- صحيفة 'السفير'
سالم زهران
تشهد البرامج الإذاعية على معظم المحطات اللبنانية حالة من الرتابة والتكرار، سواء من حيث الفكرة أو الأداء الإذاعي، انطلاقا من البرامج الصباحية المستنسخة، بفقراتها المتضمنة الأبراج و&laqascii117o;التبصير"، والطبخ، وشكاوى المواطنين وقراءات عناوين الصحف، وصولا الى فترة بعض الظهر المثقلة باتصالات المستمعين وإهداءاتهم، وليس انتهاء بفترات المساء بين نقل نشرات الأخبار التلفزيونية، وهمس المستمعين العاشقين.
وخارج هذا السياق، يأتي برنامج &laqascii117o;أسامينا" عبر &laqascii117o;إذاعة لبنان" الرسمية كحالة فريدة ومتميزة. فالبرنامج الذي يبث كل اثنين وثلاثاء عند السابعة والربع مساءً، تكمن فرادته في فكرته التي تقوم على الانطلاق من اسم معين لشرح جذوره اللغوية وكل ما يتعلق به، وسياقات ذكره. وغالباً ما يبدأ الاسم من جملة عادية من وحي يومياتنا، كأن تقول المؤدية مثلا: &laqascii117o;صديقتي رزقت طفلة وأسمتها ضحى"، لتبدأ رحلة البحث عن الاسم وإسقاطاته. فتحضر ضحى في الشعر العربي، وفي الشعر الحديث، مروراً بالآيات القرآنية الكريمة التي ورد فيها الاسم، وليس انتهاء بـ&laqascii117o;الضاحية" المشتقة لغوياً من الاسم.
ولا يقف البرنامج عند اسم بعينه، فغالباً ما يرتبط باسم آخر يجمعه به محط كلام، وذكر في أكثر من موقع. فمثلاً مع ضحى تحضر سجى، ووردا معاً في الآية القرانية الكريمة: &laqascii117o;والضحى والليل إذا سجى..." فضلاً عن بعض الأبيات الشعرية.
وعرض البرنامج حتى اليوم 26 حلقة، تناولت كل منها اسمين الى ثلاثة، مع استخدام فواصل موسيقية، منها الكلاسيكي مثل معزوفات عبد الرحمن الباشا، ومنها البسيط كالمقطوعات المنفردة لآلات مثل العود أو القانون، وفقاً لطبيعة النص.
وفيما يسجل للبرنامج فكرته المتمايزة والإعداد الجيد للزميل صالح أشمر، فإن ما يضفي عليه جاذبية هو الأداء الإذاعي المتمكن للممثل اللبناني وحيد جلال الذي عرفته الأجيال اللبنانية على مدى أربعة عقود. وقد استطاع عبر صوته القريب الى الأذن، ومن خلال دبلجة أشهر مسلسلات الرسوم المتحركة في الثمانينيات، حجز مكانة كبيرة في ذاكرة الأجيال المتلاحقة. وترافق جلال الإذاعية وداد حجاج التي تتميز أيضا بنطق سليم، ومرونة وجمالية في الأداء.
أما الإخراج الإذاعي فللفنان والمخرج موريس موصلي، فيضيف لمسة خاصة على البرنامج الذي يستحق أن يكون برنامجاً نموذجيا يخدم اللغة العربية بأسلوب سهل وممتع في آن معاً، حيث يجمع بين متعة الأداء وعمق المعنى، خاصة أن المؤدي وحيد جلال والمخرج موريس موصلي عملا طويلاً مع الأطفال، سواء عبر دبلجة الرسوم المتحركة أو في مسرح الأطفال، ما أكسبهما القدرة على الوصول الى وجدان الأجيال الجديدة التي تحيا في غربة عن اللغة العربية الفصحى السليمة.
ويشير الزميل موريس موصللي لـ&laqascii117o;السفير" الى أن هدف البرنامج هو تثقيفي تربوي عبر تعزيز حضور اللغة العربية في الإعلام، وتوفير المتعة والتسلية والمعرفة، من خلال كشف النقاب عن معاني أسماء يحملها المستمع، أو من هو على تماس معهم. ويكشف موصللي عن مزيد من الحلقات قيد التسجيل. ويشيد بالجهد الذي يبذله المعد صالح أشمر، واستعانته بالعديد من المراجع الهامة في التراث والأدب العربي، فضلاً عن ذاكرته وثقافته الأدبية، وإلمامه بمفاصل اللغة وتراثها الأدبي والشعري.