نينار الخطيب
أعلن تطبيق &laqascii117o;تلغرام" أمس، أنّه حجب 78 حساباً مرتبطاً بتنظيم &laqascii117o;داعش" الإرهابي، عقب هجمات باريس. وجاء في تدوينة نشرت على موقع التطبيق أمس، &laqascii117o;لقد أزعجنا العلم بأنّ تنظيم &laqascii117o;داعش" يستخدم قنوات تلغرام العامة لنشر دعايته، ونتيجة لذلك قد قمنا هذا الأسبوع بحجب 78 حساباً مرتبطاً بالتنظيم بـ12 لغة". وأمس أيضاً، أجاز البرلمان الفرنسي للحكومة إغلاق مواقع الكترونية وشبكات تواصل اجتماعي تمجد الإرهاب أو تحرّض على ارتكاب أعمال إرهابية عملاً بحال الطوارئ السارية في البلاد، بحسب &laqascii117o;فرانس برس".
قبل أيّام، أعلن &laqascii117o;معهد أبحاث الإعلام في الشرق الأوسط MEMRI"، أنّ انتشار التطبيق في أوساط الجماعات المتطرّفة يزداد ازديادا ملحوظا، مع إنشاء تنظيمي القاعدة و &laqascii117o;داعش" قنوات عبره. وبدأت تلك الجماعات بالتحوّل التدريجي صوب &laqascii117o;تلغرام"، بعد حملات التضييق على أنشطتها عبر مواقع التواصل مثل &laqascii117o;تويتر" و&laqascii117o;فايسبوك" التي اعتمدت كماسحة للدعاية والاستقطاب.
أطلق رائد الأعمال الروسي بافيل دوروف التطبيق في العام 2011، بالتعاون مع شقيقه نيكولاي، بهدف تأمين &laqascii117o;درجة عالية من الخصوصيّة بين المتحادثين". ذلك ما شكّل عاملاً حاسماً في جذب المنضوين تحت لواء &laqascii117o;داعش" إلى &laqascii117o;تلغرام"، حتّى بات في الأشهر الأخيرة أشبه بـ &laqascii117o;محجّ" لهم، وفق تعبير مصدر متابع لملف &laqascii117o;الجهاديين" في سوريا. ويتطابق حديث المصدر السوري مع ما ذهبت إليه أبحاث عالميّة تحاول رصد تحركات الجهاديين. وقالت فاريان خان مديرة مركز دراسات أبحاث الإرهاب في أميركا، في تصريحات تناقلتها وكالات الأنباء، إنّ &laqascii117o;تطبيق &laqascii117o;تلغرام" أحدث ثورة في المجال الإعلامي، ومنع حالياً أيّ نوع من أنواع المراقبة، قد أصبح مجالاً جديداً للتواصل بين الجهاديين".
زيادة إقبال المتطرّفين على التطبيق، تزامنت مع اهتمام وسائل الإعلام العالميّة به. ونشرت صحيفة &laqascii117o;واشنطن تايمز" الأميركية قبل أيّام تقريراً تناول الظاهرة. وكتبت &laqascii117o;على الجهاديين أن يشكروا الأخوين الروسيين المقيمين في ألمانيا هرباً من تضييق الكرملين". ولحظ موقع شبكة &laqascii117o;فوكس نيوز" الأميركيّة، أنّ &laqascii117o;المتطرفين الذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي لبث الرعب وتجنيد المقاتلين، عثروا على وسيلة إعلامية جديدة تضمن حماية خصوصيتهم وتحفظ ملفاتهم". وأشار إلى أنّ التطبيق يجذب متطرفين من عدّة تنظيمات، بدءاً من &laqascii117o;داعش"، مروراً بـ &laqascii117o;جبهة النصرة"، و &laqascii117o;جيش الإسلام".
وكتب موقع Rascii117e 89 الفرنسي أمس تقريراً مفصّلاً عن مؤسس التطبيق بافيل دوروف. وفي معرض الردّ على نائب روسي اقترح حجب &laqascii117o;تلغرام" لسدّ الطريق على الجماعات الإرهابيّة، قال دوروف ساخراً: &laqascii117o;أنا أقترح أن يحجبوا الكلمات. فهناك إثباتات على أنّها مستخدمة من قبل الجماعات الإرهابيّة للتواصل". وتعقيباً على تحميل بعض السياسيين الأميركيين لإدوارد سنودن مسؤولية منح الإرهابيين فرصة للإفلات من الرقابة والتجسّس على مواقع التواصل، قال بافلوف إنّ العكس هو الصحيح، ولأنّ الهجمات دليل على فشل عمليّات الرقابة على نطاق واسع.
يقول المهندس والخبير التقني السوري سليمان أحمد لـ&laqascii117o;السفير" إنّ أهمّ ما يتميز به تطبيق &laqascii117o;تلغرام" هو مستوى الأمان العالي، إذ يقدم مؤسسوه جائزة 200 ألف دولار أميركي لمن يستطيع خرق تشفير بروتوكول الاتصال MTProto الذي يعتمد عليه. ويشير مطورو التطبيق إلى أنهم لا يقومون ببناء قاعدة مستخدمين بل ببناء نظام مراسلة للناس، إذ يتيح &laqascii117o;تلغرام" لمئتي شخص أن يتحادثوا في مجموعة واحدة، وهو عدد كبير نسبياً مقارنة مع التطبيقات الأخرى. ذلك بالإضافة إلى سرعته، وإمكانية إرسال ملفات وسائط من دون تقييد على الحجم، كما يعمل على مختلف أنظمة تشغيل الهواتف الذكية والكومبيوترات المحمولة.
ويضيف أحمد: &laqascii117o;يتيح تلغرام أيضاً عدداً من ميزات حماية خصوصيّة المستخدم، ومنها ميزة التدمير الذاتي للرسائل، وتعني تدمير بعد مرور وقت يحدّده المستخدم مسبقاً، أو ما يعرف بـ &laqascii117o;عدّاد التدمير الذاتي للمحادثات السرية". كذلك يحتوي التطبيق على ميزة تحديد كلمة مرور، وهي ميزة تفتقر إليها معظم تطبيقات المحادثة الفورية، كما أنّه مجانيّ وخالٍ من الإعلانات".
ويقول مؤسسا الموقع في تصريحات صحافيّة إنّ &laqascii117o;الخصوصية أكثر أهمية من خشية حدوث أشياء سيئة، أو من الإرهاب، في نهاية المطاف سيجد عناصر &laqascii117o;داعش" وسيلة أخرى للتواصل، لو لم يكن &laqascii117o;تلغرام" موجوداً. يجب ألا نشعر بالندم حيال ذلك لأننا نفعل الشيء الصحيح ونؤمن حماية خصوصيّة مستخدمينا".
المصدر: صحيفة الأخبار