اقتحم تلفزيون الواقع الأسترالي عالم الإرهاب والتطرف، عبر برنامج نقل ثلاث استراليين إلى خطوط النار مع &laqascii117o;داعش" في سوريا. يحمل البرنامج عنوان &laqascii117o;عد من حيث أتيت"، وتعرضه قناة &laqascii117o;أس بي أس"، ويهدف أساساً إلى مناقشة ملفّ اللاجئين العرب في أستراليا، والعنصريّة المتنامية ضدّهم، من خلال إشراك شخصيّات تتبنّى علنياً خطاب كراهيّة &laqascii117o;للغرباء".
في أولى حلقات الموسم الثالث من البرنامج، قرّرت &laqascii117o;أس بي أس" اصطحاب المشاركين فيه إلى سوريا، وإدخالهم إلى مناطق المعارك بصحبة القوّات الكرديّة. تولّت الأخيرة إيصال الطاقم الاسترالي من داخل الأراضي العراقية إلى نقطة اشتباك متقدمة مع تنظيم &laqascii117o;داعش" في الداخل السوري، بهدف تصوير لقطات من شكل الحياة على خطوط النار. لكنّ الطاقم فقد السيطرة، إذ تعرّض لإطلاق وابل من القذائف، واضطر للهرب.
واستعرضت الحلقة الأولى ردود أفعال المشاركين بعدما خاضوا تجربة الاقتراب من الموت، إذ جرى التصوير وفق التلفزيون الاسترالي على مسافة تقل عن 700 متر عن مناطق تمركز مسلحي &laqascii117o;داعش". وقالت إحدى المشاركات لقناة &laqascii117o;أس بي أس": &laqascii117o;عندما عبرنا الحدود من العراق نحو الأراضي السورية، ظننت أننا سنذهب إلى مخيم للاجئين قريب من الحدود، وأننا سنلتقي بعض الأسر. ولكن ما إن عبرنا الحدود، حتى سرنا بالسيارة لمدة أربع ساعات، وسرعان ما أدركت أننا ذاهبون إلى نقطة حربية مشتعلة... تعّرف مقاتلو &laqascii117o;داعش" على مكاننا وبدأوا بإطلاق النار علينا بشكل مباشر. كان علينا التحرك بسرعة لأنهم كانوا يطلقون النار نحونا، ومن ثم قررنا كمجموعة أن نقترب أكثر وأكثر، وكان ذلك القرار برأيي، قراراً أحمق". في حين نقلت صحيفة &laqascii117o;سيدني مورنينغ" الاسترالية عن مشاركة أخرى في البرنامج قولها &laqascii117o;ربما كان أسوأ جزء في البرنامج هو الاقتراب من مقاتلي &laqascii117o;داعش" وإدراك أن طلقاتهم قد تصيبنا. أُبلغنا أنَّه عند سماعنا لصوت أشبه بالصفير، فذلك يعني أن قذيفة هاون أطلقت، وأنه أمامنا ثلاثون ثانية، كي نجري مسافة مئة متر".
حقّق البرنامج &laqascii117o;سبقاً" امتدّت تردّداته إلى كافة وسائل الإعلام الغربيّة التي تناول الدقائق القليلة التي أمضاها المواطنون الأستراليون على خطوط التماس مع &laqascii117o;داعش". لكنّ برنامج &laqascii117o;عد من حيث أتيت" تعرّض لانتقادات كثيرة، بسبب &laqascii117o;تعريضه حياة المشاركين فيه للخطر". ردّت عليه الشبكة الاسترالية على تلك الانتقادات بالتأكيد على أنّ &laqascii117o;فريق حماية خاص كان يرافق الطاقم، وقام بتأمينه فور تعرضه للهجوم، إضافة إلى ارتداء المشاركين سترات واقية من الرصاص، وأحذية مناسبة لمثل هذا النوع من المخاطر".
يحاول تلفزيون الواقع في السنوات الأخيرة خوض تجارب خطيرة، مثل إقحام عائلات في تجربة العيش في ظلّ النازية، كما فعل التلفزيون وفق &laqascii117o;فرانس براس". لكنّ وجود اسم &laqascii117o;داعش" في البرنامج الاسترالي، ساهم بشكل كبير في تحقيق صدى كبير له، بما أنّ التنظيم حديث الإعلام الوحيد حالياً.
يهدف برنامج &laqascii117o;عد من حيث أتيت" إلى &laqascii117o;تغيير الصورة السيئة التي رسمها الاستراليون لأنفسهم في العالم". ففي نسخته الأولى العام 2011، أخذ البرنامج أربع مواطنين هنود في جولة عبر الأراضي الأسترالية، لمقابلة أستراليين من كافة المناطق. وفي نهاية البرنامج سئل أولئك المشاركين إذا كانوا &laqascii117o;ما زالوا على اعتقادهم أن الأستراليين أغبياء ومدمنو خمر وعنصريون". في حين تحول محتوى البرنامج في موسمه الثاني للتركيز على نظرة الأستراليين للاجئين القادمين. وفي آخر حلقة من الموسم الثاني، عايش المشاركون المعاناة التي واجهها مهاجر خرج من العراق إلى الأردن ومن ثم إلى كمبوديا، إلى أن اعتقل في مركز داروين في أستراليا.
في موسمه الثالث، يتابع البرنامج أوضاع المهجرين من مناطق النزاع، عن طريق انتقاء مشاركين ينتمون لتيارات فكرية مختلفة، بين مؤيدين للهجرة، ومعارضين لها، ومن يؤيدون تقديم الحدّ الأدنى من المساعدة للمهجرّين. على أن تتضمّن الحلقات القادمة زيارات لمخيّمات لاجئين، وتصوير لظروف رحلات العائلات الهاربة من الخطر إلى &laqascii117o;برّ الأمان" المفترض. وتعدّ أستراليا من أكثر البلدان تشدداً حيال استقبال اللاجئين، إذ أنّها تستقبل سنويا 6 آلاف لاجئ فقط، ضمن شروط صعبة للغاية. في حين يشكل تنظيم &laqascii117o;داعش" أحد أكبر مخاوف الحكومة الاسترالية، مع وجود أكثر من 100 أسترالي يقاتلون في صفوفه، يساعدهم في الداخل الاسترالي نحو 150 آخرين. وقد أعلنت الحكومة الأستراليّة أنّها ستسحب الجنسية من أيّ مواطن أسترالي ضالع في الإرهاب، وفق تعبير رئيس الوزراء الأسترالي توني أبوت في تصريح خلال أيار الماضي.
المصدر: صحيفة السفير