مصطفى فتحي
انشغلت مواقع التواصل في مصر خلال اليومين الماضيين، بما ينشره وزير التربية والتعليم الجديد الهلالي الشربيني، عبر صفحته على &laqascii117o;فايسبوك". قبل تولّيه الحقيبة الوزاريّة في حكومة شريف إسماعيل قبل أيّام، لم يكن أحد يعرف بما ينشره الشربيني عبر صفحته على الموقع. ولكن، بعد إعلان توزيره وأدائه اليمين الدستوريّة، اكتشف بعض الناشطين سلسلة نشرها على &laqascii117o;فايسبوك" خلال الأشهر السابقة بعنوان &laqascii117o;خواطر دكتور هلالي" تضمّنت عبارات غريبة، وأخطاء لغويّة، ما حوّلها إلى مادّة للسخرية انتشرت بكثافة، ما دفع إلى إغلاق حسابه على الموقع أمس (تأكّدت &laqascii117o;السفير" أنّ الحساب المتداول هو بالفعل حساب الشربيني).
الخواطر موضوع السخرية نُشرت خلال تولي الشربيني منصب وكيل أول وزارة التعليم العالي، وتبيّن توجهه السياسي المناهض للإخوان، والمؤيّد لنظام السيسي، إلى جانب ركاكة أسلوبه، وجهله ببعض أبسط قواعد الإملاء مثل الخلط بين حرفي &laqascii117o;الزين" و&laqascii117o;الذال"، وعدم قدرته على صياغة أفكاره بشكل سليم من الناحية اللغوية أو الأدبية. في أحد المنشورات ينتقد الهلالي المذيع الإخواني في &laqascii117o;الجزيرة" أحمد منصور بالقول: &laqascii117o;أحمد منصور مزيع قناة الخنزيرة". يتكرر الخطأ مع منشور آخر ورد فيه: &laqascii117o;قلت له يا صديقي بلاش تعزِّب نفسك، روح صالح نفسك بنفسك". وفي منشور ثالث يكتب: &laqascii117o;إذا كنت خايف من بكرة، نام ومتقومش إلا بعد بكرة"، وهي الجملة التي لم يفهم مستخدمو السوشل ميديا معناها أو الهدف منها. أمّا أكثر خواطر الدكتور هلالي حصداً للسخرية فكانت التالية: &laqascii117o;كل شريف في المحروسة يلحق يشتري لنفسه مقشة، علشان يشارك في كنس الفساد".
أغلق الوزير حسابه الشخصي، واكتفى بصفحته الرسمية على &laqascii117o;فايسبوك"، إلا أنّ الناشطين وثّقوا بالصور كلّ كتاباته، ما جعل التهرّب منها أو نكرانها أمراً مستحيلاً. وعلى &laqascii117o;تويتر" صعد وسم &laqascii117o;طويط كأنك وذير" إلى القمة في ساعات قليلة، وكتب عبره مستخدمون مصريون تعليقات ساخرة، وغرد أحدهم: &laqascii117o;يا جدعان بطلوا تصيد أخطاء، مين قال إن وزير التعليم أو دكتور الجامعة لازم يكون بيعرف يقرأ ويكتب أصلاً". وغردت مستخدمة أخرى: &laqascii117o;إنتو مكبرين الموضوع قوي أصلاً، حرف الزين ده ملوش لاذمة خالص، معاً لإلغاء حرف الزين من العربي". وكتب آخر بنفس الأخطاء الإملائية للوزير: &laqascii117o;مازا رأيتم من وذير التعليم الهلالي الشربيني حتى تهاجموه كقطيعٍ من الزئاب الضالة؟". واكتفى مستخدمون بنشر صورة لطه حسين الذي شغل منصب وزير التربية والتعليم (كان اسمها وقتها وزارة المعارف) بين عامي 1950 و1952، في إشارة إلى الفرق الكبير في الاختيار.
ولم تغب قضية الطالبة مريم ملاك الشهيرة بـ &laqascii117o;طالبة الصفر" (راجع &laqascii117o;السفير" عدد 9/9/2015) عن تناول المستخدمين المصريين لأخطاء الوزير الجديد. وكتبت مستخدمة: &laqascii117o;مريم ملاك صفر، بينما الشربيني الهلالي &laqascii117o;وذير" تعليم". وذهب مستخدمون آخرون نحو نظريّة المؤامرة: &laqascii117o;على فكرة وزير التعليم الذي يكتب مثل اللمبي، أكيد لم يتم اختياره بالمصادفة، بل كخطّة إلهاء".
بعض المستخدمين أعلنوا عن حنينهم لبرنامج باسم يوسف، إذ إنّ أخطاء الوزير كانت لتشكّل مادّة دسمة لبرنامجه. لم يغب الإعلامي المصري عن زفّة الشربيني، إذ غرّد عبر وسم &laqascii117o;طويط كأنّك وذير"، معلّقاً: &laqascii117o;زهب المعذ وصيفه" (ذهب المعـزّ وسـيفه). من جهته، علّق الإعلامي يسري فودة مغرّداً: &laqascii117o;عذيذى باسم يوسف، &laqascii117o;البرنامج" شغّال لوحده مش محتاجينك خلاص"، في إشارة إلى كمّ السخرية من الوزير على مواقع التواصل. فردّ يوسف: &laqascii117o;ده حكيكي. فين أيامك يا يصري؟".
بيّنت التعليقات قناعة شريحة كبيرة من المصريين، أنّ تعيين الوزراء في الحكومة الجديدة، لم يكن مبنيّاً على الكفاءة، بل على التأييد المطلق لنظام السيسي. فيما أشار آخرون إلى أنّ الحملة على مواقع التواصل لن تغيّر شيئاً، وسيبقى الوزير غير الكفء في منصبه، أو كما علّق مستخدم: &laqascii117o;باقي من الزمن 24 ساعة على انتهاء هري وزير التعليم... وشكراً".
المصدر: صحيفة السفير