- وكالة 'نوفوستي'
5 آلاف مقاتل من حزب الله لمواجهة الاحتجاجات في سورية
أشارت تقارير إعلامية الى أن حوالي ألف مقاتل من المقاتلين المتمرسين من حزب الله وصلوا تباعا إلى سورية خلال الأيام القليلة الماضية.
وكشفت مصادر سورية لصحيفة 'السياسة' الكويتية أن هؤلاء المقاتلين مجموعة من أصل 5 آلاف تتمثل مهمتهم بتأمين استقرار نظام دمشق من خلال الحفاظ على المباني والأماكن الحيوية اللازمة، في حال تحولت الاحتجاجات المتوقع اندلاعها إلى سيناريو مشابه لما يحدث في مصر وما حدث في تونس.
وأكدت المصادر التي وصفتها الصحيفة بـ'المطلعة' أن تفاهما بهذا الشأن تم التوصل إليه بين الرئيس السوري بشار الأسد والأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، ينتشر بموجبه حوالي 5 آلاف عنصر عسكري من الحزب في أماكن معينة بدمشق والمحافظات. وأوضحت أن ذلك يعود لمخاوف لدى الرئيس السوري من عدم انصياع العناصر المخابراتية وقوات الجيش لأوامر مواجهة المتظاهرين بكل القوة اللازمة في 'يوم الغضب' الذي دعت إليه حركات معارضة اليوم الجمعة.
وأشارت الصحيفة الى أن مقاتلي 'حزب الله' يقومون حاليا في معسكرات الحرس الجمهوري، وفقا للمصادر التي أكدت أن باقي العناصر سيصلون إلى سورية خلال 8 ساعات من توجيه الأوامر إليهم حيث سينتقلون على وجه السرعة في حافلات مخصصة لهذا الغرض تقلهم عبر الممر العسكري على الحدود السورية - اللبنانية.
- موقع 'كاونتربنتش'
مرحبا بنهاية عصر الحريري / راني أميري
تظل الديمقراطية البرلمانية شيئاً مخادعاً. فرؤساء الوزارات يأتون ويذهبون مع تحول التحالفات وتغير الأغلبيات. وكما أثبتت الفوضى التي حدثت في لبنان الأسبوع الماضي، فإنها حقيقة ما يزال على رئيس الوزراء المنصرف سعد الحريري استيعابها.
تضيف التركيبة الهيكلية السياسية الطائفية للبنان مزيداً من التعقيد على نظام الحكم في البلد: إذ يجب أن يكون رئيس الوزراء سنياً والرئيس مارونياً ورئيس البرلمان شيعياً. وبالإضافة إلى ذلك، يجب أن توزع مقاعد المجلس الوزاري والمقاعد البرلمانية بالتساوي بين المسيحيين والمسلمين، وأن تمثل الطوائف الدينية للأمة وفق نسب ثابتة.
وعليه، وعندما انسحب 11 وزيراً من المعارضة من حكومة الحريري يوم 12 كانون الثاني (يناير) في أعقاب رفضه الاستجابة بصراحة للاتهام المسيس المتوقع صدوره عن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، أفضى ذلك إلى سقوط حكومته.
وبعد ذلك بوقت قصير، أعلن الزعيم الدرزي وليد جنبلاط الذي يتزعم أيضاً الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني وقوفه إلى جانب سورية والمقاومة وقال: 'إنني أؤكد هنا وقوف حزبي إلى جانب سورية والمقاومة' (حزب الله).
ووصف جنبلاط بأنه صانع الملك لأن المقاعد الأحد عشر التي تعود لتجمعه الديمقراطي (المنحل الآن) ستقرر أي الكتل السياسية سيتحكم في البرلمان. وعلى الرغم من أنه كان في السابق متحالفاً تماماً مع ائتلاف 14 آذار بقيادة تيار المستقبل الذي يتزعمه سعد الحريري، وفي تغير نمطي للموقف، نأى بنفسه عن التحالف في العام 2009 وعمل كمستقل. وبعد أن رفض الحريري المبادرة السورية السعودية وانهارت حكومته، وضع جنبلاط كافة بيضاته في سلة حركة 8 آذار بقيادة حزب الله وحركة أمل والتيار الوطني الحر بزعامة ميشيل عون.
وفي مجلس النواب اللبناني المكون من 128 مقعداً، يحتاج المرشح لمنصب رئيس الوزراء إلى أن يؤمن الدعم من 65 نائباً على الأقل. وتتمتع حركة 8 آذار بامتلاك 57 مقعداً، في حين تسيطر حركة 14 آذار على 60 مقعداً، ويتمتع التجمع الديمقراطي بـ 11 مقعداً. ومع انشقاق جنبلاط وسبعة نواب من حزبه، تكون حركة 14 آذار قد خسرت الأغلبية التي كانت قد أمَنتها في انتخابات حزيران (يونيو) من العام 2009.
وبعد أن أعلنت أنها لم تعد تدعم رئاسة الحريري للحكومة (قال عون إن إعادة تعيين الحريري 'ستكون مساوية للقبول بالفساد المحلي') ، سمت حركة 8 آذار عضو البرلمان اللبناني عن طرابلس، رئيس الوزراء السابق واسع الاتصالات البليونير نجيب ميقاتي مرشحها لرئاسة الحكومة.
ولكونه معتدلاً ووسطياً، يحتفظ ميقاتي بعلاقات جيدة مع كافة الطوائف. وهو يصف نفسه بأنه 'مرشح الإجماع البديل'. وزاد بأن عرض غصن الزيتون على الحريري قائلاًً: 'إنني أمد يدي للجميع من دون استثناء... وأقول لرئيس الوزراء سعد الحريري: فلنعمل سوية لما فيه صالح لبنان'.
وفي خطاب متلفز بث يوم الأحد الماضي، أعرب الأمين العام لحزب الله سيد حسن نصرالله عن نبرة تصالحية مثل ميقاتي حين قال: 'نريد من رئيس الوزراء الجديد تشكيل حكومة وحدة وطنية يشارك فيها الجميع. ولا نريد مجلساً وزارياً يستثني أي حزب... ونحترم حق كل طرف في التمثيل. وإن كافة الإدعاءات بأن لدى حزب الله خططاً لتنصيب حكومة إيرانية أو شيعية هو تشويه وتضليل وزيف واضح'.
فماذا كان الرد؟
'إن حركة المستقبل تعلن رفضها المشاركة في حكومة يرأسها أي مرشح تسميه المعارضة'. وبعد أن كانت حركة 8 آذار قد أمَنت ما مجموعه 68 مقعداً، كلف الرئيس ميشيل سليمان ميقاتي بتشكيل الحكومة الجديدة يوم الثلاثاء من الأسبوع الماضي. وكانت تلك ممارسة سلمية في ديمقراطية برلمانية رفضها الحريري وحركة 14 آذار وراعيتهم الولايات المتحدة جملة وتفصيلاً.
وقال مصطفى علوش، أحد الموالين للحريري، في طرابلس: 'أما بالنسبة للانقلاب الذي ينفذه حزب الله، فهو محاولة لوضع رئاسة الوزراء تحت سيطرة ولاية الفقيه (حكم الملالي). وطلب علوش من السنة رفض 'الوصاية الفارسية'.
وعلى نحو يعكس الادعاء الإسرائيلي المخادع، أصدرت الولايات المتحدة وحركة 14 آذار بياناً قالوا فيه إن حزب الله يريد أن يجعل من لبنان 'قاعدة إيرانية.' وقال سمير جعجع، قائد القوات اللبنانية اليمينية المتطرفة، إن حزب الله يريد 'تحويل لبنان إلى غزة'.
وفي مفارقة صادمة مع عرض القوة الصامت في الأسبوع الماضي، عندما ظهر رجال حزب الله في شوارع بيروت وقد ارتدوا قمصان 'تي شيرت' سوداء (فيما وصفه مؤيدو الحريري بأنه 'ضرب من التسكع')، دعت حركة 14 آذار المفترضة المعتدلين إلى إعلان 'يوم غضب'. ولم تكن تلك الدعوة بأكثر من تحريض طائفي مفضوح.
وقد تحولت مدينة طرابلس -الشمالية التي تسيطر عليها السنة والتي تعتبر مركزاً ساخناً للتطرف السلفي- محوراً للعنف، إذ أشعل المحتجون إطارات سيارات وأطلقوا العيارات النارية وأضرموا النار في عربة تعود لشبكة فضائية 'الجزيرة'، وهاجموا مراسلين آخرين كانوا يغطون التطورات في المدينة المرفأ المطلة على البحر البيض المتوسط (والذين ترتب إنقاذهم من قبل الجيش اللبناني بعدما طوقهم الغوغائيون). كما سلبوا مكاتب أحد نواب طرابلس والذي يؤيد السيد ميقاتي، ورفعوا لافتات تحمل شعارات طائفية مثل 'دم السنة يغلي'، و'مشروع إيران لن يمر من خلال طرابلس'، و'ميقاتي، الكلب الشيعي'.
وفي بيروت، أغلق هؤلاء المحتجون الشوارع بالإضافة إلى الطرقات التي تربط العاصمة بكل من طرابلس وصيدا. وكذلك قطعت الطرق السريعة التي تربط وادي البقاع بسورية. ومع نهاية يوم الثلاثاء ذاك بلغ عدد الجرحى 45 شخصاً، منهم 35 من الجيش اللبناني النظامي. وبذلك استطاعت حركة 14 آذار شن موجة من الطائفية البشعة التي عصفت بالبلد. وكان جواب الحريري على عملية قطع الطرقات التي أوعز بها: 'لقد قالت طرابلس كلمتها'.
ومبرزاً ازدواجية أميركا في سعيها لخفض المساعدات الأميركية للبنان بعد تسمية حركة 8 آذار لرئيس الوزراء، علق نصرالله قائلاً: 'لو انعكست الحالة وتم تعيين مرشح المعسكر الآخر رئيساً للوزراء، ونزل مؤيدو المعارضة إلى الشوارع لكنا قد سمعنا عن إدانات من واشنطن والعواصم الغربية... فلماذا تحترمون تلك (14 آذار) الأغلبية ولا تحترمون هذه؟'.
إذا كان الحريري ضحية أي شيء فهو ضحية الطبيعة العابرة للسلطة في نظام ديمقراطي. وكان ذلك سلوك أي شيء غير رجل الدولة، إذ أقدم على التسبب بإلقاء البلد في أتون نزق حاد.
بفضل توزيع المقاعد وفق الطوائف في لبنان، استطاعت ائتلاف 14 آذار الوصول إلى السلطة غداة الانتخابات البرلمانية في حزيران (يونيو) من العام 2009. ومع ذلك، فقد فقدوا على نحو لا يشوبه الغموض الصوت الشعبي الذي كسبته حركة 8 آذار عن جدارة واستحقاق. وبعد عام ونصف العام، تم تحقيق إرادة الشعب.
- صحيفة 'غارديان'
الاخوان المسلمين في مصر
دعا أستاذ التاريخ في جامعة كولومبيا البروفيسور ريتشارد بولييه، في مقال في صحيفة 'غادريان'، الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى قبول جماعة الإخوان المسلمين شريكا محتملا في الحكومة المصرية في حقبة ما بعد الرئيس حسني مبارك.
وقال بولييه إن على إدارة أوباما أن تفتح عقلها لاحتمال أن يكون الإخوان المسلمون جزءا من الحكومة التي ستعقب حقبة مبارك.
وأردف أن جماعة الإخوان المسلمين لطالما شكلت المعارضة الرئيسية للديكتاتورية في مصر، وإن أعضاءها متغلغلون في المجتمع المصري من قمته إلى قاعه.
وقال إن منعهم من لعب دور محوري الآن من شأنه أن يمهد ببساطة المسرح لاستمرار حالة الغموض، وتجدد أعمال القمع والصراع في المستقبل.
وأعاد الكاتب إلى الأذهان موقف الولايات المتحدة السابق من الثورة التي أطاحت بحكم الشاه في إيران عام 1979-1980، مشيرا إلى أن جهلها بقوى الإسلام السياسي هناك دفعها إلى المبالغة في تقدير قوة التيار العلماني فجاء رد فعلها على ظهور قيادات إسلامية مغاليا.
وفي مصر, ينظر إلى المعارضة العلمانية -التي وصفها بولييه في مقاله بأنها غير متمرسة- على أنها الأمل المرتجى لتولي زمام الفترة الانتقالية التي تسبق إجراء انتخابات حرة.
وأعرب الكاتب عن اعتقاده بأن قيام انتخابات حرة ستضفي بلا شك الشرعية على جماعة الإخوان المسلمين، وتمنحهم حصة كبيرة من مقاعد البرلمان.
وأقر الكاتب بأنه بغض النظر عن أولويات العقيدة الأميركية وخوف الغرب من الإسلام، فإن أحزاب الإسلام السياسي تتجه إلى لعب دور هام في المرحلة الانتقالية التي تسبق الديمقراطية في العالم العربي.
وخلص إلى القول إنهم يستحقون منحهم الفرصة لكي يظهروا قدرتهم على التنافس، وربما إدارة شؤون الحكم، في نظام انتخابي تعددي.
- 'نوفوستي'
تحديد موعد لحصول إيران على قنبلة نووية
أثار تقرير نشره معهد لندن الدولي للبحوث الإستراتيجية في يوم 3 فبراير من عام 2011، ضجة كبيرة بإعلان قدرة إيران على صنع سلاح نووي خلال عام أو عامين.
وهناك سيناريوهان بحسب رأي خبراء معهد لندن، أحدهما هو أن تعمل أجهزة الطرد المركزي الـ4000 الموجودة في معمل تخصيب اليورانيوم في نتانز بكامل طاقتها. وفي هذه الحالة يتطلب الأمر عاما و7 أشهر لإنتاج اليورانيوم المخصب المطلوب لصنع القنبلة النووية.
والسيناريو الثاني هو أن تستخدم إيران أسلوبا سريعا لم يجربه أحد حتى الآن للحصول على كمية اليورانيوم اللازمة خلال نصف العام.
ويتوقع خبراء معهد لندن أن تسير إيران على طريق 'مجرب وأمين'.
وبالإضافة إلى 'العام و7 أشهر' أو 'نصف العام' يحتاج الأمر إلى حوالي نصف العام لصنع القنبلة.
وبالنسبة للوسيلة المطلوبة لحمل القنبلة النووية الإيرانية الافتراضية إلى أهدافها، يتوقع الخبراء أن يدخل صاروخ 'سجيل 2'، وهو صاروخ جربته إيران ويبلغ مداه أكثر من ألفي كيلومتر، الخدمة بعد عامين أو ثلاثة أعوام.
ولا يستبعد خبراء معهد لندن أن تنجز إيران مشروعها النووي في أسرع وقت إذا ساعدتها كوريا الشمالية أو متعاملون آخرون في السوق السوداء للمواد النووية. ولا توجد روسيا ضمن المتعاملين في هذا السوق كما أشار إلى ذلك الخبير مارك فيتزباتريك.
وقالت صحيفة 'كوميرسانت' إن الخبراء الروس يرون أن الحديث عن أي موعد لصناعة القنبلة النووية الإيرانية سابق لأوانه لأن طهران لم تتخذ القرار السياسي بشأن صنع أي قنبلة نووية حتى الآن.
وفي نظر الخبراء الروس أن إيران تبنت قرار إنشاء الصناعة اللازمة لإنتاج الوقود النووي، غير أنها قد تتبع نفس السبيل الذي تسلكه اليابان التي أصبحت قادرة على صنع قنبلة نووية خلال أشهر، ولكن لا أحد يقول إنها ستصبح دولة نووية بعد نصف العام.
- صحيفة 'هآرتس'
انظمة عربية اخرى ستسقط / آري شبيط
يجري ازاء أنظارنا مساران عظيمان. الاول هو ثورة التحرر العربية. فبعد نصف قرن حكم المستبدون فيه العالم العربي، أخذ يتضعضع سلطان المستبدين. وبعد خمسين سنة من الاستقرار العفن، يزعزع العفن الاستقرار. لم تعد الجماهير العربية مستعدة لتحمل ما تحملته من قبل. ولم تعد النخب العربية مستعدة للصمت كما صمتت من قبل. إن الامور التي كانت تغلي تحت السطح مدة عشر سنين انفجرت فجأة بانتفاضة حرية. إن الحداثة والعولمة وثورة الاتصالات والاسلاموية تنشىء كتلة حرجة لا يمكن الصمود لها. ونموذج العراق الديمقراطي مهتز، ونشرات ' الجزيرة' التأليبية تؤجج الامر. لهذا سقط باستيل تونس، ويسقط باستيل القاهرة وستسقط باستيلات عربية اخرى. تشبه المناظر مناظر الانتفاضة الفلسطينية في 1987، لكن الانهيار يشبه الانهيار السوفييتي في 1989. لا يعلم أحد الى أين ستفضي الانتفاضة. ولا يعلم أحد هل تأتي على آثارها الديمقراطية أو الحكم الديني أو ديكتاتورية من نوع جديد. لكن ما كان لن يكون بعد. والترتيب الذي رتب الشرق الاوسط ينتقض. فكما أسقطت ثورات ضباط الخمسينيات الحكم الملكي العربي الذي اعتمد على القوى الاستعمارية، تُسقط ثورات ميادين 2011 حكم الطغيان العربي الذي اعتمد على الولايات المتحدة. والمسار الثاني هو تسارع تهاوي الغرب. لقد منح الغرب العالم مدة ستين سنة نظاما غير كامل لكنه مستقر. وقد بنى نوعا من امبراطورية بعد استعمارية ضمنت هدوءا نسبيا وسلاما في الحد الأقصى. إن صعود الصين والهند والبرازيل وروسيا، والازمة الاقتصادية في الولايات المتحدة وفي اوروبا، بيّن ان الامبراطورية بدأت تتهاوى. ومع ذلك كله حافظ الغرب على نوع ما من الهيمنة الدولية. فكما لم يوجد بعد بديل عن الدولار لم يوجد بديل عن الزعامة السياسية الشمال اطلسية. لكن الشكل الفاشل الذي تجابه به قوى الغرب الشرق الاوسط يثبت انها لم تعد تقود الامور. فهي تتحول بازاء أنظارنا من قوى عظمى الى قوى كلام. لن تُسوغ أي تعلاّت التناقضات. كيف يمكن ان تكون امريكا بوش قد فهمت مشكلة القمع في العالم العربي، لكن امريكا اوباما تجاهلتها الى ما قبل اسبوع؟ وكيف يمكن ان مبارك كان في أيار (مايو) 2009 رئيسا محترما يحترمه الرئيس اوباما، أما في كانون الثاني (يناير) 2011 فقد أصبح ديكتاتورا ظلاميا يطرحه الرئيس اوباما؟ وكيف يمكن ان اوباما لم يؤيد في حزيران (يونيو) 2009 الجماهير التي خرجت على احمدي نجاد المتطرف، أما الآن فانه يقوم الى جانب الجماهير التي تخرج على مبارك المعتدل؟ الجواب واحد: وهو ان الموقف الذي يأخذ به الغرب ليس موقفا اخلاقيا يعبر عن التزام حقيقي لحقوق الانسان. يُعبر موقف الغرب عن الأخذ بتصور جيمي كارتر وهو تملق الطُغاة الظلاميين والأقوياء في مقابلة التخلي عن الطُغاة المعتدلين والضعفاء. إن خيانة كارتر للشاه جلبت علينا آيات الله، وستجلب علينا في القريب آيات الله المسلحين بالذرة. وستكون لخيانة الغرب لمبارك تأثيرات لا تقل خطرا. ليست هذه خيانة لمن كان مواليا للغرب فحسب وخدم الاستقرار وشجع الاعتدال. انها خيانة لكل حليف للغرب في الشرق الاوسط وفي العالم الثالث. والرسالة هي رسالة حادة واضحة وهي ان كلمة الغرب ليست كلمة، والحلف مع الغرب ليس حلفا، لقد أضاع الغرب هذا. لم يعد الغرب هو القوة القائدة التي تجعل العالم الذي نعيش فيه مستقرا. ستُغير ثورة التحرر العربية الشرق الاوسط من الأساس. وسيُغير تسارع تهاوي الغرب العالم. ستكون احدى نتائج ذلك الانطلاق السريع نحو الصين ونحو روسيا والقوى الاقليمية كالبرازيل وتركيا وايران. وستكون النتيجة الثانية لذلك سلسلة اشتعالات دولية ستنبع من ضياع قدرة الردع الغربية. لكن النتيجة العامة ستكون ان الهيمنة السياسية الشمال اطلسية لن تنهار في غضون عقود بل في غضون سنين. عندما تدفن الولايات المتحدة واوروبا الآن مبارك فانها تدفن ايضا القوى العظمى التي كانت ذات مرة. أخذ عصر الهيمنة الغربية يتلاشى في ميدان التحرير في القاهرة.