أخبار لبنان » «أي لبنان تريد؟» وهم المشاركة في استطلاع الرأي

- صحيفة 'السفير' 
كارول كرباج

&laqascii117o;أي لبنان تريد؟". ليس السؤال شعاراً لحملة انتخابية، بل سؤال طرحته &laqascii117o;الأمم المتحدة" على اللبنانيين، عبر شريط تلفزيونيّ. يمكن العثور على رابط الشريط على الموقع الالكتروني للمنظمة الدوليّة، وفوقه سؤال &laqascii117o;أي لبنان تريد؟" مكتوباً باللونين الأحمر والأخضر، تتوسطه أرزة. إلى جانب السؤال دعوة إلى &laqascii117o;التسجيل، والإدلاء بالصوت لتحديد الأهداف التنموية للألفية لما بعد 2015".
يهدف الفيديو إذاً لتقديم تصوّر أوّلي عن &laqascii117o;أهداف الألفيّة" تلك، ودعوة اللبنانيين للمشاركة في استطلاع حول ذلك، لتحديد تطلعاتهم وطموحاتهم. القيّمون على المشروع يفعلون ذلك، من دون إقصاء أحد، في الشكل على الأقلّ. جميع الفئات تُدلي بأصواتها في الشريط، وتعطي رأيها. الكهل بائع الورود على كورنيش الروشة، والشابة المدللة ذات الشعر الكستنائي على الكورنيش نفسه، والشاب في وضعية رجل الأعمال جالساً أمام حاسوبه في وسط البلد، وصولاً إلى الفتى المشرّد ماسح الأحذية. جميعهم يعبّرون عن &laqascii117o;أهدافهم" للألفية.
لكن شاءت المصادفة أن تكون أولويات المشاركين، نسخة طبق الأصل عن &laqascii117o;الأهداف التنموية للألفية"، كما تحددها أولويات المنظّمة، على الموقع نفسه، ضمن مشروع بعنوان &laqascii117o;عالمي" (راجع &laqascii117o;السفير" 30/5/2013). فتمنى الكهل إنهاء الفقر و&laqascii117o;التعتير". وطالبت الشابة بتطبيق قوانين حماية البيئة. وشدَّد صاحب ربطة العنق على الشراكة العالمية والتعاون بين الدول. فيما تحدّث الطفل العامل عن رغبته بالالتحاق في المدرسة. وركّزت شابة أخرى على محاربة فيروس نقص المناعة. وعبّرت امرأة متقدمة في السن عن رغبتها في المساواة مع الرجل في العمل.
لم تعثر &laqascii117o;الأمم المتحدة" على شخص، على سبيل المثال، يرغب بإنهاء الطائفية في لبنان؟ وهو خطاب سائد في الشارع اللبناني، بغض النظر عن كونه استهلك حتى الابتذال. ألم يكن أجدى &laqascii117o;تعليب الأجوبة" والترويج لها، بشكل &laqascii117o;أدهى" على الأقل؟
انتهى الشريط بموسيقى هادئة تشي بمستقبل ورديّ لـ&laqascii117o;لبنان الذي نريد". ليصل الفيديو إلى ذروة العبث مع شعار &laqascii117o;رأيكن بهمنا". وكأننا لسنا معنيّين مباشرةً بعملية التنمية. كأننا لسنا جزءاً منها. المطلوب منا تقديم آرائنا فحسب، تماماً كأي شركة تحرُص على ردود فعل زبائنها بعد تسويق منتجها الجديد، أو المُعدّل منه.
هل فكّر المعنيون في &laqascii117o;الأمم المتحدة" بكيفية تحديد أولويات بائع الورود وماسح الأحذية والسيدة متقدمة السن، وهم الأكثر حاجة إلى عملية التنمية، في منتدى الكترونيّ؟ كيف يمكن لهؤلاء المشاركة وإبداء الرأي عبر الموقع، وهم ربما لا يحظون بفرصة الوصول إلى الانترنت؟ وكيف يمكن لخمسة وثلاثين في المئة من اللبنانيين (تحت خط الفقر) المشاركة بآرائهم عبر موقع الكترونيّ، وهم أصلاً لا يمتلكون مسكناً، ولا ينعمون برفاهية الذهاب إلى المدرسة وتناول ثلاث وجبات يومياً؟ وبكل الأحوال، لم يصوّت على استطلاع الرأي إلا 421 شخصاً، على الرغم من كثافة الإعلانات المرافقة.
لا يختلف الاستطلاع كثيراً عن الشريط. يطلب من المواطن اختيار ست أولويات من بين عدد محدّد من الأهداف. ورغم إمكانية إضافة هدف على القائمة، تبقى طريقة طرح السؤال معلّبة إلى حدّ كبير. فلا تسمح بالتفكير خارج الإطار المفروض مسبقاً، وتفترض قبول الجميع بنموذج التنمية المعتمد من قبل المنظمة الدوليّة.
انغمس المفكر الفرنسي بيار بورديو في دراسة الأشخاص الذين لا يرغبون بالإدلاء بأصواتهم في استطلاعات الرأي. وخلص إلى أنهم غالباً ممن ينتمون إلى الفئات المهمّشة. أما في حالة الاستطلاع المذكور، فلا يُجدي نفعاً البحث عن أصحاب &laqascii117o;اللا إجابات" وخصائصهم الطبقية والاجتماعية، لأنهم لم يمنحوا أصلاً فرصة الإدلاء بأصواتهم.
وبغض النظر عن كل ذلك، ستُظهر تقارير &laqascii117o;الأمم المتحدة" وبياناتها الصحافية أن المشاورات الوطنية أفضت إلى &laqascii117o;الاتفاق" على الأهداف التنموية للألفية لما بعد 2015 في لبنان، بمشاركة الجميع، من خلال استطلاع للرأي!
www.ascii117n.org.lb

www.yoascii117tascii117be.com/watch?v=WjwXKSJ6t2s

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد