- صحيفة 'السفير'
ربيع دمج
عاد يهود لبنان إليه في قالب افتراضي، عبر 4 صفحات فايسبوكيّة، أنشئت تباعاً خلال السنتين الماضيتين، هي &laqascii117o;كنيس أبراهام ماغن"، &laqascii117o;يهود لبنان"، &laqascii117o;ذاكرتنا"، &laqascii117o;أصدقاء يهود صيدا". تضمّ الصفحات الأربع بمجملها سبعة آلاف منتسب بينهم لبنانيون وعرب غير يهود، لتعيد إلى دائرة السجال موضوعاً إشكالياً، حول شريحة من هؤلاء، رفضت الانتماء إلى الكيان الإسرائيلي، لكنها أوشكت على الذوبان قسراً عن الخريطة اللبنانيّة، مهاجرة إلى كندا أو الولايات المتحدة. مع العلم أنّ وكيل الأوقاف اليهوديّة في لبنان المختار باسم الحوت، يؤكد أن عدد اليهود الموجودين في لبنان يبلغ 500 فرد، ويملكون عقارات مهمة في صيدا وطرابلس وبيروت ودير القمر وبحمدون وعاليه وزحلة.
على جدران هذه الصفحات تكتب القصص والذكريات، وتنشر الصور، الشاهدة الوحيدة على تاريخ الطائفة رقم 7 من بين الطوائف الثماني عشرة. وما يدعو للاستغراب، المزايدات من قبل لبنانيين متعاطفين بشكل واضح وعلنيّ مع الكيان الصهيوني، في خلط واضح بين اليهود عموماً، والإسرائيليين.
صفحة &laqascii117o;ذاكرتنا" هي الأحدث بين الصفحات المعنيّة بالموضوع، وينشر القيمون عليها صوراً قديمة من لبنان. على صفحة &laqascii117o;يهود لبنان"، يقوم المتابعون بنشر أغانٍ لمطربين إسرائيليين، ويتعمّدون ذكر كلمة إسرائيل أو وضع صور لمدن محتلّة في فلسطين. بعضهم وضع تعليقات، تتهم طوائف لبنانيّة معيّنة، بأنها &laqascii117o;جماعات إرهابية تحاول قتل اليهود، ومن بقي منهم في لبنان". هذا ما يخرج الصفحة عن سياقها &laqascii117o;البريء" المفترض، ويحوّلها إلى جدار لتعليق أوراق إسرائيلية، رغم أنّ هناك يهوداً لبنانيين رفضوا الهجرة إلى إسرائيل أساساً. وتضمّ صفحة &laqascii117o;يهود لبنان" 350 منتسباً، ومركزها حسب ما تعرّف عن ذاتها، مدينة حيفا المحتلة، وتهتم بنشر صور قديمة عن ممتلكات اليهود وعاداتهم وتقاليدهم في الأعياد والمناسبات، إذ تحتوي على مئات الصور، يعود تاريخ بعضها إلى العام 1820. كما يهتم المشرفون على الصفحة بإلقاء الضوء على أبرز الوجوه اليهودية اللبنانية، كالمطربة الراحلة وداد صاحبة أغنية &laqascii117o;بتندم" المعروفة، التي عاشت في لبنان وتوفيت فيه العام 2009، بعد اعتناقها الديانة الإسلامية عقب زواجها من الموسيقار الراحل توفيق الباشا. وهناك المسرحي موسى حلمي الذي عمل في عدّة مسارح لبنانيّة، أهمها &laqascii117o;مسرح شوشو"، إضافة إلى عمله ملحناً وعازفاً في &laqascii117o;الإذاعة اللبنانية" وأعطى ألحاناً للمطربة نور الهدى وصباح في مطلع الخمسينيات. إضافةً إلى المطربة أمل شوقي (اسمها الفني)، التي كانت معتمدة في &laqascii117o;الإذاعة اللبنانية"، قبل أن تهاجر إلى إسرائيل في الستينيات من القرن الماضي. وقد تجد على هذه الصفحة صوراً لأهم المدارس والمعابد اليهودية، التي أندثر بعضها وبقي بعضها الآخر، إضافةً إلى صور لأبرز الشخصيات الدينية والسياسية اللبنانية مع ممثلين عن الطائفة اليهودية.
وبالنسبة إلى صفحة &laqascii117o;كنيس أبراهام ماغن في بيروت" فهي تضم 5900 منتسب، بينهم ما يناهز الـ2500 لبناني، أما البقية فموزعون بين يهود المهجر ويهود داخل المستوطنات العبرية. تحمل الصفحة اسم أكبر معبد يهودي في لبنان في وادي أبو جميل، في وسط بيروت التجاري. وتضمّ صوراً للكنيس قبل وبعد ترميمه في العام 2009، وتشرف عليها &laqascii117o;منظمة يهود لبنان"، وعملت على نشر صور مع تعليقات تاريخية، لجميع معابد الطائفة في لبنان، مثل كنيس دير القمر وبحمدون وعاليه وصيدا وطرابلس، إضافة إلى مدافنهم التي تقع إحداها في السوديكو (بيروت) وأخرى في صيدا ناحية الواجهة البحرية، إضافةً إلى مدفن مطمور كلياً، بنيت فوقه محطة وقود في منطقة الزاهرية في طرابلس. وتنشر الصفحة يومياً صوراً قديمة العهد عن حفلات زفاف أو ختان الصبيان، وعن صلاة السبت ورأس السنة الموسوية، داخل كنيس ماغن أبراهام في حقبة الثلاثينيات حتى منتصف السبعينيات من القرن الماضي. كما تنشر صوراً لأطفال يهود أصبحوا اليوم أجداداً وجدّات، مع أولاد جيرانهم في وادي ابو جميل والأشرفية ورأس النبع. ونشر احدهم، ويدعى ماركو مزراحي، وهو مستوطن في إسرائيل، صوراً له مع رفاق الطفولة في لبنان، معلقاً &laqascii117o;هاجرت من بيروت في العام 1975، كان عمري 12 سنة فقط، ثم عدت إليها مجنداً في الجيش الإسرائيلي خلال اجتياح الـ82". ومزراحي كغيره من &laqascii117o;الإسرائيليين اللبنانيين" (التعبير الذي يستخدم للتعريف عنهم في دوائر نفوس بيروت ولوائح الشطب)، المتابعين للصفحات، يحاولون تبرير وجودهم في إسرائيل بأنه &laqascii117o;لا يمنعهم من محبتهم إلى لبنان".
أما صفحة &laqascii117o;أصدقاء يهود صيدا" فقد أنشأها ناشطون لبنانيون مقيمون ومهاجرون، إضافة ليهود تلك المدينة، التي لم يبق منها سوى بضع العشرات، ومنهم اثنان صوّتا في انتخابات العام 2009. وترتكز الصفحة على وضع صور خاصة بأبناء الطائفة الصيداويين، إضافة إلى قصص تناقلها الأبناء من آبائهم عن ذكريات اليهود في المدينة. وكلها صور نادرة مجهولة المصدر، ولا توضح الصفحة كيفيّة تجميعها.