إعلام جديد » مشاهير تويتر يجرّبون التضامن مع غزّة


رنا داود
خرج مشاهير أجانب كثر عن صمتهم، وأعلنوا مواقف صريحة عبر منصّة &laqascii117o;تويتر" تضامناً مع فلسطين، إثر العدوان الإسرائيلي الأخير على غزّة. لكنّ بعض المشاهير أبدى تعاطفاً مع الجانب الإسرائيليّ، في حين اختار معظمهم التغريد من أجل &laqascii117o;السلام"، بعيداً عن إعلان &laqascii117o;انحياز" واضح.
بدأ الأمر مع تغريد المغنّية ريهانا لوسم &laqascii117o;الحريّة لفلسطين" FreePalestine في 15 تمّوز / يوليو الماضي. بعد دقائق على هذه التغريدة، تعرّضت النجمة السمراء لهجوم ساخط من قبل مغرّدين مؤيّدين لـ&laqascii117o;إسرائيل"، ما أجبرها على إزالة التغريدة، مدعيّة أنها أرسلتها عن طريق الخطأ. استبدلت ريهانا الوسم بتغريدة أكثر ديبلوماسية، تعلن فيها عن أملها بتحقيق السلام، مرفقة تغريدتها بصورة لطفلين، أحدهما يهوديّ (يرتدي قلنسوة على رأسه) وآخر عربي (يرتدي &laqascii117o;العقال" على رأسه)، بما يتوافق مع &laqascii117o;الكليشيهات" الغربيّة السطحيّة حول حقيقة الصراع في فلسطين.
لم تكن ريهانا الوحيدة التي غيّرت موقفها أو تراجعت عنه، بل سبقها نجم كرة السلّة الأميركي دوايت هاورد الذي غرّد تضامناً مع غزّة، ثمّ حذف تغريدته على الفور، معلّلاً ذلك بأنّ &laqascii117o;السياسة ليست اختصاصه ولن تكون أبداً كذلك".
وتوالت التغريدات من مشاهير أجانب كثر، في مجال الفنّ والترفيه أو الرياضة، أبرزهم المغنّي البريطاني من أصل باكستاني زين مالك من فرقة &laqascii117o;وان ديركشن" الذي غرّد &laqascii117o;الحرّيّة لفلسطين" أيضاً في 28 تمّوز/يوليو، ولم يقم بإزالة التغريدة. وأثنى كثيرون على ما نشره مالك، ولكنّه وجد من يتّهمه بأنّه &laqascii117o;مسلم متطرّف"، ومن يهدّده بالقتل لتأييده للقضيّة الفلسطينيّة. بينما دافع عنه آخرون معتبرين أنّ &laqascii117o;موقفه إنسانيّ يناصر الحقّ وليس المسلمين فقط".
وكانت نجمة &laqascii117o;ديزني" سيلينا غومز قد نشرت صورة عبر حسابها على &laqascii117o;إنستغرام" منذ أسبوع تقول &laqascii117o;من أجل الإنسانيّة، صلّوا لغزّة"، مرفقةً بتعليق &laqascii117o;أحبّوا بعضكم وكونوا التغيير". وقد حصدت صورة غوميز أكثر من ٦٠٠ ألف &laqascii117o;إعجاب"، ولم تسلم من ردود الفعل الرافضة، كتغريدات النجوم الآخرين.
لكنّ أكثر المواقف صراحة جاء عبر حساب المغنّي الأميركيّ جون ليجند على &laqascii117o;تويتر"، إذ نشر ليل 30 تمّوز/يوليو سلسلة تغريدات أعيد تداولها أكثر من 18 ألف مرة، عبّر فيها عن استيائه ممّا يحصل في غزّة قائلاً: &laqascii117o;سئمت من موقف الخارجيّة الأميركيّة الداعم لإسرائيل". لكن، لم يفت ليجند التذكير بأنّه &laqascii117o;من حقّ الفلسطينيّين والإسرائيليّين على حدّ سواء السلام والحريّة وحقوقهم الإنسانيّة"، على حدّ تعبيره، خاتماً &laqascii117o;لا أعرف الطريق إلى السلام، لكنّ الوضع الحاليّ كارثة حقيقيّة". واقتبست صحيفة &laqascii117o;الإنديبندت" البريطانيّة خطاباً سابقاً لليجند ألقاه في جامعة بينسيلفانيا، عبّر فيه عن تعاطفه مع اللاجئين الفلسطينيّين مشدّداً على أنّ &laqascii117o;الأطفال الفلسطينيّين لا يشكّلون خطراً مستقبليّاً أو تحديّاً ديموغرافيّاً، بل هم بشر يحقّ لهم أن يصبحوا آباء أو أمّهات أو عشّاقا".
من جهة أخرى، تكفّل المشاهير الإسرائيليّون بمهمّة &laqascii117o;التصدّي" لكلّ من يرمي صفات الإجرام على الجيش الإسرائيليّ، في مقدّمتهم عارضة الأزياء بار رافاييل التي تنشر على حسابها في &laqascii117o;تويتر" و&laqascii117o;إنستاغرام" صورا وشعارات مؤيّدة &laqascii117o;لأبطال" الجيش الإسرائيلي &laqascii117o;الشجعان" كما وصفتهم. ويردّد أمثالها ما تصرّح به الحكومة الإسرائيليّة، بأنّ &laqascii117o;حماس" تستخدم المدنيّين درعاً بشريّاً، ما يدفع الجيش الإسرائيلي إلى قصف مناطق سكنيّة فلسطينيّة. وقد حصل سجال بين لاعب كرة القدم البريطانيّ جوي باترون واللاعب الإسرائيلي يوسي بينايون في 26 تمّوز/يوليو على &laqascii117o;تويتر"، إذ اتّهم الأخير باترون &laqascii117o;بالغباء"، وذلك ردّاً على تغريدة سابقة دان فيها الاعتداء على المدنيّين، واستنكر صمت الغرب على أعمال &laqascii117o;إسرائيل".
تغريدات النجوم الذين اختاروا إعلان تعاطفهم مع فلسطين، جريئة بغضّ النظر عن حدّة محتواها، أو ترديدها للسائد حول السلام في المنطقة. وإذا أخذنا بعين الاعتبار عدد متابعي حساباتهم التي تتصدّر لوائح &laqascii117o;تويتر"، نعرف أنّ ما ينشرونه يطال عشرات الملايين. فعلى سبيل المثال، تحتلّ ريهانا المرتبة الثامنة بين أكثر المشاهير مُتابعة على &laqascii117o;تويتر" (36 مليون متابع)، ويأتي زين مالك في المرتبة الـ 53 (13 مليون متابع)، في حين يتابع جون ليجند أكثر من 5 ملايين. من حقّ هؤلاء المشاهير تكوين رأي والتعبير عنه، رغم أنّ ذلك يهدّدهم بزعزعة شعبيّتهم أحياناً. وإن كان أسلوب حياة المشاهير بالغ الأهميّة إلى حدّ تتمثّل به شريحة كبيرة من الجمهور، فلا بدّ من أن مواقفهم وآراءهم، قادرة على التأثير في الرأي العام وتحريكه. وبينما يرى البعض أنّ احتفاظ المشاهير بآرائهم الشخصيّة يجنّبهم خسارة المتابعين من توجّهات سياسيّة مغايرة، تشكّل هذه الخطوة أداة مهمّة لإعلام الجمهور في الغرب عما غاب عنه من حقائق، تعتّم عليها القنوات التلفزيونيّة.
المصدر: صحيفة السفير

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد