أخبار لبنان » المحكمة الخاصة: وقائع مرتبكة لشاهد سرّي

حكمت عبيد
بعد عشر سنوات على اغتيال الرئيس رفيق الحريري، لا تبدو بعض شهادات الادعاء لدى المحكمة الخاصة بلبنان ذات قيمة جنائية، خاصة الشهادات التي يحاول من خلالها الادعاء تجميع بعض العبارات المتقطعة التي تفيد الخلفية السياسية للقرار الاتهامي.
ومن هذه الشهادات، ما أدلى به أمس شاهد سري، هو عريف بقوى الأمن الداخلي، وقد أورد بعض المعطيات المثيرة، كانت موضع استغراب قضاة الغرفة الأولى، خاصة وأن عدداً من الشهود السابقين ممن كانوا أقرب للرئيس الحريري، لم يذكروا هذه الوقائع على أهميتها.
ومن هذه الوقائع أن (اللواء) رستم غزالة قد حضر إلى قصر قريطم في العام 2005 &laqascii117o;بموكب أمني كبير من المخابرات السورية.. لتهديد رفيق الحريري، وكان الوضع صعباً جداً".
أضاف الشاهد: &laqascii117o;وصل الموكب ونزلوا بشراسة كأنهم أتوا لقتل الحريري أو خطفه، ونحن كنا واقفين على باب القصر فسمعت من أحد الشباب المرافقين أنهم قالوا للرئيس: إذا أخطأت معنا نخطف الست هند.. وهي ابنة الرئيس".
واللافت في معلومات الشاهد، أنه لم يذكر هذه الواقعة أمام قاضي التحقيق العدلي في لبنان أو أي مرجع آخر، وهو ما استفسر عنه القاضي وليد عاكوم ثم القاضي دايفيد راي الذي سأله عن سبب عدم الإدلاء بهذه المعلومات أمام محققي الادعاء، فأجاب الشاهد: &laqascii117o;لم يسألوني"، فرد راي &laqascii117o;هم بالتأكيد لم يكونوا على علم بهذه الحادثة"، فأجاب الشاهد: &laqascii117o;كنت قد نسيت والآن بدأت بالتذكر، فأنا آخذ حبوب أعصاب وأنسى كثيراً".
وعن مصدر معلوماته قال الشاهد إنه سمعها من أحد المرافقين كان يتحدث لزميل له، &laqascii117o;وعلى الأرجح أنه سمعها من شخص من داخل القصر". ولم يتذكر الشاهد أسماء المرافقين، مصدر المعلومة.
ومن المعطيات التي أوردها الشاهد أنه لم ير أي شاحنة أو فان كانت متوقفة أمام فندق السان جورج باستثناء الشاحنة الصفراء التي كانت محملة بالحديد. وأن أجهزة التشويش في الموكب كانت تعمل &laqascii117o;لأنه كلما اقتربنا من السيارات المتوقفة إلى جانب الطريق كانت تزمر".
وقال الشاهد إنه كان برفقة أحد أصدقائه قبل أيام من الانفجار ومرا بمنطقة السان جورج، حيث &laqascii117o;لاحظت وجود حفرة كبيرة أمام الفندق، وقد وقعنا فيها، وكانت عميقة لدرجة أن الحانط انكسر". وأضاف أن &laqascii117o;هذه الحفرة كانت قد ردمت عندما مررنا يوم الانفجار". وقال إن &laqascii117o;اللواء علي الحاج سأله ما إذا كان قد قتل وسام الحسن في الانفجار".

الحاج: أعادنا الى زمن شهود الزور

وصف المدير العام السابق لقوى الأمن الداخلي اللواء علي الحاج شهادة &laqascii117o;الشاهد السري" بـ&laqascii117o;شهادة زور جديدة". وقال اللواء الحاج، في بيان أصدره امس، &laqascii117o;مرة جديدة يطل شاهد زور آخر، وهذه المرة سري ومقنع برتبة عريف في القوى الأمن الداخلي، ليعيدنا الى زميله أبو كيس وزهير محمد الصديق، وجميعهم من نتاج مصنع التزوير نفسه الحائز على براءة الكذب والافتراء وتضليل التحقيق وحرفه".
أضاف الحاج: &laqascii117o;وإن كنا نرأف بحال هذا الأخير المسكين، فإننا نعد من خلفه أننا لن نتناوله بأي رد، لأن الردود على شهود الزور وبعضهم برتبة سياسيين تضم جميعها وتودع المحكمة الدولية، التي نريد لها أن تكون بحجم شهادة الرئيس رفيق الحريري رحمه الله، لا بمستوى شهود الزور ومن خلفهم".

الادعاء و&laqascii117o;المتضررين" لا ينويان استدعاء السيد

أبدى كل من الادعاء لدى المحكمة والممثل القانوني للمتضررين بيتر هينز عدم رغبتهما باستدعاء اللواء جميل السيد بصفته شاهداً.
وقال المحامي ألكسندر ميلن، رداً على سؤال للقاضي راي بهذا الشأن: &laqascii117o;أستطيع، بكل ثقة أن أقول إنه لا يرد على قائمة الشهود الخاصة بنا ولا ننوي حالياً أن ندرجه على قائمة الشهود". وعقب هينز على موقف ميلن: &laqascii117o;نحن لدينا الموقف نفسه".
المصدر: صحيفة السفير

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد