زينة برجاويأثارت مصممة الأزياء والمدوّنة سمر البرشا ضجة كبيرة في الولايات المتحدة أخيراً، بعدما نشرت صورةً عبر حسابها على &laqascii117o;إنستغرام" (هيبستر حجابي)، وهي ترتدي تنورة ابتاعتها من متجر يهودي. قامت صفحة المتجر على &laqascii117o;فايسبوك"، بإعادة نشر الصورة، ما فجّر تعليقات غاضبة من بعض زبائنه، احتجاجاً على ما وصوه بـ&laqascii117o;نشر صورة امرأة مسلمة، في خضمّ الحرب في غزّة"، بحسب تعبيرهم. نجح ذلك الجدل، بالرغم من جانبه التنميطي، بشدّ اهتمام الصحف الأميركيّة إلى مصمّمات الأزياء المحجّبات، اللواتي يتخذن من &laqascii117o;إنستغرام" منصّة لهنّ.
يأتي الاهتمام الإعلامي الأميركي بإبداعات المحجبات على &laqascii117o;إنستغرام"، في سياق عام ينمّط المرأة المحجّبة، كامرأة مقموعة بالضرورة. إذ إنّ الحجاب لطالما كان مثار جدل واسع في الدول الأوروبيّة والولايات المتحدة. اليوم، تحوّل تطبيق &laqascii117o;إنستغرام" إلى منصّة لتغيير تلك الصورة، وإثارة حشريّة البعض. في هذا السياق، كانت صحيفة &laqascii117o;نيويورك تايمز" السباقة في نشر تحقيق موسّع حول هذا الموضوع، اختارت فيه نماذج لشابات عربيات محجبات، يعشن في عدد من الدول الأجنبية، ويعملن في مجال الموضة. يسلّط التحقيق الضوء على تجاربهنّ، من خلال مدوّناتهنّ الشخصيّة، وصفحاتهنّ الغنيّة بالأناقة على تطبيق &laqascii117o;إنستغرام".
من أبرز المدوّنات في هذا المجال، وأوسعهنّ شهرة، الكويتية آسيا فرّاج (24 عاماً) التي أطلقت مدوّنة خاصة، تحكي فيها قصتها مع الحجاب، ويوميّاتها في ابتكار أزياء تتناسب معه. تحولت المدوّنة إلى مشروع ناجح بعدما حصدت فرّاج حوالي تسعة آلاف متابع على &laqascii117o;إنستغرام"، ينتظرونها يومياً، للتعرّف على ما ستبتكره من تصاميم. تعرّف فراج نفسها كالتالي: &laqascii117o;الكويتية الهجينة، الزوجة الأميركية، ووالدة آدم (أي طفلها)". هنا، لا تفوّت مناسبةً إلا وتنشر فيها صورة تظهر فيها بكامل أناقتها. فحجابها لا يمنعها من أن تكون مواكبة للموضة، تقول. تنقل صورها أثناء التسوّق، وتعطي أحياناً للعباءة الخليجية نكهةً خاصة، من خلال ارتدائها بطريقة مختلفة عن المألوف. إلى جانب صورها المتنوّعة بحسب المناسبات، تنشر فرّاج فيديوهات تظهر فيها برفقة زوجها أحمد، كأنّها تخبر المتلقي الأميركي، أنّ الحجاب لا يعيق المرأة عن عيش حياتها بشكل طبيعي، وعن بناء علاقات عاطفيّة صحيّة ومتكافئة.
ومن بين الصفحات التي تحظى باهتمام واسع، نجد &laqascii117o;هوت حجاب"، والتي تقوم بنشر صور محجبات يبتكرن أزياء معاصرة. صاحبة الصفحة هي ميلاني الترك المقيمة في شيكاغو، وتقوم عبرها بتقديم تصاميم عصرية تراعي &laqascii117o;ثقافة بعض الشابات المسلمات اللواتي سئمن من المظهر العادي للحجاب"، كما تقول لصحيفة &laqascii117o;نيويورك تايمز".
تختلف تجربة سامان منير، صاحبة مؤسسة مدونة &laqascii117o;سامان للماكياج والحجاب"، المقيمة في مدينة تورونتو الكندية. تقوم منير بنشر مقاطع فيديو حول كيفية ارتداء الحجاب، وتنسيق الملابس والماكياج معه. في حديثها للصحيفة الأميركيّة، تقول منير إنّه قبل ثلاث سنوات، كان من الصعب العثور على أيّ فيديو يظهر كيفيّة ربط أو ارتداء الحجاب، بخلاف اليوم حيث تنتشر مواقع كثيرة، خاصة بتعليم طرق مختلفة لارتدائه عبر الإنترنت.
من جهتها، تسعى مصممة الحجاب زلفية توفا، التي تعيش في استراليا، إلى الذهاب بتجربتها نحو الاحتراف، من خلال تقديم مجموعة خاصة بها في فصل الخريف. وتقول توفا: &laqascii117o;قبل عشر سنوات، كان الناس يضحكون لفكرة ارتداء الحجاب لأسباب تتعلّق بالموضة، واعتادوا الشعور بالأسف حيالنا نحن المسلمات، على أساس أننا مضطرات لتغطية أجسادنا ورؤوسنا. الآن وعندما يرون تلك الصور على شبكة الإنترنت، التي تظهر فيها الفتيات مبتسمات، وفي غاية الأناقة، يدركون أنّ الحجاب لا يرمز لاضطهاد المرأة، وأنه خيار شخصي".
هنا لا بدّ من التذكير بشريط الفيديو الذي نشرته مطلع العام الجاري، مجموعة من الأميركيات المسلمات، وهنّ يرتدين ملابس لافتة للنظر، ويقمن بحركات استعراضية شبابية جريئة ومرحة. ورغم أن منتجي الفيديو كانوا يهدفون إلى إبراز التنوع في شخصيات الأميركيات المحجبات، وكسر الصور النمطية عنهن بأنهن مقموعات، إلا أن الكثير من المسلمين في أميركا رأوا أن الفيديو لا يعكس واقع المحجبات الأميركيات، وزعم آخرون بأنه يحول المرأة إلى سلعة رخيصة. وأطلقت صاحبات الفيديو على أنفسهن اسم &laqascii117o;ميبسترز &laqascii117o;Mipsterz، وهو دمج لكلمتين إنكليزيتين Mascii117slim وhipsters، ويشرحن على صفحتهنّ على موقع &laqascii117o;فايسبوك"، أن &laqascii117o;هذا المصطلح يشير إلى الأشخاص الذين يهمهم آخر صيحات الموضة والموسيقى والفن والأفكار الشبابية والإبداعية والفكرية، لكنهم في الوقت نفسه يستقون إلهامهم من الثقافة الإسلامية والأنبياء، والنصوص الشرعية إضافة إلى الشعراء الصوفيين".
المصدر: صحيفة السفير