أخبار لبنان » «فايسبوك» منقسم بين مرحّب وغاضب

148981222_430- صحيفة 'السفير'
ريتا ابراهيم فريد

اختلف روّاد مواقع التواصل الاجتماعي على منسوب الاحتفاء بزيارة البابا بنديكتوس السادس عشر. ورغم طغيان الإجماع الترحيبي على الشاشات التقليدية، كانت الشاشات البديلة تعلن مواقف أخرى، صورة تمّ تناقلها بكثافة على صفحات فايسبوك، وتظهر البابا على كرسيّه المذهب على يسارها، تقابله لقطة لطفل عارٍ جائع. وترافقت الصورة مع آية من إنجيل متى: &laqascii117o;إذا أردت أن تخلص، فاذهب وبع كل ما تملك وأعطِ ثمنه للفقراء. وهكذا يكون لك كنز في السماء. ثم تعال واتبعني". الصورة انتشرت بكثافة على صفحات الفايسبوك، تبعتها تعليقات كثيرة، خصوصاً من المستخدمين غير المتحمّسين لأداء الكنيسة.
زيارة بابا روما إلى بلاد الأرز، تمّت مواكبتها على مواقع التواصل الاجتماعي لحظةً بلحظة، لتكرّس انقسام المغردين والفسابكة حول القضيّة. واشتعلت هذه المواكبة بشكل خاص لحظة نزول البابا من الطائرة. هكذا كتب البعض: &laqascii117o;نزول ممثل المسيح على الأرض، وخليفة مار بطرس إلى مطار بيروت الدولي"، وهنأ آخر بـ&laqascii117o;السلام الآتي إلى لبنان". عبارات الترحيب بالحبر الأعظم ملأت الصفحات. وتغيرت صور البروفايل عند كثيرين، واستبدلت بصور للبابا رافعاً يده لتحية المؤمنين. ومن تابع فايسبوك بدقّة أمس، كان سيلحظ أنّه في معسكر المحتفلين، سادت قناعة أنّ &laqascii117o;الرجاء المسيحي" بأكمله في الشرق، بات معلّقاً، على هذه الزيارة. لا بل أن السلام بالفعل سوف يعم لبنان وسينتهي الاقتتال، وستتحسن الأوضاع المعيشيّة، ولن يموت أي مريض على أبواب المستشفى بعد الآن! تعليقات فايسبوك تؤكد ذلك. إذ زارنا من سوف &laqascii117o;ينوّر" لبنان في زمن انقطاع الكهرباء!
من ناحية أخرى، كان لبعض الفسابكة رأي مختلف تماما حيال هذه الزيارة، بين مهاجمة الإكليروس، وبين رمي بعض التعليقات الساخرة التي لم يسلم منها بعض الزعماء اللبنانيين من كافة التوجهات، ومنها &laqascii117o;البابا يجلس عند مصافحة عون خوفاً من أن يستولي الأخير على الكرسي"، و&laqascii117o;البابا يتفقد صليبه الذهبي الذي اختفى بعد مصافحته فؤاد السنيورة". وقد كان للساخرين من تعاطي الدولة مع زيارة البابا نصيبهم من الشتائم على مواقع التواصل الاجتماعي... هكذا وجدوا من يتهمهم بالكفر، ومن ينصحهم بالـ &laqascii117o;الصلاة كي يهتدوا"، ويعاتبهم لأنّهم لم &laqascii117o;يبتهجوا بتشريف قداسته".
قد تكون مصادفة أن تتوافق زيارة البابا، مع الذكرى الثلاثين لاغتيال بشير الجميل. وشكّل هذا الأمر، مناسبةً للاحتفال عند بعضهم. هكذا، لم يسلم الفايسبوك من الانقسام الحاد أيضاً بين أصحاب شعار &laqascii117o;بشير حي فينا" وبين &laqascii117o;لكل خائن حبيب". المستخدمون الذين يعدّون الجميّل بطلا ومخّلصاً للمسيحيين واللبنانيين، وازوا بين ذكراه، وبين زيارة البابا، وعمدوا إلى نشر فيديوهات من يوتيوب تحمل خطاباته، أو كتابة مقتطفات من أقواله. وعمد مناصرو الطرف الآخر إلى نشر صور حبيب الشرتوني، &laqascii117o;منفذ حكم الشعب والقانون والأمة بالخائن العميل بشير الجميل"، كما كتب أحدهم. وكانت ملفتة محاولة البعض الربط بين زيارة الحبر الأعظم، وذكرى بشير الجميل، كما في صورة يظهر فيها وجه الجميل كتب إلى جانبه: &laqascii117o;أجراسنا بدها تضل تدق لنستقبل راس الكنيسة". ولم يتردّد أحدهم بوصف الجميّل بـ &laqascii117o;مسيح لبنان"، تعليقاً على إحدى الصور.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد