أخبار لبنان » صديقتنا جميلة دوت كوم

121879_430- صحيفة 'السفير'
سناء الخوري

تزامناً مع تكريم جميلة بوحيرد (1935)، أطلقت قناة &laqascii117o;الميادين" موقعاً إلكترونياً خاصاً للاحتفاء بالمناضلة الجزائرية الكبيرة. خلال أسبوع تلفزيوني تكريمي كامل، عرضت القناة سلسلة تقارير تفنّد سيرة واحدة من أبرز رموز الثورة الجزائريّة على الاستعمار الفرنسي، وتوّجت ذلك بمهرجان تكريمي ضخم، بعنوان &laqascii117o;جدارة الحياة". جُمعت تلك التقارير، وصور المهرجان، في رابط واحد، بجانب صور بوحيرد، وما كتب عنها في الصحف، وأبرز محطّات زيارتها إلى لبنان. وأُرفق الموقع بصفحة رديفة على &laqascii117o;فايسبوك"، تبعها حتّى الآن أكثر من 20 ألف معجب، تعرض مواد مرتبطة بأنشطة بوحيرد في لبنان.
على صفحة &laqascii117o;فايسبوك" الخاصة بمبادرة &laqascii117o;جدارة الحياة"، تنهال تعليقات الحبّ والتقدير لبوحيرد، تحت كلّ صورة وكلّ رابط. تحوّلت المناضلة الكبيرة خلال الأيام الماضية إلى نجمة، إلى ضيف &laqascii117o;صفّ أوّل" على المشاهدين، إلى &laqascii117o;ترند" إن جاز التعبير، كما تفترض تصنيفات الشاشة ومواقع التواصل. فجأةً، باتت جميلة قريبة من جيل يجهل الكثير عنها، وغير معنيّ ربما بنضالها وتاريخها.
لطالما ترسّخت تقاليد التكريم العربيّة، كعادة سقيمة، مليئة بالإطناب الإنشائي الخالي من أيّ معنىً. ندر أن تخرج علينا جهةٌ ما بتكريم خافتٍ، خالٍ من التطبيل المجوّف. ولسبب ما، شذّ تكريم جميلة بوحيرد عن تلك القاعدة. أهي خلطة سحريّة أوجدتها &laqascii117o;الميادين"، جعلتها تنجو من الشعاراتيّة التي وقعت فيها أحياناً؟ أم أنّها شخصيّة بوحيرد نفسها، بما فيها من خفر، ووضوح، فرضت أن تكون الخلاصة شبيهةً بها؟ ربما يكون هنالك سبب آخر، أو مصادفة من نوعٍ خاص، جعلت من الاحتفاء بجميلة رقيقاً كابتسامتها.
قبل أسابيع، انتشرت شائعة على منصّات الإعلام الجديد العربيّة، حول وفاة بوحيرد. مثقّفون وصحافيون تبادلوا العزاء بالمناضلة، بينما كانت هي تشرب القهوة في منزلها، حيّةً ترزق! الشائعة كانت تنبيهاً متأخّراً إلى افتقار المحتوى الإلكتروني العربي لمعلومات دقيقة حول بوحيرد، وغيرها من المناضلين الكبار. يقبع هؤلاء محنّطين في بيوتهم، مكبّلين في مراجع تاريخيّة غير محدّثة، بعيداً عن اهتمام الإعلام المشغول بملاحقة الراهن. قواعد البيانات العربيّة فقيرة أساساً على الشبكة، ومن يرغب في تدقيق معلومة تاريخيّة، أو البحث عن صورة لمناضل أو فنان، لن يجد ضالّته بسهولة. بعض الجهود الفرديّة، جعلت صفحات النوستالجيا الفنيّة والتاريخيّة والمعماريّة، تزدهر على مواقع التواصل، لتنشر صوراً من الخمسينيات والستينيات والسبعينيات. قصاصاتٍ بالأبيض والأسود، وأوراق متفرّقة من مجلات قديمة، لم تنقذ أرشيف جميلة بوحيرد ورفاقها، من الإهمال. فجأة، تظهر جميلة في الواجهة، بمبادرة من مؤسسة إعلاميّة، تعلن من خلالها موقفاً ملتزماً تجاه الذاكرة، وإن جاء ذلك في إطار ترويج تلك المؤسسة لنفسها بطريقة أو بأخرى.
يحتاج الموقع المخصص لجميلة بوحيرد إلى المزيد من المعلومات لإثراء محتواه، إذ أنّه يخلو من تفاصيل مهمّة، من بينها مثلاً صورة تجمعها برفيق دربها الحقوقي الراحل جاك فرجيس. إلا أنّ تلك النافذة تقدّم اللازم: صور عالية الجودة لبوحيرد الشابّة، سيرتها، سنوات سجنها، مواقفها، كلمات بعض من شاركوا في تكريمها الأسبوع الماضي في قصر &laqascii117o;الأونيسكو". تفاصيل مهمّة، لإعادة نضالها إلى الواجهة، وإنقاذه من النسيان.
أجمل ما يقدّمه الموقع، صور جميلة، بعيداً عن الكلام، وعن الخطابات والتقارير الإخباريّة. صورة جميلة في مواجهة سجّانيها، بشعرها الأسود، وعينيها الواسعتين، وصمتها المهيب. تنتبه إلى أنّ جميلة الأصليّة، أجمل من تجليّاتها في الشعر أو السينما. تشبه صديقة فيروز الجميلة، في الأغنية التي ألّفها الأخوان رحباني العام 1959، حين كانت تقبع في زنزانتها. صورة جميلة بالأبيض والأسود، تشبه &laqascii117o;لوزةً تزهر"، و&laqascii117o;قمراً أخضر"، و&laqascii117o;موجةً رمليّة".. وما زالت صورها على باب الثمانين، تزرع وجه الشمس بالبطولة"، تحتفظ بلفتتها النحيلة، وتلفح كالإعصار، في لحظة تاريخيّة تفتقد إلى الوضوح.

* موقع بوحيرد:
http://djamila-boascii117hired.com
www.yoascii117tascii117be.com/watch?v=G_sca4dlq7E

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد