- صحيفة 'السفير'
غفران مصطفى
حدَّد &laqascii117o;الاتحاد العالمي للاتصالات" التابع للأمم المتحدة شهر حزيران من العام 2015، موعداً نهائياً لانتقال بلدان العالم من البثّ التماثلي (analog) إلى البثّ الرقمي للأرض. ويضع هذا الانتقال الحكومات والمحطات التلفزيونيّة أمام تحديات ضخمة، لأنّه يتطلّب تعديلات تقنيّة شاملة. في العام 2006، وقّعت البلدان العربيّة على اتفاقية جنيف التي شملت 116 بلداً لتنظيم الانتقال على مراحل. لكنّ معظم تلك البلدان، ومنها لبنان، لا يمتلك أطراً تنظيميّة وتقنية تخوّله القيام بتلك الخطوة. في العام 2008، أعدّت الهيئة الناظمة للاتصالات سلسلة استشارات لمعالجة القضيّة، لكن لم يتخذ حتى الآن أي قرار نهائي بشأنها.
يتيح النظام الرقمي الاستفادة بشكل أوسع من الفضاء، ويوفر قنوات وموجات إذاعية إضافيّة، ويساعد في تحسين التغطية التلفزيونية في المناطق كافة، ويتيح إمكانيّة توزيع عدد أكبر من القنوات التلفزيونية في حيز الترددات نفسه، والحماية من التشويش والتداخل، واستخدام بنية تحتية واحدة للبثّ، ما يخفض الكلفة. يواجه البث التماثلي مشاكل عديدة من شأنها أن تبقي الصورة والصوت مشوشتين من دون إمكانية تصحيحهما، وذلك في حال حدث أي خلل من المصدر، بالإضافة إلى تأثره بالعوامل الجوية. ويقول مهندس الاتصالات في قناة &laqascii117o;الميادين" يونس فرحات إنّ &laqascii117o;البثّ التماثلي لا يكفي لحفظ كافة المعلومات الواردة عبره، وتمّ ابتكار طرق عديدة لضغطها، إلى أن تم اللجوء إلى البثّ الرقمي، ما جعل عملية حفظ البيانات لمسافات أطول، ممكنة، ومضمونة". ويشرح فرحات أن الانتقال إلى البث الرقمي يتيح إمكانية التصحيح، &laqascii117o;ففي حال وصلت الصورة مشوشة من مصدرها يمكن تصحيحها بشكل فوري لأنها تتحول إلى أرقام، بينما في النظام التماثلي لا يمكننا تصحيح الصورة، فتصل مشوشة إلى المشاهد. ويصبح شكل التلفزيون في حالة البث الرقمي مسطحاً". ويلفت فرحات إلى أنه في حال نجح البث الرقمي في لبنان فإنه من الممكن أن يتحول في وقت لاحق إلى بث ثلاثي الأبعاد.
يقول رئيس المجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع عبد الهادي محفوظ، إنّه &laqascii117o;كان يفترض أن تباشر المحطات التلفزيونية خطة الانتقال إلى النظام الرقمي في الأشهر الأخيرة من العام 2012، ولكن ما يبدو حتى الآن أن لبنان لم يبدأ بالإعداد الفعلي للانتقال إلى النظام الرقمي، علماً بأن مشروع قانون الإعلام الموحد الجديد الذي يجري العمل عليه في اللجنة البرلمانية الإعلامية ينصّ على النظام الرقمي". ويضيف: &laqascii117o;كانت هناك جلسات من جانب وزارة الإعلام ووزارة الاتصالات و&laqascii117o;المجلس الوطني للإعلام" وهيئة الاتصالات مع ممثلي قطاع المرئي والمسموع، لتحضيرهم وتهيئتهم لاستقبال العمل بالنظام الرقمي مع الأخذ في الاعتبار ملاحظاتهم وما يترتب عليهم من أعباء إضافية جديدة".
إذاً، ورغم حتميّتها، إلا أنّ عمليّة الانتقال من التماثلي إلى الرقمي، سوف تكبّد المعنيين تكاليف إضافيّة، ليس معلوماً بعد كيف سيتمّ توزيعها. وبالنسبة إلى المستهلكين، وكي يتمكنوا من استقبال البث التلفزيوني الرقمي على أجهزة التلفزيون الحالية، يجب عليهم الحصول على جهاز لفكّ الشيفرة الرقمية يتمّ وصله بجهاز التلفزيون. كما يمكن للمستهلك أن يشتري تلفزيوناً رقمياً يتضمن وحدة موالفة رقمية (digital tascii117ner).
لكن ماذا عن القنوات التلفزيونيّة، وجهوزيتها للانتقال إلى البث الرقمي؟ يقول مدير عام قناة &laqascii117o;الجديد" ديمتري خضر أنّ القناة جاهزة للانتقال متى سُنّ القانون بشكل رسمي، &laqascii117o;لكن الموضوع ليس متعلقا بنا بل بالهيئة الناظمة للاتصالات. وعلى وزارة الاتصالات أن تشرح للناس فوائد هذا الانتقال وأهميته بهدف دفع المستهلك لشراء أجهزة التلفاز المتخصصة بالبث الرقمي". من جهته، يقول رئيس مجلس إدارة &laqascii117o;المؤسسة اللبنانيّة للإرسال" بيار الضاهر أنّ المحطات باتت مجبرة على الانتقال إلى البث &laqascii117o;الرقمي في مهلة أقصاها سنتين، وعلى الدولة أن تنسق شبكة موحدة تحت جناح &laqascii117o;تلفزيون لبنان" بعد استئجارها الأقنية للتلفزيونات". من ناحية أخرى، لفت مصدر مسؤول في قناة &laqascii117o;المنار" إلى أنه &laqascii117o;إذا بتّ القانون من قبل وزارة الاتصالات، يصبح هناك شركة لإعادة توزيع القنوات الأرضية عبر النظام الجديد. ويصبح هناك بنية تحتية خاصة بها، ويصير بالإمكان الاعتماد على قنوات خاصّة مثل &laqascii117o;تلفزيون لبنان". وإذا لم يقرّ أو يتمّ إنشاء مركز موحد، يضطر كل تلفزيون الى أن يعمل بنفسه وتقوم كل محطة بإجراء تعديلات تقنية".
يسابق لبنان الوقت في مسألة البثّ الرقمي، خصوصاً أنّه متخلّف عن غيره من الدول العربيّة مثل العراق والمغرب والسعوديّة وتونس وموريتانيا التي نفّذت أو تعمل على تنفيذ المراحل الأخيرة من الانتقال الحتمي إلى الـ &laqascii117o;ديجيتال".