- صحيفة 'نيويورك تايمز'
نصر الله يحاول تهدئة حدة التوتر
أن حسن نصر الله، زعيم حزب الله اللبنانى حذر أمس الأحد من أن حركته الإسلامية ستدافع عن نفسها أمام أية اتهامات من المحتمل أن توجها إليها المحكمة الدولية المتعلقة بالتحقيق فى مقتل رئيس الوزراء اللبنانى الراحل، رفيق الحريرى، حتى وإن ربطت أسماء بعض أعضائها باغتيال الحريرى الذى زج موته البلاد فى أزمة لا تنتهى. ورغم ذلك، حاول نصر الله تهدئة حدة التوتر أو على الأقل عدم تصعيدها، وذلك من خلال خطابه الذى ألقاه أمس الأحد ليدافع عن قرار حزب الله وحلفاءه الاستقالة من حكومة الوحدة الوطنية الأسبوع الماضى، مما أدى إلى انهيارها، وأكد أن الحركة ستلتزم بالدستور فى تشكيل حكومة جديدة، وهى العملية التى ربما تستغرق شهورا، وكما هو الحال غالبا هنا، جذبت بالفعل انتباه معسكرات الأجانب المتعارضة، ومنها الولايات المتحدة وسوريا. ومضى نصر الله يقول فى خطابه مساء أمس الأحد 'لن نسمح بتلويث سمعتنا وكرامتنا، ولن نسمح لأى شخص بالتآمر ضدنا، وسنقوم بالدفاع عن كرامتنا ووجودنا وسمعتنا'.
ولفتت 'نيويورك تايمز' إلى أن خطاب نصر الله كان منتظرا بشغف فى دولة تواجه تهديدا بتجدد المواجهة بين مخيماتها المتعددة، وتواجه صعوبة فى تحديد مدى النفوذ الولايات المتحدة أو سوريا أو إيران، وآخرين فى الدولة نفسها مثل حزب الله، بالإضافة إلى موقف البلاد من إسرائيل. ورأت الصحيفة الأمريكية أن المنافسة اشتعلت منذ مقتل الحريرى و22 آخرين فى حادث اهتزت له أرجاء المنطقة بأسرها.
- وكالة 'نوفوستي'
إيران ليست نائمة
يختتم سفراء مصر وكوبا وسورية والجزائر وفنزويلا وسلطنة عمان وجامعة الدولة العربية زيارتهم إلى منشآت نووية إيرانية يوم 17 يناير.وقال علي أصغر سلطانية، سفير إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في إشارة إلى امتناع القوى العالمية الست (الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) عن إرسال ممثليها إلى إيران في زيارة تفقدية إن ممثلي الاتحاد الأوروبي والدول الأخرى أضاعوا فرصة تاريخية للتعرف على البرامج النووية السلمية الإيرانية. وبالنسبة لغياب ممثلي روسيا والصين قال السفير الإيراني إن موسكو وبكين رحبتا بهذه المبادرة الإيجابية ولكنهما لم تتمكنا من إرسال دبلوماسييهما بسبب جدول أعمالهم الحاشد.ونفى علي أكبر صالحي، رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة النووية الذي يتولى اختصاصات وزير الخارجية، بدوره أن يكون الهدف من المبادرة الإيرانية لدعوة سفراء الدول الأجنبية ليزوروا المنشآت النووية الإيرانية، شق صف القوى العالمية الرئيسية، وجدد تأكيده للطبيعة السلمية لبرامج بلاده النووية، مشيرا إلى 'أننا لم نضع نصب أعيننا أبدا الحصول على سلاح الدمار الشامل'. وأعلن صالحي في نفس الوقت أن 'برامجنا النووية تشهد تطورا مطردا' وأن 'نشاطنا في مجال تخصيب اليورانيوم أيضا يحقق نجاحا كبيرا'.
وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون قد أعلنت في الأسبوع الماضي أن وتيرة العمل في المنشآت النووية الإيرانية تباطأت بسبب العقوبات المفروضة على إيران.
كما نفى صالحي صحة ما أعلنته صحيفة 'نيويورك تايمز' من أن فيروس 'ستوكسنت' الإلكتروني الذي خلقه العلماء الذريون الإسرائيليون وزملاؤهم الأمريكيون، نجح في إصابة منشآت نووية إيرانية، مشيرا إلى أنه لو حقق هذا الفيروس أهدافه لكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تفتش المنشآت الإيرانية بانتظام، قد أعلنت تباطؤ وتيرة 'أعمالنا'. وقال صالحي: إنهم كانوا يظنوننا نائمين عندما فعلوا ذلك.
- مجلة 'فورين بوليسي'
أول ثورة يشعلها 'ويكيليكس'
أشارت الكاتبة إليزابيث ديكينسون في مقال نشرته مجلة 'فورين بوليسي' إلى ما وصفته بالثورة الشعبية التونسية، وقالت إن من بين العوامل التي أدت إلى تلك الثورة، هو ما تطرقت إليه البرقيات السرية الدبلوماسية الأميركية التي نشرها موقع ويكيليس، وانه لم يكن التونسيون بحاجة إلى مزيد من الذرائع والأسباب للاحتجاج والتظاهر حينما اجتاحوا الشوارع في الأسابيع الماضية, فكانت أسعار الغذاء في ارتفاع بينما كان الفساد يضرب أطنابه في حين أن البطالة وصلت إلى مستوى مروع, ولكن يمكننا اعتبار تونس بمثابة أول بلد دفعت تسريبات ويكيليكس به إلى شفا الهاوية, فهذه الاحتجاجات تعود كذلك إلى الافتقار الكلي لحرية التعبير بما في ذلك حينما يتعلق الأمر بويكيليكس. لم تحتل الحكومة التونسية صورة وضاءة في تسريبات ويكيليكس لبرقيات وزارة الخارجية الأميركية, فالأسرة الحاكمة وصفت 'بالعائلة ' وهي نخبة شبيهة بالمافيا التي تتدخل في كل شأن من قطاعات الاقتصاد في البلاد, ناهيك عن أن السنين نخرت في عظم الرئيس (المخلوع) زين العابدين بن علي فضلا عن أن نظامه تحيط به الغشاوة وعدم الوضوح, ولم يكن له خليفة واضح كما جاء في برقية الخارجية الأميركية في يونيو/ حزيران 2009.ولم يكن هناك منقذ من الشعور بهلوسة السرقة, علاوة على ما ورد ببرقية في يونيو/ حزيران 2008 من أن الفساد وازدياد التضخم مقرون مع استمرار ارتفاع نسبة البطالة, ساعدت في الشعور بالإحباط واندلاع الاحتجاجات في جنوب غرب تونس.
بالطبع فإن التونسيين على علم تام بهذا وليسوا بحاجة لمن يخبرهم به, ولكن التفصيلات الواردة في البرقيات ومنها على سبيل المثال الثروة الفاحشة التي عليها السيدة الأولى من المدرسة الخاصة, أشعلت الأمور ودفعت بها إلى الغليان, ولكن الأمور ساءت بدلا من أن تتحسن 'كما أملت الحكومة بالتأكيد' حينما حجبت السلطات موقع ويكيليكس وبدأت في مطاردة المنشقين والناشطين على مواقع الشبكات الاجتماعية.
و لم يمر هذا الأمر مرور الكرام حيث قامت شبكة مجهولة بإطلاق عملية تشويش ضد مواقع الحكومة, وقال أحد أعضاء الشبكة دون الكشف عن هويته لـفايننشال تايمز 'سنستمر في القيام بذلك طالما تصرفت الحكومة بهذا الشكل'. كما كان الحال فيما سمي مؤخرا ثورة تويتر بكل من مولدوفا وإيران, من الواضح أنه كان هناك الكثير من الأخطاء التي وقعت في تونس قبل أن يتمكن جوليان أسانج (مؤسس ويكليكس) من الحصول على البرقيات الدبلوماسية. لقد عمل ويكيليكس كمحفز ومسرع لاحتجاجات سياسية صاخبة الأمر الذي يُعد أفضل ثناء ومديح للموقع.
- صحيفة 'اسرائيل اليوم'
الزعماء العرب يرتعدون..
يوم الجمعة الماضي تناولت طعام الغداء في أحد المطاعم التونسية الشهيرة في باريس مع صديق يهودي تونسي مقرب من الحكم. في أثناء الوجبة وضعني في آخر مجريات احداث الدولة. فجأة رن هاتفه النقال. وعلى الخط كان سفير تونس في فرنسا الذي قال له، كما كشف لي لاحقا صديقي، بان منظمة سياسية وربما حتى اسلامية، اعوذ بالله تقف خلف الاضطرابات في الوطن والتي لا تهدأ رغم خطاب الرئيس.
في الوقت الذي روى لي فيه صديقي الانباء، اندفع نحونا شاب من جنوب تونس يحصل على رزقه من ارساليات السمك في فرنسا: 'انتما لا تفهمان شيئا. لا احد يقف خلف هذه المظاهرات، انه فقط نحن الشباب الذين ليس لنا ما نتطلع اليه. وصلنا الى وضع تكون فيه إما الحرية أو الموت'. وكانت كلماته قاسية وصادقة.
بعد ساعات قليلة سمعت النبأ الصاخب: لاول مرة في المغرب العربي، في العالم العربي، الشارع بشكل عفوي وشجاع ينتصر على طاغية ويجبره على الفرار من الدولة التي حكمها بيد عليا على مدى 23 سنة.
العالم العربي لا يعرف كيف ستوعب هذه القصة؟ الزعماء العرب يرون فجأة خطرا جديدا يحدق بهم ليس من الاسلاميين، ليس من المعارضة، ليس من طغمة عسكرية بل من الشباب، الذين هم مثلما في الصين او في وارسو، مستعدون لان يموتوا من أجل الحرية.
لا ريب في أن شيئاً ما حصل في تونس في نهاية الاسبوع: فمن جهة رأينا كيف أن تلبد الاحاسيس لبن علي الذي سبق أن خطط لتغيير الدستور كي يسمح لنفسه بان يتقدم للمرة السادسة بترشيحه في 'انتخابات ديمقراطية' تمنحه بشكل دائم اكثر من 90 في المئة من التأييد قد قطعه عن 'ناخبيه'.
من جهة اخرى رأينا مواطنين غير مستعدين للموت وغير مستعدين لان يقبلوا بعد اليوم إمرة طاغية يسد لهم الحياة بل ويسد لهم الشبكة.
ليس واضحا ما الذي ستولده الثورة في تونس. هل من الفوضى سينهض طاغية جديد يستغل المؤسسات القائمة والشرطة القوية جدا في الدولة (شرطي واحد لكل مئة مواطن) ليصبح بن علي جديداً أم ربما يقوم شيء في تونس والدولة التي أنجبت الطبقة الوسطى الاولى في العالم العربي ستحقق ايضا الديمقراطية الحقيقية الاولى.
من كان يمكنه أن يبتسم أمس في منزله في تكساس هو بالذات الرئيس الامريكي السابق جورج بوش، الذي وضع فكرة الرؤيا الديمقراطية في العالم العربي. لم يشترِ الفكرة كثيرون ليس فقط بسبب انعدام الثقافة السياسية الديمقراطية في العالم العربي، بل أيضا لان الدكتاتور في العالم العربي هو أيضا الرد الصحيح على الحكم الاسلامي. ولكن ها هي فجأة تونس تطرح الديمقراطية العربية كخيار ثالث.