زينة برجاوي
أكثر من 270 ألف مرّة، نشرت تدوينة إيلي فارس بعنوان &laqascii117o;من بيروت، هنا باريس: في عالم لا يهتم بحياة العرب". حدّث فارس المقالة على مدوّنته A Separate State Of Mind في 14 تشرين الثاني الحالي، ومنذ ذلك الحين، تناقلتها مواقع وسائل إعلام عريقة منها &laqascii117o;نيويورك تايمز"، و &laqascii117o;بي بي سي".
يتدرّج المدوّن اللبناني كطبيب معالج في مستشفى الروم. لكن عشقه للكتابة باللغة الانكليزية، دفعه إلى إنشاء مدوّنة خاصة به منذ أربع سنوات. لم تحل مهنة الطب وسنوات الدراسة الصعبة دون تخصيصه بضع ساعات للكتابة، يستجمع خلالها أفكاره، ويعبّر عن قضيّة تؤرقه.
لم يقدر إيلي فارس على التزام الصمت بعد تفجيري برج البراجنة، ولا بعد الاعتداءات على العاصمة الفرنسيّة، فكتب متسائلاً عن سبب تجاهل آلام بيروت، مقابل الإفراط في التعاطف مع باريس. وكتب: &laqascii117o;في الثاني عشر من الشهر الجاري، وهو تاريخ وقوع انفجاري برج البراجنة، قرأت عناوين بعض الصحف التي غطّت الخبر على أنّه &laqascii117o;انفجار في معقل حزب الله"، كأنّها تبرّر سياسيّاً تفجير منطقة سكنيّة مكتظّة". وأضاف: &laqascii117o;لم يدن زعماء العالم هذا الإجرام، ولم يتضامنوا مع اللبنانيين، كما لم يصدر الرئيس الأميركي باراك أوباما بياناً يعلن فيه أن هذه الجريمة هي ضد الإنسانية. حين مات أبناء بلدي، لم تقم أي دولة برفع العلم اللبناني، حتى أن موقع &laqascii117o;فايسبوك" لم يطلق فحص السلامة لطمأنة عائلاتهم".
استنكر فارس، كيف &laqascii117o;أنّ بعض العرب واللبنانيين عبّروا عن صدمتهم تجاه أحداث باريس، متجاهلين ما حصل في بيروت". وفي مقالته تمنى فارس لو &laqascii117o;أن أوروبا تعي بأن ليلة الإرهاب التي حلّت على باريس، هي ما يعيشه اللاجئون المتهمون بالإرهاب كلّ يوم".
أثارت تدوينة فارس اهتماماً واسعاً في الصحف العالميّة، واستضافته &laqascii117o;بي بي سي" للحديث عنها، لتصل إلى أكثر من مليون شخص، ويجري تغريدها نحو 3 آلاف مرّة. يقول لـ &laqascii117o;السفير": &laqascii117o;أنا سعيد جداً بأن آرائي وصلت للعالم أجمع، وأثرت على الرأي العام الأجنبي، في ظل هذه المعمعة التي نعيشها". لا يهمّه انتشار اسمه أو حصد المزيد من الشهرة لمدوّنته كما يقول، بل إنّه نجح في إيصال رسالته إلى العالم الذي تعرف من خلال مقالته على هجومَي برج البراجنة.
لم يكن التذكير بأنّ بيروت تستحقّ التضامن مثل باريس، الموضوع الوحيد الذي تطرق إليه فارس حديثاً، مثيراً الاهتمام على صعيد واسع. إذ إنّه خصّص أيضاً تدوينة للشهيد عادل ترمس، بعنوان &laqascii117o;أبٌ ضحّى بحياته لإنقاذ المئات من انتحاري". نقل مقالته الموقع الأميركي &laqascii117o;بازفيد"، ما جعله يصل إلى ملايين لم يعرفوا بقصّة ترمس البطوليّة، لينال أكثر من 460 ألف مشاهدة.
يؤكد فارس أهمية التعبير عبر مدوّنة &laqascii117o;لأنّها وسيلة سريعة لإيصال رسالتنا إلى العالم"، إذ إنّها مساحة للتعبير الحرّ، من دون قيود، ولأنّها تعطيه منبراً للإعلان عن رأيه في قضايا كثيرة تشغله، من دون أن يخشى أيّ نوع من الرقابة. يقول إنّه يكتب بكلّ حريّة، لكنّه يحرض على عدم اعتماد أسلوب التجريح، بل توجيه الانتقادات بطريقة بنّاءة. وذلك ما فعله أكثر من مرّة، إذ انتشرت على نطاق واسع تدويناته عن تعاطي الإعلام العشوائي مع قضيّة الطفلة إيلا طنّوس، إلى جانب انتقاده لحلقة برنامج &laqascii117o;هيدا حكي" التي شهدت انتقاصاً من المتباري في شهادة البريفيه عبد الله طالب (67 عاماً). ولكن هل يجد الطبيب وقتاً كافياً للاهتمام بمدونته؟ يؤكد فارس أنه لا يلجأ إلى الكتابة يوميا، بل كلّما سمحت له الظروف. بالرغم من ذلك، فإنّ ما يكتبه يحظى بتأثير كبير، ما يجعله من دون شكّ، بين أكثر الأصوات اللبنانيّة تأثيراً على الشبكة.
المصدر: صحيفة السفير