- صحيفة 'السفير'
دخلت أزمة &laqascii117o;إذاعة الشرق" في باريس منعطفاً جديداً، على وقع المفاوضات بين الموظفين وجهات نقابيّة من جهة، وإدارة الإذاعة من جهة أخرى، بعد صرف تسعة موظفين مطلع الأسبوع الماضي. وعلمت &laqascii117o;السفير" من مصدر نقابي داخل الإذاعة، إنّ التعويضات المقترحة على المصروفين، &laqascii117o;مهينة"، ولا تعدّ حلاً منصفاً لموظفين بين إداريين وتقنيين، عملوا في الإذاعة أكثر من عقدين.
هذه ليست المرّة الأولى التي تشهد فيها &laqascii117o;إذاعة الشرق" في باريس تطوّراً مماثلاً، إذ تمّ صرف 38 موظفاً من أصل سبعين في العام 2010، بهدف &laqascii117o;تقليص النفقات والأعباء الماليّة، والمحافظة على ديمومة الإذاعة". يومها كان سبب الصرف المباشر تخلّي زبون الإذاعة الرئيسي (شركة &laqascii117o;ويب هولدينغ") عن شراء برامجها، ما أدّى إلى خسارتها دخلاً يقدّر بستة ملايين يورو في العام. الزبون الرئيسي للإذاعة الآن، هو شركة &laqascii117o;ميديا تايز"، التي تخلّت بدورها عن تمويل الإذاعة التي تبلغ ميزانيّتها السنويّة ما يقارب 3 ملايين يورو.
يندرج صرف الموظفين التسعة في إطار حصر النفقات، وإعادة الهيكلة، إلا أنّ المصدر النقابي قال لـ &laqascii117o;السفير" إنّ &laqascii117o;رواتب المصروفين ليست ضخمة في الأساس، وبالتالي لا يمكنها التأثير في الميزانيّة، وفي ديمومة الإذاعة"، مشيراً إلى أنّ &laqascii117o;ثلاثين موظفاً مهددون بقطع أرزاقهم، وأنّهم باتوا يشعرون انّهم رهائن لمؤسسة لا يعرفون متى تستغني عن واحد منهم". ويضيف: &laqascii117o;أي مؤسسة معرضة لأزمات ماليّة، وربما تكون مضطرة لصرف موظفيها، لكنّ ما نطالب به هو إنصاف المصروفين من خلال منحهم تعويضات لا تقلّ عن التعويضات التي دفعت لزملائهم قبل ثلاث سنوات". وأكّد أنّ الجهات النقابيّة ستحاول تأخير مشروع الصرف، عبر المطالبة بخبير مالي، يكشف على كيفيّة توزيع ميزانيّة الإذاعة.
تأتي عمليّة الصرف هذه في سياق الخطّة التي وضعها مدير عام الإذاعة الجديد جميل شلق، وباشر بتطبيقها قبل شهرين، من خلال وقف التعامل مع مراسلي الإذاعة في الخارج، من دون دفع مستحقاتهم وتعويضاتهم. كما تنوي الإدارة وقف الاشتراك في الصحف ووكالة الصحافة الفرنسية المخصصة باللغة العربية، وهما المصدران الأساسيان لدورة العمل.
وسأل أحد الموظفين في الإذاعة، إن &laqascii117o;كان آل الحريري سيبادرون لوقف هذه المجزرة بحقّ المصروفين، من خلال دفع تعويضاتهم، ومنحهم ضمانات خطيّة كي لا يكونوا كبش فداء جديدا لإدارة تتمتع بحبّ السلطة".
أزمة &laqascii117o;إذاعة الشرق" في باريس ليست جديدة، إذ إنّها كانت دوماً ضحيّة التجاذب بين أقطاب &laqascii117o;تيار المستقبل" في باريس، وصارت اليوم &laqascii117o;ضحيّة لا مبالاة ورثة رفيق الحريري بإرثه الإعلامي"، بحسب تعبير أحد الموظفين في الإذاعة. برأيه، فإنّ &laqascii117o;الإذاعة التي تميّزت خلال سنوات، وشكّلت محطّ اهتمام الجالية العربيّة في فرنسا، قد تتحوّل إلى إذاعة تجارية تبثّ بعض الأخبار والأغاني فقط"... هذا إن لم يتمّ إقفالها نهائياً. في الخلاصة، فإنّ الإذاعة تحتضر، من دون أيّ رغبة فعليّة من المالكين لإنقاذها، وسط قرارات إعادة هيكلة تتجدّد كلّ عامين، من دون أيّ نتيجة ملموسة.