقع فإن مساعي برلمانها لتحميل الحكومة مسؤولية الهجوم على أعضائه من شأنها أن تدعم التوجه الإقليمي بدلا من إضعافه للدور الذي تلعبه البرلمانات المنتخبة والمؤسسات السياسية الرسمية.


وحصلت هذه الأحداث في نفس الوقت تقريبا, وعلى الرغم من الاختلافات فيما بينها فإنها بلورت شعورا يزداد منذ أمد طويل بأن هذه الأنظمة فشلت في التعامل بشكل صحيح مع تلك الموجة المتزايدة من الاضطرابات, حيث شدد محللون عرب وأجانب وعديد من النشطاء السياسيين منذ سنوات على الحاجة الملحة والضرورية للإصلاحات في الوقت الذي تتكون فيه مثل تلك المشاكل وتنتشر.
 
واعتادت معظم الحكومات العربية على التغني بالحاجة لمثل تلك الإصلاحات, في الوقت الذي كانت تجرد فيه التشكيلات الديمقراطية وبقسوة من أي قدرة لها على تحدي إحكام القبضة على السلطة من جانب الحكومات. فالإصلاحات الاقتصادية بغض النظر عن مدى سحرها على الورق، ساعدت في زيادة عدم المساواة وقوضت الحماية الاجتماعية وساعدت على استفحال الفساد وفشلت في خلق وظائف قريبة في عددها من الأعداد التي تمس الحاجة إليها.

وحاولت الحكومات الغربية من خلال وسائل عديدة المساعدة في الترويج للإصلاح ولكن ليس بالوسائل الديمقراطية، وذلك خشية الإطاحة بالأنظمة الموالية للغرب من السلطة عبر الانتخابات, وهو ما يشكل قمة النفاق في مساعي أميركا للترويج للديمقراطية، وهو الأمر الذي يدركه كل عربي.

ورغم كلام الرئيس الأميركي باراك أوباما العلني عن الديمقراطية والذي يبدو الهاجس الأكبر للعديد من معارضيه, فإنه لن يساعد في الحقيقة ولن يجدي نفعا.
 
وسيكون أمرا جيدا إن كانت تلك الحوادث شكلت دعوة لصحوة الأنظمة العربية, ولكن من غير المحتمل أن تكون كذلك. فمن المرجح أن تستمر الرغبة الجامحة لها في التمسك بالسلطة، والوقوف في طريق إجراء الإصلاحات الإستراتيجية اللازمة من أجل استقرار بعيد المدى.

كما سيؤدي تزايد مظاهر الإحباط في أوساط الشباب إلى اندلاع احتجاجات اجتماعية كالتي نراها الآن في تونس, وكذلك إلى اندلاع العنف الاجتماعي الذي شاهدناه في الأردن ومصر ويقرع ناقوس الخطر.
 

- صحيفة 'الإندبندت'
جنوب السودان: دولة فاشلة قبل أن تبدأ / دانييل هاودن

ربما يكون معلم مدينة جوبا الأبرز هو جعلها نفسها مكرورة ورتيبة. ثمة برج الساعة الرقمية الذي ينبثق من دوار وسط المدينة، منكب على العد التنازلي للأيام، والدقائق والساعات المتبقية من السنوات الخمس التي انقضت منذ توقيع اتفاق السلام الذي أنهى الحرب الأهلية، وصولاً إلى موعد الاستفتاء على الانفصال. ويوم أمس، وصل عرض ساعة البرج إلى الصفر، وبدأ جنوب السودان عملية التصويت في عملية يتوقع أن تفضي إلى إنشاء دولة جديدة، ووضع هذه الساعة العتيقة في مركز أحدث عاصمة في العالم.

ثمة القليل من الشك في أن النتيجة سوف تكون لصالح تقسيم أكبر دولة في أفريقيا إلى اثنتين، وبأغلبية ساحقة. أما الذي يبقى أقل وضوحاً، فهو نوع البلد الجاري توليده. وتأتي لحظة اختيار جنوب السودان وسط أجواء شعبية من التوقع المستحيل، في وقت تعتقد فيه كتيبة من المشككين بأن أول 'دولة فاشلة سلفاً' في العالم، هي التي يجري التبشير بقدومها إلى حيز الوجود.

تظل كل مدينة رئيسية في حاجة إلى أسطورة، وأسطورة جوبا مكتوبة بشكل كبير في كل أنحاء المدينة، حيث تهيمن على كل الطرق المنبثقة من الدوار المركزي اللوحة الإعلانية الواحدة نفسه. وهي تدعو الناخبين إلى 'تكريم تضحية' 2.5 مليون شخص ممن لقوا حتفهم في الحرب الأهلية في السودان منذ 22 عاماً. وثمة شريحة بيضاء في الأسفل توضح ما يعنيه هذا، حيث تعرض بصمة ناخب إلى جانب كلمتي 'الكرامة' و'الانفصال'.

بعيداً عن الخطابة العالية، تعرض العاصمة الناشئة استبصاراً أكثر واقعية وفوضوية لما يبدو وأنه محفوظ في دفاتر القدر، باعتبارها رقعة أفريقية كانت في السابق معزولة إلى حد كبير ومنتمية إلى ما قبل الحداثة، والمنكبة على تجربة غير مسبوقة من بناء دولة تحظى برعاية دولية. والصورة مفككة. ففي هذه المدينة، ما يزال الكثيرون من النخبة يعيشون ويعملون، بعد خمس سنوات من الحكم الذاتي النسبي، في خيام أو حاويات شحن حولت إلى بيوت، في واقع يبقى فيه احتمال أن تموت الفتاة في جنوب السودان أثناء الولادة أكثر ترجيحاً من أن تعيش حتى تكمل تعليمها المدرسي.

إنها مدينة حيث تزحم مركبات 'هامر' الفارهة، التي يمتلكها الأثرياء الجدد، الطرق الترابية، وحيث يلعب المتعاقدون الأمنيون الأجانب إلى جانب حوض السباحة في فندق استجمام جبلي، وحيث يتناول عمال الإغاثة الدولية سلطة الأخطبوط على شرفة مطعم يوناني شعبي. في حين تراجع لوردات جوبا الجدد مسبقاً وعزلوا أنفسهم وراء الجدران العالية والأسلاك الشائكة.

سالفا كير ميارديت، رئيس جنوب السودان المفترض، والرئيس الحالي للحكومة المؤقتة، ليس واحداً من سكان الحاويات. ويبقى مكان إقامته الرئاسي هو الأكبر من بين القصور الحجرية التي نبتت مثل الفطر على تلة بالقرب من مجمع الأمم المتحدة الرئيسي. وكان الفريق الذي عمل على التجديد الأخير للقصر قبل حفل استقبال أقيم لموظفي الأمم المتحدة والدبلوماسيين وكبار الشخصيات الغربية؛ بما في ذلك الممثل جورج كلوني، قد أُرسل إلى دبي مع أكثر من مليون دولار نقداً من أجل انتقاء الأثاث الذي أثار الملاحظة المحقة عن البذخ المفرط. وقد عاد هؤلاء، وفقاً لأحد الشهود، مع الثريات وعرش خشبي.

أما الرجل، الذي يفترض أن يكون الأقرب لأن تعتبره جوبا ملكاً، فهو دنيس دارامولت -وهو رجل بدين بعمر 54 عاماً تقريباً، يضع قبعة مزينة بالذهب المضفور ويحمل عصا مشي منحوتة. وهو الرئيس الأبرز لشعب باري. ولما كان القانون العرفي يقتضي أن تعود ملكية الأرض لسكانها التقليديين كافة، فإن ذلك يعني شعب 'باري' بالتحديد في حالة جوبا.

وبينما يترأس محكمته المعهودة المتداعية، حيث يأتي خطاب الود لتسوية كل شيء، من الديون إلى الخلافات الزوجية، فإنه سعيد بالاعتراف بأن 'هذا الشأن المتعلق بالأرض هو الذي جعلني رجلاً كبيراً في جوبا'. وفي هذه الأيام، تبدو 'محكمته' مغمورة بقضايا الاستيلاء على الأراضي. ويقوم الرئيس بتحويل هذه الشكاوى إلى الحكومة، لكنه يخشى أن جماعة الحكومة لا يستمعون في الوقت الذي يقوم فيه أصحاب 'المصالح الكبيرة' باستغلال الفراغ القانوني لأخذ ما يريدونه.

ويحذر الرجل بالقول: 'نحن السكان الأصليون، وينبغي أن تستفيد نحن أيضاً، وإلا فسوف تكون هناك مشكلة'. وقد وصلت تقديرات عدد السكان الذين يعيشون في جوبا إلى 800.000، أي بزيادة أربعة أضعاف على عدد سكانها في زمن الحرب. وقد شرعت الفوارق الضخمة مسبقاً بكسر حلم الاستقلال والبداية الجديدة. وتنتهي الرحلة بالنسبة لآلاف الفتيات الصغيرات اللواتي ينجذبن إلى العاصمة المرتقبة في مركز 'غامبو' التجاري.

إن ما يبدو وكأنه مجموعة من الأكواخ الصغيرة والأكشاك على جانب الطريق عبر جسر جوبا من المدينة الرئيسية، هو في الواقع واحد من الأكبر بين مجموعة جديدة من بيوت الدعارة التي تتوسع إلى درجة أنها أصبحت صناعة. ويتميز مدخل 'غومبو' بشجرة مانجو، حيث يلعب أصحاب المنتجعات الشطرنج مع الزبائن. وفي الداخل، ثمة ما يصل إلى 600 من الفتيات، بعضهن في سن 13 سنة، ممن يعشن في ما يشبه حظيرة ماشية عملاقة. وثمة سلسلة من الحظائر المبنية من الحديد المموج يقع كل منها قرب 'بار'، ويؤوي الفتيات في زنازن فردية بحجم سرير واحد، مع ستارة من أجل الخصوصية.

ويباع الجنس هنا في 'لقطات' أو 'جولات'، تبعاً لطول الفترة التي يقضيها الزبائن مع الفتيات. وتساوي اللقطة حوالي 2 من الجنيهات الإسترلينية، في حين أن الجولة يمكن أن تكلف ما يصل إلى 5 جنيهات إسترلينية.

وكانت إحدى الفتيات قد حاولت العيش في جوبا، لكنها قررت أن تأتي إلى 'غومبو' بعد أن تعرضت للاغتصاب من جهة العصابات عدة مرات. وتقول: 'إذا كان سيتم اغتصاب الأحوال، فلماذا لا يُدفع لي مقابل ذلك أيضاً'.

وهنا، تبقى الفتيات الأصغر سناً هن الأكثر شعبية، وتحمل الكثير منهن دمى الدببة، ويسمين زبائنهن المنتظمين 'أصدقاء' من أجل التحايل على العادات. لكن متوسط العمر المتوقع هنا قصير جداً، حيث تصل معدلات الإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) بين النساء اللواتي تبلغ أعمارهن فوق 25 سنة، إلى 100% تقريباً. وقد أصبحت 'غومبو' الآن جزءاً من قطاع الخدمات المزدهرة في جوبا، حيث توجد هناك، وفقاً لبحث غير منشور أجرته منظمة غير حكومية محلية، ما لا يقل عن ستة بيوت للدعارة، تعمل فيها أكثر من 2.000 فتاة.

وعادة ما يشار إلى العاصمة المحتملة كما لو أنها لم تكن موجودة قبل توقيع اتفاق السلام في العام 2005. حتى أن الحديد المموج الذي تُكسى به العديد من الأكشاك، والأكواخ والمنازل، لم يتح له الوقت بعد ليصدأ. لكن البقعة التجارية كانت أنشئت أصلا على يد اليونانيين الإسكندريين على النيل الأبيض في العام 1922 لها تاريخ فعلاً؛ الكثير منه مرير، وبعضه ما يزال حياً وسط أنقاض فندق جوبا. هذا المكان الذي كان ذات مرة مكان إقامة كبيراً مكوناً من الشاليهات المقببة، أصبح الآن معسكراً للمتشردين، مليئاً بحرائق الفحم، وحيث يتدلى الغسيل من الأشجار، ويلعب الجنود الدومينو بجوار البركة المهجورة.

وفي العام 1947، كان هذا هو مكان الإعداد لعقد مؤتمر تاريخي دعت إليه بريطانيا لاتخاذ قرار بشأن مستقبل سودان مستقل. ويسهب باك مارياك، وهو مؤرخ وطالب اقتصاد في منتصف العمر، يخيم مع صديقته في أحد الشاليهات المهجورة، وهو يحكي قصة المدينة: 'صمم رؤساء الجنوب منذ اليوم الأول على الانفصال عن الشمال. لكنه تم جرهم إلى السكر في تلك الليلة وأعطى لهم الشماليون أكياساً من النقود... وفي اليوم التالي، دعوا إلى قيام الاتحاد'.

ويلقي مارياك باللوم في كل شيء على ذلك الفريق المشؤوم، بما في ذلك وقوع الحربين الأهليتين التاليتين اللتين استغرقتا معظم العقود التي تلت. ويقول بابتسامة حزينة: 'لقد حذر البريطانيون الرؤساء من أنه ستكون هناك عواقب'.

ورغم التحذيرات من الماضي، وتفاوت التقدم الذي تم إحرازه منذ نهاية الحرب، فإن الغالبية من الساعين إلى الثروة في جوبا ما يزالون يتطلعون قدُماً بعناد. وإحدى رؤى المستقبل هي وضع حجر الأساس عند منعطف في النيل يقع على بعد 20 كيلومتراً إلى الشمال من المدينة. وبينما يقف في فسحة بين الأعشاب، يقوم فرانك كاوكويل بمسح ما سيكون قريباً 'متنزه بارك لين جوبا' بأنظاره.

ويقول النيوزيلندي، الذي استقال من منصبه الوظيفي في قطاع المعونات حتى يذهب للعمل في جنوب السودان 'إننا نقف في الشقق الفاخرة'. وبينما يتحدث، تقوم جرافة مستأجرة من الحركة الشعبية لتحرير السودان بتحويل الأرض العشبية إلى طريق موحلة، فيما يحلق سرب من الطائرات الورقية ذات المناقير الصفراء فوقها بحثاً عن الفئران.

ويصور المنشور الدعائي للتطوير شريحة صغيرة من دولة الإمارات العربية وهي تقف على ضفاف النيل الأبيض، مع شقق بيضاء أنيقة وشرفات من الفولاذ المقاوم للصدأ. وبينما يقصد منها أن تكون رمزاً للمستقبل على مستوى عالمي، تمثل الواجهة البحرية لنهر لوري أيضاً علامة على مدى الصعوبة التي سيجدها المستثمرون الأجانب في تحديد ملامح العاصمة الأحدث.

ويؤكد كاوكويل: 'إن أهم جزء في القيام بأعمال هنا هو شريكك المحلي'. والشريك في هذه الحالة هو ريك ماشار، نجل نائب الرئيس النافذ، والذي يعد القائد الفعلي لقبيلة النوير. ورغم هذا الدعم من الوزن الثقيل، استغرق الأمر عامين ونصف لشراء قطعة أرض، وبدأت أعمال الحفر لتوها فقط. وربما تكون التنمية، هي التعبير النهائي عما يسميه دبلوماسي بارز 'التوقعات هائلة الحجم' للحياة المستقبلية في جنوب السودان. ولكن، ومثل كل شيء آخر في جوبا، كان التقدم بطيئاً، فيما يبقى المستقبل غير مؤكد.
كان السودان غارقاً لمدة 22 عاماً في الحرب الأهلية التي يشنها الشمال الذي يهيمن عليه العرب والمسلمون، ضد الجنوب الذي يغلب عليه الوثنيون والمسيحيون بالدرجة الأولى. وفي العام 2005، انتهت تلك الحرب إلى اتفاق سلام شامل، والذي أعطى فترة سماح لمدة خمس سنوات قبل السماح للجنوب التصويت على إمكانية الانفصال.

ماذا يعني ذلك بالنسبة لدارفور؟

لا يعد غرب السودان المضطرب جزءاً من استفتاء يوم الأحد. وكانت انتفاضة دارفور ضد الخرطوم بدأت خلال فترة احتضار الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب، ولم تكن جزءاً من اتفاق السلام للعام 2005.
وما تزال المفاوضات الدولية المنفصلة للتوصل إلى تسوية في غرب السودان مستمرة، بينما يشعر بعض المراقبين بالقلق من أن التركيز على استفتاء في الجنوب سوف يسرق الزخم من قضية دارفور.

وثمة مخاوف واسعة النطاق أيضاً من أن حكومة عمر البشير المتهمة أمام المحكمة الجنائية الدولية، سوف تشن حملة جديدة في دارفور إذا صوت الجنوب لصالح الانفصال.

ماذا الذي سيحدث لنفط السودان؟

يقع أغلب النفط في السودان إلى الجنوب، لكن خط الأنابيب الوحيد الذي ينقله يمر عبر الشمال.

وعلى المدى القصير، من المحتمل أن يعني ذلك أن يدفع جنوب السودان ثمن استقلاله في شكل عقود عقابية من أجل 'نقل' حصته من النفط عبر البنية التحتية الشمالية. ويعتقد المتفائلون بأن النفط يمكن أن يربط السودان المنقسم برباط 'المصير المشترك'، بما أن كلا البلدين يعتمدان اعتماداً كبيراً على عائدات النفط.


- وكالة 'نوفوستي'

كشف تفاصيل جديدة عن 'جاسوسة أميركية' في إيران

أعلن نائب رئيس شرطة الحدود في إيران أحمد كراوند أن عملية إلقاء القبض على 'الجاسوسة الأمريكية' حال تالايان  جرت في حدود منطقة جلفا في محافظة أذربيجان الشرقية.
وذكر كراوند في حديث صحفي يوم السبت أن 'الجاسوسة' حال تالايان البالغة من العمر 34 عاما كانت تلتقط صورا لأجهزة متطورة.
ونقلت وكالة أنباء 'فارس' عن كراوند قوله: 'إن الإدارة العامة للمعلومات في الحدود أكدت دخول هذه الجاسوسة أراضي الجمهورية الإسلامية الإيرانية متنكرة بزي السياح وقبض عليها عندما كانت تقوم بتصوير منشآت في الخامس من الشهر الجاري'.
وشدد المسؤول الإيراني على أن الجاسوسة الأمريكية التي ألقي القبض عليها بعثتها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية.
و كان مصدر إيراني مطلع قد أعلن في وقت سابق أن 'الجاسوسة' دخلت أراضي إيران من خلال الحدود الأرمينية بصورة غير قانونية.
وذكر أن شرطة الجمارك قبضت على هذه المرأة الأمريكية أثناء دخولها الأراضي الإيرانية دون حصولها علي تأشيرة الدخول من الحدود الأرمينية وكانت قد وضعت جهاز لاقط صغير للغاية في أسنانها وتم إلقاء القبض عليها بمجرد دخول الأراضي الإيرانية.


- صحيفة 'هآرتس'
النووي الايراني، مثل الافق، يبتعد كلما بدا ان المرء يقترب منه

تسعى ايران منذ عقدين للحصول على سلاح نووي. بداية، كدرس من الحرب مع العراق، والتي انتهت باستسلام مهين لآية الله الخميني. في طهران خافوا من شهية صدام حسين. والى هذا اضيفت رؤية المكانة التاريخية لايران كقوة اقليمية في الخليج الفارسي. وليس في المكانة الاخيرة وجدت اسرائيل، التي تعد ابادتها هدفا معلنا على الاقل على لسان بعض من زعماء ايران.
هذه هي الفكرة البسيطة، ولكن التطبيق اكثر تعقيدا منها. فايران تجد صعوبة في تحقيق نواياها. وعليه، فان النووي الايراني، مثل الافق، يبتعد كلما بدا ان المرء يقترب منه. زعماء طهران يعملون وفق منطق خاص بهم، لا يشبه المنطق الغربي ولكنه يستمد من سلم الاولويات الذي اتخذوه لانفسهم. فهم غير متحمسين للمخاطرة بفقدان النظام والاستفزاز المباشر الذي يوفر مبررا لهجوم عسكري. وعليه فقد ذعروا من قرار الرئيس جورج بوش في 2003 لاجتياح العراق، الذي اتهم بتطوير سلاح الدمار الشامل، فأجلوا تقدمهم نحو النووي العسكري. بعد ذلك ألمت بهم سلسلة اصابات بالمعدات وبالاشخاص الاساسيين. والنتيجة المتراكمة كانت تأجيلا اضافيا في تاريخ الموعد المقدر للحصول على السلاح النووي، بسنة، سنتين وثلاث.
والى داخل الخلاف المتواصل بين الاستخبارات الاسرائيلية والامريكية في هذه المسألة، حين كان المقدرون في اسرائيل يتخذون بشكل عام صورة الاكثر تشددا من نظرائهم، القيت الاسبوع الماضي قنبلة، مع انها غير نووية ولكنها ذات مغزى بالنسبة للنقاش العام: تقدير رئيس الموساد المنصرف، مئير دغان، بانه فقط في 2015 ستصل ايران الى قدرة عسكرية نووية. تحفظ على هذا التقدير هو ان يستمر الضغط على ايران، بالعقوبات الاقتصادية وبوسائل اخرى، ولكن الاستنتاج هو أنه لا يجب التسرع في توجيه ضربة وقائية، من شأنها أن تجعل من يوجهها يعلق في حرب، وفي أكثر من جبهة.
حتى لو كان دغان محقا، فان الزمن حتى 2015 لا يعمل في صالح اسرائيل. عليها أن تستغله للتقدم نحو السلام، للتسوية مع سورية، ولتحسين العلاقات مع واشنطن ومع القيادة الفلسطينية الواعية والدول العربية المعتدلة. محظور للسلام أن يبقى في الافق، هذا هو المكان السليم للنووي الايراني وحده.


- صحيفة 'واشنطن بوست'
كلينتون تدعو دول الخليج للضغط على إيران بشأن برنامجها النووي

نقلت صحيفة 'واشنطن بوست' عن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون تأكيدها أنه يتعين على العالم مواصلة الضغط على إيران بشأن برنامجها النووى المشتبه فيه، رغم تقديرات أخيرة تشير إلى أن إيران ربما تكون متأخرة أكثر فى مساعى لتطوير أسلحة ذرية أكثر مما كان يعتقد فى السابق.  وقالت كلينتون فى تصريحات صحفية أدلت بها لمرافقيها فى جولتها بمنطقة الخليج، والتى تشمل ثلاث دول 'إن إيران مازالت تمثل قلقا خطيرا، ولا يهم الموعد الذى ربما تكون فيه قادرة على إنتاج أسلحة نووية'.  وأضافت 'واشنطن بوست' أن كلينتون دعت دول الخليج التى تقوم بأعمال مع إيران إلى بذل كل شىء فى نطاق العقل للمساعدة فى ضمان فرض العقوبات، قائلة 'نوجه رسالة ثابتة لأصدقائنا فى الخليج، مفادها أنه لا يوجد جزء فى العالم غيركم يراهن فى السعى لعرقلة إيران عن أن تصبح صانعة أو مالكة لأسلحة نووية'.  وأشارت الصحيفة إلى أن تصريحات كلينتون تعتبر الأولى من نوعها من جانب مسئول أمريكى رفيع المستوى، رداً على تقارير فى إسرائيل تفيد بأن مائير داجان رئيس الموساد الإسرائيلى المتقاعد مؤخرا يعتقد أن إيران لن تكون قادرة على بناء قنبلة نووية قبل 2015، وتدفع إلى الوراء تقديرات استخباراتية إسرائيلية بالموعد الذى ربما تصبح فيه طهران قوة نووية.
 ونسبت الصحيفة إلى كلينتون قولها 'لا نرغب فى أن يضلل أحد من جراء تحليل استخبارى لأى جهة، ويظل ذلك يمثل مبعثا لقلق خطير، ونتوقع أن يبقى جميع شركائنا مركزين بقدر وسعهم، ويفعلون أى شىء فى نطاق العقل للمساعدة فى تنفيذ تلك العقوبات'.
وأشارت الصحيفة إلى أن وزيرة الخارجية هيلارى كلينتون أقرت بأن أحد أسباب جولتها فى الخليج، والتى تشمل الإمارات وسلطنة عمان وقطر، هو السعى لاحتواء الضرر الذى لحق بها من جراء إصدار برقيات سرية كشفت عن أسرار محرجة وتوترات فى المنطقة.

وأوضحت الصحيفة أن جولة كلينتون بمنطقة الخليج تعتبر الثانية من نوعها فى غضون عدة أشهر، مؤكدة أن تركيز كلينتون على إيران خلال جولاتها سيكون أوسع هذه المرة.
 وفيما يتعلق بالعراق وفلسطين، نقلت الصحيفة عن كلينتون تأكيدها أنها سوف تنظر خلال اجتماعاتها مع الزعماء فى أبوظبى ودبى ومسقط والدوحة فى الحصول على دعم عربى أكبر للحكومة الجديدة فى العراق، ودعما ماليا أكثر للسلطة الفلسطينية.

وأشارت الصحيفة إلى أن بعض الدول العربية لم تف بعد بتعهداتها لتطبيع كامل للعلاقات مع العراق وفتح سفارات فى بغداد، وهى بادرات مساندة ترغب واشنطن فى أن تشهدها فى وقت تخفض فيه وجودها هناك.
 وقالت كلينتون فى هذا الصدد 'أرغب فى رؤية كل دول تفتح سفارة، وفى علاقات طبيعية وتوجيه الدعوة لزعماء العراق والتشاور معهم'.

وأكدت الصحيفة أنه فى الوقت الذى تكافح فيه إدارة أوباما لإعادة عملية سلام الشرق الأوسط إلى المسار سوف تدفع كلينتون القوى العربية الثرية إلى توسيع مساهماتها للفلسطينيين، مشيرة إلى حرص الولايات المتحدة على مواصلة التحرك قدما لتطوير مؤسسات الحكومة الفلسطينية.
 وقالت الصحيفة 'إن تقدما من هذا القبيل ربما يساعد تحركات فلسطينية مسبقة لإعلان دولة أو السعى لعمل أممى ضد إسرائيل'.

ونقلت الصحيفة عن كلينتون قولها 'نواصل الاعتقاد بقوة أن نيويورك ليست المكان لحل الصراع الذى طال أمده والموضوعات المعلقة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، ولا نعتقد أن ذلك طريق بناء بالنسبة للفلسطينيين أو أى شخص لإتباعه'.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد