- صحيفة 'لوبوان' الفرنسية
لبنان: غزة اخرى
اثار تسمية 'نجيب ميقاتي' كمرشح لرئاسة الوزراء في لبنان والمدعوم من قبل حزب الله، خوف وخشية المجتمع الدولي بشكل عام و اسرائيل بشكل عام، من ان تشكل حكومة مقربة من الايرانيين على غرار ما حصل في غزة، وهو الامر الذي ينفيه حزب الله.
وقد اعتبر ترشيح ميقاتي كـ 'خيانة' في اوساط انصار الحريري، كما تظاهر نحو 500 شخص في طرابلس، وهي معقل سني ضد نصرالله ومرشحه.
ويعد ميقاتي منافسا للحريري سياسيا وماليا، ووفق مجلة فوربس فان ميقاتي – الى جانب اخيه طه – يملكان نحو 205 مليار دولار.
- صحيفة 'فايننشال تايمز'
حزب الله هو الرابح
منح حليف سابق لرئيس وزراء الحكومة اللبنانية المؤقتة الموالية للغرب تأييده للمعارضة لتمكين تشكيل حكومة جديدة مستعدة لتنفيذ سياسات حزب الله فيما يتعلق بالمحكمة الجنائية الدولية.
ومعربا عن اهتمامه بالاستقرار بين قضايا أخرى، أعلن وليد جنبلاط الزعيم الدرزي تأييد حزبه لمرشح المعارضة في مداولات يوم الاثنين لتعيين رئيس وزراء جديد. وكانت الحكومة السابقة بقيادة سعد الحريري قد انهارت عندما انسحب حزب الله وحلفاؤه من مجلس الوزراء الأسبوع الماضي.
إن خطوة جنبلاط يمكن أن تقلب كفة ميزان القوة في البلد، في وقت تزداد فيه التوترات بسبب المحكمة الجنائية الأممية التي تحقق في اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري.
وأن جنبلاط كان في السابق عضوا قويا في تحالف الحريري المناوئ لسوريا، لكنه بدأ يبتعد عنه منذ عام 2008.
ويتوقع حزب الله أن تتهم لوائح الاتهام السرية التي قدمتها المحكمة أفراده بالجريمة. وتزعم الجماعة الشيعية الموالية لسوريا أن المحكمة مسيسة، وتريد حكومة جديدة لوقف دعمها السياسي والمالي بينما يستمر الحريري -الذي يعيد تحالفه ترشيحه لرئاسة الوزراء- في دعمها.
وبدعم مرشح المعارضة، يكون بإمكان جنبلاط تأمين ترشيح نفسه. وتطالب المعارضة بسبعة وخمسين مقعدا ومن المعتقد أن يحصل الحريري على ستين مقعدا.
وثمة حاجة إلى دعم من 65 برلمانيا لتأمين ترشيح ناجح في البرلمان القوي المكون من 128 مقعدا. وخمسة فقط من كتلة جنبلاط البرلمانية المكونة من 11 هم أعضاء حزبه وليس من الواضح ما إن كان سيتبعه عدد آخر كاف لجعل أنصار المعارضة الـ57 يصلون إلى أغلبية الـ65.
وأشارت الصحيفة إلى أنه حتى بمجرد اختيار رئيس وزراء فإنه من الممكن أن يستغرق الأمر شهورا لتشكيل حكومة. ومع فشل جهود إيجاد تسوية بين الحريري وحزب الله يواجه لبنان الآن مأزقا سياسيا مطولا أو أسوأ من ذلك.
- موقع 'إنفورميشن كليرنغ هاوس'
المحكمة الخاصة بلبنان: تحقيق مستقل أم مخلب قط للأميركان والإسرائيليين؟ / مايك ويتني
في آب (أغسطس) 2010، عرض الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله 'لقطات تم اعتراضها من بث طائرات استطلاع إسرائيلية'، و'الاعترافات المسجلة لجواسيس يعملون لحساب إسرائيل' في مؤتمر صحافي عقده في بيروت لدعم ادعائه بأن إسرائيل مسؤولة عن اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري. وقد أظهرت الصور الجوية التي كانت قد التقطتها طائرات إسرائيلية من دون طيار، الطريق نفسه الذي كان موكب الحريري قد سلكه يوم الاغتيال، مما يشير إلى أن رئيس الوزراء السابق كان عرضة للتعقب والمتابعة من جهة إسرائيل.
كانت المعلومات التي كشفها نصر الله مقنعة، لكن وسائل الإعلام الغربية تجاهلتها، لسوء الحظ، ربما باستثناء صحيفة 'كرستيان سينس مونيتور' التي جمعت المعلومات الواردة في ملاحظاته في مقال بعنوان: 'هل حزب الله محق في أن إسرائيل هي التي اغتالت رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري؟'.
وفيما يلي مقتطفات مما جاء في مقال الصحيفة المذكور: 'قال الشيخ حسن نصر الله، مشيرا إلى أن دافع إسرائيل كان إلقاء اللوم على أعدائها: سورية وحزب الله: &rsqascii117o;إن لدى إسرائيل القدرة على تنفيذ هذا النوع من العمليات، مثل اغتيال الحريري والاغتيالات الأخرى التي استهدفت لبنان خلال السنوات القليلة الماضية&lsqascii117o;'.
وقد أصبحت أدلة نصر الله الدامغة تكتسب أهمية خاصة الآن، بعد أن أصدر المدعي العام للمحكمة الخاصة للبنان مسودة لوائح اتهامه (يوم الاثنين) من الأسبوع الماضي. والآن، ما تزال المحتويات سرية، لكن من المتوقع على نطاق واسع أن يتم اتهام أعضاء من حزب الله في اغتيال الحريري. وكان نصر الله قد حذر من أنه لن يسمح باعتقال أعضاء من الميليشيات التابعة له. وهكذا، وفي حال تم إصدار مذكرات التوقيف، فإن من المؤكد أن القتال سوف يندلع. وقد تم بالفعل إغلاق العديد من المدارس في بيروت، ووضعت قوات الأمن اللبنانية في حالة تأهب قصوى.
وفي الوقت نفسه، كانت إدارة أوباما تعمل من وراء الكواليس من أجل التأثير على أعضاء رئيسيين في الحكومة اللبنانية لدعم موقف الولايات المتحدة وإسرائيل. وفي واقع الأمر، قامت وزارة الخارجية اللبنانية باستدعاء السفيرة الأميركية السفير مورا كونيلي لتفسر السبب في التقائها بالنائب اللبناني نقولا فتوش في مطلع الأسبوع. ويبدو الأمر وكأن الولايات المتحدة تتدخل في الشؤون الداخلية للبلاد في محاولة لتشويه سمعة حزب الله. لكن كونيلي لم تشرح بعد ما كانت ترمي إليه.
من المفترض أن تكون المحكمة الخاصة للبنان بمثابة تحقيق 'مستقل' في اغتيال رفيق الحريري، لكن ذلك لا يبدو وأنه واقع الحال.. وكان نصر الله قد شجب هذه المحكمة باعتبارها 'مشروعاً أميركياً وإسرائيلياً' يهدف إلى تصنيف حزب الله كمنظمة إرهابية. وقد أعدمت المحكمة الخاصة بلبنان جميع المعلومات التي لا تتوافق مع هدفها الأساسي. وبهذا، فسيتم من دون أدنى شك حذف مثل تلك المعلومات من تقرير تحقيق المحكمة النهائي، مثل حقيقة أنه تم القبض على أكثر من 100 شخص في لبنان في العام الماضي 'بتهمة التعاون مع الموساد... بمن فيهم واحد قال إن مسؤوليه الإسرائيليين قد كلفوه بخداع رئيس الوزراء الراحل في حزب الله وتوجيهه إلى الاعتقاد بأن حزب الله كان يسعى إلى قتله (الحريري)، والسماح بذلك للعميل بتغيير المسار الذي كان موكب الحريري سيتخذه في ذلك اليوم المشؤوم من أيام شباط (فبراير)'، أو حقيقة أن 'شبكة الاتصالات السلكية واللاسلكية اللبنانية كانت مخترقة من قبل إسرائيل، وعلى نحو أتاح التحكم بجميع اتصالاته' ('اغتيال الحريري: كل العيون على لبنان'، راني أميري، غلوبال ريسيرتش).
وفيما يلي مقتطف آخر من مقال راني أميري:
'ووفقا لصحيفة السفير اللبنانية، فقد اعترف القزي بتثبيت برامج الحاسوب وزرع رقائق إلكترونية في أجهزة إرسال شركة ألفا. وهكذا، يمكن للمخابرات الإسرائيلية عندئذ أن تستخدم هذه الأدوات لمراقبة الاتصالات، واستهداف أفراد بهدف الاغتيال، ونشر الفيروسات التي يمكن أن تكون قادرة على محو المعلومات المسجلة في خطوط الاتصال. ويقال إن تعاون قزي مع إسرائيل يعود في تاريخه إلى 14 عاما (ملاحظة -كان شربل قزي رئيساً للنقل والبث في ألفا، وهي واحدة من شركتين لبنانيتين مملوكتين للدولة، تقدمان خدمة الهاتف المحمول' ('اغتيال الحريري: دور إسرائيل؟' راني أميري، غلوبال ريسيرتش).
وهكذا، يكون السؤال الذي يطرح نفسه: من الذي كانت لديه نظم الاتصالات، والطائرات من دون طيار، ومتفجرات قادرة على قتل الحريري؟ من كان يعرف مسار موكبه؟ ومن كان لديه الدافع؟
ولماذا يصرح رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي الجنرال غابي أشكنازي، بتكهنات تفيد بأن الوضع السياسي في لبنان سوف يتدهور باطراد في أعقاب الاتهامات التي توجهها المحكمة الخاصة؟ وفيما يلي مقطع من موقع بوليتيكال ثياتريكس: 'قال رئيس الأركان الإسرائيلي للجنة الشؤون الخارجية في الكنيست إنه 'مع الكثير من رغبات والقليل من المعلومات'، فإن الوضع في لبنان سوف يتدهور على الأرجح بعد صدور لائحة الاتهام من قبل المحكمة الخاصة للبنان...
ورغم أن تاريخ صدور لائحة الاتهام لم يكن قد تحدد بعد، توقع اشكنازي بأنه سيكون في أيلول (سبتمبر)، وألمح إلى أنه سيكون يورط حزب الله. وقد نُظر إلى تصريحات الجنرال الإسرائيلي باعتبارها بالغة الأهمية، خصوصا وأنه وضعها أمام لجنة مشاركة في وضع السياسات الاستراتيجية لإسرائيل..' ('ميرلين': 'أشكنازي يتنبأ متمنياً تدهور الأوضاع في لبنان في أيلول (سبتمبر)'، موقع بوليتيكال ثياتريكس).
وإذن، لماذا كان أشكنازي يتنبأ بلوائح اتهام المحكمة الخاصة بلبنان منذ وقت طويل وراء في شهر تموز (يوليو) 2010، ولماذا يصرح بتلك التوقعات في جلسة مكرسة لبحث 'سياسات إسرائيل الاستراتيجية'؟ هل يفسر هذا السبب في التقارير التي تتحدث عن أن زيادة النشاط العسكري على الحدود الشمالية لإسرائيل؟ هل هناك استراتيجية أوسع نطاقا لاستخدام لوائح الاتهام من أجل استئناف الأعمال الحربية بين إسرائيل ولبنان؟
وما هو السبب في انخراط وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بكل هذا العمق في أنشطة ما يسمى المحكمة 'المستقلة'؟ وقد ضعت كلينتون حداً لعمل فريق سوري-سعودي كان يحاول إيجاد حل بين الفصائل المتناحرة في الجسم الحاكم في لبنان. لماذا؟ لماذا تقوم بقصف ونسف المفاوضات السورية-السعودية بشكل استباقي وتخبر 'العاهل السعودي الملك عبد الله ورئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، أن الولايات المتحدة سترفض أي تسوية على حساب المحكمة الدولية'؟ وقد قبل سعد الحريري على مضض بمطالب كلينتون، ولكن، ما الذي يعنيه ذلك؟ هل ينبغي لنا افتراض أن كلينتون تهتم أكثر بمعرفة من قتل رفيق الحريري من اهتمامها ببقاء ابنه نفسه؟
تبقى النهايات المفتوحة والأسئلة التي بلا إجابات كثيرة. وتبدو القضية التي أقامتها المحكمة الدولية الخاصة بلبنان مقنعة، لكن هناك رواية مقنعة بالقدر نفسه، والتي تدعم موقف حزب الله. وفيما يلي الكيفية التي لخص بها السياسي البريطاني جورج غالوي الوضع في كلمة ألقاها في أدمنتون في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) 2010: قال: 'أعتقد، وأنا لا أعرف أي شخص يتسم بالموضوعية في هذه المسألة والذي لا يعتقد بأن جماعة حزب الله أبرياء تماماً من هذه الجريمة، وقد حان الوقت لأن تنظر المحكمة إلى الناس الذين استفادوا من هذه الجريمة... في إسرائيل'.
'يعرف أي طالب قانون هذا، إن أول شيء تفعله عندما تواجَه بجريمة هو طرح السؤال: من الذي استفاد؟'.
'هل استفادت سورية من مقتل زعيم سني في لبنان؟ لقد خسرت سورية كل شيء'.
'هل استفاد حزب الله؟ هل يستفيد حزب مرة واحدة وإلى الأبد الاحترام والإعجاب اللذين يكنهما السكان المسلمون السنيون له، ليس فقط في لبنان بل في جميع أنحاء العالم العربي ومسلم؟ كلا! إنه سوف يخسر كل شيء'.
'لكن إسرائيل كسبت كل شيء من هذه الجريمة. فقد عمقت الانقسام بين السنة والشيعة في لبنان، وعمقت الانقسام بين السنة والشيعة في جميع أنحاء العالم المسلم. وأغرقت لبنان في حالة من الفوضى الشاملة، وربما تفعل ذلك مرة أخرى في الأيام أو الشهور القليلة المقبلة'.
وأضاف غالوي: 'إذا أصدرت هذه المحكمة لائحة الاتهام هذه، وسعى أي طرف إلى تنفيذها، فستكون هناك حرب في لبنان، وستكون هناك حرب شبه مؤكدة بين إسرائيل ولبنان، وسوف يتم جرنا جميعاً لننخرط فيها بطريقة أو بأخرى.' ('غالوي غير محرر: كان ينبغي أن تسأل المحكمة الخاصة للبنان: من الذي استفاد؟'، rabble.ca)
فهل يكون ذلك هو الهدف: شن حرب أخرى في لبنان من أجل خلق 'الشرق الأوسط الجديد' الذي اعتاد بوش وكوندي رايس التحدث عنه؟ من السابق لأوانه القول بذلك، لكن الوضع الراهن لا يبدو جيداً.
- صحيفة 'يديعوت أحرونوت'
جنبلاط يطبخ في القصر الرئاسي بدمشق!
ايهود لم يهرب وحده. نصعد شمالا، نجتاز الحدود فنجد التوأم السياسي الذي فعل (خمس ساعات قبله) بالضبط ذات المناورة، بذات الحجم من المفاجأة. واحد يترك وراءه حزبا منهارا مع مصابين باكين، والثاني يتركهم مذهولين ولكنهم لا يسقطون تماما عن كراسيهم. واحد عقل تحليلي، والآخر ثعلب سياسي، كلاهما اختارا لعبة البقاء القذرة. اضرب قبل ان تُضرب.
قدم باراك لنتنياهو منتخب أحلام من خمسة ساعين للوظائف من الدرجة ب أو ج، واللبناني يعد بسبعة نواب بدون حياة مهنية، بدون مستقبل آمن. ومثلما لم يحصهم أحد عندنا، لا يحصي عصبة المعوزين للفكر خلف الحدود. هؤلاء هنا واولئك هناك اثبتوا بانهم قادرون على حفظ السر فقط في الطريق الى الفقاعة الكبرى.
يقال عن الزعيم الدرزي في لبنان وليد جنبلاط انه المخادع السياسي الاكثر دهاء، الاكثر تحليلية، الاكثر حسابا. والاساس يقال عنه انه لا رب له، وهو يعرف دوما كيف ينظر الى خطوتين الى الامام وانه اخترع الانتهازية. صحيح، هو لا يعرف كيف يجمع الساعات ولم يضرب جذورا في سييرت متكال ولكن مثل الساكن في إكروف جنبلاط هو الاخر غير مبال، مغترب، يمارس فعله من داخل فيلا تثير الحسد.
كلاهما، كما لا ينبغي أن ننسى، هما زعيما حزبين اشتراكيين، يستخفان بالآخرين. التواضع محفوظ عندهما للآخرين، الذين لا يرياهم حتى من مسافة متر. كما ان سلوكهما الشخصي مشابه ايضا. ايهود ترك نافا في صالح نيلي، جنبلاط القى بـ 'جيجي' في صالح نورا، التي تمكنت من توريطه في استجوابات وتحقيقات عن مصادر تمويل سياسي. يبدو معروفا، أليس كذلك؟
وعلى سبيل النزاهة، ينبغي التشديد على الفارق ايضا: باراك جاء مع منتخب من النواب الى رئيس وزراء قائم، شرعي. اما جنبلاط فاختار السير مع زعيم منظمة الارهاب حزب الله، كي يعرقل ويهدم فرص رئيس وزراء منتخب، شرعي. سطحيا، مناورته، اكثر نتانة واكثر قابلية للانفجار بكثير.
باراك طبخ مع بيبي، جنبلاط أدخل طبخته للتسخين على نار هادئة في القصر الرئاسي في دمشق. فجأة نسي من صفى أباه بدم بارد، كمال جنبلاط، بذات الايدي التي صفت رفيق الحريري، أبا رئيس وزراء لبنان. وفجأة راق له ان يمتشق طبقا من الفضة سياسيا، وان يتحول غدا الى لسان الميزان في اختيار رئيس الوزراء الجديد.
ما الذي يعتقده الزعيم الدرزي عن نصرالله حقا؟ ثقوا به بانه يعرف كل ما ينبغي له ان يعرفه. فما هو المهم هناك؟ ففي البقاء على قيد الحياة على نمط بيروت يمد المرء لسانه ليلحس قبل أن تزرع له عبوة. في البقاء على قيد الحياة بالنسبة لباراك يغادر المرء قبل لحظة من طرده بصخب كبير. من قرأ صحف نهاية الاسبوع في لبنان وجد مستويات من النفور تماما مثلما هي عندنا.
بعد كل شيء فإن الذاكرة الشرق الاوسطية قصيرة وانتقائية. ليس مؤكدا الا تصبح المناورة النتنة في الانتخابات عندنا بعد سنة سنتين مناورة لامعة. ثقوا بمستشاري الصورة لدى باراك، وثقوا بوليد جنبلاط في أنه يعد لنفسه منذ الآن حجة غيبة دراماتيكية. إذن لدينا وزير دفاع يتآمر على رئيس الاركان ويستخف بالحزب ومصالحه الشخصية تسبق كل شيء آخر ولديهم، في بيروت، لسان طويل يلتصق في المكان الاكثر جدوى للنزول عليه في ذات اللحظة.
مسموح التخمين بان باراك وجنبلاط يعرف الواحد الآخر ليس فقط من الاوراق الاستخبارية. في المرة التالية التي سيلتقيان بها، مشوق أن نعرف من سيغمز أولا ومن لن ينسى ان يمنح نفسه وساما على 'كيف دبرناهم'.
- مجلة 'تايم'
الثورة في مصر مقارنة بتونس
كثير من العرب في أنحاء الشرق الأوسط يتطلعون لأحداث تونس من أجل الإلهام لأنها أول دكتاتوريات المنطقة التي تسقط بأيدي شعبها منذ عام 1979، دون الحاجة إلى ثورة إسلامية ولا غزو أميركي ولا قائد ملهم.
كانت فقط ثورة شاملة من سواد الناس المتعلمين والمحررين من الوهم. وعلى حد قول أحد المصريين إن 'الشعب التونسي ابتلي برئيس سيئ فضاقوا به ذرعا ولذلك أطاحوا به. والشعب المصري ضاق ذرعا برئيسه أيضا أكثر مما كانوا في تونس وفي النهاية سيفعلونها هنا أيضا'.
إن ثلة من الناس في مصر، أكبر دول العالم العربي سكانا، تتفق مع هذا الرأي. بل إن البعض يعتقدون أن الوقت قد حان. وقد سجلت وسائل الإعلام المصرية نحو ست من الحالات الناجحة أو محاولة التضحية بالنفس على مدار الأسبوعين الماضيين، كلها جزء من موجة تقليد اجتاحت شوارع شمال أفريقيا الراكدة سياسيا منذ أن أشعل محمد البوعزيزي التونسي النار في نفسه وأصبح رمزا للقضية التونسية.
لكن في مصر الأمر لا يذهب أعمق من ذلك. وكما يقول مواطن مصري آخر إن 'الأسعار في مصر ظلت ترتفع منذ فترة طويلة لدرجة أن جلدنا أصبح سميكا. والناس هنا عاطلون فعلا ولم يحدث شيء. وقد أحرق رجلان نفسيهما لأنهما ظنا أن هذا الأمر سيكون له نفس التأثير هنا كما حدث في تونس. لكن لم يحدث شيء مفاجئ في مصر'.
أن نسبة أكبر من الشعب المصري يعيشون تحت خط الفقر، مقارنة بتونس، وهو ما يجعل المصريين أكثر يأسا. كذلك رزح المصريون تحت حاكم مستبد واحد لنحو ثلاثة عقود، مقارنة بتونس عقدين فقط.
والمواطنون في مصر يشكون بصفة منتظمة من نظام مقصر يعلم عن التعذيب أكثر مما يعلم عن الخدمات العامة، وهم غاضبون من نظام يبدو أنه يبتلع أي مكاسب محلية قبل أن تصل إلى الطبقات الأدني. ومع ذلك لا يتنبا أحد بتغيير ثوري في أي وقت قريب. وكما يشرح معارض من حزب الغد أن الشعب لا يخرج في مظاهرات لأنهم يعتقدون أن النزول إلى الشوارع لن يحدث شيئا ولن يتغير شيء.
إن هناك عاملين يجعلان مصر مختلفة عن تونس. الأول أن الحكومة التونسية أنفقت ببذخ على التعليم وهو ما ساعد في إنشاء طبقة متوسطة تفوق كثيرا من مثيلاتها في المنطقة. وكان إحباط المتعلمين والعاطلين مفتاح ثورة تونس، بخلاف مصر التي جعلت الإنفاق على التعليم يضمحل على مدار عقود. وبعض المحللين يعزون ذلك إلى حسابات مدروسة من جانب الرئيس مبارك.
وأجور المدرسين في مصر متدنية لدرجة أن الشائع بين الطلبة هو الدروس الخصوصية (من نفس المدرسين غالبا) وهذا التعليم المتدني حرم أجيالا من المهارات المطلوبة للتفكير بطريقة نقدية.
أما العامل الثاني فهو الجيش. إذ في تونس كانت نقطة التحول الحرجة هي أن الجيش وقف إلى جانب المحتجين في الشوارع برفضه إطلاق النار على المتظاهرين. لكن في مصر يقف الجيش والشرطة المتمثلة في وزارة الداخلية، مع مبارك. وهذا ما يجعل بعض المصريين يقولون إن الحكومة هنا أقوى منها في تونس، ولهذا فإن الشعب خائف لأن السجون مآل الذين يحتجون اليوم، ولم يعد أحد يطالب بحقوقه.
ومع ذلك يجادل البعض بأن المصريين لديهم سبب للشعور بالجرأة. فمصر، بخلاف تونس، لديها تجمع معارضة شعبية أكبر يتمثل في الإخوان المسلمين، لكنهم لم يدفعوا أتباعهم للخروج إلى الشوارع فورا عقب الثورة التونسية، وبدلا من ذلك دعوا إلى يوم احتجاجات وطنية في 25 يناير/ كانون الثاني، بعد أسبوعين تقريبا من سقوط الرئيس التونسي المخلوع. وهذا ما جعل بعض المراقبين يقولون إنه رد باهت لما بدا فرصة ذهبية.
وتعليقا على ذلك قال معارض من حزب الغد إن موعد وقفة الاحتجاج كان محددا قبل ثورة تونس، وبغض النظر عن قوة المعارضة، فإذا لم يكن الشعب مستعدا للخروج والاحتجاج ولم يكن مستعدا للخروج والإطاحة بالحكومة، فلن تكون هناك ثورة. وإذا كان هناك ثورة فإنها لن تقاد من قبل المعارضة لكن الشعب هو الذي سيقودها.
وختمت المجلة بأنه إذا كان الأمر كذلك فإن الثورة في مصر ستستغرق بعض الوقت. وما زالت الاحتجاجات التي أوحت بها تونس ضئيلة وما زال الشك يخيم.