- صحيفة 'السفير'
زينب ياغي
تتجه &laqascii117o;المؤسسة اللبنانيّة للإرسال" إلى ما يشبه &laqascii117o;التصحيح الإعلامي" في نشراتها الإخبارية، بحسب ما يؤكد رئيس مجلس إدارتها بيار الضاهر، وهو أمر إذا ما أنجز فسينعكس على النشرات الإخبارية المحلية كافة.
ويدور نقاش واسع حالياً في قسم الأخبار، حول ما تريد القناة تقديمه للمشاهدين، وعما يجب &laqascii117o;تعويدهم" عليه، في القضايا الاجتماعية، والاقتصادية، والتربوية، والحقوقية، وخاصة تجاه النساء والأطفال والشباب. لكنّ ذلك النقاش لا يزال في بداية الطريق، إذ يلاحظ المشاهد تفاوتاً في الاهتمام بتلك القضايا، بين نشرة وأخرى.
فتارة يُفتح ملف بحجم الصناعة الوطنية، ويكتشف المشاهد أن في لبنان صناعة، ثمّ تطوي المؤسسة الموضوع في الأدراج من دون متابعة. وطوراً، يتمّ الاكتفاء بتقرير بسيط عن ملف بحجم القانون المدني للأحوال الشخصية. ربما يعود سبب التفاوت إلى تناوب مسؤولين اثنين على المواضيع المعدة لنشرة الأخبار، هما الزميلان جان فغالي وخالد صاغية.
إلا أنّ العنوان العريض لتوجه النشرة الجديدة، هو إعطاء الأولوية لمخاطبة الفضاء اللبناني برمّته، بما يتضمنه من طوائف ومذاهب واتجاهات سياسية. تليه القضايا الإقليمية والدولية، إلا إذا كانت تؤثر مباشرة على لبنان، أو تهمّ اللبنانيين، مثل انتفاضات الربيع العربي، وأحداث سوريا المؤلمة. وتسعى النشرة إلى أن تخطو في اتجاه المواطنين، بعدما كانت جميع القنوات الإعلامية المحلية، تتوجه إلى الطبقة السياسية أساساً، قبل أن تبدأ في مرحلة لاحقة، تهتم، بخجل، بشؤون المواطنين ـ ربما لأنّه لم يعد من الممكن تجاهل مشاكلهم. بالإضافة إلى ذلك، تعمد القنوات الحزبية إلى استغلال هموم المواطنين لإدانة معارضيها.
يقول المدير العام لـ&laqascii117o;المؤسسة اللبنانية للإرسال" بيار الضاهر إنّه يسعى يومياً لتشتمل النشرة (وتتراوح مدتها بين ثلاثين و45 دقيقة) على الخبر والحدث والتحقيق، من زوايا مختلفة، وليس من زاوية واحدة، أو من وجهة نظر واحدة. يضيف أنّه &laqascii117o;إذا كان البلد مقسوماً، فإنّ أي حدث سياسي يجب تقديمه من وجهة نظر الطرفين المتعارضين أو المنقسمين. مثلاً، هناك من رأى في تحليق طائرة &laqascii117o;حزب الله" في المجال الجوي لفلسطين المحتلة، بطولة، ومنهم من رأى في ذلك إعلان حرب. بالتالي، يجب عرض وجهة نظر الطرفين، وبالطريقة الصحيحة، من دون تحريف، أو تلطيش، أو هجوم، لكي يعرف المشاهد ما هو رأي كل طرف، ثم يختار ما يناسبه، بدلاً من الانسياق إلى اللغة التحريضية، أو إلى دفن رأسه في التراب، على طريقة النعامة، والقول إن ما يراه صحيح، وما يراه غيره خطأ".
وبرأي الضاهر، فإن المواطن يحتاج لأن يعتاد على الاهتمام بالقضايا الاجتماعية، وليس فقط الانجرار فقط خلف ما يقوله المسؤولون السياسيون.
ويعترف الضاهر بأن القناة، كما المشاهد، في فترة اختبارية، يتم خلالها رصد ردود الفعل على المواضيع المعروضة، من أجل وضع الأسس الجديدة على أساس إقبال المشاهدين أو إحجامهم. فعلى الرغم من أن القضايا الاجتماعية تهمّ جميع المواطنين، ولكن يجدر الانتباه إلى أنّ لبنان مليء بالأحداث السياسية والأمنية التي يريد المشاهد معرفتها.
ومن المواضيع الاجتماعية، ما يثير ضجة كبرى، مثل ما حصل مع ما صار يعرف بنشرة &laqascii117o;جمهوريّة العار" التي عرضتها &laqascii117o;أل. بي. سي." منذ فترة وجيزة، وتناولت في مقدّمتها موضوع إجراء &laqascii117o;فحوص مثلية" بشكل تعسّفي لبعض الشبان الموقوفين. ومن المواضيع الاجتماعيّة أيضاً ما يحظى بالمتابعة، مثل سلسلة الرتب والرواتب، خصوصاً أنّ كلّ موظّف سيكون مهتماً من دون شكّ بقيمة الراتب التي ستصل إلى جيبه في آخر الشهر. لكنّ قضيّة السلسلة تمّت متابعتها من وجهتَي نظر الحكومة وهيئة التنسيق النقابيّة، والهيئات الاقتصاديّة. وهذا ما يوافق عليه الضاهر. إذ انّ الإعلام لم يعرّف المشاهدين على المرافق التي يمكن الحصول منها على تمويل السلسلة، عبر تقارير خاصة، تفنّد الخطاب الاقتصادي للمتضررين من فرض الضرائب، مثل أصحاب الشركات والعقارات والمنتجعات وغيرهم، وذلك يستدعي بدوره جهداً ومعرفة لدى العاملين في أقسام الأخبار أنفسهم.
ومن الأمور المعروضة دائماً للنقاش في القناة، إمكانية إلغاء مقدمة النشرة الإخبارية. وقد فضّل الضاهر بقاءها حالياً لأن مشاهدي المحطة طالبوا بها، على اعتبار أنّ فكرة إلغائها قد تؤخذ على أنّها تهرّب من أخذ موقف.
ويحسب لقناة &laqascii117o;أل. بي. سي." أنّها لا تزال من القنوات القليلة التي تحافظ على مشاهـدين من جميع المناطـق والطـوائـف الاتجاهـات، كما أنها انفتحـت على توظيـف إعلاميـين من الطوائف والمناطق الأخرى.
هل سينجح بيار الضاهر في مهمته، في محطته أولاً، ومن ثم في التأثير على القنوات المحلية الأخرى. يردّ: &laqascii117o;جربيني ثم حاسبيني".