أخبار لبنان » «أم تي في» وجدت «القطبة المخفيّة»

108501_430- صحيفة 'السفير'
غفران مصطفى

&laqascii117o;صدرت نتائج الامتحانات الرسمية، مخلّفة وراءها تفاوتاً حاداً في نسب النجاح بين المحافظات اللبنانية، يكاد يبلغ حدوداً غير طبيعية تترك أكثر من علامة استفهام حول أسبابها". هكذا استهلّ مراسل قناة &laqascii117o;أم تي في" هيثم خوند تقريره &laqascii117o;الخاص" الذي عرضته القناة الخميس الفائت. &laqascii117o;أم تي في" اندهشت. تفاوت نسب النجاح بين محافظات لبنان وخاصة في الجنوب والنبطية، مفاجأة كبيرة، لا بل صدمة. &laqascii117o;فهل من قطبة مخفية تبرّر هذا التفاوت"، تسأل. منطلقات السؤال، جاءت، وبشكل فاضح، محشوّة بنبرة طائفيّة، ما أثار جدلاً واسعاً على مواقع التواصل خلال الأيّام الماضية.
بحثاً عن القطبة المخفيّة، لم يجد معدّ التقرير على &laqascii117o;أم تي في" إلا الإجابات التي تتناسب وأهواء المحطة. فعوضاً عن مواجهة وزارة التربية ببراهين &laqascii117o;التزوير" المفترض، يلجأ التقرير إلى سياسة العزف على أوتار مذهبيّة ومناطقيّة... كلّ ذلك بغياب أيّ أرقام رسميّة، بحجّة أنّ &laqascii117o;الحديث مع المسؤولين في وزارة التربية في هذا الموضوع مستحيل".
يخبرنا خوند أنّ &laqascii117o;سرّ" وصول نسب النجاح في الجنوب والنبطيّة إلى حدود التسعين في المئة، هو طرد لجان التفتيش التربوية من مراكز الامتحانات، من دون أن يعطي دليلاً على أيّ حادثة من ذلك النوع.
ثمّ، وبسحر ساحر، يربط التقرير بين &laqascii117o;التمييز الطائفي والمناطقي" المفترض في الامتحانات الرسميّة، والفساد في امتحانات الدخول إلى الجامعات اللبنانية. وإمعاناً في نبرته الطائفية، يصوّب التقرير استهجانه للفساد في الجامعة، إلى امتحانات الفرع الأوّل في الحدث.. &laqascii117o;المسؤولون عن الهيئات الطلابية في حركة &laqascii117o;أمل" يقومون &laqascii117o;بتنجيح" الطلاب الشيعة، مع أسفي الشديد لاستعمال هذا التعبير"، يقول أمين سر معهد العلوم الاجتماعية الدكتور أنطوان الخوري حرب، &laqascii117o;الخبير التربوي" الذي استفتاه التقرير. وجد معدّ التقرير في كلام الخوري حرب، ما يدلّنا على تلك &laqascii117o;القطبة المخفيّة"، وما يساهم في إيصال الرسالة. وإمعاناً في &laqascii117o;الإيضاح"، يواصل الأكاديمي: &laqascii117o;مع الأسف هناك فئات في لبنان لا تريد مستويات لدى حملة الشهادات، بل تريد شهادات بالكيلوهات من أجل تصنيف بعض البشر بأنّهم من حملة الشهادات"، يقول الخوري حرب. إذاً هناك طائفة من &laqascii117o;البشر" في لبنان، كلّ همّها التباهي بحيازة الشهادات، رغم عدم استحقاق أولئك &laqascii117o;البشر" أو &laqascii117o;الرعاع" أن يصنّفوا من حملة الشهادات!
كلّ ذلك، لم يسعف المشاهد في فهم &laqascii117o;سرّ" التفاوت في نسب النجاح بعد. لكنّ هيثم خوند يحسمها في نهاية التقرير، كمن وجد &laqascii117o;ضالته": &laqascii117o;الأكيد أن لا تفسير منطقياً للتفاوت الكبير بين محافظة وأخرى، إلا أننا طرقنا باب الفساد التربوي". والفساد التربوي ملف كبير. لكنّ &laqascii117o;أم تي في" ارتأت، وبتقرير واحد، أن تحسم الجدل حوله، وتحميل مسؤوليته كاملةً لفئة من &laqascii117o;البشر" تقطن الجنوب والنبطيّة. فهل كلّ أولئك البشر هم أصلاً من طائفة واحدة؟ وهل كلّ المدارس الرسميّة والخاصّة في تلك المنطقة، تابعة لأبناء طائفة معيّنة، دون غيرها؟
خرجت &laqascii117o;أم تي في" للرأي العام بتهمة تزوير، من دون أن توضح من يقف خلف تلك الفضيحة. جعلت القناة وجه المسؤول عنها مبهماً، كأنّها تقول بكلّ فجاجة: كلّ طالب &laqascii117o;شيعي" حاز شهادته هذا العام، هو مزوّر حكماً.
من جهتها، خرجت قناة &laqascii117o;أن بي أن" في تقرير لرشا الزين، لتردّ على تقرير خوند، واصفة إيّاه بأنّه &laqascii117o;يحمل أبشع إساءة لمجهود الطلاب ونزاهة الجسم التربوي من جهة، ويهدف إلى بثّ حملة طائفيّة مذهبيّة معيبة من جهة ثانية". ولم تجد الزين &laqascii117o;مستحيلاً" في الحديث مع الدوائر التربوية المعنيّة. وفي تقريرها، يردّ وزير التربية حسّان دياب نافياً &laqascii117o;طرد لجان التفتيش التربوية من مراكز الامتحانات"، قائلاً: &laqascii117o;لم تصلنا شكوى في هذا الموضوع". والسؤال هنا، لماذا لم تصدر وزارة التربية بياناً رسمياً، يردّ على ادعاءات &laqascii117o;أم تي في"، بعد كلّ ذلك الجدل، مكتفيةً بالظهور في تقرير إخباري، على محطّة تلفزيونيّة أخرى؟ لكن يبقى السؤال الأكبر، والذي يستحقّ كلّ طلاب لبنان إجابةً عنه: ما الذي تريده &laqascii117o;أم تي في"؟

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد