مصطفى فتحيبيّن استطلاع للرأي نشره &laqascii117o;المركز المصري لبحوث الرأي العام ــ بصيرة" حديثاً، أنّ مقدّمة برنامج &laqascii117o;صبايا الخير" على قناة &laqascii117o;النهار" ريهام سعيد، حازت على المركز الأول كـ &laqascii117o;أكثر امرأة وإعلامية تأثيراً في المصريين خلال العام 2014". تحوّل الاستطلاع إلى مادّة دسمة للسخرية على مواقع التواصل في مصر، بالرغم من أنّ الأرقام لا تكذب... ما جدّد النقاش القديم، حول الشرخ بين &laqascii117o;الشارع المصري"، و &laqascii117o;دولة السوشل ميديا الشقيقة".
لطالما كانت ريهام سعيد مادّة للتندّر على مواقع التواصل، خصوصاً بعد حلقاتها عن الملحدين والعفاريت. ولكن على المقلب الآخر، يبدو أنّ برنامجها يجذب عدداً كبيراً من المتابعين، بحسب مصدر رسمي من قناة &laqascii117o;النهار"، يقول لـ &laqascii117o;السفير": &laqascii117o;صبايا الخير" هو البرنامج الأكثر مشاهدة على شاشة القناة، بالرغم من وجود برامج تقدّمها أسماء مهمة مثل محمود سعد". تؤكّد القناة أيضاً أنّ البرنامج يتلقّى مساعدات إنسانيّة كثيرة، تساهم في &laqascii117o;حلّ مشاكل عشرات الأسر المصريّة". وقبل أشهر، حين قدّمت سعيد حلقة من برنامجها في &laqascii117o;إستاد القاهرة"، جاء لملاقاتها عشرات الآلاف.
بالرغم من ذلك، يسود شبه إجماع بين أهل الاختصاص، على توجيه نقد سلبيّ لأداء سعيد المبالغ به. ويقول مراقبون أنّ مادّة برنامجها أقرب لحوارات المقاهي و &laqascii117o;المصاطب"، حيث تسيطر النميمة غير المبنية على حقائق. كما أنّ &laqascii117o;صبايا الخير" يواجه اتهامات بفبركة عدّة حلقات. لكنّ ذلك لا ينعكس على خيارات جمهور الفضائيّات كما تظهر في استطلاعات الرأي، إذ لا يمكن إغفال عدّة عوامل تساهم في انتشار هذا النوع من البرامج، ومن بينها عامل نسب الأميّة المرتفعة.
الأكيد أنّ هناك فارقاً كبيراً، يستدعي التوقّف عنده، بين أرقام استطلاعات الرأي، والسائد على مواقع التواصل. وحالة ريهام سعيد ليست الأولى من نوعها. ففي رمضان الماضي، كان اهتمام السوشل ميديا مصبوباً على عملين هما &laqascii117o;السبع وصايا"، و &laqascii117o;سجن النساء"، ليبيّن استطلاع لـ &laqascii117o;مركز بصيرة" أيضاً، أنّ مسلسل &laqascii117o;ابن حلال" حاز على نسب مشاهدة أكبر. كما أصدرت شركة &laqascii117o;نايل سات" إحصائيات توضح أنّ &laqascii117o;ابن حلال" كان الأعلى مشاهدة في مصر، بفارق كبير بينه وبين المسلسلات الأخرى.
وبينت استطلاعات أخرى منها استطلاع &laqascii117o;مهرجان الفضائيات العربية" حصول مقدّم برنامج &laqascii117o;القاهرة 360" على &laqascii117o;القاهرة والناس" أسامة كمال، على لقب أفضل مقدّم برامج في العام 2014، بالرغم من أنّه ليس من نجوم السوشل ميديا في مصر، ولا يثار جدل حول برنامجه أبداً، وكأنَّ مستخدمي مواقع التواصل يعتبرونه غير موجود.
ويتشابه الجدل الدائر حول ريهام سعيد مع الجدل حول أحمد موسى مقدم برنامج &laqascii117o;على مسؤوليتي" على فضائية &laqascii117o;صدى البلد". فموسى من مواد السخرية الرائجة على &laqascii117o;تويتر" و &laqascii117o;فايسبوك"، بالرغم من تأكيد مصادر داخل القناة أنّ برنامجه &laqascii117o;هو الأكثر مشاهدة من بين كل برامج القناة، ما يجعلها متمسكة به".
فهل المشكلة في أرقام استطلاعات الرأي؟ أم أنّ الضجّة المثارة حول شخصيّة معيّنة على مواقع التواصل خادعة؟ يقول الباحث في علم الاجتماع في &laqascii117o;جامعة القاهرة" علاء مصطفى لـ &laqascii117o;السفير" إنّ الناشطين على مواقع التواصل، &laqascii117o;ينتمون بغالبيّتهم إلى الفئة المتعلّمة، ما دون سنّ الخامسة والثلاثين، والتي لا يمكن أن تختصر 100 مليون مصري". ذلك ما يجعل السائد على مواقع التواصل بحسب وصفه، &laqascii117o;رأياً في اتجاه واحد لا يعبّر عن كلّ المصريين بالضرورة". ويشير مصطفى إلى نقطة تتعلّق &laqascii117o;بالعدوى" على السوشل ميديا: &laqascii117o;عدد كبير من مستخدمي مواقع التواصل، يقومون بتبادل ما نشره آخرون، وليس بالضرورة أفكارهم الخاصة، ولا يعني تبادلهم لمنشورات الآخرين أنّهم يتفقون معها بالكامل، لكنّهم قد ينقلونها لأنّها مكتوبة بطريقة جيدّة. وكأن في الأمر عدوى تجعلك تتخذ اليوم موقفاً معيناً، ثمّ تغيّره في اليوم التالي إذا رأيت منشوراً مكتوباً بطريقة أفضل، وهكذا".
المصدر: صحيفة السفير