أخبار لبنان » الأميركيّة تعيد إحياء جائزة كامل مروّة

ملاك مكي

أطلقت عائلة كامل مروة (1915 ــ 1966)، بالتعاون مع قسم الإعلام في &laqascii117o;الجامعة الأميركية في بيروت"، &laqascii117o;جائزة كامل مروّة في الصحافة والإعلام". ترتكز معايير الجائزة، وفق مدير برنامج الدراسات الإعلامية في الجامعة جاد ملكي، على اختيار الأساتذة لأفضل مشروع بحثي من بين مشاريع طلاب الماجستير في الإعلام، ومنها أبحاث مكتوبة، وأفلام وثائقيّة... تنافس هذا العام ثلاثون طالباً وطالبة، ونالت مايا مجذوب الجائزة عن فيلمها الوثائقي &laqascii117o;تلفزيون وائع" (52 د.).
منحت &laqascii117o;جائزة كامل مروة" سابقاً بين الأعوام 1966 و1975، لكنّها علّقت بسبب نشوب الحرب الأهلية، ويُعاد اليوم إطلاقها مع اقتراب الذكرى الخمسين لاغتياله. وتسلّمت مجذوب الجائزة مساء أمس خلال حفلة أقيمت في حرم الجامعة. يطرح &laqascii117o;تلفزيون وائع" رؤيةً نقديّة &laqascii117o;للشاشات اللبنانية التي ترسخ الطائفية السياسيّة والفكر التجاري"، انطلاقاً من المشاحنات الكلاميّة والعراكات بالأيدي والكراسي وأكواب المياه الرائجة على الشاشات المحليّة. أجرت مجذوب أبحاثاً عدّة لنقد مضمون القنوات اللبنانية، وخلفياتها، إلى جانب مصادر التمويل، وغرفت من الأرشيف مادّة بصريّة تلخّص سنوات من الممارسة الإعلاميّة اللبنانيّة المليئة بالعنف والتحريض. وتقول إنّ الجائزة تشكّل علامة تقدير لجهدها، وتشجّعها على الاستمرار في مجال نقد أداء وسائل الإعلام في لبنان.
تهدف الجائزة إلى التذكير بدور كامل مرّوة الريادي في تاريخ الصحافة اللبنانيّة والعربيّة، إذ إنّه يمثّل &laqascii117o;الاحترافيّة والموضوعية في الصحافة والإعلام والإبداع والشغف في تطوير المهنة ورفع مستواها"، بحسب ملكي. كما تطمح الجامعة من خلالها إلى تحفيز الطلاب على إجراء دراسات في مجال الإعلام الذي يعاني من نقص في الشقّ البحثي والنظري محليّاً، وفق تعبيره.
تكرّم الجائزة مروّة، ابن بلدة الزراريّة الجنوبيّة الذي يعدّ من أعلام الصحافة اللبنانيّة في سنوات نهضتها. بدأ مسيرته المهنيّة مطلع ثلاثينيّات القرن الماضي، بتحرير مجلة &laqascii117o;ثمرة الفنون"، وكان لا يزال طالباً في &laqascii117o;الجامعة الأميركيّة"، بالتعاون مع زميله رشدي معلوف. عمل محرِّراً في جريدة &laqascii117o;النداء" لصاحبها كاظم الصلح، ثم في جريدة &laqascii117o;النهار". بعد نشوب الحرب العالمية الثانية في العام 1939، أصدر مجلة أسبوعية باسم &laqascii117o;الحرب المصورة" بالاشتراك مع الشيخ فؤاد حبيش. ثمّ لجأ مع مجموعة من الشباب العرب بقيادة أمين الحسيني ورشيد عالي الكيلاني إلى بلغاريا وألمانيا، هرباً من ملاحقة قوات الحلفاء التي احتلّت لبنان وسوريا العام 1942. له مذكرات عن تلك الحقبة بعنوان &laqascii117o;بيروت، برلين، بيروت" (رياض الريس). عاد إلى بيروت بعد نهاية الحرب العام 1945 فتعرّض للاعتقال من قبل سلطات الانتداب الفرنسي، ثمّ أطلق سراحه. في العام 1946، أسس جريدة &laqascii117o;الحياة"، وفي العام 1952، جريدة &laqascii117o;دايلي ستار" باللغة الإنكليزية، وأصدر مجلة &laqascii117o;لوماتان" باللغة الفرنسية في العام 1959. واغتيل مساء 16 أيار/ مايو 1966 في مكتبه في مبنى &laqascii117o;الحياة" في بيروت.
يقول نجل الراحل مالك مروّة إنّ والده كان يعدّ الصحافة &laqascii117o;رسالة لتقدّم المجتمع العربي وتطوره، ولطرح الأفكار الجديدة، والخروج عن المعتقدات البالية". كان يسمّيها &laqascii117o;مهنة المتاعب" لما يتوجّب على من يختارها بذله من جهد. ويضيف مروّة أنّ الصحافي الراحل كان صاحب مبادرات تجديديّة كثيرة، منها تحديث تقنيات الخط العربي التي ساهمت في دخول اللغات العربية، والفارسية، والكردية في عالم الطباعة الحديث والرقمي، إلى جانب كونه مناصراً للقضيّة الفلسطينيّة.
المصدر: صحيفة السفير

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد