إعلام جديد » الإذلال العلني لــ بعبع الميديا المصرية

محمود عزّت
بعد رفع الفيديو على &laqascii117o;يوتيوب" بساعات، تجاوز عدد المشاهدة المائة ألف وزيادة، وعمّ ابتهاج كبير بين أغلب مستخدمي &laqascii117o;تويتر" و&laqascii117o;فايسبوك" المصريين وبدأوا في مشاركته على نطاق واسع بحماس وسعادة.
يبدأ الفيديو بمقطع صوتي قديم لمرتضى منصور يتحدث فيه في مداخلة تلفزيونية لأحد البرامج عن نفسه، بصوته الغليظ وأسلوبه الفظّ، عن أصوله التي تعود إلى منطقة روض الفرج الشعبية وخبراته العميقة في الحياة التي يلخّصها بالتعبير الشعبي: &laqascii117o;شربت مجاري" (صرف صحي). ثم تظهر شاشة بيضاء عليها ميم إنترنت يفكّر وتحته مكتوب: &laqascii117o;والله فكرة!"
بعدها نرى مرتضى منصور نازلاً من سيارته، متجهاً على الأغلب إلى بوابة نادي الزمالك الجانبية، حيث يفاجئه أحد أعضاء الألتراس &laqascii117o;وايت نايتس" ـ أشهر مجموعات ألتراس نادي الزمالك ـ من الخلف ويصفعه على قفاه صفعة أحنت جذعه بالكامل إلى الأمام، ثم يأتي عضو آخر ليرشّه بكيس مملوء بماء المجاري.
هكذا نفّذت مجموعة &laqascii117o;الألتراس وايت نايتس" بانتقامها الإعلامي الكبير من مرتضى منصور، رئيس مجلس إدارة نادي &laqascii117o;الزمالك" وعدو الألتراس رقم 1 الآن في مصر.
لم يكفّ منصور عن إعلان عدائه لمجموعات الألتراس، التي تصل بولعها بالنادي وتشجيع فرقه الرياضية إلى ما يشبه القداسة. تطور الموقف بعد أن أطلق مجهولون النار على مرتضى منصور ومرافقيه في آب/ أغسطس الماضي، وتم اتهام الألتراس بالتدبير لاغتياله أعقبته مداهمة لمنازل عدد كبير من أعضاء المجموعة، واعتقالهم ولا تزال محاكمتهم مستمرة إلى الآن، بالإضافة إلى آخرين تم اعتقالهم خلال تظاهرة احتجاجية ضد اتهام المجموعة بمحاولة الاغتيال.
انتشار الفيديو السريع ليس سببه فقط خلافات مرتضى مع الألتراس، وإنما هي البهجة بالامتهان العلني لأحد أشهر الوجوه الإعلامية الكارهة لثورة &laqascii117o;25 يناير"، وأشدها صلفاً وعداءً لكل ما يتعلق بها، غول مرعب في ما يتعلق بالخصومات السياسية والإعلامية تحوّل إلى ما يشبه الأيقونة الكاملة لاستخدام البذاءة على الهواء مباشرة والتهديد بالفضيحة والوعيد بالانتقام والتنكيل لكل من يعارضه أو يقرّر مواجهته.
الصفعة ثم حمام الصرف الصحي اللذان نالهما منصور، أسعدا الكثيرين ممن رغبوا في مشاهدة هذا الجبّار يُمتهن على الطريقة الشعبية المصرية التي طالما هدد بها الجميع: الصفع على القفا. ولكن بالطبع، كان هناك على السوشل ميديا من رفض الفعل واعتبره خارجاً عن حدود الخلاف أو المقبول، رافضين الترحيب به والابتهاج بحدوثه.
بعد الحادث، عقد مرتضى منصور مؤتمراً صحافياً ليعلن فيه عما أسماه &laqascii117o;محاولة الاغتيال الثانية"، وفي أول لقاء تلفزيوني بعد المؤتمر بدا مرتضى مهزوزاً ومرتبكاً وهو يحاول إقناع المراسل أنه بخير وأن ما حدث لا يتعلق بشخصه، وإنما للأمر سياقات أكبر تهدف للإيحاء باستمرار الانفلات الأمني في مصر!
وفي محاولة يائسة منه لاستعادة لياقته، بدأ الصياح مباشرة إلى الكاميرا محدّثا رئيس مجلس إدارة النادي &laqascii117o;الأهلي" محمود طاهر، يلومه على تشجيعه للألتراس وعلى محاولاته للصلح بينهم وبين الجهات الأمنية، وأنه يوماً ما سيناله ما نال مرتضى من غضبهم.
ربما هذه من المرات القليلة خلال السنوات الثلاث الأخيرة التي يظهر فيها مرتضى منصور مكسوراً ومذهولاً مما حدث له، غير قادر على تمالك نفسه وتقديم &laqascii117o;الشو" المعتاد الخاص به في البرامج التلفزيونية. في أحوال أخرى، كان صوته يخرج أكثر غلظة وحدة، بتهديدات مباشرة وقوية، لا يستنجد بأحد أو يطلب عون أحد، مثلما فعل في هذا اللقاء في ما يشبه التوسل للجهات الأمنية لسرعة القبض على مهاجميه. يعرف مرتضى منصور أنه يواجه من لن يستطيع النيل منهم وحده. الألتراس رغم كل شيء استطاعوا إذلاله علناً، ومناصبتهم العداء تعني الوقوف في وجه الآلاف من المشجعين الغاضبين، الذين لن يستطيع أحد تحجيم غضبهم ضد اعتقال زملائهم أو منعهم من مؤازرة فريقهم في المدرجات.
المصدر: صحيفة السفير

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد