أخبار لبنان » «شايف حالك» تواصل فضح اللبنانيين: المدام و«فوفي» والعاملة الأجنبيّة

296785056_430- صحيفة 'السفير'
اورنيللا عنتر

تجلس ربة المنزل، أو &laqascii117o;المدام" كما تحب تسمية نفسها، على كنبة في غرفة الجلوس. يبدو بيتها نظيفاً، كل شيء في مكانه. يعود الفضل في ذلك للعاملة في الخدمة المنزليّة، الشابّة الأثيوبية الجنسية، التي تعاملها &laqascii117o;المدام" كـ&laqascii117o;فرد من أفراد العائلة"، كما تخبرنا في الشريط المصوّر الجديد من حملة &laqascii117o;شايف حالك". تخبرنا &laqascii117o;المدام" أنها تصطحب &laqascii117o;سرلنكيّتها" في كل مشاويرها، لكي تساعد في التنظيف. كما تحرص &laqascii117o;المدام" على المحافظة على لياقة الخادمة. لهذا، تطلب منها اصطحاب الكلب &laqascii117o;فوفي" في نزهته المسائية. بهذه الطريقة، يكون الجميع سعداء، &laqascii117o;المدام"، و&laqascii117o;فوفي"، وطبعاً زوج &laqascii117o;المدام". تحكي السيدة عن كرمها بكثير من الفخر، فهي لا تبخل عليها بشيء: مساحيق لغسل الصحون، وأخرى لتنظيف المنزل، وأخرى لتلميع الزجاج. تنعم العاملة الأجنبية إذاً، بكمّ هائل من &laqascii117o;الدلال اللبناني" الذي لا يحرمها من شيء، سوى جواز سفرها.
&laqascii117o;المدام" التي يصوّرها فيديو حملة &laqascii117o;شايف حالك"، واحدة من اللواتي شاهدن الشريط، وشعرن أنه مرآة عنهنّ، وعن طريقة تعاطيهنّ مع العاملات الأجنبيّات في منازلهنّ. بهذا المعنى، تبدو حملة &laqascii117o;شايف حالك" استفزازيّة في الصميم، لكلّ الممارسات الخاطئة في مجتمعنا. لم يعتد اللبنانيون ربما على من يفضحهم، بجرأة مماثلة. وهذا ما فعلته حملة &laqascii117o;شايف حالك"، التي تواصل الإشارة بإصبعها إلى مواضع الوجع الكثيرة، ومنها العنصريّة، والطائفيّة، والفساد. فعلت ذلك في عشرات الأشرطة السابقة، التي تبثها شاشة &laqascii117o;المؤسسة اللبنانيّة للإرسال" منذ حزيران 2011. وطوال هذه الفترة، تناولت الحملة مظاهر اجتماعيّة كثيرة، وتجارب مختلفة في التحايل على القانون، مستقاة من الواقع اللبناني اليومي. رأينا &laqascii117o;الجوكر" الذي يأبى إلا أن يسمع الجميع، &laqascii117o;جعير" سيارته، أثناء القيادة. تعرّفنا أيضاً على &laqascii117o;الحسناء جانيت"، التي تتكل على جمالها، وعلى ذوق الشاب اللبناني الرفيع، لتعبر الأوتوستراد من جهة إلى أخرى، بأمان. أما &laqascii117o;القبضاي علّوش"، فأخبرنا كم هو ممتنّ للدولة اللبنانية التي بنت جسراً للمشاة يحميه.. من الشمس والمطر، حين يعبر تحته. من جهته، يعتبر &laqascii117o;أبو ورده"، سائق سيارة الأجرة، أن &laqascii117o;السواقة فن بحد ذاتها". لذا، يقود سيارته مغمض العينين متوخياً المزيد من الإبداء. من دون أن ننسى الفيديو الصادم عن أطفال سمعناهم يتكلّمون بطلاقة عن رفضهم للآخر المنتمي إلى ديانة مختلفة.
الأكيد أنّ كلّ مشاهد لبناني، يتماهى مع واحدة ـ على الأقل ـ من تلك الشخصيات. وهذا الشبه تحديداً، هو ما تحاول حملة &laqascii117o;شايف حالك"، إبرازه. فـ&laqascii117o;الفكرة وراء المشروع هي إشراك المواطنين اللبنانيين في تغيير ما يعتقدون أنه خطأ في بلدهم، وفي سلوكهم الاجتماعي"، بحسب ما ورد على الموقع الإلكتروني الخاص بالحملة. الحملة الأولى من نوعها في لبنان، تندرج تحت خانة &laqascii117o;صحافة المواطن"، وهي ثمرة تعاون بين محطة &laqascii117o;أل.بي.سي" وشركة Impact BBDO للإعلانات. وقد اعتمدت الشعار التالي: &laqascii117o;إذا كان لفت الانتباه هو طموحهم، فلما تركهم غير مرئيين؟".
عندما بادر القيّمون على المشروع إلى تنفيذه، كان &laqascii117o;راسنا مسكر من الوضع بالبلد"، يقول عمر صادق، مدير التسويق في Impact BBDO. لاحظ عمر صادق وزملاؤه أنّ أحداً لا يبادر لتغيير هذا الواقع، خصوصاً أنّ دور الدولة في المحاسبة شبه منعدم. &laqascii117o;إذا كانت الدولة غير موجودة، فهل نحن بحاجة دوماً لشرطيّ يمسك يدنا، ويجبرنا على احترام القوانين؟"، يسأل صادق.
تسلّط الحملة الضوء على العديد من المظاهر الاجتماعيّة، من دون مبالغة أو تجميل.. ومن دون مواعظ أيضاً. كل شريط من أشرطتها، ينتهي بعبارة &laqascii117o;شايف حالك"، والتي صارت متداولة بشكل كثيف في الشارع اللبناني. &laqascii117o;نحن لا نعبر عن رأينا في الإعلان، لا نعلّق على المواقف التي يجسدها أبطال الإعلان ولا نريد وعظ الناس. نحن نكتفي بالمراقبة، بنقل الواقع وبترك حيّز من المساحة للمشاهد اللبناني لكي يحكم بنفسه على ما رأت عيناه"، يقول صادق.
في الإعلان الذي يتناول عنصريّة اللبنانيين تجاه الأجانب، تسأل المعلّمة التلاميذ عن صفة يطلقونها على &laqascii117o;اللبناني"، تماماً كما يطلقون صفات تمييزيّة وتنميطيّة على &laqascii117o;الخليجي" و&laqascii117o;الروسية" و&laqascii117o;المصري" و&laqascii117o;السوري" وغيرهم. يلي كلمة &laqascii117o;واللبناني؟!" لحظات صمت ثقيل، تختم الشريط، لكنّ الأكيد أنّ هذا الصمت سيتردّد في ذهن المشاهد، لدقائق بعد نهاية الإعلان، ويدفعه للتفكير ببعض المسلّمات.
يؤكد صادق أنّ تبني &laqascii117o;أل. بي. سي" للحملة زادها غنىً، وينوّه بالدور الرئيسي الذي تلعبه المحطة في صنع نجاح الحملة. أما عن مدى تأثيرها على الرأي العام اللبناني، يجيب صادق بالأرقام، إذ تضّم صفحة الحملة على &laqascii117o;فايسبوك" أكثر من 46 ألف معجب، وقد شاهد الفيديو الأخير للحملة ثلاثة آلاف متابع، بعد أربعة أيام فقط على رفعه على &laqascii117o;يوتيوب"، إضافة إلى أنّ تابعي الحملة على &laqascii117o;تويتر" بلغوا 11 ألفاً تقريباً.
تعوّل الحملة، بشكل كبير، على التفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي وعلى الشبكة العنكبوتية. فـ&laqascii117o;صحافة المواطن" التي تندرج الحملة تحت خانتها، تعتمد على اقتراحات الناس، وعلى تعليقاتهم، وعلى ملاحظتهم. لهذا، يعتبر صادق أنّ الحملة لم تعد ملكاً لشركة Impact BBDO حصراً، بل صارت ملكاً للناس. &laqascii117o;نحن أطلقنا الشرارة الأولى، ونقدم الدعم من خلال الإعلانات التي تبث على شاشة الـ &laqascii117o;أل. بي. سي" ولكن المحرك الفعلي هو المواطن اللبناني الذي يفعّل التواصل حول الحملة على الإنترنت".
وعن قدرة الحملة الفعلية على التغيير، يكتفي صادق بالقول: &laqascii117o;لبنان مع حملة &laqascii117o;شايف حالك" أفضل من لبنان من دونها ولو كان التغيير الذي تصنعه بسيطاً أو بطيئاً".

http://www.cheyef7alak.com
http://www.impactbbdo.com
http://www.yoascii117tascii117be.com/watch?v=CDChma5W5v4

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد