تكرار المعارك شمالاً، بين باب التبانة وجبل محسن، لم يكن له أثر &laqascii117o;الاعتياد على"، عند أهالي طرابلس. يشبه الأمر عندهم فعل التراكم، المسبب للغثيان والقرف.
في كل مرة تشتعل حرب البارود بين المنطقتين، يصبح موقعا التواصل الاجتماعي &laqascii117o;فايسبوك" و&laqascii117o;تويتر" ملجأً رحباً للتنفيس عن غضب الشارع الطرابلسي... آراء وتعليقات غاضبة ومستنكرة تراكمت على جدران الموقعين. وفي الجولة الأخيرة من المعارك، ركّزت التعليقات على النقد الذاتي، لأنّ الطرابلسيين، هم من انتخب ويدعم الطبقة السياسيّة التي تمثّلهم من نواب ووزراء. كما انتشرت وبكثافة الدعوات لاستقالة هؤلاء، من طرفي 8 و14 آذار. وطالت المناشدات رئيس الوزراء نجب ميقاتي، وطالبه كثيرون بالالتفات إلى واقع مدينته التي تئنّ. وسأله أحد المعلّقين: &laqascii117o;هل تكتفي بتقديم الوجبات الرمضانية الساخنة لفقراء مدينتك؟ ماذا تفعل لهم لكي لا يمدوا يدهم للسلاح؟"، ويرد عليه آخر في تعليق: &laqascii117o;سئمت الاجتماعات في دارة النائب كبارة لأنها مجرّد استعراض مديني لا أكثر، لحفظ ماء الوجه".
وضع أهل المدينة المسؤولين جميعاً في خانة واحدة، هي خانة &laqascii117o;المهملين". وأطلقوا نداءات استغاثة وألم وهم يشعرون بأنهم معزولون عن باقي المناطق اللبنانية، وأنهم مواطنون &laqascii117o;من الدرجة الثانية"، وأنّ لا أحد يكترث بمدينتهم التي يبدو أنّ هناك مخططاً لتحويلها من &laqascii117o;مدينة جامعة" إلى &laqascii117o;إمارة عقائدية متشدّدة"، تماشياً ربما مع الموجة السائدة في المنطقة: &laqascii117o;طرابلس مديتة لبنانية ما هيك؟"، سأل رامي مغرّداً عبر صفحته على &laqascii117o;تويتر".
ولم يسلم الإعلام من الانتقادات، لعدم إيلائه الأهمية الكافية لمعاناة طرابلس. &laqascii117o;الإعلام عنا مسخرة، يواكب زواج الأمير ويليام لحظة بلحظة، ولكن تصير أحداث طرابلس عنده خارج التغطية". أما البعض فاختار حسّ الفكاهة، كوسيلة لانتقاد الشاشات المحليّة، التي تعاطت مع الحدث الطرابلسي بصيغته العاجلة، رفعاً للعتب المهني: &laqascii117o;تجمّع الآلاف من الطرابلسيين في ساحة النور للتصويت لمشتركي &laqascii117o;ذا فويس"، الرجاء نشر هذه الشائعة، وسترون كيف ستصل وسائل الإعلام إلى طرابلس".
ووجّه أهل المدينة النقد للمسلحين أنفسهم، &laqascii117o;أهل الدار"، لمطالبتهم بأخذ استراحة، ليستطيع أبناء المدينة النوم لساعات قليلة. صرخت أسيل، من سكان منطقة الزاهرية في المدينة، عبر صفحتها: &laqascii117o;يا عمي خلص بقا طيب بدي نام بدي اشتغل بدي إدرس!! لك خدوا استراحة، كلوا شوي، ريّحوا شوي أعصابنا وسمعنا! خلص!".
تفنّن الطرابلسيون في الأيام الأخير بالتعبير عن واقعهم المنهك، وابتكروا أساليب فيها كثير من خفة الدمّ. كتب أحدهم: &laqascii117o;من يرغب بتعلّم القيادة، فلينزل الآن إلى شوارع طرابلس الفارغة". وكتب آخر: &laqascii117o;لشدّة الهدوء في طرابلس، ترمي الصاروخ تسمع رنّته".
هذا الاحتقان الشعبي، بقي في الفضاء الافتراضي، ولم يترجم في تحرّك فعلي على الأرض، باستثناء اعتصام روتيني يتيم أمام سرايا المدينة. وذهب بعض المعلّقين حدّ التأكيد، بأنّ من ثار &laqascii117o;فايسبوكياً" على الطبقة الحاكمة، سيعود لينتخبها من جديد، و&laqascii117o;مثل الشاطر".