صحافة دولية » - مقالات مختارة من صحف ومواقع أجنبية

- موقع 'بالستاين كرونيكل'
لبنان.. إلى أين؟ / كتب فرانك لامب

في حالة لم يلحظها أحد، قامت الولايات المتحدة لتوها بإهداء لبنان إلى إيران. وكانت واشنطن قد أهدت إليها من قبل كلاً من العراق وأفغانستان والخليج والباكستان. فهل من الممكن أن يكون أوضح مما هو كائن أن البطاقة الرابحة لدى إيران تكمن في خنوع أميركا لإسرائيل؟ بالنسبة لإيران، تعتبر قبضة إسرائيل الضاغطة على الحكومة الأميركية بمثابة الهدية المستمرة في العطاء.'
بهذا التعليق، أعلن جاري في السكن، سفير حقوق الإنسان اللبناني، علي خليل، أن الهيمنة الأميركية في المنطقة تقف على منحدر منزلق وهابط، وأن المناورة السياسية التي جرت في لبنان مؤخراً من المرجح أن تكون قد سرعت من وتيرة الانسحاب الأميركي.
بدا جيراني الآخرون في جنوب بيروت وأنهم قد خلدوا إلى النوم مبكرا ليلة الخامس عشر من الشهر الحالي، بعد التطورات التي شهدت انهيار حكومة لبنان المدعومة من الولايات المتحدة والسعودية وإسرائيل أيضاً. وكان البعض، مثل شريكَّي الأميركي واللبناني في الغرفةً، يخططان لإخلاء سريع إذا أعطانا أبناء ضاحيتنا الذين يراقبون حزب الله الإشارة بتلك الطريقة المخصوصة للطرق على الباب. دقتان (على الباب) وصرخة 'يا الله' فيكون الوقت قد حان للتوجه شمالاً بسرعة من دون الالتفات إلى الوراء. والسبب هو، مثلما يخشى العديد هنا، أن تستغل إسرائيل هذه الأزمة الأحدث في الحكومة وتعمد إلى غزو البلد مرة أخرى.
بالأمس، انقطع التيار الكهربائي 'الحكومي' (ومعه الإنترنت) من الساعة العاشرة صباحاً وحتى الثانية بعد الظهر، ومرة أخرى من الساعة السادسة مساء وحتى منتصف الليل. وهناك على الأقل قطع للتيار الكهربائي يستمر لعشر ساعات في اليوم في شمال وجنوب منطقة الحمراء 'الفخمة' المؤيدة للأميركيين والسعوديين، وحيث يسجل انقطاع للتيار الكهربائي لثلاث ساعات أو أقل يومياً. ولعل تمضية الكثير من الساعات على ضوء الشموع قد جعل من الشائعات غير الموثقة عامل زعزعة للاستقرار. وقد همس في أذني الشاب الذي يعمل في دكان الهواتف بالقرب من شقتي قائلاً: 'القوات المسلحة اللبنانية وحزب الله وحلفاؤه وتركيا وسورية والأردن وإسرائيل وإيران، كلهم في وضع التأهب العسكري. وقد يدفع الأميركيون ببعض الكتائب من العراق.' ولم أستطع سوى ملاحظة أن بعض الشباب الذين يتسكعون في العادة في ضاحيتنا قد تواروا عن الأنظار كما يبدو. وحتى الشاب الذي أشحن عنده بطاقة هاتفي كان نافد الصبر معي، ويريد مني الاستعجال في إعادة شحن هاتفي قائلاً: 'أرجوك أسرع، فلدي موعد وأحتاج لأن أقفل حانوتي.'
اغتيال رفيق الحريري
تعود أصول الأزمة الحالية للحكومة اللبنانية إلى يوم 14 شباط (فبراير) من العام 2005 (عيد الحب)، حيث قتل رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري وعشرون آخرون. وأعلنت إدارة بوش أن سورية مسؤولة، ورأت في ذلك فرصة لإجبار نظام الأسد على التخلي عن صداقته مع عدوة واشنطن اللدودة الإقليمية، إيران، ووضع حد لدعمه للمقاومة الوطنية اللبنانية بقيادة حزب الله.
وكان أن خرج أحد المحامين العاملين في وزارة الخارجية الأميركية بإشراف الوزيرة كوندوليزا رايس بفكرة استخدام مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة لتشكيل محكمة خاصة بلبنان، لمحاكمة قتلة الحريري وللطرق على رأس سورية من أجل حملها على قبول مشاريع إسرائيل والولايات المتحدة في المنطقة.
وما لم يؤخذ بعين الاعتبار في حينه، لكنه أصبح لاحقاً هبة من الله من وجهة نظر إسرائيل وإدارة بوش، كان تسريب معلومات من المحكمة تدعي بأن أعضاء من حزب الله قد يكونون منخرطين في الاغتيال. وبصعوبة، يستطيع المرء تخيل حظهما الجيد، فقد غيرت الولايات المتحدة وإسرائيل فجأة وجهاتهما وقررتا استخدام المحكمة الخاصة بلبنان، والتي كانت قد تشكلت حديثاً، لتخليص نفسيهما من حزب الله مرة وللأبد، بالإضافة إلى تقويم سلوك سورية، معتقدتين بأن سورية قد تواجه اتهاما أيضاً.
ودفع الضغط الذي مورس على حزب الله الحزب لإدانة ما يدعي بأنهم شهداء زور، وحث بالتالي الحكومة اللبنانية على تسجيل دعوى ضدهم وعدم السماح للمحكمة الخاصة بلبنان، والتي يعتقد هو وآخرون بأنها أصبحت مسيسة على نحو مميت، من خلال الهرولة باتجاه إصدار الحكم بأن تتلقى التعاون من الحكومة اللبنانية. ومن جهتهم، أشاد خصوم حزب الله بالمحكمة على الرغم من أن استقرار لبنان كان مهدداً بالمخاطر. وبعد حوالي اربعة عشر شهراً من محاولة حمل حكومة سعد الحريري على إعادة النظر جدياً في موقفها من المحكمة الخاصة بلبنان، قدمت المعارضة بقيادة حزب الله إنذاراً إلى الأغلبية: فإما الدعوة إلى عقد اجتماع للحكومة مع حلول 12 كانون الثاني (يناير) لبحث موضوع المحكمة، وإما سيقدم أعضاء المعارضة في الحومة استقالاتهم. وما أراده حزب الله وحلفاؤه من رئيس الحكومة سعد الحريري كان عقد اجتماع للحكومة لبحث موضوع وقف دفع حصة لبنان البالغة 49% من تمويل المحكمة، بالإضافة إلى بحث سحب القضاة اللبنانيين من المحكمة ودراسة وضع حد لكل التعاون مع المحكمة، ومتابعة 'شهود الزور' التي ادعى الحزب بأنهم مرتبطون بالتحقيقات التي تجريها الأمم المتحدة حول مقتل الحريري.
وتحت ضغط ضخم من جانب واشنطن وباريس والرياض، تراجع سعد الحريري، فقدمت المعارضة استقالتها. وبموجب المادة 69 من الدستور اللبناني، فإن استقالة ثلث أعضاء المجلس الوزاري زائد واحد تعتبر تلقائياً انهياراً للحكومة التي يبلغ عدد أعضائها 30 عضواً. وكانت تلك هي المرة الأولى في تاريخ لبنان السياسي العاصف التي تنهار فيها الحكومة تحت ضغط استقالة ثلث أعضاء المجلس الوزاري زائد واحد.
ومن أجل ضمان استقالة الحكومة اللبنانية الحادية عشرة، زار المساعد الرئيسي للأمين العام لحزب الله حسن نصرالله وهو السيد حسين خليل الوزير الذي عينه الرئيس اللبناني ميشال سليمان، زار سيد حسين. وتردد أن خليل نقل تحيات نصر الله وأمله بأن يقرر حسين ما يجب عليه فعله وفقاً لما يمليه عليه ضميره. وسرعان ما قدم حسين استقالته لتنتهي رئاسة الحريري للحكومة اللبنانية في الوقت الذي كان جالساً فيه في البيت الأبيض مع الرئيس الأميركي باراك أوباما.
ماذا يعني سقوط الحكومة؟
عقب الحدث، أصدر اللاعبون الإقليميون ردود أفعال متنبأ بها، لا أكثر ولا أقل، متهمين إيران وسورية وحزب الله بممارسة الابتزاز، فيما حذرت فرنسا سورية من أنها ستكون مسؤولة في حال اندلاع العنف في لبنان، بينما حذرت بريطانيا من مخاطر طويلة الأمد. وقال وزير الخارجية البريطانية وليام هيغ في تصريح له، 'إن هذا يعتبر تطوراً خطيراً يمكن أن تكون له تبعات وخيمة على لبنان والاستقرار الإقليمي.' وأضاف أحد الدبلوماسيين البريطانيين أخيراً: 'حسناً، كيف لنا حل هذه المشكلة في وقت قصير؟'
وقال مسؤولو وزارة الخارجية الإسرائيلية إنهم 'يتابعون التطورات بحذر' في لبنان في أعقاب الاستقالات، وإن 'اللبنانيين يدركون أن المحاولات التي تجري من جانب المتطرفين لزعزعة السلام قد تتحول إلى مقامرة تجلب الويلات.' وفق القناة العاشرة في التلفاز الإسرائيلي. واتُهمت إسرائيل في لبنان اليوم بمحاولة التسبب في نزاع والاستفادة من أزمة الحكومة. وأمس بعد اختطاف شربل خوري، وهو راعٍ من بلدة جنوبية بالقرب من رميش (أطلق سراحه بعد 24 ساعة) دخلت البحرية الإسرائيلية أيضاً في المياه اللبنانية على طول الساحل. وفي فترة بعد الظهر اليوم (13/1) حلقت طائرات حربية إسرائيلية فوق بعلبك والنبطية ومرجعيون. وشكلت هذه التوغلات اختراقاً، احتل الرقمين 7269 و 7270 للسيادة اللبنانية منذ آب (أغسطس) من العام 2006، لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 الذي يطالب إسرائيل بالابتعاد عن المس بالسيادة اللبنانية. ولم تجد عدة احتجاجات من قوات (يونيفيل) والأمم المتحدة نفعاً مع إسرائيل، بينما تظل واشنطن ملتزمة بالصمت حيال موضوع الانتهاكات الإسرائيلية للسيادة اللبنانية.
من جهته، وجه عضو التيار الوطني الحر ومؤيد حزب الله جبران باسيل الذي كان وزيراً للطاقة حتى انهيار الحكومة، وجه اللوم إلى واشنطن التي حملها مسؤولية فشل الجهود السعودية- السورية لمنع الاستقالات، ما أفضى إلى الجمود. وقال باسيل: 'لقد رضخ الجانب الآخر إلى الضغوط الخارجية، وخاصة الضغوط الأميركية، متجاهلاً النصيحة ورغبات الجانبين السعودي والسوري.'
وبدا زعيم الحزب الاشتراكي التقدمي اللبناني وليد جنبلاط متفقاً مع طرح عضو التيار الوطني الحر، عازياً السبب في إخفاق جهود الوساطة السعودية السورية إلى 'قوى الظلام،' غامزاً من قناة القوى الغربية الرئيسية. وقال 'يبدو أن القوى الظلامية انخرطت وأعاقت المبادرة السعودية السورية التي كان من الممكن لنا من خلالها أن نصد أي انعكاسات سلبية لاتهام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان.'
أما قائد القوات اللبنانية سمير جعجع، فقد لام معسكر الثامن من آذار المنافس لسعيه لخطب ود ما وصفها بقوى 'على غرار ستالين' متهماً المعسكر 'بالسعي إلى سرقة صلاحيات رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء.'
ماذا سيحدث تالياً بالنسبة لحزب الله؟
قاد حزب الله المعارضة كنتيجة للانتخابات الأخيرة التي مكنته من تأمين أغلبية في مجلس النواب المكون من 128 عضواً، وهو ما يمكنه من تسمية مرشح من بين صفوفه لمنصب رئيس الوزراء خلال المشاورات البرلمانية الملزمة التي سيجريها الرئيس قريباً. وعند ظهر يوم 13/1/ 2011، أعلن النائب محمد رعد رئيس كتلة التصويت بأن المعارضة ستسمي 'شخصية تتمتع بتاريخ في المقاومة الوطنية، لرئاسة الحكومة الجديدة.' ويتوقع البعض أن يقترح حزب الله الزعيم السني منذ وقت طويل عمر كرامي لرئاسة الحكومة الجديدة، لا سيما وأنه يتمتع بالاعتدال وعدم حبه للظهور، ويحظى بدعم من سورية والتقدميين والأوساط الشعبية اللبنانية. (اقترح حزب الله اسم نجيب ميقاتي بعد اعتذار كرامي عن الترشح).
وكائناً ما كان القرار الذي سيتخذه حزب الله، فإنه قد يأخذ وقته فيما هو يتدارس المسؤوليات الرئيسية التي ستغلف حركة المقاومة في حال اتخاذه قراراً بحكم لبنان. إلى ذلك، يحث مؤيدوه الحزب على القبول بالتحدي الرهيب وتنفيذ بيانه للعام 2009 وبطاقته الانتخابية الأخيرة، ووضع حد للفساد المستشري في أوساط بعض القادة السياسيين اللبنانيين على غرار فساد المافيا. ومن جهتها، تحث عدة منظمات غير حكومية مجتمعية مدنية حزب الله، على العمل أكثر من أجل تقويم بيئة لبنان الهشة باطراد، والعمل على تصحيح مشاكل لبنان الجدية في المياه والكهرباء كما ومشاكل البنية التحتية مرة وللأبد، وبذلك يترك الشعب اللبناني ليقرر ما إذا كان حزب الله سيكون مخلصاً حيال هذا الشعب، وبحيث يضمن دعمه الانتخابي مستقبلاً.
ويستمر آخرون في الضغط على الحزب من أجل حمله على وضع حد للوضع اللبناني المخجل، عبر منح اللاجئين الفلسطينيين الحقوق المدنية الرئيسية الممنوحة لهم دولياً، والمتمثلة في حق العمل والحصول على منزل. وإذا قيض لحزب الله أن يرأس الحكومة، فستكون فرص حصول الفلسطينيين على هذه الحقوق أكثر إشراقاً.  

 
- صحيفة 'يديعوت أحرونوت'

انقلاب في لبنان ..

كما جرت العادة في اسرائيل، تسود عندنا أجواء عجز في كل ما يتعلق بلبنان، وكأن تحول هذه الدولة الى خمينية هو أمر يستوجبه الواقع.
ليس هكذا هو الحال. رئيس الوزراء المرشح للبنان، نجيب ميقاتي، هو رجل سورية، وليس ايران. هو ايضا غير معني بتحويل لبنان الى طهران، من هنا فانه ليس رجل حزب الله، مثلما هو ليس رجل الحريري. ليس بشكل تلقائي سيقف الى جانب حزب الله في قضية اغتيال رفيق الحريري مثلما لن يقف بشكل تلقائي الى جانب ابن المغدور.
اذا ما نجح على الاطلاق في تشكيل الحكومة، فان في ذلك اعراب لبناني علني عن الندم على الخطيئة وعلى الخطأ.
اللبنانيون يأسفون اليوم لطردهم السوريين من بلادهم في 2005، وذلك لان سورية هي الدولة الوحيدة القادرة على أن توازن بين كل العناصر اللبنانية، وبدونها من شأن الدولة أن تنزلق الى العنف، ضحية النوازع الطائفية التي تعتمل فيها دوما تحت سطح الارض. القرار بالتخلص من السوريين كان وليد حرب الخليج الثانية وتصفية نظام صدام حسين. زعماء لبنانيون كبار مثل وليد جنبلاط اعتقدوا بانه سيكون بوسعهم ان يعلقوا آمالهم من الآن فصاعدا بالامريكيين. غير ان الرئيس اوباما هجر الشرق الاوسط فمن سيحمي الدروز الآن؟ والمسيحيين؟ والضعفاء في لبنان؟ بالنسبة للبنانيين مثل جنبلاط من الافضل العودة الى سورية من التدهور الى يد ايران. البقاء وحيدا يفسر لدى زعماء لبنانيين غير قليلين كسقوط في يد ايران. وقد رأوا احمدي نجاد يصل الى لبنان كمنتصر فخافوا.
حرب لبنان، كما يجدر بالذكر، اندلعت بعد نحو سنة من طرد السوريين من لبنان، والخسائر والاضرار اللبنانية كانت هائلة. بتقديري لو كان السوريون بقوا في الدولة، لما اندلعت الحرب مع اسرائيل على الاطلاق، وذلك لان السوريين ما كانوا ليسمحوا بذلك؛ وحتى لو اندلعت، لكانت انتهت بسرعة، فليس لسورية مصلحة في حرب اقليمية مع اسرائيل. ولكن سورية طردت في حينه من لبنان، بل ومكللة بالعار.
اليوم السوريون عادوا، الامر الذي يجعل الوضع الطائفي في لبنان يستقر بالذات، خلافا للتقديرات السائدة في اسرائيل. يتبين ان سورية أكثر مما تريد لبنان، اللبنانيون يريدون سورية. السوريون، على فرض الا تدينهم المحكمة الدولية، يخرجون منتصرين من هذه القصة في لبنان، والتي خسر فيها كل الاخرين. الحريري الابن خسر الحكم، ومثلما يبدو الوضع في هذه اللحظة، لن يدعوه يعود اليه قريبا. وحزب الله خسر كونه لم ينجح في منع المحكمة الدولية التي من المتوقع ان تدينه بقتل رفيق الحريري. لماذا يعد هذا هاما لحزب الله؟ لان صورته ستكون من الآن فصاعدا صورة منظمة ارهابية اجرامية، تقتل ابناء شعبها، ونصرالله غير معني بمثل هذه الصورة. كما ان هذا السبب الذي يجعل حزب الله لا ينزل رجاله الى الشارع، كونه في مثل هذه الحالة سيؤكد صورته السلبية. وبشكل عام، يأسف اللبنانيون على توجههم الى المحكمة الدولية، وكلهم كانوا يفضلون ان يبتلعوا التقرير في قضية الحريري.
في اسرائيل علينا أن نتذكر بان الاحداث الاخيرة في لبنان خطيرة، ولكنها لا يفترض بها أن تدهور الدولة الى حرب أهلية، وذلك لان احدا في لبنان غير معني بذلك، لا سورية ولا ايران ايضا. هذه الاحداث لا يفترض بها ايضا أن تتدحرج على حسابنا، وذلك لان لكل الاطراف مصلحة، حاليا، في الحفاظ على حدودنا الشمالية هادئة. الجيش الاسرائيلي ملزم بان يكون مستعدا دوما لكل سيناريو، ولكن الازمة في لبنان محدودة في حجمها، ولا مصلحة لأحد بتضخيمها اكثر من حجمها. وبالتأكيد لا مكان للاجواء التي تصور وكأنها نهاية العالم السائدة في هذا الشأن عندنا.


- صحيفة 'نيزافيسيمايا غازيتا' الروسية
مصر اليوم تواجه وفرة من المشكلات

نظمت المعارضة اليمنية أمس (27/1/2011) مظاهرة مناهضة للحكومة، مقتدية بما فعلته حركات معارضة في تونس ومصر، وذلك بعدما أشعل شاب النار في نفسه في الميدان الرئيسي في بلدة الشيخ عثمان جنوب اليمن. وذكرت وكالة أنباء رويترز نقلا عن مسؤول ومقيمين أن الشاب فؤاد سلطان (25 عاما) أقدم على هذا التصرف بعدما عجز عن إعالة أسرته من عائد السيارة الأجرة التي يملكها.
وقالت صحيفة 'وول ستريت جورنل' الأمريكية في إشارة إلى أحداث تونس ومصر واليمن إن مظاهرات الاحتجاج الجماهيرية قد تؤدي إلى سقوط حلفاء الولايات المتحدة القدماء في المنطقة.
وكشفت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون عن قلق الإدارة الأمريكية قائلة إن القلاقل المصرية تهدد عملية السلام في الشرق الأوسط. وناشدت كلينتون القيادة المصرية إجراء 'إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية تستجيب لمصالح المصريين'.
وحيال مظاهرة الاحتجاج السلمية في صنعاء قال مسؤولون أمريكيون إنهم يخشون أن يريد تنظيم القاعدة الإرهابي تحويل اليمن إلى قاعدة جديدة له ويحاول استغلال المظاهرات المناهضة للحكومة للاستيلاء على السلطة.
ومن جهة أخرى هناك خبراء لا يتوقعون سقوط نظام الحكم الذي يديره الرئيس المصري حسني مبارك.
ويقول الكسندر تكاتشينكو، رئيس مركز دراسة بلدان إفريقيا الشمالية والقرن الإفريقي بمعهد إفريقيا الأكاديمي الروسي، إن مبارك قادر على تسوية الأزمة.
ومن جانبه يؤكد الباحث أناتولي يغورين من معهد الاستشراق الروسي أن مصر اليوم تواجه وفرة من المشكلات الاجتماعية والاقتصادية التي تتفاقم جراء النمو السكاني السريع. وقد بلغ مجموع السكان في مصر أكثر من 80 مليون شخص. ويحتاج هؤلاء إلى عمل يرتزقون منه. ولا يجد كثير من الشباب العمل.
ومع ذلك يرى الباحث أن تزامن المظاهرات في تونس ومصر وتشابه مطالب المتظاهرين رغم تباين ظروف الحياة في هذين البلدين، 'يوحي بتدخل قوى خارجية في شؤون تخص بلدان إفريقيا الشمالية'.
ويضيف الباحث أنه لا يرى في مصر اليوم شخصية قيادية تقدر على الاضطلاع بدور مبارك.
ويختم الباحث حديثه معبرا عن أمله في أن 'لا تستمع القوى السياسية المصرية إلى نصائح آتية مما وراء المحيط' لكيلا يتفاقم الوضع منذرا بإراقة الدماء.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد