أشعل وسم &laqascii117o;حرقوا الرضيع" ما يمكن وصفه بـ &laqascii117o;انتفاضة افتراضيّة" على مواقع التواصل خلال اليومين الماضيين، إذ تجاوز التغريد عبره بالعربيّة أكثر من 400 ألف تغريدة. كما نشرت أكثر من 90 ألف تغريدة عبر وسم WasBascii117rnedAlive (أحرق حيّاً) بالانكليزيّة. عشرات آلاف التعليقات ندّدت بوفاة الطفل الفلسطيني علي سعد دوابشة (18 شهراً)، بعدما أضرم مستوطنون النار في منزل عائلته في الضفة الغربية. ومن الوسوم التي تمّ تداولها بحسب &laqascii117o;بي بي سي ترند" أيضاً، &laqascii117o;علي دوابشة"، و &laqascii117o;علي دوابشة أحرق حيّاً".
الاهتمام الجارف بالقضيّة عبر مواقع التواصل، لم ينعكس على منصّات الإعلام التقليدي، وخصوصاً الغربيّة... إذ بقي خبر اصطياد الأسد سيسيل في زمبابوي على يد طبيب أسنان أميركي متقدّماً في عناوين نشرات أخبار &laqascii117o;سي أن أن"، وفي عناوين معظم الصحف الأميركيّة والبريطانيّة والفرنسيّة، بينما لم يذكر علي دوابشة إلا من باب رفع العتب. وذلك ما دفع بالسياسي البريطاني جورج غالاواي للقول: &laqascii117o;الأسد سيسيل سيحظى بتغطية إعلاميّة أكبر من طفل فلسطيني حرق حيّاً".
وتداول المغرّدون العرب صورا لجثّة الشهيد الطفل علي ملفوفة بالعلم الفلسطيني، إلى جانب صور من تشييعه، وأخرى تناقلتها الوكالات عن منزل عائلته المحترق، وملابسه الصغيرة، وصور فوتوغرافيّة محروقة تجمعه بوالديه.
معظم التعليقات انتقدت الحكومة الفلسطينيّة وموقفها من الجريمة، إلى جانب مواقف الحكومات العربيّة وصمتها أمام الانتهاك المتواصل لحقوق الفلسطينيين. وكتب أحد المغرّدين: &laqascii117o;إذا أراد الصهاينة إحراق شيء فليحرقوا محمود عباس عوضاً عن حرق أطفالنا". وذكّر بعض المدوّنين بأنّ الجريمة استكمال لجريمة عدوان صيف 2014 على قطاع غزّة، حين قتل عشرات الأطفال والرضّع بقذائف وصواريخ جيش الاحتلال.
وغرّدت إحدى الناشطات مقتبسةً غسان كنفاني: &laqascii117o;لنزرع شهداءنا في رحم هذا التراب المثخن بالنزيف... فدائماً يوجد في الأرض متسع لشهيد آخر"، مرفقةً التغريدة بصورة لعلي دوابشة والشهيد محمد أبو خضير الذي قتله مستوطنون العام الماضي. وغرّد آخر: &laqascii117o;جريمة مؤلمة ومحزنة، أين الإنسانية من كل ذلك؟". وأضاف ثالث في تغريدة: &laqascii117o;لم يحرقوا الرضيع فقط، بل أحرقوا وأهانوا كل العرب والمسلمين الذين يتذابحون فيما بينهم"... ومن التعليقات عبر وسم &laqascii117o;حرقوا الرضيع" أيضاً: &laqascii117o;المصيبة أنّهم يستمرون في الحرق والقتل واغتصاب الأراضي. كيانهم يقف خلفهم، ومن ورائه حكومات العالم &laqascii117o;المتحضر" تتغاضى عن جرائمهم". وسأل أحد المغرّدين: &laqascii117o;طفل من فينا القادم؟ طفلي وطفلك وطفلها، فلا فرق بين علي وعلي إلا بمن يحميه، ولا أحد فينا يحمي عليّه اليوم"، وأضاف: &laqascii117o;والنار ما زالت تأكل روح علي، وما زال يبكي ألماً".
ليس جديداً على القضيّة الفلسطينيّة هذا التعاطف على السوشل ميديا. فالبرغم من التعتيم الإعلامي الغربي، والتجاهل المتعمّد لما يتعرّض له الفلسطينيون من جرائم يوميّة، نجح مغرّدون عرب وفلسطينيون العام الماضي، بفرض الرواية الفلسطينيّة على &laqascii117o;تويتر"، متفوّقين على الدعاية الإسرائيليّة المنظّمة. هكذا، كان من المتوقّع أن يتجاوز التغريد تعاطفاً مع علي دوابشة النصف مليون تغريدة بالعربيّة والإنكليزيّة خلال 48 ساعة.
المصدر: صحيفة السفير