مأمون الحاجبعد دعاية مكثفة شبيهة بتلك التي تخصّصها شركات الإنتاج الضخمة في هوليوود لأفلام الحركة والأبطال الخارقين، خرج إلى التداول فيلم &laqascii117o;لهيب الحرب" الداعشي (55 د.)، بعد طرحه على &laqascii117o;يوتيوب". يركّز الفيلم على أحداث عسكريّة مفصليّة خاضها التنظيم، بدءاً من احتلال مطار منغ العسكري في شمال سوريا، مروراً بمعاركه مع الأحزاب الكرديّة، وصولاً إلى إعدام جنود سوريين من &laqascii117o;الفرقة 17"، تم إجبارهم على حفر قبورهم، قبل قتلهم فوقها. وبالرغم من تركيز الفيلم على هذه الوقائع، إلا أنّها لا تشكّل محتواه الأساسي، بل تظهر كهيكل عام يحمل الرسائل المطلوب إيصالها.
يبدو الفيلم أقرب إلى الوثائقي، حيث يعتمد أساساً على صوت الراوي الذي يتحدث الانكليزيّة بطلاقة، ترافقها ترجمة عربية أسفل الشاشة، بما يوحي أن الفيلم موجه أساساً للغرب. يعزّز هذا الاستنتاج خلوّ الشريط من أي مشهد دموي، إلى جانب &laqascii117o;الأناشيد الجهادية" الموظّفة على شكل الموسيقى التصويرية.
يظهر ضمن الفيلم &laqascii117o;خط درامي" موازٍ لخطّ المعارك، يقوم على تفصيل الهرمية التنظيمية الداعشية وشرحها. نجد على رأس القائمة &laqascii117o;الاستشهاديين"، وبعدهم &laqascii117o;صيادي المدرعات" رماة الـ&laqascii117o;آر بي جي"، ثمّ &laqascii117o;الاقتحاميين"، للإيحاء بوجود تراتبية عالية الدقة ضمن التنظيم، جديرة بالجيوش الكبيرة، رغم أنّها تعتمد حرب العصابات. ولإبراز المزيد من إمكانيّات التنظيم العسكريّة، يبيّن الشريط استخدامه شتى أنواع الأسلحة بما فيها المدفعية الثقيلة والدبابات.
يعتمد الفيلم في مشاهد عدّة على تقنية تبطيء الحركة slow motion، والتي من المعروف أنها لا تنجح إلا في حال اعتماد التصوير على كاميرات متطوّرة عالية الدقّة، لتؤمن عدد الإطارات الكافي لإبطاء الحركة، إلى جانب عرض &laqascii117o;غرافكس" لخرائط وصور تحوي عدّة معلومات وبيانات، والإكثار من المؤثرات الخاصّة. ذلك ما جعل الصحف البريطانيّة والأميركيّة تفرد مقالات عدّة للتعليق على الحرفيّة التقنية العالية للعمل، والتحذير من الاستراتيجيّة الإعلاميّة المتقنة والمدروسة لدى &laqascii117o;داعش".
يبدأ الفيلم بالتذكير بحرب جورج بوش الابن على العراق، بنبرة التشفي، ثمّ يستعرض إعلان باراك أوباما بدء المعارك ضدّ التنظيم. وكما بدأ &laqascii117o;لهيب الحرب" بالسخرية من الرئيسين الأميركيين السابق والحالي، ينتهي بقول موجه إلى الولايات المتحدة: &laqascii117o;حرب الوكالة لن تغني عنك في الشام، كما لم تغنِ عنك في العراق، وعما قريب ستكونين في المعركة المباشرة مرغمة". قد تلخّص هذه العبارة المضمون الأساسي للفيلم، بوصفه دعوة لأميركا للدخول المباشر في المعركة، وهي الدعوة التي كانت تنتظرها، لتقديمها كحجّة لحربها الجديدة أمام الرأي العام الأميركي.
منذ إطلاق الفيديو الترويجي له، وصولاً إلى إطلاقه كاملاً على &laqascii117o;يوتيوب"، حظي فيلم &laqascii117o;لهيب الحرب" باهتمام الإعلام الغربي. إلا أن قلة من المحللين يمتلكون منطقاً مقنعاً في الطرح، وبينهم الأميركي التركي سينك أوغور، الذي يقدّم تحليلاً من وجهة نظر الشعب الأميركي، وينتهي إلى القول: &laqascii117o;ما يريده &laqascii117o;داعش" من هذا الفيلم هو القول لنا تعالوا إلينا، ولذلك يجب ألا نذهب، لا يمكن حلّ القضية بهذه الطريقة".
المصدر: صحيفة السفير