أخبار لبنان » اسلاميو صيدا يفوزون بصاحب ’يا غايب‘ / فضــل شـــاكـر معتـزل حـتّى إشـعــار آخــر

81975_430_01- صحيفة 'السفير'
ربيع فران

لم تكد تمضي 24 ساعة على مشاركته صديقه الشيخ أحمد الأسير في تظاهرة وسط بيروت نصرةً للنبي محمد، وضد ما يسمى بالفيلم المسيء، حتى أعلن الفنان فضل شاكر خبر اعتزاله. هذه ليست المرّة الأولى التي يعلن فيها شاكر اعتزاله. ووفق مصادر مقرّبة من النجم، فإنّ هذه الخبر لا يعدُّ سبقاً، إذ أنّ شاكر أعلن عزمه على الاعتزال منذ شارك في التظاهرة الشهيرة التي قادها الشيخ أحمد الأسير لـ &laqascii117o;نصرة سوريا"، في شباط الماضي. لكنّ شاكر عاد إلى الغناء بعد ذلك، ما يعني أنّ قرار اعتزاله هذا، قد لا يكون نهائياً.
هكذا يعيش صاحب &laqascii117o;يا غايب" بين كفي ميزان. وبين الحلال الفني والتحريم الديني، ضاع فضل شاكر، وأضاع معه جيلاً ممن أحبوا أغانيه وغنوها في الحفلات وفي المقاهي وعلى الطرقات. وإن كان قراره بالاعتزال نهائياً، كما أكّد مكتبه لأكثر من موقع عربي، يخرج فضل شاكر صاحب الحسّ الغنائي المرهف نهائياً هذه المرة من ساحة الغناء. يطوي الصفحة، وهو في عزّ تألّقه الفنّي، خصوصاً أنّ مبيعات ألبوماته تبلغ أرقاماً خيالية، قياساً إلى أبناء جيله. ابن صيدا المتمرد على فقر شوارعها ومخيماتها، عاش حياة قاسية. المدينة الجنوبيّة احتضنت صوته مطلع التسعينيات. في تلك الفترة، لم يترك شاكر فندقاً ولا ملهىً ليلياً إلا وعمل فيه وبأجرة قليلة. ولا زال &laqascii117o;الاوراس" لصاحبه الراحل أبو مصطفى الناقوزي يشهد على محبة الساهرين من أبناء الجنوب لحضور فضل، وكذلك ملهى &laqascii117o;الصحارى" في أنطلياس، وملهى &laqascii117o;إفري نايت" قرب صيدلية بسترس في الحمرا، و&laqascii117o;بوديغا" على المنارة.. وكلها أماكن شهيرة ارتبطت ببيروت الحرب والفن. طموح شاكر خلال الحرب وبعدها، جعله يكمل، بسلاح وحيد يوم ذاك وهو أغنيات أم كلثوم ووردة. هو المتعلق أصلاً بأغاني وردة وعبد الحليم بشكل وثيق، وإلى جانبهما عزيزة جلال والحان بليغ حمدي. لكن تعلقه بوردة لم يمنعه من معاتبتها قبل رحيلها، وطلب منها ارتداء الحجاب والاعتزال. من فاز بفضل شاكر، هم إسلاميّو صيدا، الذين كانوا يأتون بيته جماعات وأفرادا. تأثره بهم، كان كافياً ليعلن اعتزال حياة الفن.
لكنّ مسيرة شاكر لم تكن عاديّة، إذ حققت ألبوماته الغنائية السبعة نجاحاً كاسحاً، كما صنع ملحنين صاروا نجوماً، منهم ناصر السعد وبلال الزين. كما حقّق نجاحاً منقطع النظير مع أغنية &laqascii117o;يا غايب" عام 2003، الأغنية التي جلبت له الملايين، وكرّسته نجماً كبيراً بين فنّاني الصفّ الأوّل. كبر اسمه وكبرت شهرته، بين باريس ولندن والقاهرة والمغرب وليبيا وسوريا. هرب إلى عالم الأعمال، لكنّ مشروع مطعمه &laqascii117o;ألحان" (على اسم ابنته)، فشل، بسب &laqascii117o;كرم" فضل الزائد كما يقول المقرّبون منه. هاجر إلى فيلته في صيدا، وهناك بدأ يتقرب من الجوّ الإسلامي أكثر فأكثر، ويشهد كثيرون على توزيعه للأموال على الزوّار في بيته أيام الآحاد. وتحوّل محيطه، بالنسبة له، إلى طريق للهروب إلى عالم آخر. هكذا كان يردّد: &laqascii117o;كيف أترك الفن، والله يرزقني بحسنة هؤلاء؟". والآن يترك شاكر الفنّ كما صار معلناً، ولكن، هل يعود مجدّداً، أم يبقى على صداقة الأسير؟

 

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد