أنسنة الحيوانات.. والتهكم عبر برنامج إذاعي
- صحيفة 'السفير'زينب حاويقد يخال المرء أن زمن" الحكواتي" أو الراوي، جليس المقاهي والمنابر، قاص الروايات الطويلة، قد انكفأ مع زمن التكنولوجيا . لكن سرعان ما يلفت الأسماع صوت الزميل ملحم رياشي قاصاً عبر إذاعة &laqascii117o;لبنان الحر". فعلى طريقة عبد الله بن المقفع لكن بلغة محكية عاميّة هادئة، وبأسلوب رمزي مبطن تارة وعلني طوراً، يطل رياشي في برنامجه &laqascii117o;رأي عام" الذي يبث على مدار خمسة أيام اسبوعيا بعد النشرة الثانية الصباحية وموجز الظهيرة، مستعرضاً فيه شخصيات وحيوانات &laqascii117o;ناطقة" عبر &laqascii117o;أنسنتها"، خاتماً القصة &laqascii117o;بحكمة" يراها مناسبة.
يتسم البرنامج بالنقد السياسي الساخر، متوجهاً الى فريق 8 آذار دون سواه، وتحديداً الى &laqascii117o;التيار الوطني الحر" بمناسبة أو بدون مناسبة. ففي حلقة يفصح فيها رياشي مباشرة عن موقفه من مشكلة التوتر العالي في بلدة المنصورية، مشيرا الى أن المشكلة لم تؤثر على وزارة الطاقة ولا على وزيرها جبران باسيل، وحتى لم يعرف فريق 14 آذار &laqascii117o;استغلالها ليّوتر الوزير" حسب قوله. وبلغة ساخرة يعرض لما سينتجه التوتر العالي من تأثير على الإنجاب وإمكانية تعويل الوزير على هذا الأمر لأن أهل هذه المنطقة &laqascii117o;ضده في الانتخابات". ويختم بحكمته الشهيرة التي غالباً ما يستخدمها في نهاية البرنامج، وهي عبارة الراحل منصور الرحباني بطل مسرحية &laqascii117o;صيف 840 &laqascii117o;: &laqascii117o;اليوم قلال وبكرا منكتر، المهم حدا يضل يقول لأ".
غالباً ما يطغى الخبر الآني والمناسبات السياسية على الفقرة. وإلا فلا بأس بروايات من الماضي محددة الأهداف. ففي استرجاع لفترة ما يسمى حرب &laqascii117o;تشرين" أو حرب &laqascii117o;التحرير" سنة 1989 وإعادة التذكير بملف المعتقلين في سوريا، يسرد رياشي قصة حقيقية (حسب قوله) جرى تقسيمها الى حلقتين، ويدور فيها حوار عاطفي مصاحب لموسيقى مؤثرة بين شخصية الراعي أبو شربل ونعجته الوحيدة في منطقة ثلجية. فيروي عن لسان أبي شربل معاناته في استرداد ابنه &laqascii117o;العسكري" المعتقل في هذه الحرب بينما &laqascii117o;كان يدافع.. عندما وقع المحظور وأخذوه" الى الشام. واضطر الى بيع أملاكه في مساومة مالية قدرها مليونا دولار مقابل عودة ابنه. لكن أبا شربل &laqascii117o;الراعي الصالح" كما نعتته نعجته لم يوفق في رحلته. ليعود رياشي ويؤكد في نهاية القصة على حتمية &laqascii117o;فتح أبواب المجد" للثابتين على تلك القضية.
وفي قصة أخرى واضحة التوجه والتصويب، وعشية حلول ذكرى الرابع عشر من آذار، تصل برقية الى &laqascii117o;المعلم" عساف تتضمن دعوة لإحياء &laqascii117o;ثورة الحرية". ويدور حوار بينه وبين زوجته تؤكد خلاله الزوجة جميلة أن لا شيء سيتغير في المشاركة سوى &laqascii117o;نقلة" رجلين خرجا من هذه الحركة. وفي تلميح واضح لزعيمين سياسيين تقول: &laqascii117o;في واحد منهم فل لبرا وقعد منيح برا وبس رجع لعندهم فل لجوا.. وواحد تاني فل قبل ما يفل ومات قبل ما يجي الموت"!
مواقف ساخرة وقصص وحوارات بين شخصيات مفترضة في برنامج &laqascii117o;رأي عام". فإن كان رياشي قد اختبأ خلفها أو أعلن موقفه مباشرة. فإنها تستهدف فريقا واحدا يعارض سياسته. فهل تصلح عندها تسمية &laqascii117o;رأي عام" بكل ما تعنيه الكلمة لهذا البرنامج؟