هل يتحدث حزب الله بصدق عندما يقول انه لا يرغب لا بالسلطة ولا بالحكومة؟ ان الاحداث الجارية الاخيرة تؤكد العكس، لدرجة ان الكثير من السنة ومن المسيحيين باتوا يعتقدون ان حزب الله في طريقه نحو السيطرة على كل البلد.
على كل حال فان الشيء المؤكد حتى الان ان التوازن الهش بين الطوائف الثلاث اصبح في خطر...

 
- موقع 'فرانس 24'
حزب الله يطلب راس ثلاثة من كبار المسؤولين السنة

مما لا شك فيه فان تسمية نجيب ميقاتي يعد انتصارا لحزب الله، ولسوريا ايضا، وان مسيرة حزب الله الطويلة باتجاه السيطرة على لبنان لن تقف عند هذا الحد بل سيحل قريبا وقت اجراء ' عمليات تطهير' بعد سنوات الحكم 'الحريرية' ومن المتوقع ان يطلب الحزب راس ثلاثة من كبار المسؤولين السنة وهم: اشرف ريفي قائد قوى الامن الداخلي، ووسام الحسن، على راس فرع المعلومات المخلص للحريري، والقاضي سعيد ميرزا المعي العام ...


- وكالة 'نوفوستي'  
حزب الله يفرض السيطرة سلمياً

كلف الرئيس اللبناني ميشال سليمان رجل الأعمال والسياسة نجيب ميقاتي بتشكيل حكومة لبنان القادمة.
وفي الوقت الذي اعتبر فيه مؤيدو ميقاتي تكليفه بتشكيل الحكومة الجديدة انتصارا للحركة الديمقراطية، انتشرت احتجاجات لأنصار رئيس الحكومة اللبنانية السابق سعد الحريري في مناطق عديدة من البلاد تطورت إلى أعمال عنف وشغب، وذلك في 'يوم غضب' ردا على ما اعتبروه 'فرضا' من جانب حزب الله لميقاتي.
وقال ميقاتي للصحفيين عقب اجتماعه مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان يوم الثلاثاء: 'أطلعني الرئيس على نتيجة الاستشارات النيابية التي انتهت بتسميتي رئيسا مكلفا بتشكيل الحكومة الجديدة'.
وجدد ميقاتي في حديث لوكالة الصحافة الفرنسية 'فرانس برس'، توجيه الدعوة إلى الرئيس الحريري لإعادة النظر في موقفه بالنسبة إلى المشاركة في الحكومة المقبلة، قائلا 'لنضع أنفسنا في المركب نفسه من أجل مصلحة الجميع'.
وبالنسبة لتسمية حزب الله له قال ميقاتي 'إن التسمية (من جانب حزب الله) طبيعية لا تلزمني في الوقت الحاضر بأي موقف سياسي يلتزمه الحزب سوى التمسك بحماية المقاومة الوطنية'.
وذكرت صحيفة 'كوميرسانت' الروسية الصادرة في موسكو أن الضرورة اقتضت تشكيل حكومة لبنانية جديدة بعدما انسحب 11 وزيرا يمثلون المعارضة (حزب الله في الغالب) من حكومة رئيس الوزراء سعد الحريري قبل أسبوعين. وكان القرار المرتقب للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان بشأن تحميل الزعيم الديني الإيراني علي خامنئي وحزب الله اللبناني المسؤولية عن جريمة قتل رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري في عام 2005، سبباً رئيسياً وراء خطوة وزراء المعارضة تلك.
ويرى حزب الله أن نجيب ميقاتي سيدافع بالمزيد من الفعالية عن موقف أغلبية المواطنين اللبنانيين .
وتابعت الصحيفة قائلة إن واشنطن تلقت نبأ تكليف ميقاتي بتشكيل حكومة لبنانية جديدة بالمزيد من الحذر والقلق. فقد قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيليب كرولي إن واشنطن قد تتوقف عن تقديم المساعدة المالية إلى بيروت إذا أضحت الحكومة اللبنانية تحت سيطرة حزب الله.
وتجدر الإشارة إلى أن إجمالي المساعدة الاقتصادية والعسكرية الأمريكية للبنان خلال الأعوام الخمسة الماضية بلغ 1.2 مليار دولار.
ومن جانبه قال نائب رئيس وزراء إسرائيل سيلفان شالوم إن تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة من قبل نجيب ميقاتي سيؤدي إلى ظهور 'فرع للدولة الإيرانية' في بلد يجاور إسرائيل من الشمال. ذلك لأن 'حزب الله لم يعد مجموعة إرهابية تدعمها إيران، بل إنه غدا حكومة سيدة قائمة على أرض الواقع'.

 
- صيفة 'يديعوت أحرونوت'
السوريون باعوا الايرانيين

في الشرق الاوسط يسود الفهم بانه في حالة حرب بين اسرائيل وايران ستنضم سورية، حزب الله وحماس بهذا الشكل او ذاك، الى المعركة ضد اسرائيل، ويشهد على ذلك التكافل والعلاقة الحميمة بين هذه الجهات الاربع. غير أن وثائق ويكيليكس تأتي لتكشف حقيقة محرجة اخرى.
مثل هذه الوثيقة، بعنوان 'سري'، ما كان يفترض أن ترى النور ابدا ومع ذلك فانها توجد على الانترنت بشكل حر. هذه برقية طويلة من السفارة الامريكية من دمشق، بتاريخ 22 كانون الاول (ديسمبر) 2009 أي قبل نحو سنة. في ذات الفترة زار العاصمة السورية سلسلة من كبار المسؤولين العسكريين الايرانيين، بينهم وزير الدفاع علي وحيدي، المتفاوض في الشؤون النووية سعيد جليلي وقائد 'قوة القدس' الوحدة المختارة من الحرس الثوري، راسم سليماني.
في البرقية يقال انهم يناشدون سورية الانضمام اليهم عسكريا، اذا ما نشبت حرب بين اسرائيل وايران، او بين حزب الله واسرائيل. الرد السوري على كبار المسؤولين الايرانيين، على ما يبدو على لسان الاسد نفسه، مفاجىء بفظاظته: 'لا تتوقعوا منا أن ندخل هذه الحرب لا نحن، لا حزب الله ولا حماس'. واضاف السوريون، على حد قول الوثيقة: 'قلنا لهم ان ايران قوية ويمكنها أن تطور بقواها الذاتية برنامجا نوويا وان تقاتل اسرائيل (بينما) نحن ضعفاء جدا'.
بتعبير آخر التقدير السوري هو ان حزب الله غير معني بالانضمام الى ايران في حربها ضد اسرائيل، اذا ما نشبت هذه. ومع ذلك فقد اضافوا بانهم بالتأكيد وبطيب قلب، سيؤيدون ايران لفظيا في حالة الحرب. وعلى حد قولهم: 'الايرانيون لم يكونوا راضين عن أقوال الاسد'.
كون الحديث يدور عن حفلة تنكرية يتظاهر فيها الجميع، فقد خرج الطرفان الى الصحافيين، ولإخفاء الخلاف الشديد وقعا على مذكرة تفاهم عسكري، نفهمها نحن اليوم بانها فارغة من المضمون الحقيقي.
بشكل عام، انطباع السوريين في تلك الوثيقة كان ان ايران تبدي 'مؤشرات فزع'، وان الايرانيين هم الذين طلبوا عقد اللقاءات في دمشق، وليس السوريين. وقد ذهلوا، على حد السوريين، من التقرب بين سورية والسعودية، بين سورية وفرنسا وبين سورية ونظام اوباما. وقال كبار المسؤولين السوريين للدبلوماسيين الامريكيين 'انهم يحسدوننا'.
أمامنا نوع من البرهان بان نظام الاقلية العلوية في سورية لن يوافق على المخاطرة بإبادته اذا ما ارتبط بايران، وهكذا ايضا حزب الله وحماس. لكل هؤلاء توجد مصالح وجودية واضح لهم ان اسرائيل ستبيدهم اذا ما انضموا الى ايران في حرب كبرى. هم بالتأكيد يؤيدون ايران، ولكن يوجد لهم ايضا حق وجود خاص بهم.
ومن ناحيتنا، الجيش الاسرائيلي ملزم بان يستعد لهذه التهديدات المشتركة، وهو يستعد بناء على ذلك ايضا ولكن لا احد في الشرق الاوسط سيتطوع لان يباد.
يطرح السؤال: فهل ربما كذب السوريون على الدبلوماسيين الامريكيين الذين سربوا لهم اتصالاتهم مع الايرانيين؟ معقول الافتراض أن لا وذلك لان المسافة الواسعة بين الواقع في الغرف المغلقة والتظاهر السوري واسعة ومحرجة جدا من ناحيتهم.
في كل الاحوال، هذه الوثيقة تلقي بضوء آخر على ما يسمى 'محور الشر' وعلى سبل سيره.
اذا فكرنا في ذلك، فانه في الحفلة التنكرية وفي هذا التظاهر، كل واحد يخاف من ان يبيعه الاخر من خلف ظهره. خلافا للتصريحات المتبجحة العلنية فاننا لن نجد هناك الكثير من الثقة المتبادلة او التكافل بالذات.