- صحيفة 'السفير'
زينب ترحيني
خصّص برنامج &laqascii117o;نهاركم سعيد" على شاشة &laqascii117o;المؤسسة اللبنانية للإرسال"، حلقته بالأمس، لمواكبة موضوع الزواج المدني، وتحديداً مصير زواج خلود سكريّة ونضال درويش في وزارة الداخليّة، بعدما كانا أوّل من يقدم على تلك الخطوة، على الأراضي اللبنانيّة. وقد حلّ العروسان ضيفين على الزميلة ديما صادق، إلى جانب المحامي والباحث طلال الحسيني، الذي كان أوّل من بادر إلى الاجتهاد القانوني من أجل إتمام أوّل زواج مدني، في لبنان.
دار النقاش بهدوء. عرض العروسان والمحامي وجهات نظرهم، وتفسيرات النصوص القانونيّة التي أفضت إلى عقد الزواج. وكان لوزير الداخلية مروان شربل مداخلته. بدا الرجل مرتبكاً، يحاول إيجاد موقفه بين سلسلة من الآراء المتناقضة. لهذا اختار البدء بطرح الأسئلة على العروسين، فبدا كأنّه في تماس أوّل مع حيثيّات القضيّة. سأل: &laqascii117o;هل عقدتم زواجكم عند شيخ؟ هل شطبتم مذهبكم؟". أسئلة استفزت الحسيني، فقاطع شربل قائلاً: &laqascii117o;معالي الوزير لستَ في موقع إجراء تحقيق، ولا يحقّ لك أن تسألهما هذه الأسئلة". ربّما أراد شربل من خلال أسئلته استعراض الحالة من أوّلها، سعياً لجعل الموضوع أوضح بالنسبة للمشاهدين. لكنّه خرج بخلاصة واحدة: &laqascii117o;البحث ما زال جارياً للبتّ في القضيّة".
انتهت مداخلة شربل، ليحلّ على الشاشة ضيف آخر من دار الإفتاء. انطلق عضو المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى الشيخ محمد أنيس أروادي في كلامه، مستلهماً من النصوص الدينيّة والفقه، &laqascii117o;12 سبباً لرفض الزواج المدني" كما قال. طال النقاش، غير المسموع وغير الواضح، ليصل إلى نقطة السؤال عن التشابه بين الزواجين المدني والديني. وعند سؤال صادق الشيخ: &laqascii117o;أليس شرط أيّ زواج القبول والإشهار"، عاد بالمشاهدين إلى زمن الياس الهراوي، والرفض القديم للزواج المدني.
تكلّم الشيخ بصراحة، وكفّر كيفما شاء، تماماً كما فعل المفتي من قبله. كان على الشاشة يستكمل دوراً بدأ العمل به منذ أيّام. الفرق أنّ كلام أروادي، جاء مفصلاً ومحدّداً أكثر. وخلال محاجته في سبب رفض الزواج المدني، قال انّ &laqascii117o;زواج المسلمة من غير المسلم حرام". وكأنّ السؤال لمع في ذهنه فجأة، أضاف: &laqascii117o;ماذا لو أتحنا الزواج المدني، وتزوّجت فتاة مسلمة من شاب غير مسلم، وجاء أخوها وقتلها، ماذا ستفعل الدولة حينها؟ كيف ستتصرّف؟". طرح الشيخ سؤاله ومضى، خاتماً كلامه بتحذير &laqascii117o;شبابنا وشاباتنا" من الانجراف في هذه الموجة. عبَر على تلك الفكرة كأنّها أمرٌ بديهي، وكأنّ &laqascii117o;دمّ المرتدّة حلال"!
هكذا تزيّن صباح المشاهدين بالأمس برجل دين، كاد يهدِّد المتزوجات مدنياً باحتمال تعرضهنّ للقتل. لا يعرف &laqascii117o;مولانا" طريقة تعامل الدولة مع شاب يقتل أخته (!). قال ما لديه بثقة. قتل الأخت &laqascii117o;المرتدّة" فعل يكاد يكون &laqascii117o;منطقياً"، بنظره. في حال إقرار الزواج المدني، سيكون على الدولة أن تحسب حساباً لإمكانيّة ذبح المسلمات &laqascii117o;المرتدّات". فلنمنع الناس من اختيار طريقة الزواج التي يرونها مناسبةً، لأنّ &laqascii117o;جرائم الشرف" ستصبح حينها، أكثر شيوعاً، وسيتحجج مرتكبوها بالمبررات الدينيّة. ألا يعدّ تهريب الجرم من باب &laqascii117o;جرائم الشرف" ترهيباً علنياً؟
لا بدّ من رفض كلّ ذلك الترهيب والتخويف المنفلت على الشاشات، وإدانته. قد يكون مفيداً ترك بعض رجال الدين يتكلّمون على هواهم، فسيسمع المواطنون الكثير من &laqascii117o;الكلام" المشابه في غرابته، خصوصاً أنّ &laqascii117o;المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى" ناهضَ، بالأمس، الزواج المدني بدوره. باتت أحكام الإعدام أمراً رائجاً على الشاشات... لا ينقصنا سوى التنفيذ.