إعلام جديد » أبو شام... محبوب الإعلام يحدّثكم من الرقّة

علاء حلبي
منذ بدء الأحداث في سوريا قبل نحو خمسة أعوام، لمع نجم عدد كبير من الناشطين، بدأوا حينها كشهود عيان ينتقلون بين محطة وأخرى، ليزداد نشاطهم مع ارتفاع وتيرة العمل المسلح، وخروج مناطق عن سيطرة الحكومة. مع الوقت، تحوّلوا إلى مصدر للأخبار تعتبره وسائل الإعلام الغربية &laqascii117o;موثوقاً"، بسبب تواجدهم في مناطق الصراع، بغض النظر عن ميولهم السياسيّة، وارتباطاتهم. غيّر تمدّد التنظيمات &laqascii117o;الجهادية" من تلك المعادلة، وخلق نشاطاً إعلاميّاً من نوع جديد، يقوم على تحوّل كلّ ناشط، إلى قناة إعلاميّة قائمة بذاتها، أو وكالة أنباء.
&laqascii117o;أبو شام الرقة" شاب يعيش في مدينة الرقة، المعقل الرئيسي لتنظيم &laqascii117o;داعش". تحول مع مرور الوقت إلى &laqascii117o;نجم" في الإعلام الغربي، فتغنت مؤسسات عدّة ببطولته وشجاعته، خصوصاً أنّه يعيش في مدينة تعتبر الأخطر في العالم. ينشر &laqascii117o;أبو شام" بشكل دوري صوراً وتسجيلات عن شكل الحياة في المدينة عبر حسابه الشخصي على موقع &laqascii117o;فايسبوك"، ما يُعدّ كسراً لحصار التنظيمات الجهادية المستأثرة بالنشاط الإعلامي.
يروي &laqascii117o;أبو شام" في حديث مطول لـ &laqascii117o;السفير" تفاصيل حياته في المدينة. بدأ &laqascii117o;مسيرته المهنيّة" كناشط إعلامي في أحد فصائل &laqascii117o;الجيش الحر" المعارضة التي ذاع صيتها في العامين الأولين للحرب، قبل أن يندثر ويذوب في بوتقة الفصائل الجهادية. غادر مدينته بعد سيطرة التنظيم على الرقة، ثمّ عاد إليها بعد فترة من الزمن، حيث سجنه التنظيم بتهم رفض كشفها لأسباب تتعلق بحمايته الشخصية. وبعد خروجه من السجن بدأ نشاطه تحت اسم مستعار على موقع &laqascii117o;فايسبوك".
يقول &laqascii117o;أبو شام" لـ &laqascii117o;السفير": &laqascii117o;الصور التي يقدمها الإعلام عن شكل الحياة في ظل داعش ليست دقيقة، أقوم بين حين وآخر بتصحيح المعلومات ونشر الصور للتوثيق". ويتابع: &laqascii117o;بعدما زاد نشاطي واتسعت شهرتي في وسائل الإعلام، نظَّم عدد من الصحافيين الغربيين حملة تبرعات لي، وساعدوني مادياً لأتمكّن من الاستمرار".
يؤكد &laqascii117o;أبو شام" أنّه رفض عروض عمل من وسائل إعلام عالميّة، &laqascii117o;لأني لا أريد التقيّد بشروط أيّ مؤسسة، أريد أن أبقى حراً". إلا أنه وفي الوقت نفسه يفخر بكونه مصدراً لأخبار عدد كبير من وسائل الإعلام التي تقوم بين حين وآخر بنشر مواد عنه وعن نشاطه وبطولاته، آخرها خبر نشره موقع &laqascii117o;فرانس 24" باللغتين العربية والفرنسية.
خلال حديثه مع &laqascii117o;السفير"، يفاخر &laqascii117o;أبو شام" أكثر من مرة بنفسه وبنشاطه، يقول بشكل مباشر: &laqascii117o;أصنَّف حالياً أشجع رجل في أخطر مدينة في العالم. ما أعمل عليه تعجز مؤسسات إعلاميّة ضخمة عن تنفيذه". ويضيف: &laqascii117o;أطمح لأن أكون رجلاً أسطورياً". يشدد في الوقت ذاته على موضوعيته: &laqascii117o;أنقل الأخبار بشفافية، أقوم بنشرها وتصحيحها حتى لو كانت في بعض الأحيان تصب في مصلحة داعش نفسه، ما يهمني هو الخبر الصادق".
تزخر صفحة الناشط الرقاوي بالصور والتسجيلات الملتقطة في مدينة الرقّة. في إحدى الصور يظهر قفص حديديّ، وفي صورة أخرى مسلحون يجوبون الشوارع. الصور ملتقطة على عجالة، وأحياناً بطرق خفيّة، ما يمكن أن يرسم تصوراً عن حجم الخطر الذي يتعرض له &laqascii117o;أبو شام". ومع ذلك، يدفعه طموحه للبقاء في الرقة ومتابعة نشاطه، ومحاولة كسر هيمنة التنظيم على الإعلام.
لا شك أن &laqascii117o;أبو شام" تمكن من خلال نشاطه البسيط/ الخطير، من الوصول إلى مركز متقدّم بالنسبة لوسائل الإعلام العالمية، كما تمكن من تصدير نفسه &laqascii117o;كرجل مقدام وشجاع"، تمكّن من اختراق أخطر التنظيمات الإرهابية على الأرض". المؤكد أن الناشط الرقاوي الذي يجعل من نقمة مكان سكنه نعمةً، سيغدو في المستقبل مجرد رقم، أو ناشط سينساه الإعلام تدريجياً. فإن كان يمثل اليوم &laqascii117o;سوبرستار" بالنسبة لبعض وسائل الإعلام، إلا أنّه قد لا يبقى كذلك في المستقبل، إن تراجعت سطوة تنظيم &laqascii117o;داعش"، أو انحاز اهتمام العالم صوب مواضيع أخرى.
المصدر: صحيفة السفير

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد