إعلام جديد » هزّ الخصور على صليل الصوارم: الدعاية المضادة

يامن صابور
ردّاً على دعاية تنظيم &laqascii117o;داعش"، أخرج الناس المجرّدون من أيّ سلاح فعّال، حسّ النكتة، كآلية للدفاع عن النفس، في وجه قتلة مهووسين. وجدوا في السخرية على مواقع التواصل، وسيلةً للتطهّر مما يبثّه التنظيم من خوف، ولتحطيم هالته، من خلال صور، واقتباسات ساخرة انتشرت عبر وسوم &laqascii117o;#باقية_وتتمدد" و&laqascii117o;#ساعة_البغدادي" و&laqascii117o;#هانضم_لداعش". وقد بلغ التهكّم من &laqascii117o;دولة الخلافة" ذروته، في موجة الأفلام الساخرة من نشيد &laqascii117o;صليل الصورام" الجهادي.
يستخدم التنظيم النشيد المذكور كخلفية موسيقية للكثير من أفلامه الترويجية. فهو من جهة، وسيلة لتجنيد المقاتلين من حول العالم، بوصفه &laqascii117o;نشيد الأباة" الذين &laqascii117o;يبيدون الطغاة" و"يصدون الغزاة". ومن جهة أخرى، هو وسيلة لبثّ الذعر في أوساط مناوئي التنظيم، &laqascii117o;فدرب القتال طريق الحياة" عند &laqascii117o;داعش".
يُجمع مراقبو الأداء الإعلامي لـ &laqascii117o;داعش" على أنّ التنظيم يضمّ في صفوفه متخصّصين في مجالات الإعلام والإنتاج السينمائي، يعملون على تسخير إمكانيات عالية لصناعة أفلام تُظهر جرائمه في إطار من الحرفيّة الإنتاجيّة والإدهاش البصريّ. وإذ أصبح نشيد &laqascii117o;صليل الصوارم" قريناً لخطاب &laqascii117o;داعش" في القتل والعنف والإجرام والرعب، وجد شباب عرب من روّاد مواقع التواصل ـ وبإمكانات أبسط بكثير من تلك التي يوظفها التنظيم ـ أسلوباً لمحاربة &laqascii117o;داعش" في ملعبه، عبر تحويل خطابه إلى مادة كرتونية ساخرة.
وعلى المنوال ذاته مع موجة فيديوهات &laqascii117o;هارلم شايك"، و"بشرة خير"، و"هابي" أغنية فاريل ويليامز، بدأت أشرطة &laqascii117o;صليل الصوارم" الهزليّة تظهر على مواقع التواصل. ولكن هذه المرّة، حملت الـ &laqascii117o;ميم" رسالة سياسيّة، من خلال تفكيك خطاب التنظيم المتشدِّد من داخله، وتركيبه مرة أخرى على إيقاع راقص جذل، يستحضر هز الخصور والإيماءات الساخرة والرقص المنفلت من عقال الخوف، والضحك من دون حساب... جاءت كلّ تلك العناصر لتحلّ مكان إطلاق الرصاص على الأبرياء، وذبح الرهائن، ورمي المواطنين من على أسطح المباني وتدمير المدن والآثار...
برز المصريّون في صدارة السخريّة الشعبيّة المرحة من نشيد &laqascii117o;داعش". تنكّروا بأزياء تشبه تلك التي يرتديها مقاتلو التنظيم، ووضعوا لحى مستعارة، ورقصوا بشكل هزلي حاملين السكاكين والأسلحة البلاستيكية. فيما عمل آخرون على تركيب مجموعة من المشاهد الهزليّة المقتبسة من الأفلام فظهر عادل إمام ومحمد مكي وأحمد حلمي وخالد الصاوي وحتى نادية لطفي يتمايلون بهستيريا على أنغام &laqascii117o;صليل الصوارم". أما اللبنانيون والسوريون فقد كان لهم دبكتهم الداعشية أيضاً، إلى جانب مقتطفات من أفلام كرتونيّة وأخرى هوليوودية كلاسيكيّة.
في المقابل، يرى البعض أنّ استعادة النشيد وإن بأسلوب ساخر، يجعل سماعه مألوفاً للأذن، لا بل محبّباً، بسبب إيقاعاته السريعة والمرحة، مما يشكل دعاية إضافيّة للتنظيم، ولو أنها تأتي بطريقةٍ ملتويةٍ بعض الشيء وفقاً لمقاييس &laqascii117o;داعش". آخرون وجدوا في السخرية نوعاً من عدم مراعاة لمشاعر من ذاق مرارة المواجهة الفعلية مع إرهابيي &laqascii117o;داعش"، فهناك من فقد عدم ابناً أو أخاً أو منزلاً أو رزقاً، ولا يزال يعاني من صدمة الفقد هذه ولا يستطيع النظر إلى ما حصل ويحصل بعين التهكم والاستهزاء.
وعلى صعيد آخر، يبدي الكثير من المسلمين في تعليقاتهم على &laqascii117o;يوتيوب"، و"تويتر"، و"فايسبوك" استياءهم من استخدام عبارة &laqascii117o;الله أكبر" في الأفلام الساخرة، ليبدو وكأنّ التنظيم احتكرها، وجعلها مرادفةً للقتل والعنف والإرهاب... وهي عبارة تصدح بها المآذن وقت الصلاة، وتستخدم شعبياً من قبل المسلمين وغيرهم، في معرض التعجّب والاستحسان أو مباركة الأشياء أو التشجيع والدفع المعنوي.
ولكن ومهما اختلفت الآراء، تبقى الحقيقة أن &laqascii117o;داعش" لا يقاتل بإرهابييه وانغماسييه ومجرميه فحسب، بل هو، ومن وراءه من أجهزة الاستخبارات الإقليميّة والعالميّة، يدرك أهميّة الصورة في عالم اليوم فيعمل على رسمها بمنتهى الحرفيّة والوحشيّة في آن. ولذلك فإنَّ العمل على تحطيم هذه الصورة الشاذة والتلاعب بمضامينها وتفكيك رسالتها يعد الخطوة الأولى والأهم في مقاومة تنظيم إرهابي يبدو وكأنه لا يأبه للخسائر البشرية في صفوفه أو للقذائف المنهمرة فوقه، ولكنه يهتم بالتأكيد بإبقاء هالة رعبه مسيطرة على وعي الناس. هؤلاء لن يعرفوا كيف ينتصرون إعلامياً واجتماعياً على التنظيم، إن لم يروا البغدادي مجرد &laqascii117o;أمير المجرمين" ومن معه من الإرهابيين مجرد &laqascii117o;حبّة مجانين"، كما يراهم شعبان عبد الرحيم.
المصدر: صحيفة السفير

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد