- صحيفة 'الأخبار'
ميلانا المرّ
أول من أمس، فازت لائحة &laqascii117o;الائتلاف النقابي" في انتخابات &laqascii117o;نقابة محرري الصحافة اللبنانية" بكامل أعضائها (12) لتحافظ بذلك على مجلسها القديم، وخصوصاً أنّ الفائزين ـــ بأغلبيتهم ـــ كانوا يؤلفون المجلس القديم. يبدو أنّ نهج النقيب السابق الراحل ملحم كرم لا يزال مستمراً بنجاح كبير، لتدقّ نتائج الانتخابات المسمار الأخير في نعش النقابة وفي آمال التغيير. مفردات التطوير والتحديث ستكون غريبة على نقيب المحررين الجديد، إلياس عون، الذي شارف على نهاية عقده الثامن، فيما تخطّى كل أعضاء مجلسه الخمسين.
أمام هذا الموت السريري الذي تعانيه النقابة، انطلقت أخيراً مبادرات موازية تهدف إلى إنشاء نقابة حقيقية تشكّل داعماً وحماية للصحافيين. &laqascii117o;لا يُخفى على أحد أنّ الجسم الأساسي لمهنة الإعلام هو خارج النقابة. هذه الدكانة لا تمثّل الصحافيين بأي شكل من الأشكال" يشرح الزميل محمد زبيب الذي قرر مع مجموعة من الإعلاميين العمل على تأسيس نقابة مستقلة. يعلن زبيب أنّ &laqascii117o;العمل على هذه النقابة جار على قدم وساق، وهناك اتصالات واسعة تجرى منذ أكثر من ثلاثة أشهر لإنشاء نقابة للصحافيين تقوم على ركيزتين أساسيتين، هما: ضمان حرية عمل الصحافيين وإنشاء شبكة حماية اجتماعية لهم تحررهم من الارتهان للسلطة وقواها المستبدة". هذه التجربة الجديدة ستعمل على &laqascii117o;حفظ كرامة الصحافي لأنّه يعيش اليوم من دون كرامة وحرية". ويقصد هنا الأجر العادل، وديمومة العمل، وحق ممارسة الوظيفة بمهنية عالية وتوفير حصانة له، إن لجهة المؤسسة التي يعمل فيها أو لجهة الجوانب الأخرى التي تطاول عمله. وعند الحديث عن الخطوات الجديّة التي بدأت المجموعة باتخاذها في طريق العمل على إطلاق النقابة المستقلة، يردّ زبيب بأنّهم ينوون تقديم خطة ثابتة تقضي باقتطاع نسبة من المداخيل الإعلانية للمؤسسات الإعلامية عند تقديم تصريحها السنوي للدولة. هذه الأموال ستتوزع بين ضمان ضد البطالة، وصندوق التعاضد والتقاعد وعمليات تأهيل للصحافيين بطريقة يبقى فيها الإعلامي مواكباً لتطورات المهنة.
أمام فقدان الأمل من &laqascii117o;نقابة محرري الصحافة اللبنانية" التي تكتفي ببيانات إدانة أمام الصرف التعسفي للإعلاميين، الذي ازداد في الآونة الأخيرة، تبدو الحاجة ماسة إلى جسم بديل وفعّال يوفّر الضمانات والحماية لكل إعلامي. وقد كشف زبيب أنّه في غضون شهرين، سيتم الإعلان عن النقابة الجديدة التي ستشمل الصحافيين من مختلف المؤسسات الإعلامية المكتوبة والمرئية والمسموعة وحتى الإلكترونية.
صحيح أنّ مبادرات كثيرة انطلقت بهدف تأسيس نقابة بديلة، إلا أنّ جزءاً كبيراً منها مات في المهد، وأخرى واجهت عراقيل كثيرة سياسية، بل حتى طائفية... فهل تبصر هذه النقابة النور حقاً، والأهم، هل ستلبّي حاجات الإعلاميين؟
--------------------------------------------------------------------------------
* تحت عنوان &laqascii117o;من يحمي الصحافيين اللبنانيين"، تقيم &laqascii117o;جمعية خريجي الدراسات العليا في الصحافة" لقاءً يندرج ضمن حلقة النقاشات &laqascii117o;الصحافة والقضايا الاجتماعية" في السادسة من مساء اليوم في &laqascii117o;المركز الثقافي الفرنسي" (طريق الشام ـــ بيروت). اللقاء الذي يشارك فيه وزير الإعلام اللبناني وليد الداعوق، ووزير العمل سليم جريصاتي، والنائب غسان مخيبر، ووزير الداخلية السابق زياد بارود، والصحافية في LBC غيتا قيامة، يضيء على قضايا تتعلّق بالصحافيين، وخصوصاً موجات الصرف التعسفي التي تعرّضوا لها أخيراً، والخفض الاعتباطي للرواتب، وإقفال المؤسسات التي يعملون فيها. كل هذا في ظل غياب نقابة شاملة ومتضامنة تدافع عن أعضائها. وستصدر عن هذا اللقاء سلسلة توصيات.