إذاعة » الإذاعات المصريّة تنتعش... بفضل الشعبي والشباب

وئام يوسف
&laqascii117o;هنا القاهرة" كانت كلمة البدء لرحلة أثير الإذاعات المصري، صدح بها المذيع الراحل أحمد سالم، معلناً افتتاح الإذاعة المصرية. تألقت الإذاعة لعقود من الزمن، تعاقب خلالها عمالقة لم تبرح أصواتهم ذاكرة المصريين، من بينهم أبلة فضيلة، آمال فهمي، فؤاد المهندس، صفية المهندس وغيرهم.
نهاية التسعينيات ومع مطلع الألفية الجديدة، وبسبب غزو الفضائيات التلفزيونية، خبا وهج الإذاعات المصرية، إلا أن السنوات الأخيرة شهدت عودة قوية لها. ساعد على ذلك نمط الحياة الصاخبة والمزدحمة والتي تفرض على المواطن المصري أن يمضي ساعات بين الأرصفة والشوارع، فيشغل نفسه بسماع الراديو، إضافة إلى مواقع التواصل التي ألقت الضوء على إذاعات ومذيعين تصدروا المشهد الإعلامي.
&laqascii117o;شعبي أف أم" تكتسح الأثير
استطاعت إذاعة &laqascii117o;شعبي أف أم" خلال شهر من البث أن تتصدر الإذاعات المصرية من حيث الانتشار. ساعد في ذلك الشكل الجديد والمختلف الذي قدمته الإذاعة، فهي تبث الأغاني الشعبية والطربية، والتي غابت عن السمع منذ فترة، من دون الاقتصار على الأغنية المصرية، فيومياً قد تسمع عبرها أغانيَ سميرة توفيق أو طروب. يؤكد رئيس الإذاعة خالد فتوح أن هدفها إعادة مكانة الأغنية الشعبية الأصيلة التي غابت منذ مّدة بسبب متغيرات كثيرة، مضيفاً لـ &laqascii117o;السفير" أن الأغنية الشعبية هي الثقافة الشفهية التي تقاس من خلالها تاريخ الأمم والشعوب، باعتبارها مرآتها الصافية.
إذاعة &laqascii117o;شعبي أف أم" فكرة يسعى فتوح لتنفيذها منذ 12 عاماً، لترى النور العام 2013 لمدة أسبوعين فقط، ثم تقفل، تحت ضغط القطاع الخاص، ثم عاودت الإقلاع بداية شهر أيلول الماضي. يلفت فتوح إلى أنّ للأغنية الشعبية المصرية تاريخاً عريقاً، وأن الإذاعة المصرية تحوي 28 ألف أغنية شعبية غائبة عن سمع الناس، وستسعى &laqascii117o;شعبي أف أم" لبثها، إلى جانب الإضاءة على فنون الغناء في المحافظات، كاللون الصعيدي، ووسط الدلتا، والسمسمية في الإسماعيلية، وحفلات ليالي أضواء المدينة التي استمرت منذ ستينيات إلى تسعينيات القرن الماضي.
&laqascii117o;شعبي أف أم" هي الإذاعة المصرية الوحيدة التي تهافت عليها المعلنون، حسب قول فتوح، مشيراً إلى أن شركات الإعلان اشترت حق الانتفاع بست ساعات يومياً، لمدة سنتين. يقول رئيس الإذاعة إنّها تسعى لإعادة الوجه الصحيح للأغنية الشعبية بعد ما تعرضت له من تشويه وإسفاف، مشيراً إلى أن الإذاعة تعتزم إعادة ليالي أضواء المدينة، إلى جانب إقامة مهرجان للأغنية الشعبية.
أصوات شابّة تصنع فرقاً
من بين المذيعين الذين يحظون بشعبيّة واسعة في مصر، شريف نور الدين، وخلود جابر. يقدّم نور الدين حالياً برنامج &laqascii117o;شركة المذيعين المتحدين" مع زميلته مريم الخوشت على إذاعة &laqascii117o;ميغا أف أم". يفضل نور الدين تقديم برامجه الإذاعية برفقة صوت آخر، معلّلا ذلك بأنّ حوار المذيعين أثناء البث يعطي البرنامج حيوية. انطلق البرنامج الشهر الماضي، وهو عبارة عن شركة يديرها المذيعون، ويعمل المستمعون موظّفين فيها، وقد قسم فقرات البرنامج كما تقسيم الشركات، &laqascii117o;تقييم الجودة"، &laqascii117o;الإحصاءات"، الأرشيف"، &laqascii117o;البريك".
برغم أن رحلته الإذاعيّة ليست طويلة، لكن نور الدين استطاع أن يحقق فيها نجاحاً كبيراً، متكئاً على خفّة ظلّه وصوته المميز، وخبرته في الإعداد والتقديم التلفزيوني. وقبل كل ذلك فإن نشأته كانت في كنف عائلة إعلامية، فجده الصحافي يوسف الصباغ نائب رئيس تحرير جريدة &laqascii117o;الأهرام".
درس شريف في كلية الإعلام، وبعد تخرّجه عمل في إعداد البرامج في قنوات عدّة، منها &laqascii117o;أم بي سي" مع الممثل أحمد الفيشاوي، و &laqascii117o;الحياة" مع الإعلامي معتز الدمرداش. ثمّ قدّم برنامجه الأول &laqascii117o;دردشة" على قناة &laqascii117o;مزيكا"، ثم آخر بعنوان &laqascii117o;ما يفوتكش" على المحطّة ذاتها. بعد ذلك انضم شريف إلى قنوات النيل ليقدم برنامج &laqascii117o;نهارك سعيد" على قناة &laqascii117o;نايل لايف"، والمستمر عرضه إلى الآن.
يقول نور الدين لـ &laqascii117o;السفير"، إنّ على المذيع أن يكون &laqascii117o;قارئاً جيداً ومطلعاً على المجريات والأحداث، وأن يدخل في تفاصيل مجتمعه ويلاحق متغيراته، كي يقدم ما يتسق معه وما يمكن أن يقدم له المفيد والممتع".
في العام 2014، بدأ نور الدين تقديم برنامجه الإذاعي الأول &laqascii117o;خلي بكرا أحلى" على إذاعة &laqascii117o;ميغا أف أم"، وهو برنامج شبابي منوَّع يسلّط الضوء على مبادرات مشجِّعة، استمرّ بثّه حتّى تمّوز 2015. يحقّق البرنامج نسب نجاح عالية، إذ أعيد سماع إحدى الحلقات على &laqascii117o;ساوند كلاود" 27 ألف مرة.
من جهتها، تمتلك خلود نادر صوتاً حَبَتْها إياه جدتها، المنشدة الدينية، زينب يونس، فضلاً عن أنها تسمع البرامج الإذاعية منذ طفولتها، ونشأت على متابعة عمالقة الإذاعات المصرية.
&laqascii117o;رحاب أف أم" أول إذاعة الكترونية في الوطن العربي، انطلقت العام 2005، وكانت خلود نادر أوصل صوت أنثوي يطلّ عبرها، تزامناً مع دراستها في كلية الإعلام (إذاعة وتلفزيون). بعد تخرجها عملت مذيعة في إذاعة الأغاني التابعة لراديو النيل الحكومي. انتقلت بعدها إلى إذاعة &laqascii117o;نغم أف أم" حيث قدّمت برنامج &laqascii117o;يومين أجازة" مساء الجمعة والسبت على الهواء. استمر البرنامج مدّة ثلاث سنوات، وإلى جانبه قدمت برنامج &laqascii117o;أحمر شفايف" المختص بإعطاء نصائح جماليّة. تحول برنامج &laqascii117o;يومين إجازة" إلى برنامج &laqascii117o;أوقات" ويبثّ خلال أيام الأسبوع، وتحوّل &laqascii117o;أحمر شفايف" إلى &laqascii117o;كلام بنات" الذي يتناول كل قضايا المرآة ومشاكلها.
تخوض خلود تجربتها الأولى في التقديم التلفزيوني على إحدى القنوات المصرية، لكنّها تعتبر أن الإذاعة بيتها الأول والأخير، مشيرة إلى أنّ الراديو عالم له سحره الخاص. &laqascii117o;أكثر ما يميّز مذيع الراديو حساسيته وصدقه اللذين يظهران جلييْن من خلال صوته، وهما من أهم عوامل النجاح، إلى جانب التواصل المستمر مع الناس وتقديم كل ما هو قريب منهم ويلامس إنسانيتهم".
المصدر: صحيفة السفير

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد