- صحيفة 'الإندبندنت'
مصر: أمريكا ضيعت الفرص / روبرت فيسك
تطرق الكاتب روبرت فيسك إلى المظاهرات التى جمعت العلمانيين والمتدينين الفقراء والأغنياء على هدف واحد، ووصف هذه التجمعات بأنها كانت أشبه بعرض النصر، دون تحقيق نصر، فقد تجمع مئات الآلاف فى فرحة وهم يغنون ويصلون،
وأشار الكاتب البريطانى إلى أن المسيرة المليونية كان من المقرر أن تتجه إلى قصر القبة، حيث يقيم الرئيس، لكن مع اتساع الحشود، خشى المنظمون من تعرض المحتجين لهجوم من الشرطة.
إن العديد من العناصر أحاطت بهذا الحدث السياسى غير المتوقع الذى شهدته مصر، أولها هو علمانية الأمر برمته، فقد سارت السيدات المحجبات والمنتقبات بجوار الفتيات غير المحجبات، وسار الطلاب بجوار الأئمة والرجال الملتحين، كما وقف الفقراء بجوار الأغنياء، وهو ما يمثل مزيجاً من مصر الحقيقية التى قسمتها الطبقات والحسد الذى شجع عليه النظام.
إن المرء يشعر بحالة من الأسف على الرئيس الأمريكى بارك أوباما، وأوضح أنه لو كان أوباما قد التزم بما قاله بعد ستة أشهر من تنصيبه فى الخطاب الذى ألقاه بجامعة القاهرة، ودعا إلى رحيل مبارك قبل عدة أيام، لكان المتظاهرون يحملون الأعلام الأمريكية إلى جانب المصرية، ولكانت واشنطن قد فعلت المستحيل بتحويل القضايا التى تثير كراهية أمريكا كالعراق وأفغانستان والحرب على الإرهاب وغيرها إلى علاقة أكثر ودية مع العالم العربى مثلما كان الأمر فى العشرينيات والثلاثينيات من القرن العشرين.
أن أمريكا ضيعت الفرص بسبب ما وصفه بضعف وجبن الإدارة الأمريكية، فى الوقت الذى نجح فيه المصريون فيما فشل فيه الغرب طوال عقود، وهو تحويل الأنظمة الديكتاتورية المستبدة إلى ديمقراطية، فالفشل الأخلاقى للغرب، ، بحجة المخاوف من صعود الإسلام السياسى والحفاظ على الاعتدال، ربما يكون واحدة من أكبر المآسى فى الشرق الأوسط.
- صحيفة 'هآرتس'
لنستعد لمجابهة الجيش المصري
في الصيف الماضي، قُبيل تعيين تال روسو قائدا لمنطقة الجنوب، سُئل مقرب من رئيس الاركان غابي اشكنازي عمن سيتولى قيادة الجبهة الجنوبية اذا تضعضع السلام مع مصر مع ذهاب عهد حسني مبارك.
إن روسو، وهو من افضل الخبراء في جيله بالعمليات الخاصة وكان رئيس شعبة العمليات اربع سنين، لم يرَ قيادة الجنوب تحديا كبيرا جدا. فمسؤولية قائد المنطقة اليومية أكبر بقليل فقط من مسؤولية قائد فرقة غزة. ولا تقترب عملية مثل 'الرصاص المصبوب' ايضا من صدام مع جيش نظامي.
برغم ان روسو تولى ايضا قيادة فرقة المدرعات النظامية 162 وهي من المتقدمات في الجيش الاسرائيلي في الحرب، فاننا نشك في ان يكون له أو لكل قائد آخر اليوم خلفية ملائمة لقائد معركة فوق الفرق، جوية أو مدرعة، في جبهة سيناء اذا اشتعلت. 'في هذه الحال'، قال مقرب اشكنازي، 'سيتولى رئيس الاركان نفسه قيادة الجبهة'.
منذ سنين يتحدث الجيش الاسرائيلي بغير اكتراث عن سيناريوهات تغيير نظام الحكم في القاهرة، لكن قدرة اسرائيل على التكيف السريع مع وضع انقلاب الحكم في مصر ومجابهة عسكرية مع نظام عدو قد فسدت في واقع الامر. تُبين وثائق 'ويكيليكس' ان الامر ليس كذلك في الطرف الثاني: فما تزال مجابهة مع اسرائيل هي السيناريو المرجعي لخطط الجيش المصري وتدريباته. إن اسرائيل، تحت عنوان 'ادارة الأخطار' و'زيادة الجدوى' قد ترجمت الاحتمال الضئيل لانفراط السلام مع مصر الى توفير من القوة النظامية وزهد في النشاطات الاستخبارية الحساسة. في حلبات جديدة مثل الحدود بين مصر والسودان قد تطرأ خروق مهدِّدة. وكل هذا قبل اغلاق قناة السويس بالقوة في وجه سلاح البحر الاسرائيلي المسؤول تحت قيادة اللواء ايلي مروم عن قطاع كبير من النشاط ذي الغاية في جبهات بعيدة.
إن السلام مع مصر جاء لاسرائيل بفائدة استراتيجية حاسمة، ولا يجوز لاسرائيل ان تُعرضه للخطر بمبادرة منها. بيد انه يوجد ثمن للهوادة النسبية مقارنة بالاهتمام بتهديدات اخرى قريبة وبعيدة. إن الجنرالات ذوي الخبرة، الذين شاركوا في حرب يوم الغفران وفي معارك سيناء إذ كانوا ضباطا شبانا، والذين تولوا بعد ذلك قيادة فيالق مدرعة، سُرحوا لا من الخدمة الدائمة فقط بل من الخدمة الاحتياطية الفاعلة. والأطر التي اختصت بالمنطقة وبالعدو وبالخطط نُقضت عُراها. بقي في قمة الجهاز الامني من جميع خريجي سيناء ايهود باراك وحده الذي كان قائد كتيبة مدرعات في الحرب ولواء وفرقة بعدها، واشكنازي الذي حارب هناك ضابطا صغيرا.
مع مصر مختلفة، قد ترد بشدة وعندما تهدد أسعار النفط بالارتفاع الكبير، يصبح الاحتمال الضعيف للموافقة الامريكية على هجوم اسرائيلي لايران صفرا وهو السبب المركزي كما نُخمن لرغبة باراك في تعيين يوآف غالنت رئيس اركان. إن قرار المستشار القانوني على محاكمة افيغدور ليبرمان مع المساءلة قد يُخرج 'اسرائيل بيتنا' من الحكومة ويُقدم أجل الانتخابات للصيف القريب. في هذه الحال، ومع فرض أن يُلغى تعيين غالنت، يجدر تمكين الحكومة القادمة من تعيين رئيس الاركان. زعم باراك في العام الماضي وحتى عندما تم تعيينه هو نفسه رئيس اركان، انه يُحتاج الى نصف سنة لاعداد رئيس اركان، ولن يكفي الاسبوعان القادمان لذلك.
ستكون ولاية اشكنازي، حتى يتم تعيين وريثه ويُفحص عنه وتتم تهيئته، أكثر شبها بسابقة موشيه ديان (اربع سنوات وشهرين) من شبهها بمدة رفائيل ايتان (خمس سنوات). إن باراك الكاشف عن المؤامرات سيرتاب بخطة شمولية من بوعز هرباز الى اراضي عميكام ومن أواخر عهد مبارك الى اتهام ليبرمان لكن هذا ثمن محتمل في وضع ازمة كهذا.
- صحيفة 'تلغراف'
من يخلف مبارك في رئاسة مصر؟
أن الثورة الشعبية الملتهبة والمتصاعدة والمستمرة على الساحة المصرية تعطي مؤشرات كبيرة على أن البرادعي يقترب رويدا رويدا من تولي منصب الرئيس الانتقالي في البلاد، ولانستثني كلا من عمر سليمان وعمرو موسى.
أن المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية أو رئيس الجمعية الوطنية للتغيير محمد البرادعي كان عصر أمس قاب قوسين أو أدنى من تولي دفة الرئاسة في مصر كرئيس انتقالي.
ثمة لقاءات متعددة أجراها البرادعي مع سفراء ومسؤوليين على المستويين الخارجي والداخلي وإلى تصريحات متعددة أخرى أدلى بها لوسائل الإعلام، في ظل تصاعد الثورة الشعبية المصرية في القاهرة وفي جميع أنحاء البلاد، والتي ظهر فيها البرادعي يحمل مكبرا للصوت ويخاطب الجماهير ويهتف مع الثائرين المطالبين بإسقاط نظام مبارك ورحيله عن سدة الحكم والبلاد هو ونظامه بالكامل.
وأشارت إلى أن البرادعي يعتبر أحد قادة الثورة الشعبية الملتهبة في مصر وأنه يقود أحد الأحزاب المعارضة ضد نظام مبارك، ونسبت إليه القول الثلاثاء تعليقا على خطاب الرئيس حسني مبارك 'إن الرئيس مبارك أخفق في تلبية مطالب المحتجين، وإن تعهده بعدم الترشح للرئاسة مرة أخرى هو مجرد خدعة'، مضيفا أن خطاب مبارك هو بمثابة احتقار للشعب المصري الثائر وأنه يزيد الطين بلة.
إسقاط مبارك
وأما بشأن مدير المخابرات المصرية عمر سليمان الذي عينه مبارك أخيرا نائبا للرئيس برغم عدم قبول المعارضة به وبكل نظام مبارك، فيقول البرادعي إنه يمكن لسليمان تولي فترة رئاسة انتقاليه موقتة، ريثما يتم ترتيب أوضاع البلاد وإطفاء نيران الثورة الشعبية الملتهبة من خلال تحقق مطالبها المختلفة وأولها إسقاط نظام مبارك بالكامل.
كما اقترح البرادعي تشكيل مجلس ثلاثي رئاسي لإدارة البلاد، يكون أحد أعضائه من الجيش، وذلك للإشراف على انتقال السلطة فورا من نظام مبارك إلى نظام جديد يختاره الثائرون الشعبيون في البلاد.
إن البرادعي أجرى لقاءات تنسيقية مع جماعة الإخوان المسلمين 'المحظورة' في البلاد ومع جهات وأحزاب معارضة أخرى متعددة.
وأما الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، فقالت الصحيفة إنه بدأ يقامر بمنصبه ويظهر استعداده لتولي منصب الرئاسة في مصر خلفا لمبارك، معلنا أنه لن يواصل عمله في منصبه الحالي الذي ينتهي في غضون شهرين.
وأوضح موسى أنه ينتظر ما تحمله الأيام والأسابيع القادمة كي يؤكد نيته خوض الانتخابات الرئاسية من عدمه.
إن موسى يتمتع بشعبية في مصر، لكنه كان متحدثا رسميا باسم أكثر الحكام دكتاتورية في العالم العربي والذين باتت عروشهم وأنظمة حكمهم قيد الاستجواب الشعبي الملتهب.
- وكالة 'نوفوستي'
احداث مصر كشفت ضعف الاتحاد الاوروبي / فيودور لوكيانوف
أستطيع أن أقول جازما إن الاضطرابات التي تجتاح إفريقيا الشمالية حاليا، جرفت الاتحاد الأوروبي بعيدا عن مسرح السياسة العالمية كلاعب سياسي دولي.
وفي الحقيقة فإن الاتحاد الأوروبي لم يصبح لاعبا أساسيا على الساحة الدولية، بل انكفأ، خلال الأعوام العشرة الماضية، على الداخل وانصرف عن الأنشطة التي يقوم بها في الخارج.
أما بالنسبة لإفريقيا الشمالية فلا يمكن بل لا يجوز أن يدير الاتحاد الأوروبي ظهره لها كونها جاراً تربطه بأوروبا علاقات تاريخية وثقافية واقتصادية وسياسية وإنسانية وثيقة.
وطبيعي، والحالة هذه، أن يولي الاتحاد الأوروبي توطيد نفوذه في منطقة البحر الأبيض التوسط وإفريقيا الشمالية جل اهتمامه.
وقد بادر الاتحاد الأوروبي في التسعينات من القرن العشرين إلى تكوين ما يعرف بالاتحاد من أجل المتوسط. ويضم هذا الاتحاد 43 دولة أوروبية ومطلة على البحر المتوسط.
وأعلن الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط، الأردني أحمد خلف مساعده، قبل أسبوع استقالته بعد عام واحد من توليه المنصب.
ولم يُدلِ مساعده بتصريحات مدوية، غير أنه ما من شك في أن الذي أجبره على الرحيل هو عجز المنظمة التي أنشئت من أجل تعزيز استقرار وازدهار المنطقة، في حين لم يحرك الاتحاد من أجل المتوسط ولا الاتحاد الأوروبي ساكنا لنزع فتيل التوتر في تونس قبل أن يتمدد إلى مصر.
وليس هذا فقط، بل وضح أن لا أحد انتظر تطورات من هذا القبيل في إفريقيا الشمالية.
صحيح أن السياسيين الأوروبيين ما لبثوا أن أدلوا بكم هائل من التصريحات، ولكن لم يكن لها أي تأثير على تطورات الوضع لغياب سيناريوهات تسلط الضوء على ما يريده الاتحاد الأوروبي سوى الاقتداء بما تفعله الولايات المتحدة الأمريكية التي أنهت قبل أعوام مقاطعتها لليبيا، فتسابق حكام دول الاتحاد الأوروبي على مصافحة القائد الليبي معمر القذافي.
- صحيفة 'نيويورك تايمز'
الصحوة التي تعم العالم العربي
دعا رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي حكومة بلاده إلى أن تتجاوز بنظرها عهد الرئيس حسني مبارك، وأن تصوغ سياسة جديدة تجاه مصر.
ووصف السيناتور جون كيري ، الطريقة التي تتصرف بها الولايات المتحدة في لحظة الاختبار هذه التي تواجهها القاهرة الآن، بأنها حاسمة.
وقال 'من الضروري أن نقف إلى جانب الشعب المصري الذي يشاطرنا القيم والآمال، ويسعى إلى تحقيق الأهداف الكلية المتمثلة في الحرية والازدهار والسلام'.
ويعتقد كيري أنه حتى لو تراجع زخم الاحتجاجات بمصر في مقبل الأيام، فإنها غيَّرت للأبد علاقة الشعب المصري بحكومته.
'فالغضب والتطلعات التي تدفع شرائح متباينة من المواطنين إلى الشوارع لن تختفي قبل إحداث تغييرات شاملة في العقد الاجتماعي بين الشعب والحكومة، كما أن تلك (الاحتجاجات) تطالب بتغيير العلاقة بين الولايات المتحدة وحليف عربي راسخ'.
وقال إن الصحوة التي تعم العالم العربي لا بد أن تشيع ضوءا جديدا في واشنطن أيضا، 'فنحن لا نخدم مصالحنا إذا اكتفينا بالفرجة على الحكومات الصديقة وهي تنهار تحت وطأة مشاعر الغضب والإحباط التي تنتاب شعوبها، ولا بانتقال السلطة إلى الجماعات الراديكالية التي تنشر التطرف'.
وألمح المرشح السابق للرئاسة في بلاده إلى أن أفضل وسيلة تكفل الاستقرار لحلفاء أميركا تكمن في التجاوب مع المطالب السياسية والشرعية والاقتصادية الحقيقية لشعوبها.
وفي إشارة إلى الانتقادات التي وُجهت للولايات المتحدة لتسامحها فيما مضى مع النظام المصري، اعترف كيري بأن الخطاب العام للإدارة الأميركية لم يكن يتوافق دوما مع 'همومنا الخاصة'.
لكنه يستدرك بالقول إن ثمة إدراكا واقعيا بأن علاقات الولايات المتحدة بنظام مبارك 'عادت بالنفع على سياسة أميركا الخارجية وعززت السلام في المنطقة'.
واستطرد قائلا إن وجود 'علاقة مثمرة' مع مصر تظل مسألة مهمة لكلا الطرفين وللشرق الأوسط.
ومع أن الرئيس مبارك ساهم بقسط وافر في عملية السلام بالشرق الأوسط -على حد تعبير كيري- فيتعين عليه أن يساهم في إقرار السلام في بلده بإقناع المصريين بأن همومهم وتطلعاتهم محل اهتمامه.
وخلص الكاتب إلى القول إن مبارك إذا استطاع إظهار سمات القيادة وتحقيق تلك الغايات، فإنه قد يجعل من أكثر البلاد العربية اكتظاظا بالسكان إلى نموذج لكيفية تلبية مطالب الجماهير الإصلاحية في المنطقة.