إعلام جديد » على فايسبوك.. السوريون يطالبون بتنحّي هولاند

رامي كوسا
تشكّل مواقع التواصل الاجتماعيّ بيئةً ممتازة لانتقال &laqascii117o;عدوى الرّأي العام"، إذ يكفي أن تقوم بعض الصفحات التي تحــظى بمــتابعة عددٍ كبيرٍ من المستخدمــين، بنشرِ طرفةٍ أو خبرٍ أو رأي حتّى يبدأ المعجَبون بمشاركته وتكراره بكثافةٍ تحوّل الفكرة إلى &laqascii117o;ظاهرة". هذا ما أثبتته أحداث باريس الدامية.
قدّم &laqascii117o;فايسبوك" لمستخدميه تطبيقاً جديداً يسمح لهم بدمج صورهم الشخصية مع ألوان العلم الفرنسيّ، في خطوةٍ تهدف إلى التعبير عن التعاطف مع ضحايا العمل الإرهابيّ الذي ضرب العاصمة باريس. وحين بدأ بعض السوريّين بالتفاعل مع التطبيق على سبيل التضامن مع النكبة الفرنسية علَت أصوات مستخدمين آخرين يستنكرون الوقوف إلى جانب فرنسا &laqascii117o;الّتي تدعم الإرهاب في سوريا".
وضمن السياق ذاته ظهر فريقٌ محتفِلٌ اعتبر أنّ هذا ليس إلّا غيضاً من فيض الألم الذي يجب أن يذوقه &laqascii117o;الغرب الكافر" الذي يشكّل ركناً أساسياً من أركان التحالف الدولي ضد تنظيم &laqascii117o;داعش".
وغير بعيدٍ عن فوضى المواقف السابقة تساءل البعض عن الازدواجية التي تدفع قسماً لا بأس به من مستخدمي الموقع الأزرق إلى التعاطف مع ضحــايا باريس وإدارة الظهر لأبرياء الضاحــية الجنوبية في بيروت، الّذين استشهدوا في اعتداءٍ وحشيّ مماثل.
آخرُ ما حرّر في هذا الصّدد كان تفطّن عددٍ لا بأس به من السوريين إلى ضرورة &laqascii117o;التعاطف" مع بلدهم الأمّ، فقاموا باستعمال برامج التصميم الشائعة لدمج صورهم الشخصية مع العلم السوريّ في محاكاةٍ للنموذج الباريسيّ الدارج. ذلك ما حمل مفارقةً غريبة، فالتفجيرات الإرهابية المتلاحقة التي ضربت العاصمة دمشق، ومن خلفها محافظة حمص بشكلٍ رئيس، لم تدفع المستخدمين إيّاهم إلى التفكير بخطوةٍ مماثلة للتعبير عن تعاطفهم مع بلدهم، لكنّ الفاجعة الفرنسية تمكّنت من ذلك. المهــمّ في الأمر أنّ الصحوة قد جاءت، حتّى وإن كان ذلك على سبيل &laqascii117o;المودا".
بعضُ الصفحات تعاملت مع الحدث من زاويةٍ مختلفة، فلم تنعَ ضحايا المجزرة الفرنسية، ولم تشتم المتعاطفين معهم، بل قاربت الموضوع بطريقةٍ كوميدية من خلال إسقاط جملة عباراتٍ، حفظها السوريّون خلال الأعوام الخمسة الماضية، على المعطى الفرنسيّ الجديد. فطالبت بعض الصفحات الرئيس الفرنسيّ فرانسوا هولاند بالتنحّي، وحذّرت أخرى من قيام عناصر الدفاع الوطني الفرنسيّ بـ&laqascii117o;تعفيش" برج إيفل. ودوّن أحد المستخدمين على صفحته عبارة &laqascii117o;يا باريس درعا معاكي للموت"، وأضاف آخر &laqascii117o;لا صحّة للإشاعات الّتي تتحدّث عن انتشار حواجز الجيش الفرنسي الحرّ على خطّ البرامكة ــ إليزيه، فالمنطقة لا زالت تحت سيطرة الحكومة الفرنسية".
صحيحٌ أنّ الحرب الســورية التي استقطبت المتصارعين من أنحاءِ العــالم كلّه، قد خلّفت أحقاداً كثيرة، لكنّ الأكــيد أنّ هذه الأحقاد لا تبرّر شماتة البعض بدماءِ أبرياء باريس أو لبنان. فاستمراءُ الموت يعني أنّ الحرب هزمتنا أخلاقياً، حينها يصير الحديث عن كلّ حصادٍ عسكريّ أو سياسيّ مجرّد لغطٍ لا قيمة له.
المصدر: صحيفة السفير

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد