صحافة دولية » - أخبار ومقالات من صحف ومجلات أجنبية

- وكالة 'نوفوستي'
إيران تشرع في شق صف القوى العالمية
 
أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية أن الجولة الجديدة من المباحثات المتعلقة بتسوية المشكلة النووية الإيرانية بين طهران والقوى العالمية الست (الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين وألمانيا) ستعقد في 21-22 يناير في استانبول.
وقد استؤنفت هذه المباحثات في ديسمبر الماضي بعد قطيعة دامت عاما.
ودعت طهران في 4 يناير عددا من الدول لترسل موفديها إلى إيران لتفقد منشآت نووية في 15-16 يناير، في خطوة مدعوة للمساعدة على توطيد الثقة كما قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الإيرانية.
وكان وزير الخارجية الإيراني بالوكالة على أكبر صالحي قد ناشد الغرب 'اغتنام الفرصة' التي تمثلها الدعوة الإيرانية.
وتجدر الإشارة إلى أن طهران لم توجه دعوتها إلى الدول الغربية الرئيسية: الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا. ووصلت الدعوة الإيرانية إلى روسيا والصين ومصر وكوبا والمجر التي ترأس الاتحاد الأوروبي في المرحلة الراهنة، حسب مصادر دبلوماسية غربية.
وأصبحت الصين الدولة الوحيدة التي أبدت استعدادها للقيام بزيارة إلى المنشآت النووية الإيرانية حتى الان .
وقالت صحيفة 'كوميرسانت' إن دعوة طهران أوقعت موسكو في حرج. ذلك لأن تلبية موسكو للدعوة الإيرانية من شأنها ضرب علاقات روسيا مع الولايات المتحدة، من جهة. ومن جهة أخرى تحاول موسكو المحافظة على علاقات متميزة مع طهران.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف إن دعوة طهران 'استأثرت باهتمامنا'. لكنه لم يقل ما إذا كانت روسيا ستقبل الاقتراح الإيراني.
ورجحت الصحيفة أن تمتنع موسكو عن تلبية الدعوة التي وجهتها طهران لتحسين صورتها قبل بدء المباحثات في استانبول.


- صحيفة 'يديعوت أحرونوت'

آيات الله تسللوا الى الموساد..الحلم الايراني

من المعقول الافتراض بانه بعد سنوات عديدة، اذا ما وعندما يسقط الحكم في ايران أو تفتح الارشفة السرية في اسرائيل، سنعرف اذا كان اعلان وزير الدفاع الايراني بان حكم آيات الله نجح في التسلل الى الموساد، قدس أقداس الاستخبارات الاسرائيلية، صحيحا بالفعل.
من جهة، الشباب في طهران معروفون ككذابين غير صغار. من جهة اخرى، مثلما تعرفنا في موضوع نصرالله، قائد الفرقة الجنوبية لايران، احيانا ما يبدو كخيال شرق اوسطي يتبين بعد ذلك كقصة حقيقية. هكذا مثلا تصريحه عن المعلومة المسبقة التي أدت الى مصيبة الوحدة البحرية والتي مؤخرا فقط اقرت بانها الرواية الرسمية للجيش الاسرائيلي لما حصل في أنصارية وأدى الى موت 12 مقاتل كوماندو.
الاسرائيليون المعنيون بزيارة اقربائهم في ايران ملزمون بداية بالوصول الى تركيا. قبل نحو ثلاث سنوات نشرت المخابرات الاسرائيلية لاولئك الاشخاص تحذيرا خطيرا من نشاط الاستخبارات الايرانية في القنصلية في اسطنبول. فقد تبين في حينه للمخابرات الاسرائيلية بان الايرانيين يستخدمون تعلق اولئك اليهود من اصل ايراني بتأشيرات دخولهم الى ايران في محاولة لتجنيدهم كعملاء لجمع المعلومات عن العدو الصهيوني. في الحالات القليلة التي اكتشفتها المخابرات الاسرائيلية في حينه لم يكن هناك على الاطلاق ما يبرر رفع لائحة اتهام.
ومثلما في بداية السبعينيات، حين اكتشف عملاء سوفييت كثيرون لم يقدموا الى المحاكمة بهدف عدم الحاق الضرر ـ فقد اكتفت المخابرات الاسرائيلية بالتحذير فقط.
قبل سنتين ونصف السنة كانت هناك حالة شاذة واحدة والتي تسمى في اللغة الاستخبارية Walk-In: يدور الحديث عن شخص دخل الى ممثلية دبلوماسية لدولة اجنبية وعرض عليها خدماته كجاسوس. صحيح أنه في الاغلب يكون هؤلاء الاشخاص مشتبهاً بهم من الجهة المجندة في أنهم كفيلون بان يكونوا مبادرة مقصودة لزرع المعلومات المغلوطة، ولكن يبدو أن قادة الاستخبارات الايرانية في اسطنبول اعتقدوا وعن حق بان ليس لديهم ما يخسرونه وانصتوا لما كان لدى الرجل هويته محظورة النشر ليقوله. واشار الرجل أمامهم الى من ادعى بانهم كانوا ذوي مناصب في جهاز الامن الاسرائيلي.
الضرر الذي الحقه ذاك الشخص كان هامشيا، هذا اذا كان قائما على الاطلاق، ولكن يوجد في قضية استخدامه القصير وسلسلة القضايا التي وقعت وانكشفت منذئذ بمثابة استمرار للميل: ايران تواصل مساعي جمع المعلومات في اسرائيل. وهي تفعل ذلك عبر حزب الله أو، مثلما في هذه الحالة، في مسار مباشر ولا تخشى ان تكون تتماثل كمن تستخدم جواسيس في اسرائيل.
وخلافا لنشاط وحدة 1800 لحزب الله، والتي هدفها تجنيد وتفعيل منفذي عمليات لاشعال العنف داخل اسرائيل، فان هدف التجسس هو ما يسمى 'استخبارات ايجابية'. بمعنى جمع معلومات عن أهداف محتملة مثل تلك التي جمعت قبل حرب لبنان الثانية.
حجم القوات، مواقع الاشخاص وما شابه. وتوظف ايران جهدا كبيرا في جمع المعلومات ولا تتردد في استخدام عملاء واضح انهم لن يجلبوا لها منفعة كبيرة.
بين اسرائيل وايران تتواصل حرب سرية ضروس. ايران تواصل الاستعداد للمواجهة القادمة مع اسرائيل، في ظل جمع معلومات عن اهداف محتملة للضرب والتصفيات كانتقام على اغتيال عماد مغنية، وعلى تصفية العملاء الايرانيين، على المس بالمفاعل السوري في دير الزور وغيرها.
لجمع 'معلومات ايجابية' عن اسرائيل وعن قوات أمنها، اضيف في السنوات الثلاث الاخيرة هدف لا يقل أهمية: التسلل الى اجهزتها الاستخبارية. ايران، العضو الكبير في 'الجبهة الراديكالية' ـ التي تضم سورية، حزب الله، حماس والجهاد الاسلامي الفلسطيني ـ قلقة جدا مما تراه كنجاح متكرر لاسرائيل في التسلل وفي تنفيذ عمليات تلحق بها الاضرار، بما في ذلك في كل ما يتعلق بممارسة الارهاب وكذا اساسا بالمشروع النووي الايراني. وهي تبذل جهودا هائلة لتفهم من أين يتسرب السد.
في هذه الحرب السرية كانت معظم النجاحات الايرانية في تجنيد اناس ذوي قدرة وصول متدنية الى اسرار حقيقية. من جهة اخرى، في الاستخبارات تعمل دوما القاعدة الذهبية: أنت تعرف فقط ما تعرفه، بمعنى يحتمل أنه رغم نجاحات المخابرات الاسرائيلية في الاحباط، فان الايرانيين نجحوا بالفعل في تجنيد واستخدام جهات ذات قدرة وصول الى الاسرار الحساسة.
 

- صحيفة 'غارديان'
يعيش قرابة 40% من الشعب التونسي بأقل من دولارين لليوم الواحد  
 
قالت صحيفة 'غارديان' إن الاحتجاجات في تونس والجزائر ما هي إلا بداية لمد متزايد من السخط الشعبي على الحكومات العربية التي لم تقم بإصلاح ذاتها.
وانتقدت الصحيفة ما وصفته بالنظام القمعي المستبد في تونس، والذي أصدر أوامره للشرطة لإطلاق الرصاص على المتظاهرين المسالمين غير المسلحين الذي يطالبون بتحسين أوضاعهم المعيشية وإيجاد وظائف لهم لسد رمقهم، والذي أمر القوات العسكرية بالانتشار بالمدن التونسية وأنحاء متفرقة من البلاد.
وقالت الصحيفة إنه يبدو أن الرئيس التونسي زين العابدين بن علي مثله مثل بقية حكام الدول العربية لا يجيد التعامل مع شعبه سوى باستخدام الأساليب القمعية والاستبدادية.

وبدأت شرارة الاضطرابات في تونس الشهر الماضي عندما أقدم الشاب التونسي محمد بوعزيزي (26 عاما) بإحراق نفسه أمام أحد الأبنية الحكومية في مدينة سيدي بوزيد احتجاجا على تردي الأوضاع المعيشية وتفشي البطالة في البلاد وعلى سوء معاملة الشرطة لأبناء الشعب التونسي.
 
رصاص الشرطة
ثم سرعان ما انتشرت الاحتجاجات والمظاهرات في المدن التونسية الأخرى مثل تالة والقصرين والرقاب والكاف وقفصة وغيرها، وسط أنباء عن مقتل أكثر من خمسين مدنيا تونسيا من المحتجين برصاص الشرطة والقناصة.
وبينما أشار بن علي في خاك بله إلى عدم توفر أدلة على تدخلات خارجية أو تحريض من جماعات إسلامية،   أن أبناء الشعب التونسي باتوا غاضبين جدا من تفشي البطالة في البلاد، خاصة تلك التي تترك تداعياتها على الشباب التونسي وسط مظاهر الفقر المدقع في الأرياف التونسية والفساد المستشري في الأوساط الحكومية والنظام السياسي الذي وصفته بالفاشستي الذي منح بن علي (74 عاما) عام 2009 فترة رئاسية خامسة على التوالي بنسبة تصويت بلغت 89.6%.
وأما محاولات الرئيس التونسي لتهدئة الاضطرابات في بلاده ووعده بإيجاد آلاف الوظائف، فوصفتها ذي غارديان بأنها تجيء متأخرة ولا تفي بالغرض وسط تصاعد معدل البطالة بشكل مخيف، وحيث يعيش قرابة 40% من الشعب التونسي بأقل من دولارين لليوم الواحد.   
وترى الصحيفة أن القيود المفروضة على الحريات العامة وارتفاع معدلات الفقر والبطالة وسوء توزيع الثروات في بعض البلدان العربية أدت إلى وجود شرائح عريضة مهمشة من الفقراء
 

- مجلة 'فورين أفيرز' الأميركية
هل تمر أميركا بعصر انحطاط؟

تناول الكاتب الأميركي في مجلة 'فورين أفيرز' غيدعون راشمان حال الولايات المتحدة في العالم بالنقد والتحليل في ظل متغيرات متعددة من بينها الصعود الصيني، وتساءل هل تعيش أميركا عصر انحطاط؟ ومما قاله:
لقد سمعنا مثل هذا القول عن عصر الانحطاط الأميركي من قبل, ولكن الوضع مختلف هذه المرة, ومن المؤكد أن أميركا كانت تمر في دورات من الانحطاط والتراجع في الماضي, وفي هذا السياق قال جون أف كينيدي خلال حملته الانتخابية الرئاسية عام 1960 'إن قوة الولايات المتحدة قياسا إلى قوة الاتحاد السوفياتي في تدهور وإن الشيوعية تتقدم بخطى راسخة في كل منطقة من العالم'. أما كتاب عزرا فوغل 'اليابان هي الأولى' الذي نشر عام 1979 فقد تنبأ بعقد من الخوف المتصاعد بشأن التقنيات الصناعية اليابانية والسياسات التجارية.
 
وفي النهاية, فقد ثبت أن التهديدات السوفياتية واليابانية للتفوق الأميركي كانت وهمية, وعليه يمكن التماس العذر للأميركيين إن هم تحدثوا بصوت عال عن التحدي القادم من الصين وهم يكررون بذلك صياح الولد عن خطر الذئب المزعوم, ولكن تبين أن الحقيقة التي تم استشرافها عن تلك الرواية هي أن الولد كان على صواب, فقد وصل الذئب في نهاية المطاف وكان الذئب هو الصين.
ويعتبر التحدي الصيني للولايات المتحدة أكثر خطورة للأسباب الاقتصادية والديمغرافية معا, فقد انهار الاتحاد السوفياتي لأن نظامه الاقتصادي كان غير فعال بدرجة كبيرة, وهذا عيب أو ثغرة قاتلة تم تجاهلها مدة طويلة لأن الاتحاد السوفياتي لم يحاول على الإطلاق التنافس في الأسواق العالمية, لكن الصين وعلى النقيض من ذلك أثبتت قوتها الاقتصادية على المسرح العالمي, فقد كان اقتصادها ينمو بمعدل 9 أو 10% سنويا لمدة ثلاثة عقود تقريبا, وباتت اليوم أكبر مصنع ومصدر في العالم ولديها احتياطي من العملات الصعبة بأكثر من 2.5 تريليون دولار وباتت السلع الصينية تنافس غيرها في كل مكان من العالم, وهذا ليس نموذجا اقتصاديا سوفياتيا.
وأما اليابان فقد شهدت سنوات عديدة من النمو الاقتصادي السريع، وما زالت قوة مصدرة يشار إليها بالبنان, ولكنها لم تكن مرشحة بجدارة لتكون صاحبة المرتبة الأولى, فعدد سكان اليابان أقل من نصف عدد سكان الولايات المتحدة، وهو ما يعني أن الشخص الياباني عليه أن يكون أغنى من معدل ثراء الشخص الأميركي بأكثر من ضعفين قبل أن يتفوق الاقتصاد الياباني على الاقتصاد الأميركي, وهو ما لن يحدث, وعلى العكس من ذلك فإن عدد سكان الصين أكثر من أربعة أضعاف عدد سكان الولايات المتحدة.
 
الاقتصاد الصيني
وكان التقدير الشهير لغولدمان ساكس الذي يشير إلى أن الاقتصاد الصيني سيكون أكبر من الاقتصاد الأميركي بحلول عام 2027 قد صدر قبل الركود الاقتصادي عام 2008, وبناء على الوتيرة الحالية فإن الصين ستكون الاقتصاد الأكبر قبل ذلك التاريخ.

ويمكن للقدرة الاقتصادية الصينية الفائقة أن تتحدى نفوذ الولايات المتحدة في كافة أنحاء المعمورة, فالصينيون هم الشركاء المفضلون للعديد من الحكومات الأفريقية والشريك التجاري الأكبر للقوى الناشئة مثل البرازيل وجنوب أفريقيا, كما أن الصين تتحرك لشراء سندات لدول تعاني من مشاكل مالية في منطقة اليورو مثل اليونان والبرتغال.

والصين هي الفصل الأكبر الوحيد فيما يعرف بقصة صعود الاقتصاديات الجديدة واللاعبين السياسيين الجدد ناهيك عن أن حلفاء أميركا التقليديين الأوروبيين مثل بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وحتى ألمانيا يتراجعون على المستوى الاقتصادي, وهناك قوى جديدة صاعدة مثل الهند والبرازيل وتركيا, وهؤلاء لهم أولوياتهم السياسية الخارجية الخاصة بهم التي تحد بمجموعها بقوة من قدرة أميركا على تشكيل العالم, وعليك التفكير في كيف أن الهند والبرازيل انضمتا إلى الصين في محادثات تغيير المناخ على المستوى العالمي، بالإضافة إلى تصويت تركيا والبرازيل ضد أميركا في الأمم المتحدة بخصوص فرض عقوبات على إيران, وهذا نموذج مما سيحصل في الأيام القادمة.
تفتت الصين
لا تراهنوا على تفتت الصين عاجلا أم آجلا، إذ إنه من الصحيح وبشكل مؤكد أن الأميركيين حينما يشعرون بالقلق بشأن التدهور القومي, يتجهون إلى المبالغة في ضعف منافسهم الذي يبدو مخيفا ومرعبا, فمثالب النظامين السوفياتي والياباني تبدو جلية ضمن هذا السياق, حيث يشير الواثقون من توسع الهيمنة الأميركية في المستقبل إلى الإمكانيات القوية للنظام الصيني, ففي مقابلة أخيرة مع صحيفة التايمز اللندنية, قال الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش إن المشاكل الداخلية الصينية تعني أن اقتصادها من غير المرجح أن يشكل منافسا للاقتصاد الأميركي في المستقبل المنظور, وعندما سئل هل يعتقد أن أميركا ستبقى القوة العظمى الوحيدة؟ رد بالإيجاب.
ولكن التنبؤات المتعلقة بالمعجزة الصينية الوشيكة الحلول كانت ترخي ظلالها بانتظام على المحللين الغربيين منذ انطلاقها وتعاظمها منذ أواخر سبعينيات القرن الماضي, ففي عام 1989 بدأ الحزب الشيوعي الصيني مترنحا بعد مذبحة ميدان تيانامين, وفي التسعينيات أشار المراقبون الاقتصاديون بانتظام إلى الوضع الخطير للمصارف الصينية والمؤسسات المملوكة للدولة, ولكن الاقتصاد الصيني استمر في النمو ليتضاعف حجمه كل سبع سنوات تقريبا.
وبالطبع فإنه من المنافي للعقل القول إن الصين لا تواجه تحديات رئيسية, فعلى المدى القريب هناك العديد من الأدلة على أن فقاعة العقارات تتنامى في المدن الرئيسية مثل شنغهاي, فضلا عن تزايد التضخم, وأما على المدى البعيد فإن الصين ستمر في تحولات سياسية واقتصادية مخيفة, فمن غير المرجح أن يحتفظ الحزب الشيوعي باحتكاره للسلطة إلى الأبد, كما أن اعتماد البلاد على التصدير وعلى عملة مقومة بأقل من قيمتها, يتعرض لانتقادات متزايدة من الولايات المتحدة وغيرها من اللاعبين الدوليين المطالبين بإعادة التوازن في اقتصاد البلاد الذي يعتمد على التصدير, فضلا عن التحديات السكانية والبيئية التي تواجهها الصين, فسكان البلاد يشيخون على ضوء سياسة إنجاب الولد الواحد ناهيك عن أن البلاد مهددة بنقص المياه وبالتلوث.
دليل ساطع
ولكن إن راهنت على اضطرابات سياسية واقتصادية مستقبلية, فإنه من الخطأ الجسيم افتراض أن التحدي الصيني للقوة الأميركية سيختفي بسهولة, فبمجرد تعلق الدول واعتيادها على النمو, فإنها تفعل كل ما بوسعها للعودة إليه, ولعل الدليل الساطع على ذلك يكمن في صعود ألمانيا منذ منتصف القرن التاسع عشر فصاعدا, وهي التي مرت بكوارث هزيمتين عسكريتين وتضخم كبير جدا وبالكساد الكبير وبانهيار الديمقراطية وتدمير المدن الرئيسية والبنية التحتية بفعل قصف الحلفاء, ولكن رغم ذلك فقد برزت ألمانيا الغربية في نهاية الخمسينيات ضمن الاقتصادات العالمية الرائدة بالرغم من تجريدها من طموحاتها الاستعمارية.
وفي الحقبة النووية, من غير المرجح أن تخوض الصين غمار حرب نووية عالمية, وعليه فمن غير المرجح أن تواجه اضطرابات وقلاقل على نطاق واسع كما حصل مع ألمانيا في القرن العشرين, وأيا كانت الصعوبات السياسية التي تواجهها الصين, فإن ذلك لن يكون كافيا لوقف صعود الصين إلى مصاف الدولة العظمى, فحجمها الكبير وزخمها الاقتصادي كفيلان بأن يحافظا على مضي الصين قدما بغض النظر عن المصاعب التي تعترض طريقها.  


- صحيفة 'ديلي ستار'
على أوباما الانتقال إلى مفاوضات الوضع النهائي حول فلسطين / يوشكا فيشر

مضى عامان منذ أن انتخب الرئيس باراك أوباما رئيسا للولايات المتحدة الأميركية. وحتى يحصل ما يعود عليه بالمصداقية -على النقيض من سلفه- حاول أوباما، ومنذ اليوم الأول له في البيت الأبيض، العمل باتجاه حل النزاع القائم بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وثمة عامان آخران تبقيا لفترته الرئاسية الأولى، فهل ستكون النوايا الطيبة هي أفضل ما تستطيع سياسة أوباما الجديدة تقديمه؟ بعد كل شيء، لم يخرج أي شيء ذو قيمة من السنتين الماضيتين. بل إن الأسوأ من ذلك، وعلى ضوء أن جهد أوباما في فرض تجميد دائم على إنشاء مستوطنات جديدة في الضفة الغربية قد فشل، فقد غرقت المفاوضات المباشرة بين الأطراف المتنازعة في مستنقع الجمود.

إن النوايا الطيبة لا تؤتي من الثمار سوى النزر اليسير في الحياة كما هو معروف – فما بالك حين يتعلق الأمر بالسياسة. إن ما يهم هناك في المقام الأول وقبل كل شيء، هو النتائج.

كان الرئيس الأميركي السابق، جورج دبليو بوش، قد اعتقد بأنه يلزمه أن يعنى بنصف واحد وحسب من دور أميركا المزدوج في الشرق الأوسط، وتحديداً التحالف مع إسرائيل. ولم يتسن له وقت للعب الدور الأميركي الثاني الذي يتمثل في أن تكون وسيط السلام المحوري بين الإسرائيليين والفلسطينيين، طوال كل فترة رئاسته التي طالت لثمانية أعوام. وكانت كل مبادراته قد استهدفت تهدئة خواطر الرأي العام الدولي. ونعرف يقيناً إلى أين قادت تلك المبادرات.

منذ البداية، أراد أوباما القيام بالمهام على نحو مفارق، منتهجاً سياسة شرق أوسطية نشطة. لكن النتائج لا تختلف حتى الساعة كثيراً عن تلك التي تم التوصل إليها في ظل بوش. وفي كلتا الحالتين، انتصرت المراوحة في المكان على التقدم.

وفي ضوء هذا، وإضافة إلى تعنت الطرفين، ينحو العديد من المعنيين نحو الانسحاب ومحاولة نسيان أمر هذا النزاع جملة وتفصيلاً. لكن المسألة ليست بتلك البساطة، ذلك لأن في استمرار النزاع (وهو ما ستفضي إليه سياسة 'انسوا الموضوع') لن يطيل فقط ما يشكل مأساة بالنسبة للفلسطينيين والإسرائيليين، لكنه سيكون خطيراً جداً أيضاً على المنطقة بأسرها. وما ينطوي على نذر أكثر ما يكون هو أن نافذة فرصة التوصل إلى حل يقوم على أساس الدولتين سوف تنغلق إلى الأبد، لأن الوقائع على الأرض سوف لن تسمح لها بأن تتحقق.

وبالنسبة للإسرائيليين، سوف تعني هذه الحالة الاحتلال الدائم للقدس الشرقية والضفة الغربية، وبالتالي التصارع وتصفية مع أغلبية عربية سوف تحتّ من أسس دولتهم التي يعتبرونها –دولة الديمقراطية وحكم القانون- وبالتالي شرعيتها. وسيكون هذا التطور أكبر تهديد تواجهه إسرائيل على المدى المتوسط، وهو ما يجعل حل الدولتين ضروريا جدا بالنسبة لمصالحها الخاصة.

من الطبيعي، وانطلاقاً من منظور القادة الإسرائيليين، أن يكون الوضع الراهن في ضوء غياب العمليات الإرهابية وضربات الصواريخ، هو أي شيء سوى أن يكون سلبيا. لكنه وضع لن يدوم. وبالإضافة إلى ذلك، تبدو الحالة الاستراتيجية لإسرائيل وأنها آخذة في التدهور مع كل عام يمر، ذلك لأن باستطاعة إعادة التوزيع الكوني للقوة والنفوذ ليتحول من الغرب إلى الشرق إضعاف موقف إسرائيل وحسب.

أما بالنسبة للفلسطينيين، فإن الوضع مليء بالقمع. وهو بالنسبة لغزة كارثة إنسانية بكل ما في الكلمة من معنى. والفلسطينيون مقسمون بين فتح وحماس، وهم يرزحون تحت نير الاحتلال الإسرائيلي في القدس الشرقية والضفة الغربية، ويبقون معزولين عن العالم الخارجي في غزة، ولا أمل لديهم في مخيمات اللاجئين في الشرق الأوسط، ويواجهون الصد من جيرانهم العرب. وتحت هذه الظروف، سوف تكون خسارة أفق حل الدولتين هي الوصفة المناسبة لإيقاع المزيد من حالات الإذلال والتعاسة العميقة.

أما إذا كان الفلسطينيون والإسرائيليون يشتركون في الاهتمام الحيوي بحل الدولتين، فإن لديهم مصالح مختلفة جداً، وهو ما يعني بالتالي أشياء مختلفة جداً عند العودة إلى نفس القضايا.

بالنسبة لإسرائيل، يحظى الأمن بالأولوية الأولى. أما بالنسبة للفلسطينيين، فإن ما يهمهم أكثر ما يكون هو إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأراضيهم. ولا تستطيع إسرائيل تحمل قيام غزة ثانية في الضفة الغربية والقدس الشرقية، أما بالنسبة للفلسطينيين، فإن قيام دولة في ظل التواجد العسكري الإسرائيلي، يبقى أمراً عديم الجدوى.

ربما كان خطأ أوباما المركزي هو أنه أولى لمسألة مهمة، لكنها صغيرة - وقف بناء مستوطنات جديدة- أهمية رئيسية. ذلك أن التجميد المفتوح لبناء المستوطنات سيفضي إلى الإنهاء الفوري للحكومة الائتلافية التي يترأسها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القدس، ومن دون إعطاء إسرائيل أو نتنياهو أي شيء محسوس في نهاية المطاف. وكان يجب أن يكون واضحاً منذ البداية أن نتنياهو لن يمدد التجميد ضمن هذه الشروط.

ولعل السؤال الحاسم الذي يجب على الولايات المتحدة توجيهه لكل من نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس على حد سواء، هو ما إذا كانا راغبين – هنا والآن- في التفاوض بشكل جدي حول قضايا الوضع النهائي. فإذا كانا راغبين في ذلك، فستفتح نافذة العثور على طريقة ما للخروج مما يبدو نزاعاً عصياً على الحل، بسبب متطلبات الأمن الإسرائيلي والدولة الفلسطينية.

ومن الممكن لصياغة الحل أن تكون على النحو التالي: إبرام اتفاقية شاملة حول الوضع النهائي الآن (آخذة في الاعتبار تلك القضايا المفتوحة كافة، بما في ذلك وضع القدس الشرقية كعاصمة لفلسطين)؛ وتنفيذ الاتفاقية في خطوات محددة سلفاً خلال فترة أطول من الوقت؛ ومراقبة هذه العملية عبر آلية تستند إلى تواجد طرف ثالث على الأرض (بقيادة الولايات المتحدة). ومن شأن مثل هذا أن يعطي للفلسطينيين ضماناً لحدود دولتهم وعاصمتها، ونقطة نهاية الاحتلال الإسرائيلي المحددة مسبقاً.

وسيكون بإمكان الفلسطينيين استخدام الوقت، بمساعدة دولية، في بناء مؤسسات دولة فعالة، والاستجابة للتنمية الاقتصادية، وإبراء الجروح والخلافات القائمة بين الضفة الغربية وغزة. وتعويلاً على هذا الأساس الجديد والدائم، فإنهم ربما يتوصلون إلى حل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين، والمضي قدماً في مسألة تحقيق المصالحة بين فتح وحماس.

وفي المقابل، سوف تحصل إسرائيل على ضمانات بأن أمنها لن يتعرض للخطر بسبب اتفاقية الوضع النهائي وتأسيس دولة فلسطينية، كما أن انسحابها من الأراضي الفلسطينية سيتم بالتدريج وعلى مدار عدة سنوات، وسوف يشرف عليه على الأرض فريق ثالث. وعندها سيكون للبلد حدود معترف بها دولياً، وهو ما سيمكنها من إنهاء النزاع مع جيرانها العرب إلى الأبد.

في الوقت الذي تبدو فيه الحالة الراهنة في الشرق الأوسط بلا أمل، فإن محاولة جديدة تركز على النقاط الأساسية، وليس الثانوية، تستحق الدعم والمؤازرة. أما البديل عن ذلك، فهو خسارة حل الدولتين وإدامة صراع مريع –وشديد الخطورة إلى حد مفرط.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد