إعلام جديد » تويتر يغازل روحاني ويحلم بـ زمان الوصل في إيران


رنا داود
أتمّ حساب الرئيس الإيرانيّ حسن روحاني على &laqascii117o;تويتر" عامه الأوّل خلال الأيّام الماضية، ولا يزال موقع التدوينات الصغيرة محجوباً من قبل موزّعي الإنترنت داخل الجمهوريّة الإسلاميّة. آمال الإيرانيّين بالوصول إلى الإنترنت بحريّة، معلّقة بين وعود روحاني المنشودة منذ تولّيه السلطة، وبين ضغوطات &laqascii117o;المجلس الأعلى للفضاء الافتراضي" لحجب بعض المواقع الإلكترونيّة وتطبيقات الجوّال بحجّة خطرها، وكان آخرها &laqascii117o;واتسآب" و&laqascii117o;فايبر".
من دون إشارة زرقاء
يطرح نشاط روحاني الكثيف على &laqascii117o;تويتر" المزيد من الأسئلة حول منح المواطنين الإيرانيّين حقّهم باستخدام وسائل التواصل الاجتماعيّ. وقد أشار المدير التنفيذيّ لشركة &laqascii117o;تويتر" ديك كوستولو إلى ذلك في تغريدة أرسلها لروحاني في 25 أيلول/ سبتمبر، وجاء فيها: &laqascii117o;سيّدي الرئيس، إنّنا نستمتع بتغريداتك من الأمم المتّحدة. ونودّ أن يستمتع بها الإيرانيّون أيضاً. متى سيتحقّق ذلك؟". تمّت إعادة نشر تغريدة كوستولو أكثر من 3 آلاف مرّة، وقد ردّ عليها روحاني في حديثه لـ&laqascii117o;سي أن أن" مع كريستان أمانبور الأسبوع الماضي، فقال: &laqascii117o;قد بدأنا بالفعل باتّخاذ إجراءات، ولا ننفي أنّنا لم نحقّق بعد ما كان يتطلّع إليه الإيرانيّون خلال حملتنا الانتخابيّة، لكنّ الشعب يدرك أنّنا ماضون قدماً، وهو على دراية بأنّ هكذا مسائل تتطلّب تنسيقاً بين أجهزة مختلفة وهي المحكمة والسلطة التشريعيّة والبرلمان. نفكّر بإنشاء شبكة معلومات واسعة في الجمهوريّة، وقد بدأنا بالتأسيس لذلك عبر زيادة معدل رفع البيانات (BANDWIDTH) عمّا كانت عليه العام الماضي، ما يسهّل على الناس الوصول للمعلومات والاتّصال بالإنترنت".
كان كوستولو أوّل المرحّبين الرسميّين بالرئيس الإيرانيّ عند افتتاح الأخير حساباً في &laqascii117o;تويتر"، فغرّد له في 27 أيلول/ سبتمبر العام الماضي قائلاً: &laqascii117o;أشعر بأنّي أشهد تغيّراً تكتونيّاً في المشهد الجيوسياسيّ عند قراءتي لتغريدات روحاني. رائع". تبع ذلك ترحيب من مؤسّس موقع &laqascii117o;تويتر" جاك دورسي. يذكر أنّ دورسي كان قد سأل روحاني في تشرين الأوّل/ أكتوبر الماضي إن كان باستطاعة الإيرانيّين تصفّح تغريدات رئيسهم، فردّ روحاني بأنّه &laqascii117o;يسخّر طاقاته لضمان وصول مواطنيه للمعلومات بسهولة، فذلك حقّهم". وأبدى دورسي عندها استعداد &laqascii117o;تويتر" للتعاون مع إيران لتحقيق ذلك.
وبعيداً عن هذه التغريدات، ينشر دورسي وغيره من العاملين في &laqascii117o;تويتر" بين الفينة والأخرى، أخبار روحاني أو يتفاعلون مع حسابه. واللافت أنّه بالرغم من هذا الاهتمام بتغريدات روحاني، لم يتمّ توثيق أيّ من حسابَيْه بعد، لا الناطق بالإنكليزيّة (ويحصد 257 ألف متابع) ولا الفارسيّة (ويحصد 97 ألف متابع). وتشترط سياسة &laqascii117o;تويتر" للتوثيق إرسال طلب مباشر من القائم على الحساب، ويمنح إشارة زرقاء قرب اسمه، إن استوفى المعايير المطلوبة. مع العلم انّ حساب وزير الخارجيّة الإيرانيّ جواد ظريف الناطق بالإنكليزيّة، يحمل تلك الشارة مع 192 ألف متابع.
الرئيس لا يغرّد وحيداً
وبالرغم من القيود الحاليّة، إلا أنّ الإيرانيّين ناشطون على الإنترنت، ويستخدمون شبكات خاصّة افتراضيّة (VPN) للولوج للمواقع المحظورة، ما يحجب رمز IP الخاصّ بهم، ويمنع تعقّب منطقة تواجدهم الجغرافية. وبسبب ذلك، من الصعب أن تقوم شركات مثل &laqascii117o;تويتر" و&laqascii117o;فايسبوك" بتحديد عدد مستخدميها داخل إيران. لكنّ مصادر عدَّة تقدّر وجود 30 إلى 35 مليون مستخدم إيرانيّ للإنترنت. ويشير تقرير البنك الدولي لمستخدمي الإنترنت في العام الماضي، إلى وجود 31,4 مستخدما إيرانيا بين كلّ مئة شخص، أي 24 مليون مستخدم تقريباً. أمّا عن نسبة استخدام الهواتف المحمولة في إيران، فهي تتراوح بين 85 في المئة و120 في المئة بحسب مصادر مختلفة، وتحصرها الأمم المتّحدة بنسبة 84 في المئة.
يشير مراسل &laqascii117o;بي بي سي فارسي" هادي نيلي في حديث لـ&laqascii117o;السفير" إلى أنّ &laqascii117o;المجلس الأعلى للفضاء الافتراضي" أُنشئ بأمر من المرشد الأعلى آية الله علي الخامنئي، ويرأسه الرئيس الإيرانيّ ويضمّ ثلاثة وزراء، وفيه ممثّلون عن الحرس الثوري والقضاء والبرلمان، وهيئات أخرى &laqascii117o;أكثر محافظة من الحكومة". ويلفت نيلي إلى أنّ الرئيس ووزراءه يمتلكون صوتاً في هذا المجلس، &laqascii117o;ولكنّ القرار النهائيّ ليس لهم وحدهم". ويتابع نيلي: &laqascii117o;يلوم قادة إيرانيّون وعلى رأسهم خامنئي &laqascii117o;تويتر" ووسائل التواصل الاجتماعيّ الأخرى كـ&laqascii117o;فايسبوك" بالترويج لتغيير النظام في إيران، خصوصاً بعد انتشار هذه الوسائل إثر الاحتجاجات على نتائج الانتخابات الرئاسية العام 2009. وتمّ حظر شبكات التواصل منذ ذلك الحين، بحجّة أنّها وسيلة لتنصّت العدو على إيران وزعزعة الاستقرار".
من جهته، يقول المقدّم والمنتج في &laqascii117o;بي بي سي فارسي" نيما اکبرپور لـ&laqascii117o;السفير" إنّ &laqascii117o;بعض المرجعيّات الدينيّة المحافظة لا تتقبّل وسائل التواصل الاجتماعيّ، وفتاواهم تتسبّب بالمشاكل. وتتفاقم الأزمة بسبب اليمين في البرلمان الذي يضع العصي في الدواليب"، على حدّ تعبيره.
مفتاح قفص عصفور &laqascii117o;تويتر" ليس في حوزة الرئيس الإيرانيّ إذًا، مهما دعا إلى فكّ قيده. فهل يكسر روحاني خلال ولايته تلك الأغلال، أم أنّه سيظلّ يغرّد وحيداً في الجمهوريّة الإسلاميّة؟
المصدر: صحيفة السفير

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد