حسن نصّورليست نقرة &laqascii117o;لايك"، على موقع التواصل الاجتماعي &laqascii117o;فايسبوك"، حركة بسيطة تنتهي مفاعيلها بمرور المنشور، صورة كانت أم كتابة. إنّها نقرةٌ تتصل مفاعيلها بالمغزى السوسيولوجيّ العميق لهذا الموقع. وليس الجدل الذي يثار كلّ حين على الشبكة حول إمكانية إدخال النقرة المقابلة &laqascii117o;ديسلايك" إلّا انعكاساً لحساسيّة ورهانات تعامل الفرد مع هذا المجال السوسيولوجيّ (الافتراضي).
في كلّ مرّة، تتراجع إدارة الموقع، كما بات معلوماً، عن إدماج نقرة &laqascii117o;ديسلايك" لمصلحة خيارات أقلّ حساسية وأقلّ صداميّة في التعليق على منشور معين. خيارات تتيح تنويعاً زائداً في رموز &laqascii117o;إيموجي" ـ جُرِّبت من دون أن تنفّذ على نطاق واسع بعد ـ وتحيل إلى شبه قناعة لدى إدارة &laqascii117o;فايسبوك" إلى سلبية استحداث نقرة &laqascii117o;عدم الإعجاب".
ولكن بعيداً عن البعد التقني أو الإعلاني لزرّ &laqascii117o;لايك"، كونه بات معياراً تجاريّاً يعتمد عليه موقع &laqascii117o;فايسبوك" لتسويق بعض الصفحات والمنتجات، تتراكب الدوافع الذاتية مع ما يتصّل بالواقع الموضوعيّ، عند مشتركي الموقع الأزرق في مسألة التعامل مع تلك النقرة. في الغالب، لا تكون النقرة إعجاباً مزاجياً ذوقيّاً عابراً وحيادياً بالمنشور. لا يسعُ الفرد إغفال أنّ وضعية صاحب المنشور، جزءٌ جوهريّ من البنية الشائكة التي تنتج قرار متلقيّه بنقر &laqascii117o;لايك". إنّها بنيةٌ شعوريّةٌ بالغة التعقيد، متوارية ومتفشية في المجالات التي تمارس إكراهاً على المشترك في التعاطي النوعيّ ـ النفسيّ سلباً أو إيجاباً مع ما يقابل العينين على جدار &laqascii117o;فايسبوك". وما يعقّد المسائل أنّ هذا النمط من التفاعل بمنطلقاته الخفيّة، ليس ثنائياً بين مشترك ناشر ومشترك متلقٍ. إنّ هذا التفاعل الثنائيّ (وكلّ تفاعل ثنائيّ على &laqascii117o;فايسبوك")، واقعٌ اضطراراً تحت عين رقباءَ متوارين ومنغمسين بأشكال متعدّدة في تقرير مصير البنية الشبكيّة الشعوريّة بارتداداتها (لايك أو تجاهل أو تعليق...). بنيةٌ سوف تنعكس بالضرورة في آليات تطور وتبلور أشكال منظورة من الاجتماع الموضوعيّ الخارجيّ بين الأفراد في المدى المتوسط أو البعيد.
تقيم رهانات نقرة &laqascii117o;لايك" المتحقّقة تدريجاً، في مجمل تفاوتاتها وتماساتها وتقريراتها وإسراراتها الذاتية والموضوعية، في مجال من شأنه أن يؤطر الفرد، مع مرور الوقت، ومع اتساع انغماساته في شؤون الشبكة، ضمن معاجم تعبيرية وتصوّريّة وتنظيرية اكتسابية. معاجم قد تمارس في جزء وازنٍ منها استلاباً خفياً أو طمساً لاستعدادات حياتية أخرى عند الفرد في الدوائر التي صارت تتقلص خارج الشبكة. وأيَّ خارج؟! تفترض تلك المعاجم تأثيرات سوف تتمظهر جليّة بالضرورة في الاجتماع المحيط بالشخص (أسرة، أو أمكنة عمل، مدرسة أو أي حيّز مدني، أو شلّة وليدة دائمة التفاعل والتبدّل من المفَسْبكين).
في المقابل، وفي سياق خبرات نقرة &laqascii117o;لايك" المكتسبَة، ظاهراً أو باطناً، يُفترض بالجدل، حول نقرة &laqascii117o;ديسلايك" المجهضَة، أن يتأسّس من النقطة التي تصب في خلاصتها كلّ التمثّلات النفسيّة والذهنية لزرّ &laqascii117o;لايك" الأساسيّ، إذ يهدّد تحقّق تلك النقرَة المتخيَّلة الحادّة الصريحة الصداميّة، بانفراط البنية التحتية المتحرّكة التي تأسّست فوقها تراكمات &laqascii117o;اللايك" الشعورية الوارد ذكرها أعلاه. انفراطٌ لجهة مفاقمة التماسات الشعوريّة بين المشتركين وأصحاب الآراء والمجادلين، قد يصل إلى حدّ يضع المشترك وجهاً لوجه أمام ذاته والآخر، بذلك الشكل الصادم اللامخاتل. ذلك من شأنه أن يضاعف ربما سلوك الانكفاء وإقفال الحسابات، في خطوات، مفهومة طبعاً، لكنّها تناقض بدرجة بعيدة المغزى البنائيّ الأصليّ لفكرة شبكة &laqascii117o;فايسبوك".
المصدر: صحيفة السفير