إعلام جديد » على تويتر... الحرب الإسرائيليّة الخاسرة

ملاك حمود

wwdo_300يوم الاثنين الماضي، غرّد حساب &laqascii117o;تويتر" الرسمي للجيش الإسرائيلي، صورة لمبنى البرلمان البريطاني في وستمنستر في لندن، خلال قصفه بصواريخ &laqascii117o;حماس؟". أرفق تغريدته تلك بسؤال: &laqascii117o;ماذا كنتم ستفعلون؟"، في إشارة إلى الموقف الذي يمكن أن تتخذه بريطانيا إن كانت عرضة لصواريخ مماثلة. الصواريخ الافتراضية ذاتها، سقطت منذ بدء عدوان &laqascii117o;إسرائيل" على غزة، على نيويورك وباريس أيضاً، في صور نشرها حساب جيش الاحتلال.
وعلى عكس الصحافة الأميركية والفرنسية، ردّت الصحف البريطانية على السؤال الإسرائيلي. ورأت أنّ الهدف من نشر تلك الصورة، هو إيصال رسالة إلى الرأي العام البريطاني الذي اتخذ خلال السنوات الأخيرة، مواقف مؤيدة للفلسطينيين. وبحسب صحيفة &laqascii117o;تلغراف" فإنّ ردود الفعل البريطانيّة على تلك الصورة، كانت في أغلبها سلبيّة، ورافضة. ويقول أندي سلوتر وهو عضو في البرلمان البريطاني عن حزب &laqascii117o;العمل" اليساري، للصحيفة: &laqascii117o;إن الحملة الإسرائيلية (ماذا كنتم ستفعلون) سيئة للغاية، وأعتقد أن نتائجها ستكون عكسية".
ومع دخول العدوان الإسرائيلي على غزّة، أسبوعه الثالث، استشرس العدوّ في &laqascii117o;الدفاع عن نفسه"، فقتل، حتى الآن، أكثر من 650 فلسطينياً. ونقل معركة موازية إلى فضاءات التواصل الاجتماعي، حيث عمل على توحيد الخطاب، ليتحوّل كلّ مستوطن إسرائيلي إلى جنديّ صغير يحمل &laqascii117o;دفاعاته" أينما حلّ. فمراقبة &laqascii117o;تويتر" منذ بدء العدوان، تشي بأنّ حرباً حقيقية متخصّصة تدور في ذلك الفضاء.
البروباغندا الإعلاميّة الإسرائيلية ليست حدثاً جديداً، لكنّ جولة المعركة الحاليّة تُخاض على &laqascii117o;تويتر"، بشراسة غير مسبوقة. وكما التفاوت في الصراع العسكري على الأرض، فإن قوة وموارد &laqascii117o;إسرائيل" على وسائل الإعلام الاجتماعي، تفوق بتنظيمها، موارد فصائل المقاومة الفلسطينية الناشطة في الإطار ذاته.
يوفّر الحساب الرسمي لجيش الاحتلال على &laqascii117o;تويتر" عشرات التحديثات كلّ يوم عن الأنشطة العسكرية الإسرائيليّة، ويغرّد رسومات وصورا وفيديوهات، تدعم روايته. بالإضافة إلى نشره بيانات عن الغارات الجويّة على غزّة، وإطلاق الصواريخ على المستوطنات. يحلّل ويناقش دوافع &laqascii117o;حماس"، كأن ينشر مثلاً &laqascii117o;غرافكس" تبيّن كيف تستخدم الحركة منازل المدنيين كمراكز عسكرية، ومرافق لتخزين الأسلحة.
وينسحب توحيد الخطاب العدائي والتضليلي، على حسابات كل الوزارات والمسؤولين الإسرائيليين والسفارات. فيبرز بالإضافة إلى أفيخاي أدرعي، زميله أوفير جندلمان، المتحدّث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي للإعلام العربي، والذي يغرّد باللغتين العربية والانكليزية. كما انضم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ورئيس الكيان شمعون بيريز إلى التغريد عن الحرب التي تقودها إسرائيل ضدّ &laqascii117o;الإرهابيين".
وكان لافتاً للانتباه، أنّه قبل عرض مباراة نهائي كأس العالم، نشر الجيش الإسرائيلي على حسابه تغريدة يطلب فيها من متابعيه، إعادة تغريد عدد الصواريخ التي تطلق من غزة باتجاه الأراضي المحتلّة، على وسم بعنوان &laqascii117o;كأس العالم"، وذلك بهدف تحقيق أوسع انتشار ممكن.
خلال السنوات الماضية، جنّدت إسرائيل مئات الطلّاب للمساعدة في حملة الديبلوماسية العامة. بعضهم يعمل علناً وبعضهم الآخر سرّاً، ضمن برنامج على الانترنت لتعزيز مصالح &laqascii117o;إسرائيل". وفي بداية العدوان على غزة، شنّ أولئك الطلاب، حملة &laqascii117o;إسرائيل تحت النار" على مواقع التواصل الاجتماعي، لكنّها لم تجد الصدى المطلوب، بعدما طغت الحملات التضامنيّة مع فلسطين، وأبرزها &laqascii117o;غزّة تحت القصف".
ويقول مسؤول البرنامج المذكور ياردين بن يوسف (27 عاماً) لصحيفة &laqascii117o;غارديان" البريطانية، إنّ أكثر من 400 طالب وطالبة تطوّعوا للبرنامج، بهدف تشغيل صفحات على &laqascii117o;فايسبوك" بخمس لغات (الإنكليزية والعربية والإسبانية والبرتغالية والألمانية)، لاحتواء البيانات الواقعية بعيداً عن &laqascii117o;البروباغندا، والمبالغة، والأكاذيب"، كما قال. &laqascii117o;إنَّنا نواجه البروباغندا الفلسطينية ونشرح وجهة النظر الإسرائيلية، فوسائل التواصل هي المكان الآخر الذي تدور فيه الحرب"، بحسب وصفه.
ومع كلّ ذلك، يبدو حتى الآن أنّ &laqascii117o;إسرائيل" تخسر معركتها على وسائل التواصل، بالرغم من التكتيكات العدوانيّة التي تستخدمها، مثل الترويج للتغريدات المؤيّدة لحربها. وبرز في هذا السياق، أنّ حساب رئيس الحكومة الإسرائيلية بدأ بدفع مبالغ لـ&laqascii117o;تويتر" مقابل الترويج لتلك التغريدات.
في عملية &laqascii117o;الرصاص المصبوب" 2008/2009، استشهد أكثر من 1300 فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال. دمرّت البيوت والمدارس والمستشفيات. وكل ما ردّدته وسائل الإعلام الغربية حينذاك، أن بعض المستوطنين كانوا خائفين جداً، بسبب بضعة صواريخ بدائية سقطت في جنوب الأراضي المحتلة. حينها أيضاً، لم يسمح للصحافيين بالدخول إلى قطاع غزّة. تقول ميرا بار هلال الإسرائيليّة المناصرة للقضيّة الفلسطينيّة في مقال لصحيفة &laqascii117o;اندبندنت" البريطانية، &laqascii117o;المذبحة تلك، التي استخدم فيها الفسفور الأبيض المحظور دولياً، كاد العالم يغفل عنها تماماً، وحتى أنها فشلت في تحقيق أهدافها المعلنة. نجت &laqascii117o;حماس"، وازدادت الكراهية تجاه المُضطهد".
بضع سنوات من تطوّر وسائل التواصل، غيّرت المشهد إلى الأبد. هو زمن توثيق الفظائع، سواء من قبل المراسلين الذين يمثّلون وسائل إعلام تقليديّة، أو الفلسطينيين الصامدين تحت القصف... فكل ما يحتاج اليه هؤلاء: هاتف محمول وحساب على &laqascii117o;تويتر".
المصدر: صحيفة السفير

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد