أخبار لبنان » «يوتيوب» الحرب: طفلة تمارس «رياضة الرماية»

- صحيفة 'السفير'
صهيب عنجريني

يفتح شريط مصور نُشر على &laqascii117o;يوتيوب" بالأمس الأبواب أمام عشرات الأسئلة والإجابات الموجعة، ويقدّم برهاناً جديداً على بشاعة النفس البشرية.
أربع وعشرون ثانيةً فقط هي مدّة الشريط، وتمّ تحميله عبر أكثر من قناة على &laqascii117o;يوتيوب"، تحت عنوان &laqascii117o;طفلة تطلق النار من باب التبانة على جبل محسن خلال الاشتباكات في طرابلس". تظهر في الفيديو طفلة لبنانية لم تتجاوز الثامنة من عمرها، وقد تحوّلت ضحية لمجموعة ذكور يكرّسون فيها بذور اثنتين من أقذر الجرائم: القتل، والحقد الطائفي.
نشاهد في الفيديو أحد الذكور يناول الطفلة سلاحاً جاهزاً للاستخدام ويسألها: &laqascii117o;لوين بدك تقوّصي؟"، لتردّ الصغيرة بابتهاج طفولي لم يفلح السلاح بتلويثه بعد: &laqascii117o;ع الجبل". إجابة من الواضح أنها لُقنت لها طويلاً، والمقصود فيها طبعاً منطقة جبل محسن الغارقة في الصراع المذهبي مع باب التبانة.
تقترب الطفلة بعدها من زاوية الشارع وتطلق أربع عشرة طلقةً باتجاه &laqascii117o;العدو"، وسط تهليل المحيطين بها، وترتسم ابتسامة بريئة على وجه الطفلة التي ملأها التهليل بالفخر بما فعلت.
تفشّى الشريط على مواقع التواصل، كما نقلته القناة الرسميّة لتلفزيون &laqascii117o;الجديد" على &laqascii117o;يوتيوب"، وكذلك فعلت &laqascii117o;أل بي سي" التي ارتأت تمويه وجه الطفلة، مع عدم تحديد مكان الحادث. القناة نفسها عرضت عبر &laqascii117o;يوتيوب" شريطاً لأحد القادة الميدانيين في باب التبانة، يساعد امرأة على ضرب قذيفة &laqascii117o;آر. بي. جي.".
كتبت إحدى المعلّقات على &laqascii117o;فايسبوك": &laqascii117o;أنا على يقينٍ أنّ هذا المُجرم لا يشتري لابنته لعبة باربي، ولا ثياباً جديدة، وأشكّ في أنه يستطيع أن يشتري لها شوكولا &laqascii117o;كيندر"". وعلى رابط الشريط على &laqascii117o;يوتيوب" علّق أحدهم: &laqascii117o;شو هالدولة، إذا بقي دولة أصلاً!".
فيديو الطفلة الطرابلسيّة هذا، ليس الأول من نوعه. صدّرت الأزمة السوريّة على الشبكة، عشرات المقاطع المماثلة، أبطالها ــ بل ضحاياها ـــ أطفال يمسكون السلاح، وآخرون يرددون أهازيج تحتفي بالقتل الطائفي. وجدت تلك المقاطع من يشارك في الجريمة من خلال التهليل لها، وترويجها عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وإذا سلمنا بأن انتشار تلك المقاطع كان نتيجة طبيعية لما أفرزته الأزمة السورية من عنف ودموية، فإننا هذه المرة أمام سابقة على الصعيد اللبناني على الأقل، وتشكل انعطافاً في مسار ظاهرة إرضاع الأطفال حليب الطائفية التي أفلح أمراء الحرب بتكريسها في هذا البلد.
تدّعي سياسة النشر والأمان في &laqascii117o;يوتيوب" إيلاء الأطفال اهتماماً خاصّاً، وتفرد لها بنداً من شروط النشر تحت عنوان &laqascii117o;تعريض الأطفال للخطر"، لكنها تعتبر الخطر الوحيد في هذا السياق ما يتصل بالمحتوى الجنسي، ويقول البند ما حرفيّته: &laqascii117o;لا تبدي سياسة موقع Yoascii117Tascii117be أي مرونة عندما تتعلق المخالفة بمحتوى جنسي يتضمّن قاصرين، فإنّ تحميل أي نشاط يضم قاصرين ضمن محتوى جنسي أو التعليق عليه أو التفاعل معه سيؤدي فورًا إلى تعليق الحساب".
تدّعي سياسات الموقع خطوطاً حمراء أخرى، من بينها إزالة &laqascii117o;المحتوى الذي يحضّ على الكراهية"، وهذا ما ينطبق بطبيعة الحال على المقطع المذكور، كما ينطبق عليه البند الخاص بـ&laqascii117o;المحتوى العنيف". ووفق الآلية التي ينتهجها الموقع فإنه يتيح نشر المقاطع المصوّرة من دون رقابة، ويكتفي بإزالة المحتويات التي تخترق الخطوط الحمراء في حال تلقيه تبليغاتٍ بخصوصها.
يغدو &laqascii117o;يوتيوب" مسرحاً لجريمة لا تقلّ فظاعة عن الجريمة التي ارتكبها أبطال الشريط بحق الطفلة الضحية. وإذا كان &laqascii117o;الضمير العالمي" قد عوّدنا على الاهتزاز يُمنةً ويُسرى أمام مشاهد أطفال تُسفك دماؤهم، فماذا يُمكننا أن نتوقع منه أمام مشاهد تحوّل الأطفال إلى سافكي دماء سوى الرقص و&laqascii117o;ع الوحدة ونص"؟

رابط الشريط:
https://www.yoascii117tascii117be.com/watch?v=kz1zFr74VlE

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد