زينة برجاوي
قرّرت زلفا أن تكسر حاجز الصمت، وتحكي للجميع عن حقّ كلّ امرأة لبنانيّة بنيل الحماية من العنف الأسري. تعيش صديقتنا في لبنان وتعاني كنساء أخريات، من التمييز والعنف والظلم، وكانت قد نجت من تعنيف زوجها، قبل أن تصل إلى الشاشة، لتساعد المعنّفات. هي شخصية كرتونيّة، أطلقتها جمعية &laqascii117o;كفى عنف واستغلال"، لتكون رسولتها في وسائل الإعلام، وتفنّد قانون حماية النساء من العنف الأسري، عبر نشرة أخبار &laqascii117o;أل بي سي آي" اليومية. تمنح زلفا يوميّاً نصيحة، لمساعدة كلّ سيدة تعرّضت للعنف، وتجهل الطرق القانونيَّة للدفاع عن نفسها.
في فقرتها اليومية ضمن نشرة الأخبار، تطرح زلفا بعض الأسئلة الشائعة والمشروعة التي تتبادر إلى ذهن أيّ سيّدة تتعرّض للعنف، وتجيب عنها بأبسط طريقة ممكنة، وفقاً لما نصّ عليه القانون 293 الخاص بـ&laqascii117o;حماية النساء وسائر أفراد الأسرة من العنف الأسري".
تمّ إطلاق حملة زلفا، لمناسبة اليوم العالمي للقضاء على العنف ضدّ المرأة، كأسلوب جديد للتأثير على السيدات في لبنان، وتوعيتهنّ على السبل المتاحة للمحافظة على حقوقهنّ، والاحتكام إلى القانون عند تعنيفهن. وكما أشرنا، تطلّ الشخصيّة الكرتونيّة بشكل يومي في نشرة أخبار &laqascii117o;أل بي سي آي"، ضمن فقرة &laqascii117o;زلفا اليوم"، والتي تمتدّ لثلاثين ثانية فقط. كما يمكن العثور على أسئلة زلفا كاملةً، عبر زاوية خاصّة بها على موقع جمعيّة 'كفى' الالكتروني. تتضمّن الزاوية نموذجاً عن طلب الحماية يمكن لأي سيدة أن ترتكز عليه. وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، أبصر وسم #زلفا النور، ويتم تداوله للتعريف عن الحملة.
ولكن لماذا زلفا؟ وما الفرق الذي يمكن أن تخلّفه هذه الحملة الإعلاميّة الكرتونيّة؟ تشرح المنسقة الإعلاميّة في &laqascii117o;كفى" مايا عمّار لـ&laqascii117o;السفير" أنَّ القيّمين على الحملة اختاروا اسم الشخصيّة، لأنّه يعني &laqascii117o;القريب"، لتكون زلفا &laqascii117o;قريبة من النساء، بخلاف مواد القانون البعيدة عنهنّ، كما أنّ &laqascii117o;الزُلفة" تعني المرأة". وتشير عمّار إلى أنّ فكرة الحملة أبصرت النور بعد اجتماعات مع سيّدات معنّفات لجأن إلى &laqascii117o;كفى" وهنّ يحملن أسئلة عن القانون الذي يفترض به حمايتهنّ من العنف، في حين تولّى جورجيو باسيل تصميم غرافكس الشخصيّة. ولماذا لم تعرض فقرة &laqascii117o;زلفا اليوم" على قنوات تلفزيونية أخرى؟ تؤكّد عمّار أن &laqascii117o;كفى" قامت بإرسال الفقرة إلى كلّ القنوات التلفزيونيّة اللبنانيّة، إلا أنّ &laqascii117o;أل بي سي آي" كانت القناة الوحيدة التي استجابت للفكرة، ورحّبت بعرضها.
تمثّل زلفا بصورتها الإعلاميّة، وإطلالتها الإخباريّة اليوميّة، مجموعة كبيرة من النساء المعنّفات. تخاطب جمهورها بطريقة جديدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إذ صار بإمكان الجميع مشاركة قصصها وأسئلتها عبر صفحات &laqascii117o;فايسبوك" أو &laqascii117o;تويتر"، بهدف توعية أكبر عدد ممكن من رواد العالم الافتراضي. تحرص الشخصيّة الكرتونيّة على تقديم أكبر قدر ممكن من المعلومات عن القانون 293، علّها تصل إلى من هنّ بحاجة إليها. والأهم من ذلك هو أنّ زلفا كسرت صمتها تزامناً مع ارتكاب جريمة جديدة بحق المرأة اللبنانية، ذهبت ضحيتها هذه المرة نسرين روحانا التي قتلها زوجها رمياً بالرصاص، بعد سنوات من التعنيف، بالرغم من نيلها حقّاً بالحماية بموجب القانون. تلفت مايا عمّار إلى أنّ &laqascii117o;هذه الحادثة قد تجعلنا نشعر أننا لم نحقق أي إنجاز بحق المرأة، إلا أننا نجحنا في الحصول على قرارات تحمي السيدات من العنف، والعقبات التي اصطدمنا بها تزيدنا إصراراً على استكمال حملتنا لإدخال التعديلات اللازمة على القانون". ربما تكون زلفا قادرةً بشكل ما، على إنقاذ حياة امرأة معنّفة، أو تساعدها على اتخاذ القرار بطلب الحماية.
المصدر: صحيفة السفير